من الكره إلى الحب... بنزيمة صانع انتصارات الاتحاد

تحول قائد الاتحاد بنزيمة إلى نجم المدرجات (نادي الاتحاد)
تحول قائد الاتحاد بنزيمة إلى نجم المدرجات (نادي الاتحاد)
TT

من الكره إلى الحب... بنزيمة صانع انتصارات الاتحاد

تحول قائد الاتحاد بنزيمة إلى نجم المدرجات (نادي الاتحاد)
تحول قائد الاتحاد بنزيمة إلى نجم المدرجات (نادي الاتحاد)

واجه النجم الفرنسي كريم بنزيمة قائد فريق الاتحاد، منذ منتصف الموسم الماضي حتى بداية الموسم الحالي حالة غضب جماهيري كبير، وصل الأمر إلى مطالبات من الجماهير برحيل النجم الفرنسي خلال الصيف المقبل وعدم القبول بسلوك اللاعب الذي كان واضحاً للجميع بعدم المبالاة وعدم الرضى.

ومع ختام الموسم الماضي توجه نادي الاتحاد إلى إقالة المدرب الأرجنتيني غاياردو، الذي وصل في منتصف الموسم الماضي، ليكشف رئيس الاتحاد حينها لؤي ناظر عن أن سبب رحيل المدرب هو الخلافات مع النجم كريم بنزيمة، حيث قال في مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام: «في الموسم الماضي صدرت أخطاء كبيرة من غاياردو حيث طلب إبعاد كريم بنزيمة وهذا أمر مرفوض تماماً، هو جزء أساسي من مشروع الدولة ومشروع الاتحاد، وطلبت من الإدارة القانونية دراسة هذا الموضوع وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة».

ظهر الفريق بروح كبيرة هذا الموسم خلافاً للموسم الماضي (نادي الاتحاد)

لم يكن غاياردو هو فقط من تصادم مع كريم بنزيمة، فبعد هذا التصريح الذي أطلقه الرئيس الجديد للنادي، لؤي ناظر، بأيام، اقترب نادي الاتحاد بعد اجتماعات متتالية قادها ناظر ورامون بلانيس المدير الرياضي مع المدرب الإيطالي بيولي لقيادة الفريق، من التوصل إلى اتفاق تام حول كل الاستراتيجيات المتعلقة بالفريق، إلا أن هذه الاتفاقية توقفت بالفعل بعد طلب كريم بنزيمة التعاقد مع جهاز فني آخر.

هذا التدخل الذي قام به كريم بنزيمة أشعل النار في البيت الاتحادي وتسبب برحيل رئيس النادي لؤي ناظر، الذي قدم استقالته من رئاسة النادي، لتعود أسهم النقد الغاضبة جداً على النجم الفرنسي بنزيمة، الذي اختار الفرنسي لوران بلان ليصبح مدرب الفريق الجديد مع تخوف جماهيري كبير من هذه الخطوة، ولم يحصل حتى الآن على رضا أو إعجاب المدرج الاتحادي.

وكما ذكرت مصادر «الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن النجم الفرنسي كريم بنزيمة كان مؤثراً جداً في تجهيز الفريق الحالي خلال الصيف من خلال اختيار المدرب لوران بلان إلى اختيار زميله الفرنسي حسام عوار والموافقة على صفقات بيرغوين وموسى ديابي وبيريرا، وكأن كريم بنزيمة أصبح مستشاراً رئيسياً بالصفقات المهمة، إلا أنه لم يتدخل في اختيار اللاعبين المواليد أو اللاعبين المحليين خلال الصيف الماضي.

حسام عوار من الصفقات التي ساهم بنزيمة في حضورها (نادي الاتحاد)

هذا التدخل الذي قام به النجم الفرنسي جعل الضغط كبيراً على النجم لقيادة الاتحاد لشيء مختلف، وهذا ما حصل خلال الموسم الحالي، حيث قاد النجم بنزيمة بكل اقتدار فريق الاتحاد لصدارة الدوري والفوز باللقب والعبور إلى نهائي أغلى الكؤوس، الذي سيواجه خلاله القادسية يوم 30 مايو (أيار) المقبل.

