بالصور... قرية الجزائرية خليف تهلل فرحاً بعد «الذهبية التاريخية»

الاحتفالات عمت قرية إيمان خليف في الجزائر عقب فوزها (رويترز)
الاحتفالات عمت قرية إيمان خليف في الجزائر عقب فوزها (رويترز)
TT

بالصور... قرية الجزائرية خليف تهلل فرحاً بعد «الذهبية التاريخية»

الاحتفالات عمت قرية إيمان خليف في الجزائر عقب فوزها (رويترز)
الاحتفالات عمت قرية إيمان خليف في الجزائر عقب فوزها (رويترز)

على وقع هتافات «1، 2، 3، تحيا الجزائر»، هلّلت القرية الريفية للملاكمة إيمان خليف فرحاً، إثر تتويجها بميدالية ذهبية تاريخية في أولمبياد باريس، وذلك بعد أن وجدت نفسها رغماً عنها وسط جدل حول جنسها.

قال والدها عمر خليف لوسائل الإعلام، بعد أن شاهد نزالها النهائي ضد خصمتها الصينية على شاشة عملاقة وسط أجواء احتفالية مع باقي أبناء قرية بيبان مصباح «هذا انتصار للجزائر»، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

جانب من الاحتفالات بإيمان خليف بعد الفوز بالميدالية الذهبية في فئة 66 كغم سيدات في منافسات الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 في قريتها الأصلية في تيارت جنوب غربي الجزائر (إ.ب.أ)

وأطلق السكان عيارات نارية في الهواء تكريماً للملاكمة البالغة 25 عاماً والفائزة على الصينية يانغ ليو في نهائي وزن 66 كغم، فيما كتب الأطفال اسمها على جباههم.

وكتب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حسابه على منصة إكس «إكس»: «كلنا فخر واعتزاز بكِ، أيتها البطلة الأولمبية إيمان... انتصارك اليوم هو انتصار الجزائر وذهبك ذهب الجزائر.. شكراً لك #تحيا_الجزائر».

امتدت مشاهد الفرح إلى الجزائر العاصمة حيث اجتاح مدّ بشري وسط المدينة، محتفلاً بفوز إيمان خليف بإطلاق العنان للألعاب النارية وأبواق السيارات، وقبل خوض خليف نزالها الأخير في باريس، أعلنت قريتها التعبئة العامة، استعداداً للحدث الكبير.

تدفّق مئات الأشخاص من أنصار خليف بعد الظهر نحو بيبان مصباح، على بعد 10كلم من تيارت، المدينة الواقعة على بعد 300كلم جنوب غربي الجزائر العاصمة، لمساعدة أهل القرية في التحضير لليلة الكبيرة.

جانب من الاحتفالات بفوز خليف بالألعاب النارية في الجزائر (رويترز)

تطوّع السكّان من مختلف الأعمار لأجل إعطاء وجه جديد للقرية التي أصبحت معروفة على نطاق واسع.

حمل بعضهم المعاول وآخرون الأكياس البلاستيكية الكبيرة لجمع النفايات التي كانت مترامية في أنحاء مختلفة من القرية.

«لقد اتفقنا على إعطاء وجه جديد للقرية وبعث الروح فيها بفوز إيمان خليف»، يقول ابن عمها منير خليف البالغ 36 عاماً.

فنان يرسم صورة لإيمان خليف في مدينة تيارت الجزائرية (إ.ب.أ)

تجنّدت قرية بيبان مصباح كلها لاستقبال ضيوفها، ففي الوقت الذي انهمك فيه الرجال بتنظيف القرية، اجتمع عشرات النسوة لإعداد طبق الكسكسي التقليدي، لتوزيعه على ضيوف القرية.

