استقبلت مطارات السعودية أولى طلائع الحجاج، إذ وصلت الأحد 6 رحلات تحمل 1900 من ضيوف الرحمن، وسوف يستمر توافدهم حتى 22 يونيو (حزيران)، الموافق الرابع من شهر ذي الحجة (بالتقويم الهجري).
أولى طلائع قوافل رحلات الحجيج المستفيدين من مبادرة «طريق مكة» وصلت من ماليزيا وبنغلاديش وحطت في المدينة المنورة وجدة، حيث استقبل مجمع الحج والعمرة بمطار الملك عبد العزيز في جدة الأحد 1257 حاجاً قدموا عبر 3 رحلات متتالية من بنغلاديش، فيما استقبل مطار الأمير محمد بالمدينة المنورة 735 حاجاً من ماليزيا قدموا على متن الخطوط الماليزية على 3 رحلات متتالية أيضاً، وسط استعدادات متكاملة من جميع الجهات الحكومية والخاصة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
طريق مكة
«طريق مكة» واحدة من مبادرات وزارة الداخلية السعودية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وهي من برامج «رؤية 2030»، وتهدف إلى استقبال ضيوف الرحمن، وإنهاء إجراءاتهم من بلدانهم بسهولة ويسر، بدءاً من إصدار التأشيرة إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، مروراً بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة، بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في السعودية، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى الحافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة؛ في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.
وتواصل وزارة الداخلية السعودية تنفيذ مبادرة «طريق مكة» للعام الخامس مع حجاج 7 دول. هي المغرب، وإندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وبنغلاديش، ولأول مرة تركيا، وكوت ديفوار.
وضمن مراسم الاستقبال الرسمية، التي حضرها مسؤولون من عدة جهات، قدم وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج، الدكتور عائض الغوينم، الهدايا التذكارية لحجاج بنغلاديش عقب إنهاء إجراءات دخولهم بيسر وسهولة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نستقبل اليوم أول وفود الحجيج لموسم حج 1444، في مجمع الحج والعمرة بمطار الملك عبد العزيز بجدة، ضمن مبادرة طريق مكة، وسيستمر تدفقهم عبر مطاري جدة والمدينة المنورة حتى الرابع من شهر ذي الحجة».
من جهة أخرى، أوضح ساهر مطر رئيس مجلس إدارة شركة الوكلاء لخدمة الحجاج، المشاركة في مبادرة «طريق مكة» لـ«الشرق الأوسط» أنه جرى فرز وترميز الأمتعة من الدول السبع القادم منها الحجاج، مذكراً بأن مبادرة «طريق مكة» تستهدف تخفيض بقاء الحاج في المطارات والمنافذ إلى 30 دقيقة في القدوم، وأقل من ساعتين في المغادرة.
وتبلغ نسبة الكوادر النسائية التي تقدم الخدمات للحجاج في العمل الميداني بالمطارات والمنافذ البرية والمتقدمة لدى «الوكلاء» 60 في المائة، فيما بلغت نسبة التوطين 100 في المائة، في الكوادر الإدارية والتشغيلية والتنظيمية»، بحسب ساهر مطر.
نقل مريح... وآمن
أعلنت وزارة النقل والخدمات اللوجستية عن اكتمال منظومتها واستعداداتها وجاهزية خططها التشغيلية وكوادرها الفنية والمتخصصة لخدمة حجاج بيت الله الحرام لهذا العام 1444، والمساهمة في توفير وصول آمن وانسيابي للحجاج في مختلف القطاعات الجوية والبرية والبحرية والسككية منذ وصولهم إلى المملكة ومرورهم بالمشاعر المقدسة حتى إتمام نسكهم والمغادرة إلى بلدانهم، بما يحقق توجيهات القيادة الرشيدة في تسخير كافة الجهود والإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وشملت الاستعدادات متابعة الهيئة العامة للطيران المدني والتأكد مـن تطبيق معايير السلامة والجودة كافة من قبل مزودي الخدمة من مطارات وناقلات ومثيلاتها، في حين أشرفت شركة مطارات القابضة على جاهزية الخطط التشغيلية لتنفيذ مرحلتي وصول ومغادرة الحجاج عبر ما يقارب 7700 رحلة طيران، خصص فيها ما يقارب مليون مقعد لضيوف الرحمن، ستهبط في مطار الملك عبد العزيز في جدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة، ومطار الطائف الدولي، بالإضافة إلى مطار الأمير عبد المحسن الدولي في ينبع، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار الملك فهد الدولي بالدمام.
استعدادات لوجستية
تركز الهيئة العامة للنقل أعمالها التنظيميـة والإشرافية على خدمات النقل البـري والبحري والسككي والتأكد من امتثال الشركات المرخصة للأنظمـة والتشريعات والاشتراطات الفنية التي تضمـن سلامة نقل الحجاج بأعلى معايير الراحة والأمان، عبر تهيئة 34 ألف حافلة، وأكثر من 120 مراقباً ميدانياً سيعملون عبر مداخل مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، للتأكد من التزام المنشآت المرخصة في أنشطة النقل البري والبحري والسككي، بالإضافة إلى تفعيل 3 تجارب عملية في تقنيات النقل الحديثة.
وحرصت الهيئة العامة للموانئ على رفع درجات الكفاءة ومستويات الأداء، لإنهاء إجـراءات الاستقبال والتفويج، واستلام أمتعة الحجاج، حتى انتقالهم لتأدية نسكهم بيسر وطمأنينـة، من خلال خطـة تشغيلية ولوجستية متكاملة، تستوعب استقبـال أكثر مـن 10 آلاف حاج عبر ميناء جدة الإسلامي وتخصيص عدد 361 كادراً بشرياً و100 نقطة لإجراءات الجوازات، و300 عربة متطورة لنقـل أمتعة الركاب، وتجهيز صالتي القدوم والمغادرة والتأكد من سلاسـة الحركة، وتواجد المختصين بالأماكن المحددة؛ لضمان استمرارية الأعمال بالميناء، وتسهيل حركة الحجاج منذ وصولهـم حتى مغادرتهم.
كما وضعت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) كامل إمكاناتها للمساهمة في تحسين تجربة الحاج عبر تنقله بكل سهولة ويسر في قطار الحرمين السريع، الذي يعد أحد أسرع 10 قطارات فـي العالم، حيث يربط الحرمين الشريفين بعضهما ببعض، مروراً بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومدينة جدة، بالإضافة إلى التأكد من جاهزية قطار المشاعر واكتمال عمليات الصيانة الوقائية واختبار جاهزية القطارات والمحطات، وذلك بتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة؛ لضمان تشغيل القطار الذي ينطلق تشغيل رحلاته الفعلي ابتداء من يوم السابع من ذي الحجة حتى نهايـة أيام التشريق، وتبلـغ طاقتـه الاستيعابية القصوى 360 ألف حاج من ضيوف الرحمن، عبر مساراته المتعددة في المشاعر المقدسـة بين 9 محطات في كل من عرفات ومزدلفة ومنى عبر 17 قطاراً.