«أربعاء كارثي» للمدربين العرب في «أمم أفريقيا»

وليد الركراكي مدرب المغرب أوقفه «كاف» أربع مباريات (أ.ب)
وليد الركراكي مدرب المغرب أوقفه «كاف» أربع مباريات (أ.ب)
TT

«أربعاء كارثي» للمدربين العرب في «أمم أفريقيا»

وليد الركراكي مدرب المغرب أوقفه «كاف» أربع مباريات (أ.ب)
وليد الركراكي مدرب المغرب أوقفه «كاف» أربع مباريات (أ.ب)

واجه المدربون العرب في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم «أربعاءً كارثياً» أطاح بمدرب الجزائر جمال بلماضي بطل 2019، ومدرب تونس جلال القادري، وعرقل مسيرة رابع مونديال 2022 وأفضل مدرب بالقارة مدرب المغرب وليد الركراكي الذي أوقفه الاتحاد الأفريقي أربع مباريات لأسباب انضباطية.

وبدأ «العرس القاري» في كوت ديفوار بوجود خمسة مدربين عرب، هم بالإضافة إلى بلماضي والقادري والركراكي، الجزائري عادل عمروش مدرب تنزانيا والقمري أمير عبدو مدرّب موريتانيا، الناجي الوحيد من المقصلة.

البداية كانت بالركراكي الذي واجه قبل ساعات من انطلاق مباراة فريقه أمام زامبيا في الجولة الثالثة من دور المجموعات، قراراً من الاتحاد القاري بوقفه أربع مباريات، اثنتان منها مع وقف التنفيذ، لأسباب انضباطية على خلفية الأحداث التي شهدتها نهاية المواجهة ضد الكونغو الديموقراطية والمشادة مع مدافعها وقائدها شانسيل مبيمبا.

قرار وصفه الاتحاد المغربي بأنه «مجحف» و«مجانب للصواب»، مشيراً إلى أنه سيستأنف ضد القرار لأنه يرى أن المدرب الشاب لم يصدر منه «أي تصرف يخل بالروح الرياضية».

ومن المدرجات، حضر الركراكي مباراة زامبيا التي انتهت بفوز المغرب 1-0، وتواصل مع مساعده رشيد بن محمود عبر الهاتف المحمول.

جمال بلماضي مدرب الجزائر استقال بعد الخروج من المنافسة القارية (أ.ف.ب)

بعد ذلك، وجه «الأربعاء» ضربته إلى بلماضي مدرب الجزائر منذ أغسطس (آب) 2018، وقائدها للقبها الثاني في 2019.

إذ أعلن رئيس الاتحاد وليد صادي رحيل المدرب عبر «اتفاق ودي» عقب الخروج المفاجئ، الثاني توالياً، من كأس أمم أفريقيا.

ومنذ قيادته المنتخب الجزائري إلى النجمة الثانية عام 2019، واجه بلماضي تراجعاً حاداً بخروجه مرتين متتاليين من العرس القاري في المركز الأخير من مجموعته ومن دون أي انتصار.

ولاحق النحس بلماضي الذي مدّد عقده مع الاتحاد الجزائري في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لغاية 2026، حتى في مشواره مع منتخب بلاده في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022، بعد الخسارة القاتلة على أرضه أمام الكاميرون في الدور الفاصل 1-2 بعد التمديد. علّماً أن الجزائر كانت قد فازت ذهاباً في الكاميرون 1-0.

جلال القادري مدرب تونس استقال عقب الخروج من الدور الأول متذيلاً مجموعته (أ.ف.ب)

«أتحمل المسؤولية»، بعد إطاحة بلماضي بنحو ساعة، أعلن مدرب تونس جلال القادري استقالته من منصبه عقب خروج المنتخب من الدور الأول متذيلاً مجموعته دون تحقيق فوز واحد، مكتفياً بتسجيل هدف يتيم في ثلاث مباريات.

وعقب تعادل «نسور قرطاج» أمام جنوب أفريقيا من دون أهداف وتوديعهم المسابقة، قال القادري: «قراري نهائي. عقدي يتضمن أن أصل لنصف النهائي ولأننا لم نحقق ذلك، فإنّ العقد انتهى».

وقال المدرب، الذي يقود تونس منذ قرابة عامين: «أنا أتحمل المسؤولية».

وجاء أداء تونس محبطاً للغاية خلافاً لأدائها قبل 13 شهراً عندما فازت على فرنسا وصيفة بطلة كأس العالم 1-0 في قطر، عندما لعب الفرنسيون بتشكيلة احتياطية لضمان تأهلهم.