«كلنا متّحدون»

تقول أمينة سعدي (52 عاماً)، الأم لستة أطفال «تعاونّا جميعاً للإعداد لهذا الحدث، فبعضهن أحضرن الكسكسي وأخريات الزيت والخضار، فيما تكفّل غيرهن ممن لا يستطعن تقديم المساعدة مادياً، بمد يد العون في التحضير والطهي»... أضافت «كلنا متحدون خلف إيمان خليف التي شرّفت الجزائر، فهذا أقل شيء يمكننا تقديمه لها».

ولم تمنع الأجواء الحارّة المئات من سكان تيارت التعبير عن مساندتهم لخليف، ففي هذه السنة سجلت ولاية تيارت أرقاماً قياسية في درجات الحرارة بلغت بعضها أكثر من 46 مئوية.

يحتفل الناس بعد فوز الملاكمة الجزائرية إيمان خليف على الصينية يانغ ليو لتحصد الميدالية الذهبية في وزن الوسط للسيدات في الألعاب الأولمبية بالجزائر العاصمة (رويترز)

وأحرزت خليف (25 عاماً) أوّل ميدالية ذهبية أولمبية أفريقية في ملاكمة السيدات. لكنها وقعت ضحية تنمّر كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وحملة كراهية وصفتها بـ«رجل يواجه النساء».

قالت بعد فوزها بإجماع الحكام «أنا امرأة قوية، ذات قوّة خاصة. كنت دائماً أبعث رسالة من الحلبة للذين وقفوا ضدي... وعدت رئيس الجمهورية بتحقيق الميدالية عندما استقبلني عام 2022 ووفيت بوعدي. أسميها ميدالية شرف لكامل العالم العربي والمسلمين».

الجزائرية إيمان خليف تقبّل ميداليتها في المباراة النهائية لوزن 66 كغم في الملاكمة للسيدات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 بفرنسا (أ.ب)

اعتبر الاتحاد الدولي للملاكمة الذي لا تعترف به اللجنة الأولمبية الدولية راهناً، بسبب قضايا حوكمة وفساد وتلاعب بالنتائج، أنها أخفقت في اجتياز فحص الأهلية الجنسية، فاستبعدها من بطولة العالم.

مشجعون من قرية إيمان خليف يحتفلون بفوزها بذهبية في أولمبياد باريس (إ.ب.أ)

ارتفع منسوب الأزمة بعد مباراتها الأولى في باريس أمام الإيطالية أنجيلا كاريني التي انسحبت بعد 46 ثانية إثر تلقيها لكمتين قويتين على رأسها.

انتقدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني السماح بـ«نزال ليس على قدم المساواة»، كما دخل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على خط المنتقدين.

تضامن معها الجزائريون من كل المشارب، غاضبين من إجبار والدها على إظهار شهادة ميلادها للصحافيين لإثبات أن ابنته ولدت فتاة.

يحتفل المشجعون الجزائريون وهم يشاهدون مواطنتهم إيمان خليف تفوز بالميدالية الذهبية في فئة 66 كغم سيدات في منافسات الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 في قريتها الأصلية في تيارت جنوب غربي الجزائر (إ.ب.أ)

روَت إيمان أن والدها وجد صعوبة في بداية الأمر على تقبل ممارستها الملاكمة، إذ يمارس الرجال هذه الرياضة بشكل عام.

اضطرت لتمويل نفسها عبر بيع الخبز في الطريق وجمع الحديد والبلاستيك لإعادة بيعه حتى تحصل على مصاريف تذكرة السفر من قريتها إلى نادي الحماية المدنية للملاكمة، ثم إلى العاصمة الجزائر لتمارس رياضتها المفضّلة.


مقالات ذات صلة

تتويج الجزائرية إيمان بالذهب… نهاية لملحمة أولمبية خالدة

رياضة عالمية قصة إيمان ستروى عاطفياً بعد الأولمبياد (أ.ب)

تتويج الجزائرية إيمان بالذهب… نهاية لملحمة أولمبية خالدة

توجت الجزائرية إيمان خليف يوم الجمعة بالميدالية الذهبية في الملاكمة للسيدات في وزن 66 كيلوغراماً بفوزها على الصينية يانغ ليو لتنهي أسبوعاً شاقاً.

