«رينو» و«نيسان» تُخفّضان الملكية المشتركة لدعم تحوّل الشركة اليابانية

الأولى تشتري حصة الثانية في مشروع هندي

عمال في مصنع سيارات مشترك تابع لـ«رينو» و«نيسان» في الهند (أ.ف.ب)
عمال في مصنع سيارات مشترك تابع لـ«رينو» و«نيسان» في الهند (أ.ف.ب)
TT
20

«رينو» و«نيسان» تُخفّضان الملكية المشتركة لدعم تحوّل الشركة اليابانية

عمال في مصنع سيارات مشترك تابع لـ«رينو» و«نيسان» في الهند (أ.ف.ب)
عمال في مصنع سيارات مشترك تابع لـ«رينو» و«نيسان» في الهند (أ.ف.ب)

أعلنت شركتا صناعة السيارات «رينو» و«نيسان»، يوم الاثنين، عن اتفاقهما على تعديل شراكتهما المستمرة منذ عقدين للسماح بخفض نسبة الملكية المشتركة، في خطوة تهدف إلى مساعدة نيسان على التعافي.

ويأتي هذا التغيير في الشروط، الذي يُخفّض نسبة الملكية المطلوبة من 15 في المائة إلى 10 في المائة، قبل يوم من تولي إيفان إسبينوزا منصب الرئيس التنفيذي لشركة صناعة السيارات اليابانية المتعثرة، التي تواجه ضغوطاً لتعزيز قدرتها التنافسية بشكل كبير. وسيتم أيضاً إعفاء «نيسان» من التزامها بالاستثمار في وحدة السيارات الكهربائية «أمبير» التابعة لشركة رينو، التي تعهدت لها بمبلغ 600 مليون يورو (648.96 مليون دولار).

وصرح لوكا دي ميو، الرئيس التنفيذي لشركة «رينو»، في بيان: «بصفتها شريكاً قديماً لـ(نيسان) ضمن التحالف ومساهماً رئيسياً فيه، فإن مجموعة (رينو) لديها مصلحة قوية في رؤية (نيسان) تُحسّن أداءها في أسرع وقت ممكن».

كما أعلنت «رينو» عن نيتها شراء حصة «نيسان» الأغلبية في أعمالهما الهندية المشتركة، شركة «رينو نيسان أوتوموتيف الهند الخاصة المحدودة» (RNAIPL)، ومن المتوقع إتمام الصفقة بنهاية النصف الأول من هذا العام.

وأكدت شركة صناعة السيارات الفرنسية توقعاتها بتدفق نقدي حر لا يقل عن ملياري يورو في عام 2025، على الرغم من تأثير الاستحواذ على حصة «نيسان» في الأعمال الهندية بنحو 200 مليون يورو.

وقال إسبينوزا، الرئيس التنفيذي الجديد لـ«نيسان»، في البيان: «(نيسان) ملتزمة بالحفاظ على قيمة وفوائد شراكتنا الاستراتيجية ضمن التحالف مع تطبيق إجراءات تحول لتعزيز الكفاءة». وتم تعيين إسبينوزا، الذي كان يشغل سابقاً منصب كبير مسؤولي التخطيط في الشركة، في أوائل مارس (آذار) لخلافة ماكوتو أوشيدا، بعد تدهور النتائج في ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان ومفاوضات غير ناجحة للاندماج مع هوندا.

وتعاني «نيسان»، التي تعد «رينو» أكبر مساهم فيها بنسبة 17.05 في المائة من رأس المال بشكل مباشر، من انخفاض المبيعات لسنوات. وكافحت الشركة للتعافي من سقوط رئيسها السابق كارلوس غصن، مهندس تحالف رينو-نيسان، الذي اتهمه مكتب المدعي العام في طوكيو بسوء السلوك المالي، وهو ما ينفيه.

وقالت الشركتان إن تعديل اتفاقية التحالف، الذي أنشأ في عام 2023 إعادة توازن للمساهمات المتبادلة، وإنهاء اتفاقية استثمار «نيسان» في «أمبير»، يخضعان لاستيفاء بعض الشروط المسبقة، ومن المتوقع أن يتم ذلك بحلول نهاية مايو (أيار) المقبل.


مقالات ذات صلة

بنك «إتش إس بي سي»: التحولات التجارية العالمية تزيد عدم اليقين الاقتصادي

الاقتصاد شعار بنك «إتش إس بي سي» خارج فرعه في مكسيكو سيتي (رويترز)

بنك «إتش إس بي سي»: التحولات التجارية العالمية تزيد عدم اليقين الاقتصادي

قال مارك تاكر، رئيس مجلس إدارة بنك «إتش إس بي سي»، يوم الجمعة، إن التحولات في العلاقات التجارية العالمية فاقمت من حالة عدم اليقين الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إلمر شيالر سالسيدو وزير خارجية البيرو (الشرق الأوسط)

وزير خارجية البيرو يكشف عن مفاوضات مع السعودية لتوقيع اتفاقيات قبل نهاية العام

كشف وزير خارجية البيرو، إلمر شيالر سالسيدو، الذي يزور الرياض حالياً، عن وجود مفاوضات جارية مع الجانب السعودي تهدف إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد آلاف الحاويات في ميناء ليانينغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

الصين تقيّم «عرضاً أميركياً» لمناقشة الرسوم الجمركية وتحذّر من «الابتزاز»

قالت وزارة التجارة الصينية، يوم الجمعة، إن بكين «تقيّم» عرضاً من واشنطن لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد متسوقة في سوبرماركت كارفور في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)

