«وول ستريت» ترتفع قبيل محادثات التجارة الأميركية - الصينية

من داخل بورصة نيويورك (أ.ب)
من داخل بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» ترتفع قبيل محادثات التجارة الأميركية - الصينية

من داخل بورصة نيويورك (أ.ب)
من داخل بورصة نيويورك (أ.ب)

سجلت الأسهم الأميركية ارتفاعاً يوم الجمعة، مع اقتراب «وول ستريت» من ختام أسبوع اتسم بهدوء غير معتاد.

وصعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.4 في المائة في التعاملات المبكرة، متجهاً نحو تعويض خسائر طفيفة تكبّدها خلال الأسبوع. وقد يكون هذا أول أسبوع منذ سبعة أسابيع يتراجع فيه المؤشر بأقل من 1.5 في المائة، بعدما تأثر بدايةً بمخاوف الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ثم بالآمال في تخفيف بعض الرسوم الجمركية التي فرضها، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 127 نقطة، أو ما يعادل 0.3 في المائة، بدءاً من الساعة 9:35 صباحاً بالتوقيت الشرقي، في حين صعد مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.7 في المائة.

ومن المرجح أن يكون الحدث الأبرز هذا الأسبوع هو الاجتماع المرتقب يوم السبت، حين تُغلق الأسواق المالية أبوابها، حيث سيلتقي مسؤولون أميركيون وصينيون رفيعو المستوى في سويسرا، لإجراء أول محادثاتهما منذ تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادَيْن في العالم. ويخشى المستثمرون والاقتصاديون من أن تؤدي الرسوم الجمركية الحالية إلى ركود اقتصادي ما لم يتم تخفيضها بما فيه الكفاية.

وفي تطور لافت، طرح الرئيس ترمب، يوم الجمعة، فكرة خفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 80 في المائة من مستواها الحالي البالغ 145 في المائة، مشيراً إلى أن القرار النهائي بيد وزير الخزانة سكوت بيسنت الذي من المقرر أن يشارك في اجتماع سويسرا. ورغم أن هذا التخفيض سيكون ملموساً، فإن النسبة المتبقية تظل مرتفعة، وقد تسبّبت تصريحات ترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهزة قصيرة في الأسواق، حيث تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية على الفور.

لكن الأسواق ما لبثت أن استعادت توازنها، في انتظار ما سيصدر عن المسؤولين الأميركيين والصينيين بعد لقائهم.

في سياق متصل، أعرب ترمب عن تفاؤله بإبرام مزيد من الاتفاقيات التجارية، وذلك في منشور على منصته «تروث سوشيال»، كتب فيه: «هناك الكثير من الصفقات التجارية قيد التحضير، جميعها جيدة، بل رائعة!».

على صعيد أرباح الشركات، ورغم تباطؤ وتيرة صدور تقارير الأرباح للربع الأول فإنها لا تزال تُحرّك السوق. وارتفعت أسهم شركة «ليفت» بنسبة 17.6 في المائة، بعد أن أعلنت أرباحاً فاقت التوقعات، رغم أن إيراداتها جاءت دون المستوى المطلوب.

وقدّمت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي) تقريراً مشجّعاً؛ حيث أعلنت قفزة بنسبة 48.1 في المائة في إيرادات أبريل (نيسان)، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما دفع أسهمها المتداولة في الولايات المتحدة إلى الارتفاع بنسبة 2.5 في المائة.

في المقابل، تراجعت أسهم «إكسبيديا» بنسبة 9.6 في المائة، بعد أن خفّضت الشركة توقعاتها لحجوزات العام بأكمله، مشيرة إلى انخفاض بنسبة 7 في المائة في الطلب على السفر إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك تراجع بنسبة 30 في المائة في الحجوزات من كندا. كما أفادت شركات أخرى في قطاع السفر، مثل «هيلتون» و«إير بي إن بي»، بانخفاض مماثل في الطلب.

أما الأسواق العالمية فقد أنهت أوروبا تداولاتها على ارتفاع، في حين تباين أداء مؤشرات آسيا. فارتفعت الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 0.4 في المائة، وانخفضت الأسهم في شنغهاي بنسبة 0.3 في المائة رغم إعلان الصين ارتفاع صادراتها بنسبة 8.1 في المائة خلال أبريل مقارنة بالعام السابق، وهي وتيرة تفوق التوقعات. ومع ذلك، تراجعت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بأكثر من 20 في المائة مع بدء تنفيذ الزيادات الأخيرة في الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب. وتُعد الصين أكبر مصدّر في العالم.

وفي سوق السندات، استقر عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.37 في المائة، دون تغيير يُذكر عن مستواه في ختام جلسة الخميس.