وقبل الأربعاء، لم يكن القدر رحيماً بالمدرب الجزائري لمنتخب تنزانيا عادل عمروش الذي أوقف لثماني مباريات بسبب انتقادات وجهها للمغرب واتحاده.

وقال عمروش إنّ «المغرب يدير كرة القدم الأفريقية»، زاعماً أن المسؤولين المغاربة داخل الاتحاد الأفريقي هم الذين يقررون الحكام الذين يديرون مباريات منتخبهم الوطني وفي أي وقت تبدأ.

على الإثر، قرر الاتحاد التنزاني إنهاء عقد المدرب الجزائري البالغ 55 عاماً، الذي تسلم مهمته في مارس (آذار) 2023.

وكان المدرب العربي الوحيد الذي نجا من هذه المقصلة، هو القمري أمير عبدو الذي واصل كتابة النجاح بقيادته موريتانيا للصعود للدور الثاني لأول مرة، وكذلك تحقيقها أول فوز بالمسابقة على الإطلاق.

وكان عبدو قاد بلاده إلى نسخة 2021 حيث تمكن أيضاً من تجاوز دور المجموعات قبل أن يخسر أمام المضيفة الكاميرون.

فوزه التاريخي جاء على حساب الجزائر وتسبّب في إطاحة بلماضي.


مقالات ذات صلة

صلاح يهاجم ليفربول وسلوت: «رموني تحت الحافلة»… ولن أتحدث عن «الدوري السعودي»

رياضة عالمية صلاح يهم بالرحيل عن ليفربول (رويترز)

صلاح يهاجم ليفربول وسلوت: «رموني تحت الحافلة»… ولن أتحدث عن «الدوري السعودي»

هاجم محمد صلاح، نجم ليفربول والمنتخب المصري، ناديه بشدة في تصريحات مثيرة، متهماً الإدارة والجهاز الفني بـ«رميه تحت الحافلة» وتحميله مسؤولية تراجع الفريق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)

في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

أسفرت قرعة كأس العالم، التي أُجريت الجمعة، عن رسم خارطة 72 مباراة موزعة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في أكبر نسخة بتاريخ البطولة، عقب تقسيم المنتخبات.

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية منتخب السعودية وقع في مجموعة إسبانيا (أ.ف.ب)

كأس العالم 2026: ماذا يجب على «الأخضر» فعله للتأهل إلى دور الـ32؟

ترتسم ملامح واحدة من أكثر مجموعات كأس العالم 2026 إثارة وتنوعاً، بعدما جمعت القرعة بين إسبانيا بطلة أوروبا، والرأس الأخضر والسعودية.

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية من فعاليات حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي بواشنطن (أ.ب)

انطلاق مراسم حفل سحب قرعة كأس العالم 2026

انطلقت، اليوم الجمعة، مراسم حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 في مركز «جون إف. كينيدي» للفنون المسرحية بالعاصمة الأميركية واشنطن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الرياضة مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

قطر وتونس في صدام ناري... وفلسطين وسوريا يتسابقان على «القمة»

أكرم عفيف أحد ابرز أوراق المنتخب القطري (رويترز)
أكرم عفيف أحد ابرز أوراق المنتخب القطري (رويترز)
TT

قطر وتونس في صدام ناري... وفلسطين وسوريا يتسابقان على «القمة»

أكرم عفيف أحد ابرز أوراق المنتخب القطري (رويترز)
أكرم عفيف أحد ابرز أوراق المنتخب القطري (رويترز)

تشهد المجموعة الأولى من مرحلة المجموعات لبطولة كأس العرب 2025 مواجهتين حاسمتين من أجل التأهل للأدوار الإقصائية في المسابقة، المقامة حالياً في قطر.

ويلتقي المنتخب القطري مع نظيره التونسي في مواجهة من العيار الثقيل، الأحد، بالجولة الثالثة للمجموعة، التي تشهد لقاء مهماً آخر بين منتخبَي سوريا وفلسطين.

ويتربع منتخب فلسطين على قمة ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط، بفارق الأهداف أمام أقرب ملاحقيه منتخب سوريا، المتساوي معه في ذات الرصيد، في حين يوجد منتخبا تونس وقطر في المركزين الثالث والرابع على الترتيب برصيد نقطة واحدة.

