هل يخفض بنك إنجلترا الفائدة اليوم أم يحذو حذو «الفيدرالي»؟

رجل ينزل الدرج بينما يظهر مبنى بنك إنجلترا في الخلفية في لندن (رويترز)
رجل ينزل الدرج بينما يظهر مبنى بنك إنجلترا في الخلفية في لندن (رويترز)
TT

هل يخفض بنك إنجلترا الفائدة اليوم أم يحذو حذو «الفيدرالي»؟

رجل ينزل الدرج بينما يظهر مبنى بنك إنجلترا في الخلفية في لندن (رويترز)
رجل ينزل الدرج بينما يظهر مبنى بنك إنجلترا في الخلفية في لندن (رويترز)

يستعد بنك إنجلترا لتمديد سلسلة تخفيضات أسعار الفائدة البطيئة اليوم الخميس، حيث يترقب المستثمرون أي مؤشرات على إمكانية تسريع وتيرة التخفيض قريباً في ظل تأثير رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمركية على الاقتصاد العالمي.

لطالما أكد المحافظ أندرو بيلي وزملاؤه في بنك إنجلترا على ضرورة اتباع نهج تدريجي وحذر لخفض تكاليف الاقتراض، وهو أمر يتوقع معظم المحللين استمراره نظراً لحجم عدم اليقين بشأن التوقعات.

وخفّض بنك إنجلترا أسعار الفائدة ثلاث مرات فقط حتى الآن منذ أغسطس (آب) الماضي، بوتيرة أبطأ من «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي» والبنك المركزي الأوروبي بسبب مخاوفه من ارتفاع التضخم في سوق العمل.

على الرغم من أن الاقتصاد البريطاني بعيد كل البعد عن القوة، فإن نموه هذا العام يبدو أسرع من نمو ألمانيا وفرنسا. لكن بيلي شدد مؤخراً على المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد نتيجة تصاعد التوترات التجارية العالمية.

محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي خلال اجتماعات الربيع في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

يوم الأربعاء، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، وقال إن حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية قد ازدادت مع ارتفاع مخاطر ارتفاع كل من البطالة والتضخم.

من المتوقع على نطاق واسع أن يُجري بنك إنجلترا تخفيضاً جديداً بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الخميس، ويضع المستثمرون في الحسبان تقريباً ثلاثة تخفيضات أخرى بحلول نهاية عام 2025، مما سيرفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 3.5 في المائة من 4.5 في المائة حالياً.

وتوقع معظم الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم الشهر الماضي أن يُبقي بنك إنجلترا على إيقاعه ربع السنوي، مما سيبقي سعر الفائدة عند 3.75 في المائة بنهاية العام. لكن محللي «بنك أوف أميريا غلوبال ريسيرش» قالوا إنهم يتوقعون الآن أربعة تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا هذا العام، مع توقعات بارتفاع التضخم في المملكة المتحدة بنسبة أقل مما كان متوقعاً سابقاً، ويعزى ذلك جزئياً إلى انخفاض أسعار الواردات من الصين التي تم استبعادها فعلياً من الولايات المتحدة.

ومع ذلك، ربما كان من السابق لأوانه أن يغير بنك إنجلترا موقفه بشأن المضي قدماً.

وقال محللو «بنك أوف أميركا»: «في الوقت الحالي، نتوقع أن يحتفظ بنك إنجلترا بتوجيهاته الحذرة والتدريجية، والتي تُطبق كل اجتماع على حدة، في خضم حالة عدم اليقين».

وتوقعت داني ستويلوفا، الخبيرة الاقتصادية في بنك «بي إن بي باريبا أوروبا»، أن تُظهر التوقعات الجديدة لبنك إنجلترا عودة التضخم إلى هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة بنهاية عام 2026، أي قبل عام من توقعات بنك إنجلترا السابقة.

ومع ذلك، قالت بيلي وبقية أعضاء لجنة السياسة النقدية إنهم على الأرجح يرغبون في الانتظار لمعرفة ما إذا كانت رسوم ترمب الجمركية ورد الصين ودول أخرى ستؤدي في النهاية إلى ارتفاع التضخم من خلال الإضرار بسلاسل التوريد. من المقرر أن يعلن بنك إنجلترا قراره بشأن أسعار الفائدة لشهر مايو (أيار) وآخر توقعاته الاقتصادية في الساعة 11:02 بتوقيت غرينتش - متأخراً دقيقتين عن المعتاد لتجنب مقاطعة دقيقة صمت إحياءً للذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

ومن المقرر أن يعقد بيلي ومسؤولون كبار آخرون مؤتمراً صحافياً في الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش.


مقالات ذات صلة

باول: «الاحتياطي الفيدرالي» غير مستعد بعد لخفض أسعار الفائدة

الاقتصاد باول يدلي بشهادته أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأميركي (أ.ف.ب)

باول: «الاحتياطي الفيدرالي» غير مستعد بعد لخفض أسعار الفائدة

أعلن رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول أن البنك المركزي سيواصل الانتظار ومراقبة كيفية تطور الاقتصاد قبل اتخاذ قرار بشأن خفض سعر الفائدة الرئيسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد صورة مركبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (أ.ف.ب)

باول في الكابيتول اليوم... وترمب: آمل أن يقنعه الكونغرس بخفض الفائدة

يتوجه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى مبنى الكابيتول يوم الثلاثاء، مواجهاً ضغوطاً متزايدة من داخل وخارج البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول مغادراً القاعة بعد انتهاء مؤتمره الصحافي يوم الأربعاء (إ.ب.أ)

