عوائد سندات اليورو تستقر مدعومة بضعف بيانات التوظيف الأميركية
«إغلاق الحكومة» في واشنطن يفاقم حالة القلق
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
عوائد سندات اليورو تستقر مدعومة بضعف بيانات التوظيف الأميركية
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
حافظت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو على استقرارها الخميس، مقتفيةً أثر سوق الدين الأميركية، وذلك بعدما أظهرت بيانات القطاع الخاص ضعفاً في سوق العمل الأميركية، في حين ألقى إغلاق الحكومة في واشنطن بظلال من عدم اليقين على الأسواق.
فقد كشف تقرير الوظائف الصادر عن مؤسسة «إيه دي بي»، الأربعاء، عن تسريح 32 ألف عامل في القطاع الخاص الأميركي خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، مقارنة بتوقعات بزيادة 50 ألف وظيفة، وذلك بعد مراجعة بيانات أغسطس (آب)، لتُظهر انخفاضاً صافياً قدره 3 آلاف وظيفة بدلاً من زيادة معلنة سابقاً، وفق «رويترز».
ومع استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، يُرجَّح أن يؤجَّل نشر تقرير التوظيف الشهري الرسمي المقرر يوم الجمعة؛ مما يترك الاقتصاديين والمستثمرين وصناع القرار في حالة ترقب إزاء الصورة الكاملة لسوق العمل.
وفي هذا السياق، استقرت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات - التي تُعدّ المعيار الرئيسي لمنطقة اليورو - عند نحو 2.712 في المائة، بعد أن أنهت تعاملات الأربعاء على المستوى ذاته تقريباً، إثر هبوطها خلال الجلسة إلى 2.693 في المائة. وتتجه العوائد نحو تسجيل ثاني انخفاض أسبوعي متتالٍ، في أول سلسلة تراجع تمتد أسبوعين منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي.
وقال كريستوف ريغر، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في «بنك كومرتس»: «من المرجح أن يستمر المستثمرون في شراء السندات الألمانية عند أي تراجع في ظل اضطراب السوق وغياب بيانات الوظائف الأميركية الرئيسية بسبب الإغلاق الحكومي». وأضاف: «الإغلاق في حد ذاته لا يُحسّن المعنويات كثيراً، ونوصي بالشراء عندما تتجاوز عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات مستوى 2.7 في المائة».
كما بقيت عوائد «السندات الألمانية القصيرة الأجل (شاتز)» لأجل عامين - الأشد حساسية لتغيرات توقعات أسعار الفائدة - مستقرة عند 2.013 في المائة.
وعلى صعيد الإصدارات، تخطط فرنسا لبيع سندات بقيمة 11.5 مليار يورو، تتنوع بين أدوات دين لأجل 10 سنوات وأخرى «خضراء»، في مزاد يُعقد لاحقاً يوم الخميس.
في المقابل، لم يحظَ الطرح الألماني لسندات عشرية أمس بإقبال كبير؛ إذ بلغت نسبة التغطية 1.2 فقط، وهو مستوى يقترب من أدنى معدلات الطلب منذ بداية العام.
أما العوائد الفرنسية لأجل 10 سنوات فاستقرت عند 3.528 في المائة، لتظل من بين الأعلى في منطقة اليورو بعد السندات الإيطالية التي تدور حول 3.55 في المائة، في إشارة إلى قلق المستثمرين بشأن استدامة المالية العامة الفرنسية على المدى الطويل.
من جهتها، تستعد إسبانيا - التي حصلت على رفع لتصنيفها الائتماني مؤخراً من وكالتَيْ «موديز» و«فيتش» - لبيع نحو 5.5 مليار يورو من السندات الاسمية والمقترنة بالتضخم.
سيدة من الضيوف تنظر إلى هاتفها أثناء وقوفها في جناح شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول في أبوظبي (أ.ف.ب)
دبي:«الشرق الأوسط»
TT
دبي:«الشرق الأوسط»
TT
الأرباح الفصلية لـ«أدنوك للغاز» تقفز 8 % في الربع الثالث
سيدة من الضيوف تنظر إلى هاتفها أثناء وقوفها في جناح شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول في أبوظبي (أ.ف.ب)
أعلنت شركة «أدنوك للغاز» ارتفاع صافي أرباحها للربع الثالث، 8 في المائة إلى 1.34 مليار دولار، يوم الخميس، محققةً أعلى صافي دخل فصلي في تاريخها، بعدما عوّض الطلب المحلي القوي وتحسن هوامش الربح أثر بيئة أسعار النفط الأضعف.
وقالت الشركة التابعة لشركة «بترول أبوظبي الوطنية العملاقة» (أدنوك) إن صافي الدخل في الأرباع الثلاثة الأولى المنتهية في 30 سبتمبر (أيلول)، بلغ 3.99 مليار دولار، بزيادة 10 في المائة عن العام السابق.
وقالت «أدنوك للغاز» إن نمو الأرباح جاء رغم أن متوسط أسعار النفط بلغ 71 دولاراً للبرميل خلال فترة التسعة أشهر، مقارنة مع 83 دولاراً للبرميل في الفترة نفسها من العام الماضي.
