روسيا تتحدى ترمب وتؤكد ثقتها باستمرار الشراكة مع الهند في مجال الطاقة

نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك خلال مشاركته في فعاليات منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» (رويترز)
نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك خلال مشاركته في فعاليات منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» (رويترز)
TT

روسيا تتحدى ترمب وتؤكد ثقتها باستمرار الشراكة مع الهند في مجال الطاقة

نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك خلال مشاركته في فعاليات منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» (رويترز)
نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك خلال مشاركته في فعاليات منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» (رويترز)

أعربت روسيا يوم الخميس، عن ثقتها، باستمرار شراكتها في مجال الطاقة مع الهند، بعد أن صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن الهند وعدت بوقف شراء النفط من موسكو.

وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أن الدول الشريكة لروسيا في قطاع الوقود والطاقة تواصل اختيار مساراتها الخاصة في مجال الطاقة «بغض النظر عن التصريحات الأميركية»، مشدداً على أن موارد الطاقة الروسية لا تزال مطلوبة عالمياً وأن التعاون معها سيستمر.

وجاءت تصريحات نوفاك خلال فعاليات منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» المنعقد حالياً في موسكو، وهو أحد أبرز الأحداث الدولية في قطاع الطاقة، حيث يشارك فيه خبراء ومسؤولون من مختلف دول العالم.

وقال نوفاك، في إشارة إلى الهند: «نواصل تعاوننا مع شركائنا الودودين. مواردنا من الطاقة مطلوبة، وهي مفيدة اقتصادياً وعملية، وأنا واثق من أن شركاءنا سيواصلون العمل معنا والتفاعل وتطوير التعاون في مجال الطاقة».

استقلالية الشركاء وجودة المعدات الروسية

وفي رسالة تحدٍ واضحة للقيود والضغوط الغربية، صرح بأن «الدول الشريكة لروسيا في قطاع الوقود والطاقة تختار مساراتها الخاصة بغض النظر عن التصريحات الأميركية»، مشدداً على أن «موارد الطاقة الروسية مطلوبة عالمياً وستواصل الدول الأخرى التعاون مع روسيا».

كما أشار نوفاك إلى التطورات الداخلية في قطاع الطاقة الروسي، لافتاً إلى أن المعدات المحلية أثبتت جودة عالية، حيث قال: «كثيراً ما تتفوق معدات الطاقة الروسية من حيث الجودة على النماذج المستوردة التي كانت تستخدم في السابق».

التزام بالاستقرار وتعزيز «أوبك بلس»

وفي إطار التزامات روسيا تجاه السوق العالمية، التقى نوفاك مساء الاثنين مع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص. وخلال الاجتماع، أشاد نائب رئيس الوزراء بالتعاون «المثمر وطويل الأمد» مع أمانة منظمة «أوبك»، معتبراً إياها «حلقة وصل تنسيقية بالغة الأهمية بين الدول المنتجة للنفط».

اللقاء بين نوفاك والغيص (نوفوستي)

وأكد نوفاك على التزام بلاده تجاه سياسات الطاقة، مشدداً على سعي روسيا تقليدياً للحفاظ على أمن الطاقة العالمي بما يخدم التنمية السلمية والتعاون البناء القائم على الاحترام المتبادل. كما أعلنت روسيا اعتزامها مواصلة تحسين وتعزيز صيغة «أوبك بلس»، بما يخدم مصالح الاقتصاد العالمي ومستهلكي النفط ومنتجيه.

استمرار ضخ النفط عبر «ترانس نفط»

توازياً مع هذه التصريحات، أكد النائب الأول للرئيس في شركة «ترانس نفط» الروسية لضخ النفط، أن حجم ضخ النفط ومنتجاته الروسية عبر الشركة في عام 2025 سيظل «عند نفس المستوى تقريباً كما كان في عام 2024»، مما يعكس استقراراً في مستويات الإنتاج والتصدير الروسية المتوقعة للعام المقبل.


مقالات ذات صلة

الرياض وموسكو... شراكة استراتيجية تتجاوز النفط وتُرسخ استقرار أسواق الطاقة

خاص الأمير عبد العزيز بن سلمان ونوفاك خلال ترؤسهما اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة (إكس)

الرياض وموسكو... شراكة استراتيجية تتجاوز النفط وتُرسخ استقرار أسواق الطاقة

اختتمت في الرياض أعمال المنتدى السعودي - الروسي للأعمال، مُسدلةً الستار على يوم مكثف من الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى الذي يُرسخ الشراكة الثنائية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
خاص  نوفاك يتحدث في «منتدى الاستثمار والأعمال السعودي-الروسي 2025» (إكس)

خاص نوفاك لـ«الشرق الأوسط»: روسيا والسعودية حققتا نجاحاً في التعاون الثنائي دولياً

أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، «محورية» العلاقات السعودية-الروسية، مشدداً على تحقيق «نجاح كبير» في العمل معاً لتوسيع التعاون الثنائي.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
العالم الرئيس الروسي خلال اجتماع في الكرملين (أ.ف.ب)

روسيا تسمح بدخول المواطنين الصينيين من دون تأشيرة

وقّع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الاثنين، أمراً تنفيذياً يقضي بالإعفاء المؤقت للمواطنين الصينيين من متطلبات التأشيرة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد وزير الطاقة يتحدث خلال انطلاق أعمال «منتدى الاستثمار والأعمال السعودي-الروسي 2025» (إكس) play-circle 01:15

وزير الطاقة: آلية «أوبك بلس» نقطة تحول عادلة وشفافة وتُكافئ من يستثمر في الإنتاج

أكد الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في اجتماعات «أوبك بلس» يمثل «نقطة تحول، ويُعدّ واحداً من أنجح أيام مسيرتي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد البنك المركزي الروسي (رويترز)

«المركزي الروسي»: الطلب على الذهب مدفوع بمحاولة الـ«7» استعادة أصول موسكو المجمدة

أعلن البنك المركزي الروسي، يوم الخميس، أن البنوك المركزية تشتري الذهب لتنويع احتياطياتها الدولية، في ظل محاولة «مجموعة السبع» استخدام الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.