انكماش الاقتصاد الأميركي بسبب سياسات ترمب

أفق مدينة مانهاتن (رويترز)
أفق مدينة مانهاتن (رويترز)
TT

انكماش الاقتصاد الأميركي بسبب سياسات ترمب

أفق مدينة مانهاتن (رويترز)
أفق مدينة مانهاتن (رويترز)

انكمش الاقتصاد الأميركي في الربع الأول، متأثراً بتدفق هائل من السلع المستوردة من قبل الشركات التي كانت حريصة على تجنب التكاليف المرتفعة، مما يُبرز الطبيعة المُزعزعة لسياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس دونالد ترمب، والتي تتسم غالباً بالفوضى.

وفي تقديره المبدئي للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول الذي نشره مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة يوم الأربعاء، أعلن أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بمعدل سنوي قدره 0.3 في المائة في الربع الأخير.

وكان اقتصاديون قد توقعوا في استطلاع أجرته «رويترز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مارس (آذار).

ومع ذلك، اختُتم الاستطلاع قبل أن تُظهر بيانات يوم الثلاثاء ارتفاع العجز في تجارة السلع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في مارس، وسط واردات قياسية، مما دفع معظم الاقتصاديين إلى خفض تقديراتهم للناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد.

وكان الاقتصاد قد نما بمعدل 2.4 في المائة في الربع الرابع.

ومع ذلك، من المحتمل أن تكون التوقعات الاقتصادية المتشائمة مبالغاً فيها، نظراً لاستمرار نمو إنفاق المستهلكين، وإن كان بوتيرة معتدلة. تزامناً مع مرور 100 يوم على تولي ترمب منصبه، ساهمت هذه الأرقام في تعزيز الاستياء المتزايد بين الأميركيين من طريقة تعامله مع الاقتصاد حتى الآن. وقد حقق ترمب فوزاً كاسحاً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي استناداً إلى قلق الناخبين بشأن الاقتصاد، وخاصة التضخم.

وانخفضت ثقة المستهلك إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات، وتراجعت ثقة قطاع الأعمال. كما سحبت شركات الطيران توقعاتها المالية لعام 2025، مشيرة إلى حالة عدم اليقين بشأن الإنفاق على السفر غير الضروري بسبب الرسوم الجمركية، والتي حذّر الاقتصاديون من أنها سترفع التكاليف على الشركات والأسر.

ونظراً لأن كمية غير معتادة من الذهب غير النقدي قد ساهمت في بعض الارتفاع في الواردات، حذَّر بعض الاقتصاديين من المبالغة في تقدير أرقام الناتج المحلي الإجمالي. وناقش آخرون أن البيانات لم تُغير الرواية القائلة إن الاقتصاد يعاني نتيجة حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية.

وارتفع التضخم في الربع الأخير، ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع خلال العام. ويتوقع الاقتصاديون أن يستأنف مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خفض أسعار الفائدة في وقت ما من هذا العام.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، خفَّف ترمب من وطأة رسومه الجمركية على السيارات من خلال أمر تنفيذي يجمع بين الائتمانات والإعفاءات من رسوم أخرى على قطع الغيار والمواد.

ومع ذلك، لا تزال رسوم بنسبة 25 في المائة على السلع الصينية، التي أشعلت حرباً تجارية بين واشنطن وبكين، سارية، بالإضافة إلى مجموعة من الرسوم الجمركية الأخرى على الواردات.

يرى ترمب أن الرسوم الجمركية أداة لزيادة الإيرادات لتعويض التخفيضات الضريبية التي وعد بها، ولإنعاش القاعدة الصناعية الأميركية المتراجعة منذ فترة طويلة.


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» تتراجع بفعل تباين توقعات التجزئة وضغوط العوائد

الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» تتراجع بفعل تباين توقعات التجزئة وضغوط العوائد

تراجعت الأسهم الأميركية، الأربعاء، بعدما أصدرت كبرى شركات التجزئة في البلاد توقعات أرباح متباينة، وسط حالة من عدم اليقين المتزايد الناجم عن الحرب التجارية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد النائبة الأولى للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث تلقي كلمة في مؤتمر مالي في اسطنبول (منصة إكس)

صندوق النقد الدولي: على أميركا كبح عجزها ومعالجة عبء ديونها «المتزايد باستمرار»

دعت مسؤولة كبيرة في صندوق النقد الدولي الولايات المتحدة إلى خفض عجزها المالي ومعالجة عبء ديونها «المتزايد باستمرار»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدسة بغرفة صناديق الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

