يمثل الفرنسي كريم بنزيمة من ناحية المكانة، والإنجازات، والاستقرار في المستوى الفني، كل ما يصبو إلى أن يحققه النرويجي إرلينغ هالاند، لكن عندما يتواجه المهاجمان الخطيران وجهاً لوجه في المباراة المرتقبة بين ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي اليوم في مدريد في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لن يشعر الأخير بأي عقدة نقص تجاه منافسه.
ويبدو هالاند الذي سجل حتى الآن 12 هدفاً في المسابقة القارية الأهم هذا الموسم، واثقاً من التتويج هدافاً لها خلفاً لبنزيمة (15)، لأن منافسه المباشر جناح ريال البرازيلي فينيسيوس جونيور يملك ستة أهداف.
وإذا نجح سيتي في التفوق على ريال مدريد حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في دوري الأبطال (14 مرة)، بفضل مساهمة المهاجم النرويجي العملاق، فإننا قد نشهد بداية انتقال المشعل بين أحد أفضل المهاجمين في السنوات الأخيرة، وأحد المرشحين بفرض نفسه على الساحة في السنوات المقبلة.
بعمر الخامسة والثلاثين، عاش بنزيمة موسماً متفاوتاً نوعاً ما وكانت الضربة القاضية بالنسبة إليه غيابه عن مونديال قطر بداعي الإصابة، حيث وصل منتخب بلاده إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي.
على الصعيد الحسابي، يملك بنزيمة سجلاً محترماً لأنه سجل 29 هدفاً في 38 مباراة، لكن غيابه عن مباريات هامة بسبب الإصابات يشير إلى أنه دخل في خريف عمره. بيد أنه رفع بصفة القائد، اللقب الخامس والعشرين خلال مسيرته في صفوف ريال مدريد من خلال تتويجه بكأس إسبانيا بعد الفوز على أوساسونا 2 - 1 في المباراة النهائية السبت.
وبات بنزيمة اللاعب الأكثر تتويجاً في تاريخ النادي الملكي بالتساوي مع الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو، ويحلم أن ينفرد به في تاريخ العاشر من يونيو (حزيران) المقبل في إسطنبول بقيادة فريقه إلى لقبه الخامس عشر في المسابقة القارية الأهم، الذي سيكون اللقب رقم مائة في تاريخ نادي العاصمة الإسبانية العريق بجميع المسابقات.
تعملق بنزيمة هذا الموسم حيث سجل ثلاثية في مرمى كل من بلد الوليد (6 - صفر) وبرشلونة (4 - صفر) والميريا (4 - 2)، كما سجل في مرمى ليفربول وتشيلسي الإنجليزيين في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ليؤكد أنه لم يفقد شهيته التهديفية.
ورفع بنزيمة رصيده من الأهداف في صفوف ريال مدريد في الدوري الإسباني إلى 236 وهو رابع أفضل رصيد في تاريخ الدوري أمام المكسيكي هوغو سانشيس. ويستطيع أيضاً تخطي صاحب المركز الثالث تلمو سارّا مهاجم أتلتيك بلباو السابق (253) في حين يبدو صعباً الوصول إلى رقمي ليونيل ميسي أفضل هداف على الإطلاق مع 473 أو البرتغالي كريستيانو رونالدو في المركز الثاني مع 311 هدفاً.
أما على صعيد دوري الأبطال، فإن أهدافه الـ90 حتى الآن تضعه في المرتبة الرابعة بفارق هدف واحد عن البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة، لكن أيضاً يبقى بعيداً عن الرقمين الهائلين لرونالدو (141) وميسي (129).
ينظر هالاند إلى مسيرة بنزيمة بتقدير كبير، لكنه يسطر اسمه بأحرف ذهبية أيضاً بعمر الثانية والعشرين.
في موسمه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يعتبر الأقوى بين الـ5 الكبرى في أوروبا، حطّم هالاند الأربعاء الماضي الرقم القياسي في عدد الأهداف في موسم واحد (بنظام البرميرليغ) عندما سجل هدفاً في مرمى وستهام ليرفع رصيده إلى 35. ويجب العودة إلى موسم 1966 - 1967 لنجد هدافاً سجل عدداً أكبر منه في موسم واحد في دوري النخبة الإنجليزي وهو رون ديفيز مع 37 هدفاً.
أما في مختلف المسابقات، فقد سجل حتى الآن 51 هدفاً في 46 مباراة، علماً بأن أي لاعب في الدوري الإنجليزي النخبوي لم يصل إلى 50 في موسم واحد منذ عام 1931.
وطبع هالاند، الباحث عن منح اللقب القاري لسيتي للمرة الأولى في تاريخه، دوري الأبطال أيضاً بطابعه الخاص، فقد سجل 35 هدفاً في 27 مباراة.
بطبيعة الحال، لا تجوز المقارنة بين المهاجمين، فهالاند مثلاً يعتمد على القوة الجسدية الهائلة التي يتمتع بها وسرعة لاعب يمتاز بطول فارع (195 سم). كما أنه اكتفى بإحراز كأس ألمانيا مرة واحدة، وبطولة النمسا مرتين وكأسها مرة واحدة.