ويملك منتخبا فلسطين وسوريا مصيرهما من أجل التأهل للأدوار الإقصائية في المسابقة، التي تواصل فعالياتها حتى 18 ديسمبر (كانون الأول) الجاري؛ إذ يكفيهما التعادل لبلوغ دور الثمانية، دون النظر لنتيجة اللقاء الآخر بين قطر وتونس.

ويبدو الأمر على النقيض تماماً لمنتخبَي قطر وتونس؛ فسوف يتنافسان على حصد النقاط الثلاث، للحفاظ على حظوظهما في الصعود، أملاً في انتهاء مباراة فلسطين وسوريا بفوز أحد الفريقين على الآخر.

وفي تلك الحالة، سوف يتساوى الفريق الفائز من مباراة قطر وتونس مع الخاسر من لقاء فلسطين وسوريا في رصيد أربع نقاط، ليحسم فارق الأهداف التي أحرزها كل فريق خلال مشواره بالمجموعة، المنتخب المتأهل لمرحلة خروج المغلوب، وفقاً للائحة المسابقة.

أما في حالة انتهاء لقاء تونس وقطر بالتعادل، فسوف يودع المنتخبان المسابقة رسمياً، دون انتظار نتيجة مباراة فلسطين وسوريا؛ إذ سيصبح في جعبتهما نقطتان فقط في تلك الحالة.

وظهر المنتخبان الفلسطيني والسوري بمستوى رائع للغاية، وهو ما أثار إعجاب جميع متابعي المسابقة، واستحقا الوجود في مركزَي الصدارة والوصافة، على عكس منتخبَي قطر وتونس، اللذين لم يقدما العرض المنتظر منهما حتى الآن.

وكانت الجولة الافتتاحية شهدت مفاجأتين مدويتين؛ إذ تغلب منتخب سوريا 1/صفر على نظيره التونسي، في حين فاز المنتخب الفلسطيني بالنتيجة ذاتها على منتخب قطر.

عمر خريبين مهاجم المنتخب السوري (رويترز)

واستمرت المفاجآت في الجولة الثانية؛ إذ قلب منتخب فلسطين تأخره صفر/ 2 أمام منتخب تونس، إلى تعادل في الدقائق الأخيرة 2/ 2، وهو ما قام به المنتخب السوري، الذي اقتنص تعادلاً بطعم الفوز أيضاً 1/ 1 مع منتخب قطر.

وأبدى جولين لوبيتيغي، المدير الفني لمنتخب قطر، خيبة أمله بعد تعادل فريقه مع منتخب سوريا 1/1؛ إذ قال: «كنا الطرف الأفضل في معظم فترات اللقاء. سيطرنا على الكرة وصنعنا العديد من الفرص المحققة، لكن التوفيق غاب عنا في اللمسة الأخيرة، وهذا ما يجعل التعادل نتيجة محبطة للغاية بالنسبة لنا».

وأضاف المدرب الإسباني أن فريقه «كان الأقرب للفوز قبل أن يأتي التعادل في وقت قاتل»، مشدداً على أن التركيز الآن منصبّ على مواجهة تونس الحاسمة.

وأكد مدرب منتخب قطر: «يتعين علينا إعادة ترتيب الأوراق بسرعة. تنتظرنا مباراة مهمة يجب أن نكون فيها في أفضل جاهزية ذهنية وبدنية. أثق في قدرات اللاعبين، وسنعمل على تصحيح الأخطاء من أجل تحقيق الفوز في اللقاء المقبل».

من جانبه، أشاد الإسباني خوسيه لانا، المدير الفني للمنتخب السوري، بلاعبيه؛ إذ قال إنه دائماً ما ينصح لاعبيه ببذل قصارى جهدهم والنظر إلى النتيجة في النهاية، مبدياً فخره باللاعبين الذين يبذلون قصارى جهدهم، على حد قوله.

أما سامي الطرابلسي، المدير الفني لمنتخب تونس، فاعتبر أن التعادل مع فلسطين جاء بطعم الخسارة؛ إذ قال: «صحيح أننا كنا أفضل من المباراة السابقة، لكننا استقبلنا هدفين بسذاجة كبيرة؛ لأننا كررنا نفس الأخطاء التي وقعنا فيها في الكرة الثانية التي ترتد، ولم نتعامل معها بالطريقة الصحيحة».

وكشف المدرب التونسي: «كنا أمام خيارين؛ إما اللعب بفريق 23 سنة أو بالفريق الحالي، وهذه مجازفة، ولدينا أمل بسيط في التأهل».

في المقابل، أوضح إيهاب أبو جزر، المدير الفني لمنتخب فلسطين، أن سر تفوق فريقه في الكرات الثابتة أمام تونس، والتي من المتوقع أيضاً أن يحاول استغلالها في لقائه الأخير أمام سوريا.

