هجمات حوثية وضربات غربية في الشهر الرابع من التصعيد البحري

الجماعة تبنت قصف سفينة دنماركية وأقرت بغارة شمال الحديدة

تشكك الحكومة اليمنية في فاعلية الضربات الغربية ضد الحوثيين وتدعو إلى دعم قواتها لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة (أ.ب)
تشكك الحكومة اليمنية في فاعلية الضربات الغربية ضد الحوثيين وتدعو إلى دعم قواتها لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة (أ.ب)
TT

هجمات حوثية وضربات غربية في الشهر الرابع من التصعيد البحري

تشكك الحكومة اليمنية في فاعلية الضربات الغربية ضد الحوثيين وتدعو إلى دعم قواتها لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة (أ.ب)
تشكك الحكومة اليمنية في فاعلية الضربات الغربية ضد الحوثيين وتدعو إلى دعم قواتها لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة (أ.ب)

في الشهر الرابع من التصعيد البحري الذي بدأته الجماعة الحوثية في اليمن، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، تبنت الجماعة، السبت، قصف سفينة في جنوب البحر الأحمر، كما أقرت بتلقي ضربات «أميركية ـ بريطانية».عديدة بلغ عددها خمس، في مناطق متعددة شمالوجنوب الحديدة.

وأكد الجيش الأميركي الهجوم الذي تعرضت له، الجمعة، السفينة، مشيراً إلى أنها دنماركية وليست بريطانية كما زعمت الجماعة الحوثية، وأفاد بتوجيه ضربات استباقية استهدفت مواقع للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، دون ورود تفاصيل بخصوص سقوط ضحايا.

تتهم الجماعة الحوثية بتلقي الدعم والتدريب من إيران ومن «حزب الله» اللبناني (إ.ب.أ)

وتجزم الحكومة اليمنية بأن الضربات الغربية لن تؤثر على قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وأن الحل البديل هو دعم قواتها لاستعادة مؤسسات الدولية وتحرير الحديدة وموانئها وإرغام الجماعة الموالية لطهران على السلام وإنهاء الانقلاب على التوافق الوطني اليمني.

وقال إعلام الجماعة الحوثية، إن غارة أميركية بريطانية ضربت (عصر السبت بتوقيت صنعاء) موقعاً بالقرب من ميناء رأس عيسى في مديرية الصليف على بعد نحو 70 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة الحديدة التي حولتها الجماعة إلى قاعدة عسكرية لمهاجمة السفن وتهريب الأسلحة الإيرانية.

ولم يذكر إعلام الجماعة أي تفاصيل بخصوص الضربة، فيما يعلن الجيش الأميركي على الفور تبنيه للهجوم الذي بات ضمن الروتين اليومي، في سياق محاولة الحد من قدرات الحوثيين العسكرية.

في غضون ذلك، تبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان، السبت، مهاجمة ناقلة نفط زعم أنها بريطانية في البحر الأحمر، وأن قوات جماعته البحرية استهدفتها بعدة صواريخ مناسبة وأصابتها إصابة مباشرة.

وتوعد المتحدث الحوثي بالمزيد من الهجمات حتى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة وإدخال المساعدات إلى سكانها، وهي السردية التي تروجها الجماعة للتبرير لهجماتها، مستغلة عاطفة الشعب اليمني لحشد وتجنيد الآلاف في مناطق سيطرتها وجمع الأموال.

وجدت الجماعة الحوثية في حرب غزة فرصة للهروب من السلام اليمني والتصعيد في البحر الأحمر وخليج عدن (رويترز)

ومنذ بدء الضربات الأميركية والبريطانية ضد مواقع الجماعة الحوثية للحد من قدراتها على شن الهجمات البحرية بالصواريخ والمُسيّرات والقوارب المفخخة، تحولت هذه الضربات إلى روتين شبه يومي، غير أنها لم تَحُل دون استمرار قدرة الجماعة على تهديد السفن.

وشنّ الحوثيون، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نحو 47 هجوماً ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وأدت الهجمات إلى تضرر 8 سفن على الأقل، واختطاف السفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها حتى اللحظة.

إقرار أميركي

غداة سريان قرار واشنطن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية على نحو خاص، أقر الجيش الأميركي بالهجوم الحوثي على سفينة بريطانية، وتبنى شن ضربات استباقية، الجمعة، على مواقع للجماعة، وصفها بـ«الدفاع عن النفس».

وأوضح البيان الصادر عن القيادة المركزية الأميركية أن الجماعة الحوثية أطلقت منذ مساء الجمعة وحتى الساعة الواحدة صباحاً من يوم السبت أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن من المناطق التي تسيطر عليها إلى البحر الأحمر.

وأضاف أن ثلاثة صواريخ على الأقل تم إطلاقها باتجاه السفينة التجارية «إم تي بولوكس»، وهي سفينة ترفع علم بنما ومملوكة للدنمارك ومسجلة في بنما. مؤكداً أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من «إم تي بولوكس» أو أي سفينة أخرى في المنطقة.

