توافق «الوزاري العربي» على قرارات قمة جدة

ترحيب بعودة سوريا وإدانة للإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين

اجتماع وزراء الخارجية العرب في جدة (واس - رويترز)
اجتماع وزراء الخارجية العرب في جدة (واس - رويترز)
TT

توافق «الوزاري العربي» على قرارات قمة جدة

اجتماع وزراء الخارجية العرب في جدة (واس - رويترز)
اجتماع وزراء الخارجية العرب في جدة (واس - رويترز)

قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب جرى في أجواء جيدة وهادئة وإيجابية، وكانت به تفاهمات كثيرة أدت إلى أن الاجتماع لم يستمر وقتاً طويلاً، وكان التوافق هو السمة الرئيسية لكافة القرارات التي تم رفعها للقمة العربية المقرر عقدها الجمعة.

وأشار إلى أن الاجتماع تناول موضوعات عدة، معظمها موضوعات سياسية، تتعلق بالقضية المركزية وهي قضية فلسطين أو بمختلف تطورات الأوضاع في مناطق الأزمات، أو التدخلات الأجنبية الخارجية في شؤون الدول العربية. ولفت إلى أن هناك حزمة من القرارات مرفوعة من المجلس الاقتصادي الاجتماعي. وقال إن القرارات التي ستعرض على القمة العربية «هي قرارات تتناول الشأن العربي بمختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، معرباً عن أمله في أن تكون دفعة للعمل العربي المشترك، وأن تتضمن إسهامات جيدة فيما يتعلق بتسوية النزاعات القائمة والتخفيف من وقعها.

وزيرا الخارجية السعودي والسوري في جدة (وزارة الخارجية السعودية - أ.ف.ب)

وفيما يتعلق بعودة سوريا، قال زكي إن «هذه العودة تدشن لمرحلة جديدة من التعامل مع الوضع في سوريا وتطوراته»، مشيراً إلى أن «هناك مشروع قرار في هذا الشأن»، واصفاً إياه بأنه «مشروع واقعي يتعامل مع الوضع الحالي في ضوء الاجتماعات التي سبق أن جرت، سواء في جدة أو في عمّان، والتفاهمات التي تمت في هذا الخصوص مع الجانب السوري أيضاً». وتابع: «بالفعل هذا تطور إيجابي يجب أن يأخذ الجميع به علماً»، متوقعاً أن «يكون هناك إسهام عربي ملموس في استعادة الهدوء والاستقرار والأمن في سوريا ومحاولة مساعدتها في التعامل مع المشكلات الكثيرة التي تواجهها جراء المحاولة السابقة». وأكد مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية.

وزير خارجية سوريا فيصل المقداد في جدة (أ.ف.ب)

ووصف زكي مستوى المشاركة في القمة بأنه جيد، وقال: «كالعادة سيشارك بعض القادة، في حين لن يتمكن البعض الآخر من الحضور لأسباب تخص كل دولة».

وبشأن مشاركة السودان في القمة، قال الأمين العام المساعد إن «هناك مبعوثاً سودانياً سيمثل رئيس المجلس الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان في القمة العربية»، مشيراً إلى أن «مشروع القرار المطروح على القمة يأخذ في اعتباره كل التطورات الحاصلة، بما في ذلك التوقيع على إعلان جدة الإنساني الذي صدر منذ عدة أيام، إضافة إلى عدد من الموضوعات الأخرى التي تمثل أهمية في السودان». ولفت إلى اجتماع مجموعة الاتصال العربية، الأربعاء، بشأن السودان، التي تضم السعودية ومصر، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية.

وحول إمكانية أن يكون هناك حل سياسي عربي يقدم إطاراً سياسياً للأزمة في السودان، قال الأمين العام المساعد إن «هناك جهداً في جدة يبذل برعاية المملكة العربية السعودية، ويشارك فيه طرفا الصراع، القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع». وأضاف: «هذه مباحثات مهمة تتناول الموضوع من جوانب كثيرة، لكن المسألة تحتاج طبعاً إلى وقت وجهد مكثف، وإرادة الأطراف، من أجل التوصل إلى التسوية المناسبة».