ذا أتلتيك الرياضي (باريس)
رياضة عالمية الجزائرية إيمان خليف تتطلع لذهبية الملاكمة الأولمبية (د.ب.أ)

كايليا نمور بطلة الجمباز تدعم إيمان خليف: قاتلي وانتزعي الذهبية

حصلت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف على دعم قوي قبل ساعات من نزالها مع الصينية ليو يانغ، في نهائي وزن أقل من 66 كيلوغراماً بدورة الألعاب الأولمبية.

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة عالمية باخ: قرار مشاركة الملاكمة في أولمبياد 2028 سيتخذ العام المقبل

باخ: قرار مشاركة الملاكمة في أولمبياد 2028 سيتخذ العام المقبل

قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، الجمعة، إن قرار إدراج رياضة الملاكمة في جدول ألعاب أولمبياد لوس أنجليس 2028 يجب أن يتخذ في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية إيمان خليف تلعب الجمعة طمعاً في الذهب الأولمبي (د.ب.أ)

«أولمبياد باريس - ملاكمة»: خليف أمام اللحظة «الذهبية»

تخوض الملاكمة الجزائرية إيمان خليف نزالها الأخير في أولمبياد باريس 2024، الجمعة في نهائي وزن 66 كلغم أمام الصينية ليو يوانغ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية الملاكمة الجزائرية إيمان خليف (أ.ف.ب)

هل يفي ماكرون بالوعد الذي قطعه للملاكمة الجزائرية إيمان خليف؟

في خضم الجدل السياسي المتزايد الذي أثارته قضية الملاكمة الجزائرية، إيمان خليف، بدورة الألعاب الأولمبية بباريس، هناك تساؤلات حول موقف الرئيس ماكرون من الموضوع.

«الشرق الأوسط» (باريس)

المنظومة الرياضية في مصر تحت قصف «هزائم الأولمبياد»

كيشو محتفلاً بحصوله على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو السابقة (اللجنة الأولمبية المصرية)
كيشو محتفلاً بحصوله على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو السابقة (اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

المنظومة الرياضية في مصر تحت قصف «هزائم الأولمبياد»

كيشو محتفلاً بحصوله على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو السابقة (اللجنة الأولمبية المصرية)
كيشو محتفلاً بحصوله على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو السابقة (اللجنة الأولمبية المصرية)

على وقع نتائج البعثة المصرية، التي وُصفت بـ«المخيبة للآمال» من قِبل رياضيين ومتابعين لدورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024»، تتعرّض المنظومة الرياضية في مصر لانتقادات حادة، مع استمرار هزائم وإخفاقات رياضيين كان من المتوقع أن يحصدوا ميداليات أو يحققوا مراكز متقدمة في البطولة.

وكانت آخر المشكلات، التي تعرّضت لها البعثة المصرية، واقعة اتهام لاعب المصارعة محمد إبراهيم «كيشو» بالتحرش واحتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان «اللجنة الأولمبية المصرية»، الجمعة.

و«كيشو»، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف، وانتهت المباراة بعدم التكافؤ، إذ حمله المنافس وألقاه خارج البساط.

وحسب بيان اللجنة، فإن العقوبة المتوقعة على اللاعب المصري قد تصل إلى الشطب نهائياً واستبعاده من ممارسة اللعبة محلياً ودولياً، مع تأكيد «التطبيق الصارم للوائح بحق اللاعب وأي مسؤول آخر في وفد المصارعة تثبت مسؤوليته عن تلك التصرفات».

وجاءت واقعة «كيشو» بعد سلسلة من النتائج السيئة للبعثة في عدد من الألعاب الجماعية، كان آخرها هزيمة المنتخب المصري أمام نظيره المغربي خلال المنافسة على الميدالية البرونزية بنتيجة 6 - 0.

