دخل الهلال قائمة الفرق الأقوى دفاعياً في كأس العالم للأندية 2025 بأميركا، بعدما أنهى أول مباراتين بدور المجموعات بنجاح مستقبلا هدفا وحيدا في مرماه، ليتساوى بذلك مع أندية كبرى مثل بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان ويوفنتوس بالإضافة إلى بوتافوغو وفلامينغو وريفر بليت، في حين لم تهتز شباك مانشستر سيتي وبالميراس بأي أهداف حتى الآن.
هذا الأداء الدفاعي الصلب يطرح سؤالاً مشروعاً: هل بدأت بصمات المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي تظهر بوضوح على المنظومة الدفاعية للهلال؟
بالنظر إلى مباراة الهلال أمام سالزبورغ، والتي انتهت بالتعادل السلبي، تظهر الأرقام أن التنظيم الدفاعي كان أحد أبرز مفاتيح الفريق، رغم الضغط الكبير الذي مارسه الفريق هجومياً.
ففي تلك المباراة، تلقى الهلال 15 محاولة تسديد فقط من الخصم، منها 6 بين القائمين والعارضة، ونجح في التصدي لـ16 محاولة هجومية.
ورغم ضغط سالزبورغ في الشوط الثاني على وجه التحديد، لم يستطع تسجيل أي هدف، وهو ما يعكس تماسك خط الدفاع وتوزيع الأدوار بوضوح.
وتشير الأرقام أيضا إلى أن الهلال نفذ 305 ضغطات دفاعية مُطبقة، وهو رقم مرتفع يُبرز حجم الجهد التكتيكي والانضباط في الخطوط الخلفية، مقارنة بـ185 ضغطاً فقط من الفريق النمساوي.
المدرب سيموني إنزاغي، الذي عُرف في تجربته مع إنتر ميلان ببناء منظومة متزنة تعتمد على التغطية المركبة في الدفاع والتحولات السريعة، يبدو أنه بدأ في غرس فلسفته في الهلال.
فالفريق بات لا يكتفي بالحفاظ على شباكه، بل يسعى إلى فرض أسلوبه من خلال تحكمه في مناطق الاستلام، وتقييد حركة المنافسين في المناطق الحساسة، مع نجاح في اختراق الخطوط بـ127 محاولة منها 22 ضد الدفاع، وهو ما يُشير إلى مرونة في التوازن بين الدفاع والهجوم.
ورغم تفوق الهلال في الجانب الهجومي أيضاً بلمسه الكرة داخل منطقة جزاء سالزبورغ 39 مرة - وهي أعلى حصيلة لفريق في البطولة حتى الآن - فإن ذلك لم يكن على حساب الصلابة الدفاعية. بل استطاع الفريق الحفاظ على شكله التنظيمي طوال المباراة دون الوقوع في أخطاء دفاعية قاتلة.