وصرح أبو جزر: «لدينا مدرب مختص بالكرات الثابتة، وهو زياد عاشور، يعمل معنا بشكل دقيق، ولدينا لاعبون يطبقون ذلك بشكل جيد».


«كأس العرب»: العراق يهزم السودان ويتأهل لربع النهائي

البديل مهند علي (ميمي) يحتفل بهدفه الأول في مرمى السودان (رويترز)
البديل مهند علي (ميمي) يحتفل بهدفه الأول في مرمى السودان (رويترز)
TT

«كأس العرب»: العراق يهزم السودان ويتأهل لربع النهائي

البديل مهند علي (ميمي) يحتفل بهدفه الأول في مرمى السودان (رويترز)
البديل مهند علي (ميمي) يحتفل بهدفه الأول في مرمى السودان (رويترز)

ضمن منتخب العراق مقعداً في دور الثمانية لكأس العرب لكرة القدم في قطر، بفوزه 2-صفر على السودان في الجولة الثانية للمجموعة الرابعة، السبت.

ورفع منتخب العراق رصيده إلى 6 نقاط في صدارة المجموعة، متقدماً بفارق نقطتين عن الجزائر، التي حققت فوزاً كبيراً 5-1 في وقت سابق على البحرين، فيما تجمّد رصيد السودان عند نقطة واحدة.

وفرض منتخب السودان سيطرته خلال معظم فترات الشوط الأول، وأطلق محمد عبد الرحمن الغربال تسديدة قوية في الدقيقة 21، لكن محاولته مرت بجوار القائم الأيمن لحارس العراق أحمد باسل.

وعاد الغربال في الدقيقة 31 ليطلق تسديدة أخرى من مسافة قريبة، لكنها علت العارضة.

وكاد صلاح الدين عادل ليمنح السودان التقدم قبل الاستراحة، بعد أن استغل تمريرة عرضية من أحمد عبد المنعم طبنجة من ركلة ركنية، لكن محاولته علت العارضة بقليل، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

وفي الشوط الثاني تحسن أداء منتخب العراق، وظن البديل مهند علي (ميمي) أنه منح فريقه التقدم في الدقيقة 66، بعد أن استغل تمريرة منخفضة من حسين عبد الكريم (قوقية)، لكن الهدف أُلغي بداعي تسلل قوقية في بداية الهجمة.

وافتتح ميمي التسجيل لصالح العراق في الدقيقة 81، بعدما استغل خطأ فادحاً من محمد أحمد إرنق مدافع السودان في تشتيت الكرة، وأطلق تسديدة بيسراه سكنت يمين الحارس محمد النور أبوجا.

وضاعف البديل أمجد عطوان النتيجة في الدقيقة 84، بتسديدة من على حافة منطقة الجزاء، مستغلاً تمريرة متقنة من البديل الآخر علي جاسم.


أبو جزر: أتلقى النصائح من والدتي المقيمة في خيمة بغزة

إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني (أ.ف.ب)
إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني (أ.ف.ب)
TT

أبو جزر: أتلقى النصائح من والدتي المقيمة في خيمة بغزة

إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني (أ.ف.ب)
إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني (أ.ف.ب)

لا يستلم إيهاب أبو جزر، مدرب المنتخب الفلسطيني، من والدته المقيمة في خيمة في قطاع غزة روح الإصرار والعزيمة فقط، بل بعض النصائح الفنية والتكتيكية أيضاً، على أعتاب قيادته «الفدائي» إلى إنجاز غير مسبوق ببلوغ ربع نهائي كأس العرب لكرة القدم في الدوحة.

سيكون التعادل كافياً لفلسطين وسوريا للتأهل معاً إلى دور الثمانية، عندما يلتقيان الأحد في استاد المدينة التعليمية في الدوحة، ضمن الجولة الثالثة الأخيرة للمجموعة الأولى.

يروي أبو جزر (45 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، حرص والدته على الحديث معه هاتفياً من غزة حصراً في أمور المنتخب: «لا تتحدث معي عن شيء سوى عن المنتخب، فهي تريد أن يبقى التركيز محصوراً بشأن البطولة».

يضيف: «تسألني الوالدة عن اللاعبين. مَن سيلعب أساسياً، ومَن سيغيب، وعن التكتيك ومعنويات الشباب والظروف المحيطة بهم».