جانب من مباراة المغرب ومصر في أولمبياد باريس (رويترز)

وأرجع الناقد الرياضي حسن المستكاوي ما عدّه «الغضب الشعبي» إلى «تكرار الأخطاء نفسها منذ عقود دون العمل على محاولة إصلاحها». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التصريحات الإعلامية غير المنضبطة من المسؤولين ورفع سقف التوقعات بأعداد الميداليات المتوقعة ومشاهدة حصول دول صغيرة على ميداليات ذهبية؛ أمور زادت من حالة الاحتقان التي لا يمكن إنكارها».

وأضاف المستكاوي أن «جزءاً من المشكلة مرتبط بعدم العمل على معالجة الخلل الموجود في المنظومة الرياضية بصورة كاملة، وعدم القدرة على الاستفادة مما تحقّق من ميداليات في دورة طوكيو»، مشيراً إلى «غياب منظومة الإدارة الجيدة بصفة شبه كاملة حتى عن الألعاب التي تشهد تميّزاً سواء كانت فردية أو جماعية».

بعثة كرة اليد (اتحاد كرة اليد المصري)

وهو رأي يدعمه مدرس الإعلام في جامعة حلوان الدكتور محمد فتحي، الذي يلفت إلى أن الاحتقان موجه ضد «المسؤولين المرافقين للبعثة وليس اللاعبين»، مشيراً إلى أن «مشاركات اللاعبين تنقسم إلى ثلاث فئات: الأولى مرشحة لحصد ميداليات بناءً على ترتيبها ونتائجها السابقة، والثانية مرشحة لتحقيق مفاجآت، والثالثة تشارك من أجل اكتساب الخبرة».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «النتائج المحقّقة جاءت أسوأ بكثير من المتوقع، بالتزامن مع محاولة بعض المسؤولين إبراز أنفسهم عبر وسائل الإعلام المختلفة ودورهم في تأهيل اللاعبين للمشاركة»، مرجعاً الأمر إلى «غياب المنظومة الاحترافية القادرة على صناعة أبطال رياضيين».

وحظي وسم «البعثة المصرية» بتفاعل كبير ضمن قائمة الأكثر تداولاً عبر «إكس»، الجمعة، مع آلاف التغريدات التي تطالب بـ«وقفة» تجاه ما وصفه بعض المتابعين بـ«الفضائح» التي صاحبت نتائج المسابقات المختلفة.

وسخر عدد من المتابعين من حصيلة البعثة من الميداليات بصورة ساخرة مع تحقيق «برونزية» وحيدة حتى الآن للاعب السلاح محمد السيد.

ويبدي المستكاوي تعجبه من «استمرار تحقيق النتائج والإخفاقات نفسها لبعض الفرق، ومن بينها فريق كرة اليد، الذي لا يشهد تطوراً في المستوى، وفي كل نسخة يكون قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ميدالية ويتعثّر بالسيناريو نفسه». ولفت إلى «وجود مشكلة في استنزاف طاقة اللاعبين ولياقتهم في وقت مبكر بالمباريات المهمة، الأمر الذي يعرّضهم للتعثر في الوقت الأخير، وهو ما برز بصورة واضحة في لعبتي كرة اليد والقدم».

بينما أشار فتحي إلى غياب لاعبين كان يُتوقع حصدهم ميداليات على غرار العداءة بسنت حميدة التي غابت بسبب الإصابة، وقال إن «غالبية الرياضيين اشتكوا بصورة أو بأخرى من غياب الدعم وعدم وجود مدربين برفقتهم لفترات كافية، بالإضافة إلى صعوبة حصولهم على معسكرات وفرص تدريبية قبل الأولمبياد مع اعتمادهم على المجهود الفردي بصفة كبيرة».