تضخم منطقة اليورو يستقر فوق هدف «المركزي الأوروبي» في أبريل

سجّل التضخم في منطقة اليورو استقراراً طفيفاً فوق هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة خلال أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد سبائك ذهبية داخل غرفة صناديق الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع سعر الذهب قبيل تقرير الوظائف الأميركية

ارتفع سعر الذهب، يوم الجمعة، مدفوعاً بحركة شراء قبيل تقرير الوظائف الأميركية غير الزراعية، بعد أن لامست الأسعار أدنى مستوياتها في أسبوعين خلال الجلسة السابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تباطؤ نمو الوظائف الأميركية وسط مؤشرات على ضعف سوق العمل

لافتة مكتوب عليها «نحن نوظف الآن» خارج متجر «بست باي» في نيو هامبشير بالولايات المتحدة (رويترز)
لافتة مكتوب عليها «نحن نوظف الآن» خارج متجر «بست باي» في نيو هامبشير بالولايات المتحدة (رويترز)
TT
20

تباطؤ نمو الوظائف الأميركية وسط مؤشرات على ضعف سوق العمل

لافتة مكتوب عليها «نحن نوظف الآن» خارج متجر «بست باي» في نيو هامبشير بالولايات المتحدة (رويترز)
لافتة مكتوب عليها «نحن نوظف الآن» خارج متجر «بست باي» في نيو هامبشير بالولايات المتحدة (رويترز)

تباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل طفيف خلال أبريل (نيسان)، بينما تتزايد المؤشرات على تراجع آفاق سوق العمل، في ظل تفاقم حالة عدم اليقين الاقتصادي بفعل السياسة الجمركية المتشددة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترمب.

وأوضح تقرير التوظيف الشهري الصادر عن مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية، أن عدد الوظائف غير الزراعية ارتفع بمقدار 177 ألف وظيفة في أبريل، مقارنة بـ185 ألف وظيفة في مارس (آذار) بعد مراجعتها بالخفض. وجاءت البيانات دون التوقعات، حيث رجّح اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم إضافة نحو 130 ألف وظيفة خلال الشهر، في حين تراوحت التقديرات بين 25 ألفاً و195 ألفاً.

ويحتاج الاقتصاد الأميركي إلى خلق نحو 100 ألف وظيفة شهرياً لمواكبة النمو السكاني في سن العمل. وقد استقر معدل البطالة عند 4.2 في المائة.

ويُعد التقرير انعكاساً لحالة السوق في الفترة الماضية، وبالتالي لا يُظهر بعد التأثير الكامل لسياسة الرسوم الجمركية المفاجئة التي أعلنها ترمب. وكانت الشركات قد سارعت إلى استيراد السلع قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ، ما أثر سلباً على أداء الاقتصاد في الربع الأول من العام.

وأدى إعلان ترمب في «يوم التحرير» عن فرض رسوم جمركية شاملة على غالبية واردات الولايات المتحدة - بما في ذلك رفع الرسوم على السلع الصينية إلى 145 في المائة - إلى إشعال فتيل حرب تجارية مع بكين وتزايد الضغوط على البيئة المالية.

وفي خطوة لاحقة، أرجأ ترمب فرض رسوم إضافية لمدة 90 يوماً، وهو ما اعتبره اقتصاديون «تجميداً فعلياً» للاقتصاد، إذ أربك الشركات، وهدد بإدخال الاقتصاد في حالة ركود ما لم تتضح الرؤية قريباً.

ولا تزال سوق العمل تُظهر قدراً من الصمود، إذ يتردد أصحاب العمل في تسريح الموظفين بعد النقص الحاد في العمالة الذي عانوا منه أثناء جائحة كوفيد-19. لكن مع ذلك، تتزايد مؤشرات الضعف: إذ تراجعت ثقة قطاع الأعمال، ما قد يمهد الطريق لتسريحات وظيفية في المستقبل.

وسحبت بعض الشركات، مثل شركات الطيران، توقعاتها المالية لعام 2025 مشيرةً إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف الإنفاق على السفر بفعل التوترات التجارية. وخفضت «جنرال موتورز» أيضاً توقعاتها للأرباح، مُرجعةً ذلك إلى تكاليف جمركية محتملة تتراوح بين 4 و5 مليارات دولار.

كما أمرت الصين شركات الطيران التابعة لها بعدم تسلم المزيد من طائرات «بوينغ»، بينما هدّدت شركة «رايان إير» الأوروبية بإلغاء طلبيات بمئات الطائرات إذا أدت الحرب التجارية إلى زيادة كبيرة في الأسعار.

وفي ظل هذه الأجواء المضطربة، يُتوقع أن يُبقي مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» على سعر الفائدة المرجعي بين 4.25 في المائة و4.50 في المائة خلال اجتماعه الأسبوع المقبل، فيما يُرجّح أن تبدأ الشركات خفض ساعات العمل قبل اللجوء إلى تسريح جماعي للموظفين.

ويتوقع معظم الاقتصاديين أن تبدأ آثار الرسوم الجمركية في الظهور بشكل أوضح خلال الصيف، من خلال مؤشرات رسمية مثل بيانات التوظيف والتضخم. وقد عكست استطلاعات حديثة من معهد إدارة التوريد، ومجلس المؤتمرات، وجامعة ميشيغان صورة اقتصادية قاتمة.

وتُفاقم حالة الغموض جهود إدارة ترمب، التي تشن حملة غير مسبوقة لخفض حجم الحكومة الفيدرالية، بقيادة وزارة «كفاءة الحكومة» (DOGE) التابعة للملياردير إيلون ماسك، عبر تسريحات جماعية وخفض حاد في التمويل، مما يزيد من مخاطر تدهور سوق العمل.