يشير أبو جزر الذي تولى قيادة «الفدائي» أواخر عام 2024، إلى المأساة التي تعشيها عائلته بعد الحرب: «بيتي هُدم، وبيوت أهلي هُدمت، البيت الذي بنيناه طوبة طوبة (حجراً حجراً) هدم، كان بيت العمر (...)».

وتابع: «والدتي وأشقائي يعيشون في خيمة، ويعانون كثيراً لكي يتابعوا مبارياتنا على التلفزيون، يفكرون كيف يتدبرون أمر المولد الكهربائي وشراء الوقود لتشغيله».

وأضاف قائلاً: «كل هذه الظروف تدفعنا للقتال على أرض الملعب لآخر نفس، وهذا ما يجعلنا نقف على أقدامنا دائماً، ويمنحنا الدافع حتى نُفرّح أهلنا في غزة».

وعما إذا كانت هذه الظروف قد شكلت عبئاً عليه، يقول أبو جزر الذي أنهى مسيرته لاعباً عام 2017، وانتقل إلى التدريب عام 2020 بتوليه قيادة منتخب دون 23 عاماً: «في فترة من الفترات كانت عبئاً تحديداً في بداية الحرب. لنكن واقعيين، لم نكن نستوعب ما يجري، ولكن نحن نمتلك جينات عدم الاستسلام».

يتابع: «إذا استسلمنا ورضخنا لهذه الأمور فإننا نحن الشعب سوف نندثر وقضيتنا ستذوب. نمتلك من الإصرار والعزيمة ما يكفي لكي نقف مجدداً، وهنا لا أتحدث عن شعارات بل عن واقع».

ويؤكد أبو جزر أن «منتخب فلسطين يحمل إرثاً كبيراً من الشهداء والجرحى والأسرى والمبعدين والشتات، وهو منتخب يحمل أيضاً إرثاً من المعاناة والعذاب كما يحمل رسالة شعب حي، يريد أن يعيش كما بقية شعوب العالم».

ويضيف: «شعب حيوي إذا هيئت له الظروف يبدع في كل المجالات».

ويترقب «الفدائي» (4 نقاط) تأهلاً غير مسبوق بعد خمس مشاركات سابقة ودع خلالها من الدور الأول للبطولة التي انطلقت عام 1963 في بيروت، فيما حلت سوريا وصيفة ثلاث مرات (1963، 1966، 1988) في مشاركاتها الثماني السابقة.

وقياساً إلى عروضه في المباراتين السابقتين اللتين أسفرتا عن فوزه على قطر، صاحبة الضيافة، افتتاحاً بهدف في الرمق الأخير، ثم تعادله المثير مع تونس (2-2)، بعدما كان متأخراً بثنائية نظيفة، تبدو الطريق مُشرعة أمام أبناء أبو جزر، بعدما قدم ابن مدينة غزة منتخباً قوياً يتميز بروح عالية ولياقة بدنية ممتازة.

عن هذه الروح يقول أبو جزر: «نحن نقول دائماً إننا أسرة فلسطينية صغيرة تمثل الأسرة الكبيرة وهي كل الشعب الفلسطيني في الداخل أو في الشتات».

يتابع: «نحاول أيضاً أن نوصل الرسالة التي تصلنا من الداخل، ومن قطاع غزة والمحافظات الشمالية. لا شك أنها تشكل ضغطاً علينا لكنه ضغط إيجابي».

ويؤكد أبو جزر الذي بدأ مسيرته لاعباً مع نادي شباب رفح قبل أن ينتقل إلى هلال القدس والأمعري وشباب السموع، أن طموحات منتخب بلاده تكبر تدريجياً في البطولة: «نخوض البطولة مباراة تلو الأخرى. من أول ما وصلنا إلى قطر كنا نفكر في مباراة ليبيا (في التصفيات). ثم بدأنا التفكير في قطر وبعدها تونس».

وعن مواجهته مع سوريا، الأحد، يقول المدرب: «نحن الجهاز الفني لا نتكلم في تفاصيل مَن سيفوز ومَن سيتعادل. لدينا 90 دقيقة وتفكيرنا محصور بها».

وعما إذا كان الاكتفاء بالتعادل للتأهل يشكل عبئاً على لاعبيه، يقول أبو جزر: «ليس عبئاً.. هي سيناريوهات مباراة. من الممكن أن نتعادل مع سوريا وتتعادل قطر مع تونس».

يختم حديثه: «نحن سنركز في الدقائق التسعين ولدينا الرغبة في التأهل لكي نحقق إنجازاً نستحقه».