أعلن بنك «جي بي مورغان تشيس»، الخميس، أنه سيُطلق بنك «تشيس الرقمي للتجزئة» في ألمانيا خلال الربع الثاني من العام المقبل، في خطوة جريئة لدخول سوق الخدمات المصرفية المزدحمة في أكبر اقتصاد أوروبي.
وكان عملاق الخدمات المصرفية الأميركي يُجهّز لإطلاق البنك على مدى السنوات الماضية من خلال سلسلة من التوظيفات، لكنه احتفظ بتوقيت الإطلاق طيّ الكتمان. وستكون ألمانيا ثانية الأسواق الأوروبية لـ«تشيس» بعد إطلاقه في بريطانيا عام 2021، وفق «رويترز».
ويُعدّ «جي بي مورغان تشيس» بالفعل أحد أكبر البنوك في ألمانيا، بفضل قاعدة عملائه الأثرياء الكبيرة، وبيئته التنظيمية المستقرة، وقطاع التكنولوجيا المالية المتطور.
ومع ذلك، تمثل ألمانيا سوقاً مليئة بالتحديات نظراً إلى تجزئة المشهد المصرفي، حيث يشير المحللون إلى وجود عدد كبير من البنوك المحلية. ويواجه الوافدون الجدد إلى قطاع التجزئة سوقاً استهلاكية شديدة التنافس، تهيمن عليها شركات محلية قائمة مع هوامش ربح محدودة.
ويعمل «دويتشه بنك»، أكبر بنك في ألمانيا، على زيادة ربحية خدماته المصرفية للأفراد عبر تقليص عدد الموظفين والفروع.
كما أطلقت بنوك أخرى، مثل بنك «بلباو فيزكايا أرجنتاريا» الإسباني، بنوكاً رقمية في ألمانيا، فيما تُعدّ بنوك مثل «آي إن جي» و«إن26» من البنوك الإلكترونية الكبرى العاملة في البلاد منذ فترة طويلة.
وسيتمركز بنك «تشيس» في برلين، حيث سيبدأ بتقديم حسابات التوفير، قبل توسيع نطاق منتجاته لاحقاً.
وقال «جي بي مورغان»: «يمثل هذا توسعاً كبيراً لبصمة (جي بي مورغان تشيس) في البلاد، مستفيداً من أكثر من قرن من خدمة العملاء والمجتمعات المحلية هناك».
وقد أقرّ كبار المسؤولين التنفيذيين في «جي بي مورغان» بأن البنوك واجهت صعوبات في الماضي بمجال الخدمات المصرفية للأفراد خارج أسواقها المحلية، لكنهم يؤكدون أن العصر الرقمي غيّر قواعد اللعبة. وقال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي المخضرم للبنك، للمستثمرين عام 2022: «ستكون هذه معركةً حقيقية».