وبشأن توجيه ضربات استباقية، أوضح البيان أن قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت، الجمعة، بنجاح ضربتين للدفاع عن النفس ضد صاروخ كروز متنقل مضاد للسفن وقارب مسيّر.

وأضاف أن القيادة المركزية الأميركية حددت الصاروخ المحمول والقارب المسير في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقررت أنها تمثل تهديداً وشيكاً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة، وقامت بتدميرها.

من جهتها، كانت هيئة العمليات التجارية البحرية في المملكة المتحدة، وشركة أمبري الأمنية المتخصصة في النقل البحري، تحدثتا عن ضربة صاروخية شمال غربي مدينة المخا اليمنية، استهدفت سفينة، وأصابتها بأضرار طفيفة دون تعرض طاقمها للأذى.

في السياق نفسه، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ صاروخاً أطلق من اليمن ضرب الجانب الأيسر من السفينة «إم تي بولوكس» التي ترفع العلم البنمي وكانت متّجهة إلى الهند وتحمل النفط الخام.

ينسب الحوثيون أنفسهم إلى ما يسمى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

وأضافت الخارجية الأميركية أنّ «هذا مثال جديد على الهجمات غير القانونية على النقل البحري الدولي التي ما زالت مستمرّة بعد دعوات عديدة للحوثيين لوقف أنشطتهم»، معلنة رسمياً إدراج المتمرّدين الحوثيين في اليمن على قائمة «الإرهاب» على خلفية هجماتهم على حركة الملاحة في البحر الأحمر.

وكان الجيش الأميركي، أقر الجمعة، بإصابة سفينة شحن بريطانية في خليج عدن جراء هجوم صاروخي حوثي، بالتزامن مع اعتراف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بتلقي مواقعها 5 غارات.

وتتعاظم المخاوف من انهيار مساعي السلام اليمني جراء هذا التصعيد، فضلاً عن مخاطر التداعيات الإنسانية المحتملة الناجمة عن ارتفاع كلفة الشحن والتأمين ووصول الغذاء إلى ملايين اليمنيين الذين يعيشون على المساعدات.

وأعلن الجيش الأميركي، الخميس الماضي، ضبط ومصادرة شحنة أسلحة إيرانية في بحر العرب، كانت في طريقها للحوثيين وتشمل أكثر من 200 حزمة تحتوي على مكونات صواريخ باليستية متوسطة المدى، ومتفجرات، ومكونات زوارق مُسيّرة ومُعدّات اتصالات وشبكات عسكرية، ومجمعات قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، ومكونات عسكرية أخرى.

فرقاطة ألمانية متجهة إلى البحر الأحمر للمشاركة في التصدي للهجمات الحوثية ضد سفن الشحن (رويترز)

وكانت إحدى الهجمات الحوثية أصابت سفينة شحن يونانية جنوب البحر الأحمر بأضرار، الاثنين الماضي، عندما كانت تحمل شحنة من الذرة من البرازيل إلى ميناء الخميني في إيران، وفق ما ذكره بيان أميركي.

وردّت واشنطن على تصعيد الحوثيين بتشكيل تحالف دولي أطلقت عليه «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، قبل أن تشنّ، ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضربات على الأرض في نحو 18 مناسبة حتى الآن شملت عشرات الغارات، وهي الضربات التي شاركت لندن في 3 موجات منها، إلى جانب العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيّرات الحوثية.

واعترف الحوثيون حتى الآن، بمقتل 22 عنصراً في هذه الضربات الغربية، إلى جانب 10 قُتلوا في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في البحر الأحمر، بعد تدمير البحرية الأميركية زوارقهم، رداً على محاولتهم قرصنة إحدى السفن.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أميركية ومدمرتين

الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة (أرشيفية - د.ب.أ)
الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أميركية ومدمرتين

الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة (أرشيفية - د.ب.أ)
الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة (أرشيفية - د.ب.أ)

قال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في اليمن يحيى سريع، الثلاثاء، إن قوات الجماعة استهدفت حاملة الطائرات الأميركية (أبراهام لينكولن) في البحر العربي، ومدمرتين أميركيتين أخريين في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وأضاف على منصة «إكس» أن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر للحوثيين استهدفا حاملة الطائرات «أثناء تحضير أميركا لتنفيذ عمليات معادية تستهدف بلدنا، وحققت العملية أهدافها بنجاح».

وتابع قائلاً: «في عملية أخرى تم استهداف مدمرتين أميركيتين في البحر الأحمر... استمرت العمليتان 8 ساعات».

ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن التابعة لإسرائيل أو المتجهة إلى موانئ إسرائيلية دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، ودفعت الهجمات الولايات المتحدة وبريطانيا إلى قصف أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.

وتسببت هجمات الحوثيين في تعطيل التجارة الدولية عبر قناة السويس، أقصر طريق شحن بين أوروبا وآسيا، وأبدلت بعض شركات الشحن مسار سفنها إلى الدوران حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح.