غارات على مواقع حوثية... وواشنطن تؤكد إصابة ناقلة بريطانية

هيئة بحرية أفادت بهجوم ضد سفينة جنوب البحر الأحمر

يحشد الحوثي أتباعه أسبوعياً للتظاهر تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة (أ.ب)
يحشد الحوثي أتباعه أسبوعياً للتظاهر تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة (أ.ب)
TT

غارات على مواقع حوثية... وواشنطن تؤكد إصابة ناقلة بريطانية

يحشد الحوثي أتباعه أسبوعياً للتظاهر تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة (أ.ب)
يحشد الحوثي أتباعه أسبوعياً للتظاهر تحت مزاعم مساندة الفلسطينيين في غزة (أ.ب)

أقر الجيش الأميركي، الجمعة، بإصابة سفينة شحن بريطانية في خليج عدن جراء هجوم صاروخي حوثي، فيما أفادت وكالة بحرية بريطانية بتعرض سفينة أخرى للهجوم في جنوب البحر الأحمر، بالتزامن مع اعتراف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بتلقي مواقعها 5 غارات.

وتتعاظم المخاوف من انهيار مساعي السلام اليمني جراء هذا التصعيد، فضلاً عن مخاطر التداعيات الإنسانية المحتملة الناجمة عن ارتفاع كلفة الشحن والتأمين ووصول الغذاء إلى ملايين اليمنيين الذين يعيشون على المساعدات.

ومع دخول تصنيف الجماعة الحوثية بشكل خاص ضمن لائحة الإرهاب الأميركية، تزعم الجماعة أنها تشن هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن نصرة للفلسطينيين في غزة، حيث تهدف لمنع مرور السفن المتجهة من وإلى إسرائيل، إضافة إلى سفن أميركا وبريطانيا.

واعترف الإعلام الحوثي، الجمعة، بـ5 غارات وصفها بأنها «أميركية وبريطانية»، استهدفت شمال مديرية الزهرة، ومنطقة الجرباني في مديرية اللحيّة المجاورة، ومنطقة الجاح في مديرية بيت الفقيه ومنطقة الجبانة، وكلها مواقع في محافظة الحديدة الساحلية التي تسيطر الجماعة الحوثية على أغلب مديرياتها.

وفي حين لم تتبنَّ القوات الأميركية على الفور هذه الضربات، أفادت هيئة عمليات التجارة البريطانية بأنها تلقت تقارير عن واقعة تتعلق بسفينة في البحر الأحمر، حدثت على بعد 72 ميلاً بحرياً إلى الشمال الغربي من ميناء المخا، حيث يرجح أنه هجوم حوثي.

ومع عدم ورود تفاصيل بخصوص الهجوم، أقرت القيادة المركزية الأميركية، الجمعة، بإصابة سفينة شحن بريطانية في خليج عدن يوم الخميس، إثر هجوم بصاروخ أطلق من مناطق سيطرة الحوثيين.

وقالت ببيان، إنه في 15 فبراير (شباط)، نحو الساعة 4:30 مساءً، تم إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن إلى خليج عدن باتجاه سفينة «لايكافيتوس»، وهي ناقلة بضائع مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم بربادوس. ولم تبلغ السفينة عن وقوع إصابات، باستثناء أضرار طفيفة للغاية في الهجوم وواصلت رحلتها.

وأضاف البيان الأميركي أن قوات القيادة المركزية، نجحت بين الساعة 3:10 مساءً و8 مساءً (بتوقيت صنعاء) في تنفيذ ضربتين للدفاع عن النفس ضد 3 صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، كانت معدة للانطلاق ضد السفن في البحر الأحمر.

هذه التطورات جاءت غداة إعلان الجيش الأميركي ضبط ومصادرة شحنة أسلحة إيرانية في بحر العرب، كانت في طريقها للحوثيين وتشمل أكثر من 200 حزمة تحتوي على مكونات صواريخ باليستية متوسطة المدى، ومتفجرات، ومكونات زوارق مُسيّرة ومُعدّات اتصالات وشبكات عسكرية، ومجمعات قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، ومكونات عسكرية أخرى.

وكانت إحدى الهجمات الحوثية أصابت سفينة شحن يونانية جنوب البحر الأحمر بأضرار الاثنين الماضي، عندما كانت تحمل شحنة من الذرة من البرازيل إلى ميناء الخميني في إيران، وفق ما ذكره بيان أميركي.

مشاركة ألمانية

مع تعاظم الخطر الحوثي ضد الملاحة، أقرت الحكومة الألمانية، بشكل رسمي، المشاركة في العملية العسكرية المزمعة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر لتأمين الملاحة.