كان نجم ريال مدريد السابق، خلال مباريات الاتحاد الحاسمة وغير الحاسمة، الرجل الذي يقود الاتحاد داخل أرضية الملعب كما فعل في الصيف الماضي خارج أرضية الملعب، وحول غضب الجماهير إلى حب، وإعجاب كبير به، مما جعل الجماهير تقلد احتفاله الشهير في المدرجات طوال الموسم الحالي.

وسجل النجم الفرنسي خلال مباريات الدوري هذا الموسم حتى الآن 21 هدفاً وصنع 9 أهداف ليساهم النجم الفرنسي بـ30 هدفاً، خلال 28 مباراة شارك بها في الدوري، ليقود الاتحاد لتحقيق اللقب بكل نجومية محولاً الكره الجماهيري إلى حب، والغضب الجماهيري إلى رضا من جماهير الاتحاد.


مقالات ذات صلة

«قمة الرياض» تناقش استدامة المنشآت الرياضية… وتحذير من إهمالها

رياضة سعودية القمة ناقشت استدامة المنشآت الرياضية (الشرق الأوسط)

«قمة الرياض» تناقش استدامة المنشآت الرياضية… وتحذير من إهمالها

اختُتم اليوم الأول من قمة السعودية للرياضة والترفيه، المنعقدة في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بجلسات حوارية ناقشت مستقبل المنشآت الرياضية في ضوء معايي

لولوة العنقري (الرياض )
رياضة سعودية الجمعان قال إنه دفع ثمن صراحته مع الجماهير (نادي النصر)

الجمعان: ثمن صراحتي مكلف … رحلة التقاضي مع النصر بدأت

عبّر ماجد الجمعان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة نادي النصر، عن استيائه من الطريقة التي تم بها إنهاء خدماته، واصفًا القرار بأنه جاء «بأسلوب غير مهني وغير مقبول»،

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية مبارك الراجح (نادي الرائد)

الشباب يتفق مع الرائد لضم «الراجح»

توصل نادي الشباب السعودي إلى اتفاق للتعاقد مع مدافع نادي الرائد مبارك الراجح، وفقاً لمصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط».

نواف العقيّل
رياضة سعودية البرتغالي ماريو سيلفا نجح بقيادة النادي للصعود (نادي النجمة)

النجمة ينشد الاستقرار الفني ببقاء المدرب ماريو سيلفا

توصل نادي النجمة إلى اتفاق نهائي لتجديد عقد المدرب البرتغالي ماريو سيلفا وفقاً لمصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» وذلك بعد أن قاد الفريق للصعود نحو الدوري السعودي.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية علاقة الجمعان بالنصر انتهت بفسخ عقده من جانب النادي (نادي النصر)

النصر يُنهي عقد «الجمعان» ويوضح حقيقة تغريدته

أنهى مجلس إدارة شركة نادي النصر التعاقد مع الرئيس التنفيذي ماجد محمد الجمعان، وذلك بعد سلسلة من الإجراءات التي بدأت بتجميد صلاحياته في شهر مايو الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)
نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)
TT

رغم الغيابات والإرهاق... مكاسب واعدة تنتظر الأخضر في «الكأس الذهبية»

نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)
نجوم الأخضر بأول فوز في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)

رغم ضغوط التوقيت وتحديات التشكيلة الناقصة، نجح المنتخب السعودي في افتتاح مشاركته بالكأس الذهبية بفوز ثمين على هايتي بهدف دون رد، ليضع بصمته الأولى في البطولة التي يشارك فيها «ضيفاً» للمرة الأولى. الفوز الذي تحقق عبر ركلة جزاء نفذها صالح الشهري في الشوط الأول، لم يكن فقط نتيجة على الورق، بل فتح باباً لتحليل أوسع حول أهمية المشاركة والآفاق التي تحملها للأخضر في هذه المرحلة الدقيقة من مسيرته.

يصف محللون فنيون هذه المشاركة بالإيجابية، رغم إقرارهم بعدد من السلبيات التي تحيط بها، على رأسها توقيت البطولة الذي يأتي مباشرة بعد نهاية موسم شاق في الدوري السعودي، إلى جانب غياب عدد من العناصر الأساسية بسبب وجودهم مع الهلال في كأس العالم للأندية، التي تقام تزامناً في الولايات المتحدة ذاتها.

