الصين تسعى لتوثيق علاقاتها مع ألمانيا في الصناعات الاستراتيجية

رسوم ترمب الجمركية تُثقل كاهل كلا الاقتصادين

نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ لدى استقبال وزير المالية الألماني لارس كلينغبيل الأسبوع الماضي في العاصمة بكين (رويترز)
نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ لدى استقبال وزير المالية الألماني لارس كلينغبيل الأسبوع الماضي في العاصمة بكين (رويترز)
TT

الصين تسعى لتوثيق علاقاتها مع ألمانيا في الصناعات الاستراتيجية

نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ لدى استقبال وزير المالية الألماني لارس كلينغبيل الأسبوع الماضي في العاصمة بكين (رويترز)
نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ لدى استقبال وزير المالية الألماني لارس كلينغبيل الأسبوع الماضي في العاصمة بكين (رويترز)

عرضت الصين تعزيز علاقاتها في محادثاتها رفيعة المستوى مع الحكومة الألمانية الجديدة، في الوقت الذي يسعى فيه أكبر شريك تجاري لبكين في أوروبا إلى تهدئة التوترات بشأن قيود المعادن النادرة التي خنقت خطوط الإنتاج الألمانية ودفعت إلى دعوات للحد من المخاطر.

وشهدت علاقات بكين مع برلين تحولاً سريعاً وغير معهود، منذ أن أدى الخلاف حول قيود التصدير الصينية على الرقائق والمعادن النادرة إلى إلغاء وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول زيارة إلى الصين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ قال للمستشار الألماني فريدريش ميرتس، على هامش قمة مجموعة العشرين، يوم الأحد: «الصين وألمانيا شريكان اقتصاديان وتجاريان مهمان».

ونقلت وكالة أنباء «شينخوا» عن ثاني أكبر مسؤول صيني قوله: «ينبغي لحكومتينا العمل معاً لتعزيز الحوار والتواصل لمعالجة مخاوفهما على النحو المناسب»، قبل أن يطرح تعاوناً أوثق في سلسلة من الصناعات الاستراتيجية.

وكان من غير المرجح عقد اجتماع بين الرجلين قبل أشهر فقط، ولكن مع انخراط البلدين في تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وبحثهما عن سبل لتنويع اقتصادهما بعيداً عن أكبر سوق استهلاكية في العالم، تم تنحية هذه الخلافات جانباً.

ومن المتوقع أن يزور ميرتس الصين قريباً؛ حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الصيني شي جينبينغ، بينما اتفق كبير الدبلوماسيين وادفول مع نظيره الصيني وانغ يي في وقت سابق من هذا الشهر على إعادة جدولة زيارته إلى العاصمة الصينية.

وفي غضون ذلك، التقى وزير المالية الألماني لارس كلينغبيل، الأسبوع الماضي، نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفينغ، المسؤول الاقتصادي البارز، لإجراء محادثات قال البلدان إنها عززت الجهود المبذولة لتجاوز التوترات التجارية.

العلاقات التجارية تتغلب على التوترات

وعلى الرغم من الخلافات حول دعم بكين لروسيا وأفعالها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وانتقاد برلين اللاذع لسجل الصين في مجال حقوق الإنسان وسياستها الصناعية المدعومة من الدولة، فلا تزال الدولتان مرتبطتين بعلاقة تجارية واسعة النطاق تعود بالنفع على الطرفين.

واشترت الصين سلعاً ألمانية بقيمة 95 مليار دولار العام الماضي، نحو 12 في المائة منها سيارات، وفقاً للبيانات الصينية، مما يضعها ضمن أكبر 10 شركاء تجاريين للاقتصاد الصيني الذي يبلغ حجمه 19 تريليون دولار. بينما اشترت ألمانيا سلعاً صينية بقيمة 107 مليارات دولار، معظمها رقائق إلكترونية ومكونات إلكترونية أخرى.

لكن برلين تبرز كشريك استثماري للصين؛ حيث ضخت 6.6 مليار دولار كرأس مال جديد في عام 2024، وفقاً لبيانات معهد «ميركاتور» لدراسات الصين، وهو ما يُمثل 45 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وقال لي إنه يأمل «أن تحافظ ألمانيا على سياسة عقلانية وعملية تجاه الصين، وأن تتخلص من التدخل والضغط»، وذلك خلال اجتماعهما في جنوب أفريقيا التي تستضيف أول قمة لمجموعة العشرين في القارة.

وبالنسبة لألمانيا، تُمثل الصين سوقاً لا غنى عنها تقريباً للسيارات، وهي مسؤولة عما يقرب من ثلث مبيعات شركات صناعة السيارات الألمانية. كما تتمتع شركات الكيماويات والأدوية الألمانية بحضور كبير في البلاد، على الرغم من أنها تواجه ضغوطاً متزايدة من المنافسين المحليين.

وأضاف لي: «الصين مستعدة للعمل مع ألمانيا لاغتنام فرص التنمية المستقبلية... في المجالات الناشئة مثل الطاقة الجديدة، والتصنيع الذكي، والطب الحيوي، وتكنولوجيا طاقة الهيدروجين، والقيادة الذكية».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد قادة دول الخليج وممثلوهم المشاركون في «القمة الخليجية 46» التي انعقدت في العاصمة البحرينية الأربعاء (بنا)

البنك الدولي يرفع توقعاته لاقتصادات الخليج ويؤكد صمودها في مواجهة التحديات

رفع البنك الدولي توقعاته لنمو دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2026 إلى 4.5 في المائة، من توقعاته السابقة في أكتوبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (واشنطن - الرياض)
الاقتصاد د. عبد القادر حصرية حاكم «مصرف سوريا المركزي» ورائد هرجلي وليلى سرحان وماريو مكاري من شركة «فيزا» (الشرق الأوسط)

شراكة استراتيجية بين «مصرف سوريا المركزي» و«فيزا» لتحديث منظومة المدفوعات

أعلن «مصرف سوريا المركزي» وشركة «فيزا» العالمية عن اتفاق على خريطة طريق استراتيجية لبناء منظومة متكاملة للمدفوعات الرقمية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد ركاب بانتظار القطار في محطة بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

توافق حذر بين الحكومة وبنك اليابان على رفع الفائدة

أكدت ثلاثة مصادر حكومية مطلعة لـ«رويترز» أن رفع بنك اليابان لسعر الفائدة بات «مرجّحاً بشدة» في اجتماع ديسمبر (كانون الأول)

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.