الانقسام يتصاعد داخل «الفيدرالي» حول موعد خفض الفائدة الأميركية

يبدو أن رسوم دونالد ترمب الجمركية أحدثت انقساماً في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، حيث يتنازع كبار صانعي السياسات حول مصير أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد «بنك إنجلترا» في لندن (د.ب.أ)

«بنك إنجلترا» قد يثبّت الفائدة اليوم وسط ترقب اقتصادي ومخاوف من صراع الشرق الأوسط

يبدو أن «بنك إنجلترا» المركزي يتجه للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقرر يوم الخميس، وذلك في ظل ترقبه لمؤشرات تراجع إضافي في الاقتصاد والتضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد باول يتحدث في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة ليومين (أ.ب)

رئيس «الفيدرالي»: وضع الاقتصاد الأميركي قوي... والرسوم سترفع الأسعار

قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن الاقتصاد الأميركي لا يزال في وضع قوي، لافتاً إلى تدهور المعنويات، مما يعكس المخاوف بشأن السياسة التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تراجع الدولار مع تعزيز الهدنة الإسرائيلية - الإيرانية وارتفاع شهية المخاطرة

أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (د.ب.أ)
أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (د.ب.أ)
TT

تراجع الدولار مع تعزيز الهدنة الإسرائيلية - الإيرانية وارتفاع شهية المخاطرة

أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (د.ب.أ)
أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (د.ب.أ)

كافح الدولار لاستعادة خسائره يوم الأربعاء، وسط قرار المستثمرين زيادة تحمّل المخاطر عقب إعلان هدنة هشة بين إسرائيل وإيران. وسادت الأسواق حالة من التفاؤل؛ حيث سجل مؤشر الأسهم العالمية مستوى قياسياً جديداً خلال الليل، مع استمرار سريان وقف إطلاق النار الهش الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بين الطرفَيْن. وأشارت الدولتان إلى نهاية الحرب الجوية بينهما، على الأقل في الوقت الحالي، رغم انتقاد ترمب العلني لهما لانتهاك وقف إطلاق النار.

وباع المستثمرون الدولار بكثافة عقب هذه الأخبار، بعدما لجأوا إلى عملة الملاذ الآمن خلال النزاع الذي استمر 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، والذي شهد أيضاً هجوماً أميركياً على منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وفق «رويترز».

وشهدت تحركات العملات مزيداً من الهدوء في آسيا يوم الأربعاء؛ حيث استقر اليورو قرب أعلى مستوياته منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021 عند 1.1614 دولار. في المقابل، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة طفيفة 0.03 في المائة إلى 1.3614 دولار، مقترباً من ذروة يوم الثلاثاء التي بلغت 1.3648 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ يناير (كانون الثاني) 2022.

وصعد الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر بنسبة 0.1 في المائة إلى 0.6496 دولار، في حين ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.33 في المائة إلى 0.6027 دولار.

وعلى الرغم من هشاشة الهدنة بين إسرائيل وإيران، رحّب المستثمرون بأي تهدئة حالية.

وقال رئيس قسم الاقتصاد الدولي والمستدام في «بنك الكومنولث الأسترالي»، جوزيف كابورسو: «تشعر السوق بالاطمئنان تجاه بعض المخاطر السلبية. وما أفهمه أن المشكلة لم تنتهِ بعد، مما يعني احتمال عودتها بوصفها محركاً لأسعار السلع وأسواق العملات».

كما استقر الفرنك السويسري عند 0.8052 للدولار، بعد أن سجل أعلى مستوى له خلال عشر سنوات ونصف السنة يوم الثلاثاء، في حين تراجع الين الياباني بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 145.03 للدولار.

وأظهر ملخص آراء اجتماع السياسة النقدية لـ«بنك اليابان» في يونيو (حزيران) أن بعض صانعي السياسات يفضّلون إبقاء أسعار الفائدة ثابتة، بسبب حالة عدم اليقين حول تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الياباني.

ومقابل سلة من العملات، استقر الدولار دون تغيير يُذكر عند 97.97 نقطة.

وبينما استمر رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، في نهجه الحذر، مؤكّداً في شهادته نصف السنوية أمام الكونغرس، الثلاثاء، أن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، ما زالت الأسواق تضع احتمالاً يقارب 18 في المائة لتخفيض الفائدة في يوليو (تموز)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وأوضح محللو بنك «إيه إن زد»، في مذكرة، أن «النمو الاقتصادي يتباطأ، وتحسّن تضخم الخدمات والإسكان سيعرقل رفع الرسوم الجمركية، مما يمهد الطريق لاستئناف تخفيضات أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول)».

وقد عززت بيانات اقتصادية أميركية أضعف من المتوقع خلال الأسابيع الماضية توقعات خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة خلال العام، مع توقع تخفيض بنحو 60 نقطة أساس بحلول ديسمبر (كانون الأول).

وأظهرت بيانات الثلاثاء تراجعاً غير متوقع في ثقة المستهلك الأميركي لشهر يونيو، مع زيادة قلق الأسر بشأن توافر الوظائف، مما يشير إلى تدهور في سوق العمل.

وانخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامَيْن، الذي يعكس عادة توقعات أسعار الفائدة قصيرة الأجل، إلى أدنى مستوى في شهر ونصف الشهر عند 3.7870 في المائة يوم الأربعاء، في حين ظل عائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات ثابتاً تقريباً عند 4.3004 في المائة.