ويرى الدكتور خليفة الملحم، اللاعب السابق والمحلل الفني، أن قرار المشاركة بحد ذاته يُعد خطوة جيدة، مشيراً إلى أن مستوى المنتخبات المشاركة - باستثناء المكسيك - لا يبتعد كثيراً عن الأخضر فنياً، وهو ما يمنح السعودية فرصة للمنافسة وكسب الاحتكاك. ويضيف: «المواجهة المقبلة أمام أميركا، وربما لاحقاً كندا، تتيح فرصاً تعليمية مهمة، فهذه منتخبات متطورة وتفوقنا في بعض الجوانب، لكن مواجهتها تخلق مكاسب لا تُقدّر بالنتائج فقط».

ويؤكد الملحم أن توقيت البطولة في نهاية الموسم يؤثر على جاهزية اللاعبين من حيث الحافز البدني والذهني، لكنه يرى الجانب الإيجابي في كونها فرصة لإشراك عناصر جديدة في بيئة تنافسية حقيقية. وقال: «نحتاج لتجهيز مجموعة بديلة وجاهزة، فالاستحقاقات المقبلة لا تنتظر، وأبرزها الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026، بعد أن خسرنا فرصة التأهل المباشر. وهذه المشاركات تساعد في بناء الفريق للمراحل القادمة».

وفي تحليله لأداء المنتخب أمام هايتي، أشار الملحم إلى أن الأخضر لم يظهر بالشكل المطلوب في الشوط الأول، رغم تقدمه بالهدف، لكنه تحسّن في الثاني بعد تدخلات فنية من المدرب إيرفي رينارد. كما قلل من تأثير غياب لاعبي الهلال، موضحاً أن حضورهم في التشكيلة الأساسية لم يكن قوياً في الفترة الأخيرة، وبالتالي فإن غيابهم لم يترك أثراً ملحوظاً في المباراة الافتتاحية.

أما المدرب الوطني زياد العفر، فقد قدّم زاوية مختلفة في تقييمه، مميزاً بين نظرة الجمهور ونظرة المدرب، «من الناحية الجماهيرية، بدا المنتخب أقل من المتوقع أمام منافس محدود لا يتجاوز سعره السوقي 16 مليون يورو وله مشاركة وحيدة في كأس العالم منذ 50 عاماً، بل إن منتخب هايتي كان نِدّاً في فترات من المباراة»، قال العفر. لكنه يضيف أن النظرة الفنية تذهب لما هو أبعد من النتيجة، فهي تتعلق بتجريب عناصر ابتعدت عن المباريات مثل سعود عبد الحميد وعبد الله مادو وزياد الجهني، إلى جانب اختبار أنظمة لعب وتحفيز الفريق للاستحقاقات المستقبلية.

وأشار العفر إلى أن التأهل للملحق لا يمثل طموح الجماهير، لكنه واقع يجب التعامل معه بجدية، والبطولة الحالية تُعد فرصة مثالية للإعداد، خاصة في ظل وجود منتخبات مثل أميركا وكندا تملك أساليب لعب مختلفة ومتقدمة نسبياً.

من جانبه، قال محمد الضلعان، قائد القادسية السابق والمحلل الفني، إن المنتخب السعودي قدّم أداءً منظماً وانضباطياً رغم غياب عدد من نجومه، وأشاد بالروح القتالية للاعبين. وأضاف: «أبرز الإيجابيات كانت الانضباط التكتيكي والروح العالية، حتى وإن كانت التشكيلة حديثة نسبياً. الدفاع أظهر تماسكاً في أغلب فترات اللقاء، والمباراة منحت بعض اللاعبين الشبان فرصة اللعب تحت الضغط».

ورغم الإيجابيات، رصد الضلعان جملة من السلبيات الفنية، أبرزها غياب الفاعلية الهجومية، وضعف صناعة اللعب في الثلث الأخير، إلى جانب البطء في نقل الكرة والحاجة إلى مزيد من الهدوء والثقة في التعامل مع الكرات الحاسمة. لكنه عاد ليؤكد أن المشاركة ليست مجرد مباراة أو بطولة، بل هي خطوة استراتيجية نحو بناء منتخب قادر على المنافسة في كأس آسيا والتصفيات النهائية لكأس العالم.

وبينما يستعد الأخضر لمواجهة أميركا في الجولة المقبلة، تبقى هذه المشاركة تحت المجهر، ليست فقط لنتائجها، بل لكونها محطة مفصلية لاكتشاف عناصر جديدة، وتهيئة فريق قادر على العودة لمونديال 2026، ولو من بوابة الملحق.