وأكد السفير حسام زكي أن «القضية الفلسطينية هي محور من محاور العمل العربي المشترك. والقمة العربية تتناول القضية الفلسطينية بكل اهتمام»، مشيراً إلى أن «القمة الحالية أصدرت عدة قرارات ذات أهمية بشأن الوضع الفلسطيني». ونوّه إلى «ما تقوم به حكومة الاحتلال من إجراءات ضد الشعب الفلسطيني، هي إجراءات غير شرعية، ومدانة دولياً، وليس عربياً فحسب». وشدد على أن «الدعم العربي الفلسطيني مستمر، والدعم السياسي مستمر، وهناك لجنة مشكلة بقرار من القمة العربية السابقة بالجزائر بخصوص دعم فلسطين، وقد عقد اليوم اجتماع بخصوص دعم فلسطين وعضويتها في الأمم المتحدة ودعم الاعتراف بها دولياً».

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في اجتماع جدة تحضيراً للقمة العربية (واس - أ.ب)

وبشأن سد النهضة الإثيوبي، أوضح زكي أنه «لأول مرة سوف يتم طرح موضوع سد النهضة على القمة العربية»، مشيراً إلى أنه سبق وضع هذا الأمر بنداً دائماً على أجندة مجلس وزراء الخارجية العرب. وقال إنه سيستمر بنداً دائماً لحين أن تقرر الدول المعنية خلاف ذلك، وقال إن هناك دعماً عربياً لموقف مصر والسودان، والأمانة العامة للجامعة الدول العربية تؤيد الموقف المصري والسوداني في هذا الموضوع تأييداً كاملاً، ونأمل أن يجد طريقه إلى الحل بشكل يحقق مصلحة الطرفين، ودون أن يفتئت على مصلحة الطرف الثالث.

وحول إمكانية دعوة دول غير عربية لحضور القمة، مثل إيران وتركيا وباكستان، قال الأمين العام المساعد إنه «لا يعتقد أن هذه الدول مدعوة إلى القمة العربية، ولكن ربما تكون هناك دعوة وجّهت إلى دول غير عربية».

وأعرب عن اعتقاده أن «القمة العربية في جدة تمثل روحاً إيجابية وطيبة في العلاقات العربية العربية وذلك عبر التفاهمات التي رأيناها والحضور المميز لوزراء الخارجية العرب اليوم والتوافقات التي تمت على مدار اليومين الماضيين».

وأوضح أنها «تمثل روحاً إيجابية في التعامل العربي مع أطراف أخرى، شريطة أن تستمر هذه الأطراف في التعاون واحترام الجيرة والأسس التي تقوم عليها العلاقات السوية بين الدول».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان سيتم التطرق إلى موضوع إعادة إعمار سوريا واللاجئين خلال القمة، قال السفير زكي إن «هذا الموضوع له تعقيدات كثيرة، ويرتبط بالعقوبات المفروضة على سوريا حتى الآن، وهذا الموضوع يستحق أن يناقش بشكل منفصل، كونه موضوعاً مهماً، له ارتباطات وتشابكات كثيرة، وليس الأمر بهذه السهولة».

وحول الخلافات المغربية - الجزائرية، أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أنه «ليس هناك أمر أكثر مما نحن معتادون عليه، وتم احتواؤه، والجميع إخوة». وأشار إلى أن البحرين أبدت استعدادها لاستضافة القمة المقبلة بعد السعودية.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)

بعد تمديد ولاية «الأونروا»... أبو الغيط يدعو الدول المانحة إلى التحرك لسد فجوة التمويل

رحّب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بنتائج تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الموافقة على تمديد ولاية «الأونروا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من حفل جائزة التميز الحكومي العربي 2025 (الشرق الأوسط)

السعودية تحصد 6 جوائز في «التميز الحكومي العربي 2025»

حقّقت السعودية إنجازاً جديداً في مسيرة التطوير والابتكار الحكومي، بحصدها 6 جوائز ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025.

