في مشهد بات مألوفاً في كرة القدم الإنجليزية، واصل نادي آرسنال تعاقداته مع لاعبين سبق لهم تمثيل تشيلسي، ما رسّخ نمطاً ثابتاً من الانتقالات بين قطبي لندن. وآخر الأسماء المنضمة إلى هذا السياق كان نوني مادويكي، الذي أضاف اسمه إلى قائمة طويلة تجاوزت عشرة لاعبين انتقلوا من غرب العاصمة إلى شمالها منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز قبل 33 عاماً. وجاء ذلك بعد التعاقد مع الحارس الإسباني كيبا أريزابالاغا في وقت سابق من الصيف.
ورغم الانتقادات التي تبديها جماهير آرسنال في كل مرة يُعلن فيها عن صفقة من تشيلسي، فإن من الصعب الحكم بشكل مطلق على جدوى هذه التعاقدات.
صحيفة The Athletic قدّمت تقييماً شاملاً لأبرز الأسماء التي ارتدت القميصين، ما بين نجاحات نسبية وتجارب لم تحقق المطلوب.
كاي هافرتس... بداية باهتة ونهاية مشرقة
في صيف 2023، تعاقد آرسنال مع الألماني كاي هافرتس مقابل 65 مليون جنيه إسترليني، وسط شكوك حول قيمته الفنية ودوره المنتظر. لكن المدرب ميكيل أرتيتا تمسك برؤيته ومنح اللاعب الدعم الكامل، وهو ما ساعده على التأقلم تدريجياً حتى أصبح يُعد من أنجح من انتقلوا من تشيلسي إلى آرسنال في حقبة الدوري الممتاز.
جورجينيو... تجربة قصيرة لكن مؤثرة
اللاعب الإيطالي انضم في آخر يوم من سوق انتقالات يناير 2023، بعد فشل صفقة مويسيس كايسيدو. وبرغم أن انتقاله لم يلقَ احتفاءً كبيراً، فإن أداءه في بعض المباريات الحاسمة، مثل مواجهتي نيوكاسل وليفربول، أظهر قيمته كخيار موثوق في خط الوسط.
يوسي بن عيون... صفقة اللحظة الأخيرة
أعير من تشيلسي بعد خسارة قاسية لآرسنال أمام مانشستر يونايتد بنتيجة 8 - 2. وبالرغم من قدومه في توقيت مضطرب، إلا أنه قدم أداءً ثابتاً واكتسب ثقة المدرب آرسين فينغر، بل ارتدى شارة القيادة في مباراة ربع نهائي كأس الرابطة.
ديفيد لويز... الجدل لا يلغي القيمة
رغم حصوله على ثلاث بطاقات حمراء خلال موسمين، فإن ديفيد لويز لعب دوراً محورياً في غرفة الملابس الشابة، وأسهم في فوز الفريق بكأس الاتحاد الإنجليزي 2020، على حساب ناديه السابق.
بيتر تشيك... بقاء الروح الزرقاء
لم يظهر الحارس التشيكي بنفس المستوى الذي عرفه جمهور تشيلسي، وازدادت الشكوك حول انتمائه الحقيقي حين عاد إلى «ستامفورد بريدج» بعد أسابيع قليلة من اعتزاله مع آرسنال.
ويليام غالاس... شارة القيادة التي جلبت الفوضى
خلف تييري هنري كقائد للفريق، لكن مسيرته شابها الجدل، بدءاً من انهياره أمام برمنغهام سيتي، إلى تصريحاته المثيرة للجدل، وانتهاءً بارتدائه الرقم 10 الذي ارتبط بأساطير النادي.
لاسانا ديارا... تجربة لم تكتمل
لم يترك بصمة تذكر بسبب قصر فترته مع الفريق، إذ لم يشارك سوى في أربع مباريات أساسياً قبل أن يطلب الرحيل وينتقل إلى بورتسموث بعد أشهر قليلة فقط.
رحيم سترلينغ... وعود لم تتحقق
انضم على سبيل الإعارة وسط توقعات كبيرة، لكن أداءه كان باهتاً، وفشل في كسب ثقة أرتيتا، الذي فضّل الاعتماد على حلول بديلة في الخط الأمامي.
ويليان... صفقة لم تبرر نفسها
تُعد تجربة ويليان إحدى أكثر الصفقات المثيرة للانتقادات. وعلى الرغم من بدايته المبشرة، فإن مستواه تراجع سريعاً، خصوصاً بعد بروز الشاب بوكايو ساكا، ما عجل برحيله وخلّف أثراً سلبياً في تعامل الجماهير مع أي صفقة من تشيلسي لاحقاً.
وبين من أظهروا قيمة حقيقية كهافرتس وجورجينيو، ومن أخفقوا مثل ويليان وسترلينغ، تثبت هذه التجارب أن الانتقال من تشيلسي إلى آرسنال لا يُعد وصفة مضمونة للنجاح أو الفشل. ويبقى التحدي الأبرز في مدى قدرة كل لاعب على التأقلم مع أسلوب اللعب والبيئة الجديدة داخل ملعب «الإمارات».