مقالات ذات صلة

تذبذب في «وول ستريت» مع ترقب المستثمرين لتطورات الهدنة التجارية

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

تذبذب في «وول ستريت» مع ترقب المستثمرين لتطورات الهدنة التجارية

تشهد أسواق «وول ستريت» حالة من التذبذب، مع حفاظها على المكاسب التي سجلتها في وقت سابق من الأسبوع، وذلك في أعقاب إعلان الولايات المتحدة والصين عن هدنة مؤقتة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
خاص رؤساء الشركات المستثمرة في صندوق الطاقة (الشرق الأوسط)

خاص «صندوق للطاقة» يدعم الاستثمارات الاستراتيجية السعودية - الأميركية

أثمر منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي الذي انعقد يوم الثلاثاء في الرياض، تزامناً مع زيارة الرئيس دونالد ترمب إلى السعودية، عن إطلاق صندوق الاستثمار في الطاقة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
تحليل إخباري صورة تجمع الرئيس ترمب وولي العهد السعودي مع الشركات الموقعة للاتفاقيات الاستثمارية في منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي (الشرق الأوسط)

تحليل إخباري مختصون: الشراكة الاستراتيجية مع أميركا ترفع الاقتصاد السعودي لـ2.6 تريليون دولار

أكد خبراء ومحللون اقتصاديون أن توقيع السعودية والولايات المتحدة على وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، تمثل نقلة نوعية وتعزز مكانة المملكة قوةً اقتصاديةً.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

رئيس «فيدرالي» شيكاغو: تباطؤ التضخم لا يعكس بعد تأثير الرسوم

قال أوستن غولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، الأربعاء، إن بيانات أبريل التي أظهرت تباطؤاً في تضخم أسعار المستهلكين لا تعكس بالضرورة تأثير الرسوم.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)
الاقتصاد شعار بنك «غولدمان ساكس» يظهر على أرضية التداول في بورصة نيويورك (رويترز)

«غولدمان ساكس»: المستثمرون يعودون إلى مواقف حيادية تجاه الدولار

قال جون والدرون، رئيس بنك «غولدمان ساكس»، إن تقليص المستثمرين لحيازاتهم من أصول الدولار الأميركي مؤخراً يعكس تحولهم إلى مواقف أكثر حيادية تجاه العملة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«أكوا باور» توقع مذكرات تفاهم بـ500 مليون دولار مع شركات أميركية

مقر «أكوا باور» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
مقر «أكوا باور» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«أكوا باور» توقع مذكرات تفاهم بـ500 مليون دولار مع شركات أميركية

مقر «أكوا باور» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
مقر «أكوا باور» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

وقَّعت شركة «أكوا باور» مذكرات تفاهم بقيمة 500 مليون دولار، مع شركات أميركية، وذلك خلال فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأميركي المنعقد في الرياض بالتزامن مع الزيارة الرسمية لرئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب إلى السعودية.

وترفع هذه الاتفاقيات إجمالي الاستثمارات القائمة بين «أكوا باور» والشركات الأميركية إلى ما يزيد على 6 مليارات دولار.

وقالت الشركة إن هذه الخطوة جاءت تعزيزاً للشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة، والقائمة على تاريخ طويل من التعاون بين البلدين، بهدف دفع عجلة الابتكار والاستثمار في قطاع الطاقة، ودعماً لرؤية السعودية 2030 وطموحها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2060.

وبين رعد السعدي، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة «أكوا باور»: «هذه الشراكات التي نعقدها مع الشركات الأميركية تُمثل استثماراً مباشراً في مستقبل السعودية، وبما يتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية 2030. كما تنسجم هذه الشراكات مع التزامنا بالاستفادة من الابتكارات والخبرات الأميركية لتسريع تطوير حلول الطاقة المتجددة، وتوفير فرص العمل، وتنويع الاقتصاد، وبناء مستقبل مستدام للمملكة».

من جهته، أضاف ماركو أرتشيلي، الرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور»: «لطالما ارتكزت استراتيجيتنا على بناء الشراكات لخلق قيمة مضافة. ولا شك أن الوصول إلى التقنيات المتطورة والخبرات المتخصصة يعتبر عاملاً حاسماً في تنويع محفظتنا، والتوسع نحو أسواقٍ جديدة، وتحقيق أهدافنا بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050».

وتشمل أولى الاتفاقيات التعاون بهدف دمج تقنيات متطورة لتتبع الألواح الشمسية في مشاريع الطاقة الكهروضوئية، مما يُسهم في خفض تكاليف الطاقة، وزيادة القدرات الإنتاجية المحلية. كما تتضمن الاتفاقية مع شركة «جنرال إلكتريك فيرنوفا - GE Vernova» المعدات الأساسية لمشاريع توربينات الغاز ذات الدورة المشتركة، وأنظمة نقل وتوزيع الكهرباء في المملكة.

كما تتعاون «أكوا باور» مع شركة «بيكر هيوز - Baker Hughes» لاختبار وتطبيق حلول مبتكرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر تطوير تقنيات التحليل الكهربائي، مع تعزيز الكفاءة ومعايير السلامة، وإمكانية التصنيع المحلي لدعم منظومة الابتكار في هذا المجال. كما تشمل الاتفاقيات شراكة مع شركة «كيه بي آر إس تي إس» للتعاون في مشاريع عملاقة باستخدام تقنيات الأمونيا والخدمات الهندسية المتقدمة، مع ضمان الإدارة الفعّالة للبرامج.

وتتعاون «أكوا باور» أيضاً مع شركة «إنرجي ريكفري» في إجراء أبحاث مشتركة تحت عنوان «البحث المشترك لتقنيات تشغيل مُوفِّرة للطاقة لأنظمة مبادلات الضغط في محطات تحلية المياه»، مع التركيز على رفع الكفاءة عبر تقنيات مبادلات الضغط المتطورة، والتي تعتمد على استعادة الطاقة من المياه عالية الضغط الناتجة عن عملية التحلية وإعادة استخدامها، مما يُقلل الاستهلاك الكهربائي، ويدعم الاستدامة.