المخاوف المالية الأميركية ترفع الذهب لأعلى مستوى في أكثر من أسبوع

ارتفعت أسعار الذهب الأربعاء لأعلى مستوياتها في أكثر من أسبوع، مع تراجع الدولار وبحث المستثمرين عن ملاذ آمن بسبب عدم اليقين المالي الأميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ خيام احتجاز أقيمت حديثاً للمهاجرين المحتجزين في قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو (رويترز)

سيناتور: كل مهاجر في غوانتانامو يكلف أميركا 100 ألف دولار يومياً

قال سيناتور أميركي إن استخدام الرئيس دونالد ترمب لقاعدة خليج غوانتانامو البحرية لإيواء مهاجرين يكلف 100 ألف دولار يومياً للمحتجز الواحد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تتراجع... و«ستاندرد آند بورز 500» يقترب من أول خسارة في 7 أيام

شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية تراجعاً يوم الثلاثاء، مع تباطؤ الزخم في «وول ستريت» عقب موجة انتعاش أوصلتها إلى مستويات قريبة من أعلى ما سجلته هذا العام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«البتكوين» تسجل رقماً قياسياً جديداً عند 109,400 دولار

تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

«البتكوين» تسجل رقماً قياسياً جديداً عند 109,400 دولار

تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

بلغت عملة «البتكوين» أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد أن أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي قانون «جينيوس»، وهو مشروع قانون مهم لتنظيم العملات المستقرة، متجاوزاً بذلك عقبات تشريعية سابقة.

ويشير مصطلح «Stablecoin» (العملة المستقرة) إلى نوع من العملات الرقمية (العملات المشفرة) التي تم تصميمها للحفاظ على قيمة مستقرة، على عكس التقلبات السعرية الكبيرة التي تشهدها معظم العملات المشفرة الأخرى مثل البتكوين والإيثريوم.

وحققت العملة المشفرة سعراً قياسياً جديداً بلغ 109,400 دولار، متجاوزة بذلك ذروتها السابقة التي سجلتها في يناير (كانون الثاني) تزامناً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وجاء هذا الارتفاع الكبير بعدما شهدت «بتكوين» زيادة تفوق 46 في المائة عن أدنى مستوى لها الذي بلغته في أبريل (نيسان)، مدفوعةً بزيادة المخاوف العالمية بشأن الحرب التجارية والرسوم الجمركية الأميركية.

وكان إقرار مشروع قانون العملات المستقرة، يوم الثلاثاء، بمثابة انتصار كبير لقطاع العملات الرقمية، مما يعزز التوقعات حول بيئة تنظيمية أكثر دعماً لهذا القطاع. ومن المتوقع أن يُطرح مشروع القانون للتصويت في مجلس الشيوخ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مما يمهد الطريق لإحالته إلى مكتب الرئيس ترمب للتوقيع عليه.

إضافةً إلى ذلك، أسهم قرار إدارة ترمب بإنشاء احتياطي استراتيجي من بتكوين في مارس (آذار)، بهدف تعزيز مكانة الولايات المتحدة بوصفها داعماً رئيساً للأصول الرقمية، في زيادة التفاؤل بين المستثمرين.

ومع ذلك، تبقى التوترات الكامنة قائمة، حيث انتقدت الصين بشدة القيود الأميركية الجديدة على رقائق الذكاء الاصطناعي الصينية، ووصفتها بأنها «تنمر»، متوعدةً بالرد. وتُهدد هذه النزاعات بإفساد الهدنة التجارية الهشة بين البلدين، ما قد يعطل مسار انتعاش الأصول الرقمية.

وقد جاء هذا الارتفاع القياسي في وقت شهد فيه مايو (أيار) تدفقات صافية كبيرة لصناديق تداول بتكوين المتداولة في البورصة، حيث استحوذت هذه الصناديق على 3.6 مليار دولار، مما يعكس تجدد الاهتمام الزائد من قبل المستثمرين.

ويمثل هذا التوجه الجديد تعزيزاً لثقة السوق في بتكوين، خصوصاً في ظل دعم عدد من شركات الخزانة الكبرى التي تركز على العملة المشفرة، مثل شركة «استراتيجي» التابعة لرجل الأعمال مايكل سايلور، وشركة «توينتي ون كابيتال» التي تم إطلاقها حديثاً. وكانت هذه الشركات من بين العوامل التي أسهمت في موجة الشراء الكبيرة، مما ساعد على دفع سعر بتكوين إلى مستويات قياسية جديدة.