وكانت أعمال الغاز المحلية للشركة محركاً رئيسياً للأرباح، إذ بلغت أرباح مبيعات الغاز المحلية قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك 914 مليون دولار في الربع الثالث بقفزة بواقع 26 في المائة على أساس سنوي.
وأرجعت «أدنوك للغاز» ذلك إلى زيادة حجم المبيعات المحلية بنسبة 4 في المائة و«التحسينات الهيكلية من إعادة التفاوض على العقود».
وقالت الرئيسة التنفيذية لـ«أدنوك للغاز»، فاطمة النعيمي، في بيان: «نتائجنا القياسية للربع الثالث... تؤكد مرونة نموذج أعمال الشركة وقدرته على التكيف مع تقلبات السوق». وستبدأ «أدنوك للغاز» بتوزيع الأرباح بشكل ربع سنوي، وبتوزيع أرباح فصلية بقيمة 896 مليون دولار للربع الثالث من العام للمساهمين بحلول 12 ديسمبر (كانون الأول). كما وافق مجلس إدارة الشركة على تمديد زيادة سنوية بنسبة خمسة في المائة في توزيعات الأرباح حتى عام 2030.
قالت ثلاثة مصادر لـ«رويترز» إن شركة «جنرال إلكتريك فيرنوفا» الأميركية وشركة «سيمنس إنرجي» الألمانية تجريان محادثات لتوريد توربينات غاز لمشروع بقيمة سبعة مليارات دولار يهدف إلى إعادة بناء قطاع الطاقة السوري المتضرر من الحرب.
ووقعت سوريا اتفاقاً مع شركة تابعة لـ«باور إنترناشيونال» القابضة القطرية في مايو (أيار) لبناء أربع محطات لتوليد الطاقة بتوربينات غاز ذات دورة مركبة بطاقة إجمالية تبلغ 4000 ميغاواط. ويشمل الاتفاق أيضاً محطة للطاقة الشمسية بقدرة 1000 ميغاواط.
وذكر مصدر أنه من الممكن منح كل من «سيمنس إنرجي» و«جنرال إلكتريك فيرنوفا» عقوداً للمشروع، مضيفاً أنه من السابق لأوانه تحديد موعد إبرام الاتفاقيات.
ولم تتوفر تفاصيل عن المبلغ المرصود في الميزانية للتوربينات في إطار المشروع.
وقال مصدر آخر من الثلاثة إن المحادثات يمكن أن تفضي أيضاً إلى إبرام اتفاقيات تتجاوز التوربينات لتشمل توريد البنية التحتية الحيوية لشبكة الكهرباء.
عمال يعملون على قاعدة تمثال أندرو جاكسون في ساحة لافاييت بالقرب من البيت الأبيض (رويترز)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
وسط ضغوط اقتصادية... ترمب يستضيف عمالقة «وول ستريت» في عشاء بالبيت الأبيض
عمال يعملون على قاعدة تمثال أندرو جاكسون في ساحة لافاييت بالقرب من البيت الأبيض (رويترز)
استدعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجموعة من أبرز قادة «وول ستريت»، بمن فيهم الرؤساء التنفيذيون لكبرى المؤسسات المالية مثل «جي بي مورغان» و«بلاك روك» و«غولدمان ساكس»، إلى عشاء خاص في البيت الأبيض يوم الأربعاء.
تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه الإدارة ضغوطاً متزايدة بشأن أدائها الاقتصادي، لا سيما فيما يتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة التي برزت كقضية محورية في الانتخابات الأخيرة على مستوى الولايات والمحليات، وفق ما ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز».
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث داخل المكتب البيضاوي (رويترز)
حضور رفيع المستوى وتوقيت حساس
ضم العشاء أكثر من 12 من كبار المديرين التنفيذيين والماليين، وفقاً لمصادر مطلعة، بمَن فيهم: الرئيس التنفيذي لـ«جي بي مورغان» جيمي ديمون، ورئيس «بلاك روك» لاري فينك، ورئيس «غولدمان ساكس» ديفيد سولون، وستيفن شوارزمان من «بلاكستون»، والمؤسس المشارك لـ«كي كي آر» هنري كرافيس، والملياردير بيل أكمان من «بيرشينغ سكوير»، والرئيس التنفيذي لـ«ناسداك» أدينا فريدمان، والرئيس التنفيذي لبورصة «إنتركونتيننتال إكستشينج» جيفري سبريتشر، ورئيسة بورصة نيويورك لين مارتن.
رئيس «بلاك روك» لاري فينك يحضر قمة الاستثمار لقادة المال العالميين في هونغ كونغ (رويترز)
ويؤكد هذا التجمع على سعي ترمب لتعميق العلاقات مع قادة الشركات بينما تمضي إدارته قدماً في مبادرات تهدف إلى تعزيز أسواق رأس المال الأميركية وإعادة بناء سلاسل الإمداد المحلية الحيوية للأمن القومي، مع التركيز على التوسع في الإنتاج المحلي وإعادة توطين الصناعات الرئيسية.
وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في البلاد، قد أعلن عن برنامج استثماري يمتد لعقد من الزمن بقيمة 1.5 تريليون دولار، يستهدف القطاعات المحورية للأمن القومي الأميركي والمرونة الاقتصادية، بما في ذلك سلسلة التوريد والتصنيع، والدفاع والفضاء، واستقلال الطاقة، والتقنيات الرائدة. وبموجب هذه الخطة، سيستثمر البنك ما يصل إلى 10 مليارات دولار من خلال استثمارات مباشرة في الأسهم ورأس المال الاستثماري، وتحديداً في الشركات الأميركية ذات الأهمية الحاسمة للأمن القومي والمرونة الاقتصادية.
رئيس «جي بي مورغان» جيمي ديمون يتحدث خلال منتدى الأعمال الأميركي في مركز كاسيا في ميامي (رويترز)
وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن ترمب كان يجتمع مع قادة ماليين، لكنه لم يؤكد قائمة المدعوين، وفق «رويترز».
علاقة متقلبة بين «وول ستريت» والإدارة
اتسمت علاقة «وول ستريت» بإدارة ترمب بالاضطراب منذ فوزه في نوفمبر (تشرين الثاني). ففي حين توقع التنفيذيون في البداية تبني موقف مؤيد للأعمال التجارية بشكل أكبر، لا سيما بشأن المنافسة والمسائل التنظيمية، تضاءل هذا التفاؤل المبكر في أعقاب إعلانات عن تخفيضات في التكاليف وإجراءات «رسوم يوم التحرير» التي أثارت قلق الأسواق المالية. كما أثارت انتقادات ترمب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، شكوكاً حول التزامه باستقلالية البنك المركزي.
إلا أن المخاوف هدأت مؤخراً، وشعر كبار المصرفيين بالارتياح تجاه التعليقات الداعمة من قبل المنظمين المعينين من قبل ترمب بخصوص تخفيف القواعد التنظيمية على الصناعة، ما أسهم في وصول أسعار أسهم «جي بي مورغان» و«غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي» إلى مستويات قياسية جديدة يوم الأربعاء.
رئيس «غولدمان ساكس» ديفيد سولومون يتحدث في قمة الاستثمار لقادة المال العالميين في هونغ كونغ (رويترز)
غياب ملحوظ وخلفيات متوترة
لم يحضر العشاء كل قادة القطاع المالي:
- الرئيسة التنفيذية لـ«سيتي غروب» جين فريزر اعتذرت بسبب تعارض في المواعيد مع رحلة كانت مقررة مسبقاً إلى آسيا. ويُشار إلى أنها كانت قد التقت الرئيس في السابق لمناقشة خطط خصخصة عملاقي الرهن العقاري «فريدي ماك» و«فاني ماي».
- رئيس «بنك أوف أميركا» بريان موينيهان لم يُدعَ إلى العشاء. وكان موينيهان من بين القادة الذين أثاروا غضب ترمب في وقت سابق من هذا العام بسبب مزاعم حول رفضهم تقديم خدمات مصرفية للرئيس في الماضي.
ويشعر التنفيذيون في «وول ستريت» بالقلق من توجيه انتقادات علنية للرئيس، خاصة بعد استهداف البيت الأبيض لمجموعات مثل شركة المحاماة «بول ويس» والجامعات الكبرى، بالإضافة إلى التهديد بفرض رسوم جمركية على بعض مجموعات التكنولوجيا الكبرى.
متداول في بورصة نيويورك (أ.ب)
وسيراقب المستثمرون من كثب أي تحولات في السياسات أو تعديلات تنظيمية قد تنجم عن هذا الاجتماع رفيع المستوى. فعلى سبيل المثال، قد تؤثر التغييرات في السياسات الضريبية أو اللوائح المالية أو اتفاقيات التجارة بشكل كبير على أداء قطاعات محددة أو السوق كلها. ومن خلال فهم النتائج المحتملة لهذه المناقشات، يمكن للمستثمرين تحسين وضعهم للاستفادة من الفرص الناشئة أو الحد من المخاطر المحتملة.
توازياً، يرى مراقبون أن عشاء البيت الأبيض رفيع المستوى يعدّ دليلاً على النفوذ المستمر للقطاع المالي في أروقة السلطة. وبينما يُواجه الاقتصاد الأميركي توازناً دقيقاً، تسعى الإدارة بوضوح إلى الاستفادة من خبرة ورؤى قادة هذه الشركات لصياغة أجندتها الاقتصادية.
وكان ترمب قد عقد اجتماعات خاصة مع قادة أعمال في الأشهر الأخيرة، في إطار سعي إدارته إلى تعزيز النمو الاقتصادي، مع التعامل مع التوترات مع الشركاء التجاريين العالميين. تركز أجندته الاقتصادية الأوسع على توسيع الإنتاج المحلي، وإعادة توطين الصناعات الرئيسية، والاستفادة من استثمارات القطاع الخاص لتعزيز مكانة الولايات المتحدة في قطاع التصنيع التكنولوجي المتقدم وسلاسل توريد الطاقة.