بعد سنوات من التراجع والخيبات في أوروبا، وجد النجم البرتغالي جواو فيليكس ضالته في الدوري السعودي، حيث انضم هذا الصيف إلى صفوف نادي النصر ليجاور كريستيانو رونالدو تحت قيادة المدرب البرتغالي المخضرم خورخي خيسوس. خطوة وُصفت في البداية بأنها مجازفة قد تطوي مسيرته مبكراً، لكنها بدأت سريعاً تعطي ثمارها مع عودته للتألق بقميص منتخب بلاده.
في المواجهة الأخيرة للبرتغال أمام أرمينيا ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، قاد فيليكس منتخب بلاده لانتصار كاسح بخماسية نظيفة. فقد افتتح التسجيل بضربة رأس قوية مستوحاة من أسلوب قائده رونالدو، قبل أن يختتم اللقاء بهدف رائع بحركة استعراضية، وبين الهدفين لم يتردد في توجيه إشارة «الصمت» إلى المنتقدين الذين شككوا في قدرته على العودة إلى القمة.
وأشارت صحيفة «ليكيب» الفرنسية إلى أن قرار فيليكس بالانتقال إلى الدوري السعودي، بدلاً من العودة إلى بنفيكا كما كان متوقعاً، أثار جدلاً واسعاً في أوروبا، وعدَّه البعض تخلياً مبكراً عن المنافسة في المستوى الأعلى، لكن ما يحدث داخل الملعب حتى الآن يسير في الاتجاه المعاكس. ففي 3 مباريات رسمية مع النصر، سجل 4 أهداف، وظهر بروح جديدة.
النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يعد قائد فيليكس في النادي والمنتخب، دافع عن هذا الخيار مؤكداً أنه «أفضل له من اللعب في الدوري البرتغالي»، في حين شدد المدرب خورخي خيسوس على أن البيئة في السعودية تساعد اللاعب على التركيز بعيداً عن ضغوط الحياة الليلية والإغراءات التي أثرت سابقاً على مسيرته. وقال خيسوس: «إنه في بلد بلا كحوليات أو سهرات، وهذا يساعده على العودة للانضباط».
مدرب البرتغال روبرتو مارتينيز بدوره عبّر عن تفاؤله الكبير بقدرة فيليكس على استعادة مستواه، مشيراً إلى أن «اللاعب يحتاج فقط للعب دقائق منتظمة، وما نشهده الآن هو نتيجة فترة إعداد كانت الأكثر انتظاماً له منذ سنوات».
وبينما يستعيد فيليكس بريقه مع المنتخب البرتغالي، يترقب جمهور النصر أن يواصل هذا التألق في الدوري السعودي، ليضيف إلى نجاحات النادي محلياً وقارياً، ويؤكد أن السعودية باتت الوجهة التي تعيد إحياء مسيرة النجوم الذين عانوا من ضغوط أوروبا.