وخلال التصريحات التي أدلى بها في المؤتمر الصحافي الاتحادي ببرلين، الجمعة، أوضح فولفغانغ بوشنر نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أنه من المنتظر أن يشارك ما يصل إلى 700 جندي في هذه المهمة.

فرقاطة ألمانية توجهت إلى البحر الأحمر للمساهمة في تأمين السفن من هجمات الحوثيين (رويترز)

وأبحرت الفرقاطة الألمانية «هيسن» بالفعل إلى منطقة العمليات، وعلى متنها نحو 240 جندياً. وحسبما أوضح بوشنر، سيوفر الجيش الألماني أيضاً أطقم قيادة لعملية «أسبيدس» التابعة للاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى تأمين حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيين، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية يؤكد أن التصعيد المستمر للعنف وتهديد طواقم السفن يتطلب «عملية عسكرية مجهزة بشكل قوي»، وأشار إلى تعاون الحكومة الألمانية مع شركائها في الاتحاد الأوروبي على إعداد العملية في أقرب وقت ممكن.

وتتبنى الحكومة اليمنية موقفاً معارضاً للضربات الغربية ضد الحوثيين، إذ ترى أن البديل هو دعم قواتها لاستعادة المؤسسات وتحرير الحديدة وموانئها، باعتبار ذلك هو الحل الأنجع لحماية الملاحة الدولية.

ومنذ بدء الضربات الأميركية والبريطانية ضد مواقع الجماعة الحوثية للحد من قدراتها على شن الهجمات البحرية بالصواريخ والمُسيّرات والقوارب المفخخة، تحولت هذه الضربات إلى روتين شبه يومي، غير أنها لم تَحُل دون استمرار قدرة الجماعة على تهديد السفن.

وشنّ الحوثيون، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نحو 46 هجوماً ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وأدت الهجمات إلى تضرر 7 سفن على الأقل، واختطاف السفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها.

وجد الحوثيون فرصة في حرب غزة للهروب من استحقاقات السلام كما تقول الحكومة اليمنية (رويترز)

وردّت واشنطن بتشكيل تحالف دولي أطلقت عليه «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، قبل أن تشنّ، ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضربات على الأرض ضد أهداف حوثية في نحو 18 مناسبة، وهي الضربات التي شاركت لندن في 3 موجات منها، إلى جانب العشرات من عمليات التصدي للصواريخ والمُسيّرات.

واعترف الحوثيون حتى الآن، بمقتل 22 عنصراً في هذه الضربات، إلى جانب 10 قُتلوا في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في البحر الأحمر، بعد تدمير البحرية الأميركية زوارقهم، رداً على محاولتهم قرصنة إحدى السفن.


مقالات ذات صلة

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

العالم العربي واشنطن تقود تحالفاً لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن (الجيش الأميركي)

غارات تستهدف الحوثيين... وغروندبرغ يطالبهم بإطلاق الموظفين الأمميين

بينما جدد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مطالبته للحوثيين بإطلاق سراح الموظفين الأمميين فوراً، تواصلت، الثلاثاء، الضربات الغربية لليوم الرابع على مواقع الجماعة.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون متهمون بتصعيد انتهاكاتهم ضد اليمنيين (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن متهمون بارتكاب انتهاكات ضد أقارب المغتربين

صعّدت جماعة الحوثيين في اليمن من وتيرة انتهاكاتها بحق أقارب المغتربين لا سيما المنتمون منهم إلى محافظتي إب والضالع، وذلك ضمن استهداف الجماعة الممنهج للسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الجماعة الحوثية وجدت في حرب غزة وسيلة إضافية لترهيب المعارضين لها (رويترز)

الحوثيون يرفضون إطلاق قيادات من «المؤتمر الشعبي»

بالتزامن مع الكشف عن وسائل تعذيب موحشة يتعرض لها المعتقلون بسجون مخابرات الجماعة الحوثية أكدت مصادر حقوقية استمرار الجماعة في رفض إطلاق قيادات «المؤتمر الشعبي»

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دخان كثيف إثر استهداف مدينة الحديدة بغارات إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي حوثي (إكس)

سفينة تبلغ عن انفجارات في محيطها قبالة الحديدة باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غربي الحديدة باليمن أبلغت عن عدة انفجارات في محيطها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي ممرضة في مدينة المخا تقيس محيط أعلى ذراع طفل للتحقق من تحسن حالته الصحية بعد تلقيه علاجاً لسوء التغذية (الأمم المتحدة)

سوء التغذية والشتاء يتربصان بأطفال اليمن والنازحين

يشهد اليمن زيادة في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في حين ينتظر النازحون، بسبب الحرب وتطرفات المناخ، شتاء قاسياً في ظل التردي الاقتصادي.

وضاح الجليل (عدن)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».