«الشرق الأوسط» (دبي)
العالم العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)

أبو الغيط يطالب بقرارٍ أممي للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، أهمية استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أبو الغيط يتلو كلمته في افتتاح «الملتقى الإعلامي العربي» في بيروت (وزارة الإعلام)

أبو الغيط: الجامعة العربية تدعم مطالب لبنان بانسحاب إسرائيل من أراضيه

أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنّ الجامعة تقف إلى جانب لبنان في مطالبه بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيه وتطبيق القرار «1701».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الإمارات تدين مداهمة «الأونروا» وتحذّر من تقويض حل الدولتين

مبنى وزارة الخارجية الإماراتية (وام)
مبنى وزارة الخارجية الإماراتية (وام)
TT

الإمارات تدين مداهمة «الأونروا» وتحذّر من تقويض حل الدولتين

مبنى وزارة الخارجية الإماراتية (وام)
مبنى وزارة الخارجية الإماراتية (وام)

دعت دولة الإمارات إلى ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، ووضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حلّ الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وجاءت تلك الدعوة في سياق إدانة الإمارات الشديدة لمداهمة القوات الإسرائيلية لمقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، وما تخلل ذلك من إجراءات تُعيق الوكالة عن القيام بعملها الأساسي في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وشدّدت، عبر بيان لوزارة الخارجية، على الدور الفاعل والرئيسي الذي تضطلع به الأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها جراء استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

وأكّدت الوزارة أن هذه الممارسات تتعارض مع بنود ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية، وتمثل انتهاكاً خطيراً من شأنه تفاقم الوضع الإنساني الحرج، مشددةً على ضرورة تمكين الأونروا وسائر وكالات ومنظمات الأمم المتحدة من القيام بدورها في إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين بشكل عاجل وآمن ودون أي عوائق.

وجدّدت دولة الإمارات تأكيد التزامها الثابت بتعزيز السلام والعدالة وصون حقوق الشعب الفلسطيني، بما ينسجم مع القانون الدولي والجهود الدولية لحماية المدنيين.


وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يناقشان المستجدات

الأمير فيصل بن فرحان والوزيرة إيفيت كوبر (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان والوزيرة إيفيت كوبر (الخارجية السعودية)
TT

وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يناقشان المستجدات

الأمير فيصل بن فرحان والوزيرة إيفيت كوبر (الخارجية السعودية)
الأمير فيصل بن فرحان والوزيرة إيفيت كوبر (الخارجية السعودية)

ناقش الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع نظيرته البريطانية إيفيت كوبر، المستجدات الإقليمية والدولية.

جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الأمير فيصل بن فرحان من الوزيرة كوبر، الأربعاء، بحثا خلاله الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.


سعود بن مشعل: خدمة المقدسات وقاصديها على هرم أولويات السعودية

الأمير سعود بن مشعل لدى ترؤسه الاجتماع في مكة المكرمة الأربعاء (إمارة المنطقة)
الأمير سعود بن مشعل لدى ترؤسه الاجتماع في مكة المكرمة الأربعاء (إمارة المنطقة)
TT

سعود بن مشعل: خدمة المقدسات وقاصديها على هرم أولويات السعودية

الأمير سعود بن مشعل لدى ترؤسه الاجتماع في مكة المكرمة الأربعاء (إمارة المنطقة)
الأمير سعود بن مشعل لدى ترؤسه الاجتماع في مكة المكرمة الأربعاء (إمارة المنطقة)

أكّد الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، أن السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، «أولت خدمة المقدسات وقاصديها اهتماماً خاصاً، وجعلتها على هرم الأولويات».

جاء ذلك لدى ترؤسه، الأربعاء، اجتماعاً بحضور المهندس غازي الشهراني الرئيس التنفيذي لـ«هيئة العناية بشؤون الحرمين»، اطّلع خلاله على أبرز الأعمال والبرامج التشغيلية والخدمات النوعية المقدمة لضيوف الرحمن، وما تشهده منظومة العناية بالحرمين من تطوير مستمر يواكب تزايد أعداد القاصدين.

وأضاف الأمير سعود بن مشعل أن السعودية سخَّرت الإمكانات كافة لتطوير الحرمين الشريفين والعناية بهما، منوهاً بأن ذلك لم يقتصر على التوسعات والمشروعات الكُبرى، بل امتد إلى أدق التفاصيل التي تمسّ راحة القاصدين، وتمكّنهم من أداء عباداتهم في أمن وطمأنينة وراحة.

ولفت نائب أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن القيادة السعودية ستواصل هذا النهج انطلاقاً من استشعار عِظم المسؤولية المناطة بها وشرف الخدمة التي اختصّها الله بها.

وجرى خلال الاجتماع أيضاً استعراض مبادرات الهيئة الهادفة لرفع كفاءة الأداء، وتجويد الخدمات المقدمة بشكل مستمر.