وقّعت السعودية والولايات المتحدة مذكرة تفاهم تاريخية حول الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار حزمة واسعة من الاتفاقيات التي جرى إبرامها خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، لواشنطن، ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
يهدف هذا الاتفاق، بشكل رئيسي، إلى دفع عجلة ما يُعرف بـ«عصر الذكاء»، والعمل على ترسيخ مكانة المملكة بصفتها قوة عالمية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتكمن أهمية الاتفاق في أنه يمنح المملكة إمكانية الوصول إلى الأنظمة الأميركية المتقدمة عالمياً في هذا المجال.
في هذا الإطار، كتب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحه، على حسابه الخاص على منصة «إكس»، أن توقيع هذه الشراكة الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي «يأتي استكمالاً لشراكتنا الممتدة لـ92 عاماً، وتهدف إلى قيادة عصر الذكاء الاصطناعي وجعل المملكة رائدةً عالمياً في هذا المجال». ورحب بالمستثمرين والشركاء الأميركيين، بقيادة ولي العهد والرئيس الأميركي.
Signing the US–Saudi AI Strategic Partnership builds on our 92 years of partnership, and aims to drive the intelligence age and make the Kingdom a global AI leader.We welcome US investors and partners under the leadership of the Crown Prince & the US President pic.twitter.com/5FzwBIBmtz
— عبدالله عامر السواحهAbdullah Alswaha (@aalswaha) November 18, 2025
3 ركائز للشراكة
تقوم هذه الشراكة على ثلاث ركائز أساسية لتمكين البنية التحتية والكوادر البشرية في المملكة. أولاً، تركز على تمكين وتوفير وحدات معالجة الرسوميات المتقدمة (GPUs) فائقة السرعة داخل المملكة، وهي المكوّن الحيوي لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة. ثانياً، يتمثل هدف رئيسي في بناء وتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات عبر أراضي المملكة، مع الاستفادة من المزايا التنافسية السعودية، وفي مقدمتها الريادة بقطاع الطاقة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، وتوافر الأراضي الشاسعة المناسبة لهذه المراكز، بالإضافة إلى امتلاكها أكبر تجمُّع للمواهب الرقمية في المنطقة. أما الركيزة الثالثة فتركز على الجانب المعرفي؛ وهو توسيع الأبحاث والتطوير المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي وتسهيل نقل المعرفة والخبرات التقنية.
منتدى الاستثمار الأميركي السعودي
وأفادت وثيقة، اطَّلعت عليها «رويترز»، بأن الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك، والرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» جنسن هوانغ، سيشاركان في نقاش عن التقدم بمجال الذكاء الاصطناعي في منتدى استثماري أميركي سعودي في واشنطن، يوم الأربعاء.
وجاء في الوثيقة أن النقاش «سيستكشف القوى الناشئة التي ستُشكل الموجة التالية من التقدم التكنولوجي، وتُسلط الضوء على البنى والنماذج والاستثمارات التي ستدعم مستقبلاً أكثر ذكاءً وترابطاً».
ومن المتوقع أيضاً حضور كبار المسؤولين التنفيذيين من مجموعة «بلاكستون» و«بوينغ» و«آي بي إم» و«غوغل»، التابعة لشركة «ألفابت»، و«سيلزفورس» و«سوبر مايكرو» و«لوكهيد مارتن» و«الخطوط الجوية السعودية» و«أندريسن هورويتز» و«هاليبرتون» و«ستيت ستريت» و«بارسونز»، في الحدث الذي يُقام، يوم الأربعاء، في «مركز جون إف كنيدي للفنون الأدائية».
في الإطار نفسه، نقلت «بلومبرغ» أن شركة «هيوماين» السعودية للذكاء الاصطناعي، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، تستعد لإعلان حزمة من الصفقات الكبرى مع شركات أميركية رائدة، في إطار خطة طَموح لضخ مليارات الدولارات وجعل المملكة ثالث أكبر دولة في مجال الذكاء الاصطناعي عالمياً. وتشمل هذه الصفقات المرتقبة مشاريع لبناء مراكز بيانات متعددة الغيغاوات بالتعاون مع عمالقة التقنية مثل «أمازون» و«إيه إم دي»، و«إكس إيه آي» و«غلوبال إيه آي». تأتي هذه الخطوات ناتجاً مباشراً لاتفاق أميركي يسمح ببيع كميات كبيرة من أشباه الموصلات إلى المملكة، مما يمهد الطريق لتدشين مشاريع الذكاء الاصطناعي العملاقة، وفق «بلومبرغ».
