ارتفاع الصادرات غير النفطية يعزز جهود التنويع الاقتصادي بالسعودية

مختصون لـ«الشرق الأوسط»: الصناعات التحويلية والبنية التحتية ساهمتا في هذا الإنجاز

ميناء الملك عبد العزيز في الدمام شرق السعودية (واس)
ميناء الملك عبد العزيز في الدمام شرق السعودية (واس)
TT

ارتفاع الصادرات غير النفطية يعزز جهود التنويع الاقتصادي بالسعودية

ميناء الملك عبد العزيز في الدمام شرق السعودية (واس)
ميناء الملك عبد العزيز في الدمام شرق السعودية (واس)

واصلت الصادرات غير النفطية في السعودية مسارها التصاعدي في إطار الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تنويع اقتصادها. وبحسب أرقام الهيئة العامة للإحصاء، ارتفعت الصادرات غير النفطية شاملةً إعادة التصدير بنسبة 10.7 في المائة في يناير (كانون الثاني) الماضي، في حين ارتفعت مُستثناة من إعادة التصدير بواقع 13.1 في المائة.

وبحسب نشرة «إحصاءات التجارة الدولية لشهر يناير» الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، سجلت الصادرات السلعية السعودية نمواً بنسبة 2.4 في المائة خلال يناير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وانخفضت الصادرات النفطية بنسبة 0.4 في المائة في يناير.

كما انخفضت نسبة الصادرات النفطية من مجموع الصادرات الكلي من 74.8 في المائة في يناير 2024 إلى 72.7 في المائة في يناير 2025.

التنويع الاقتصادي في الاتجاه الصحيح

ويعتبر هذا الارتفاع مؤشراً إيجابياً على نجاح السياسات الاقتصادية السعودية في تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، كما يؤكد الدكتور عبد الله الجسار، عضو جمعية اقتصادات الطاقة السعودية، لـ«الشرق الأوسط». وقال إن هذا النمو لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج جهود متكاملة شملت تطوير قطاع الصناعات التحويلية، والذي أصبح أحد أهم روافد الاقتصاد غير النفطي؛ إذ استحوذت منتجات الصناعات الكيميائية على 23.7 في المائة من إجمالي الصادرات غير النفطية.

وأضاف الجسار أن التحسينات الكبيرة في البنية التحتية اللوجستية المدعومة من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، ساهمت في تعزيز كفاءة التصدير وربط المنتج الوطني بالأسواق العالمية؛ ما يعزز مكانة السعودية كمحور تجاري رئيسي.

الصين شريك رئيسي

وبحسب البيانات، تصدرت الصين قائمة الشركاء التجاريين للمملكة؛ إذ استحوذت على 15.2 في المائة من إجمالي الصادرات السعودية، في حين بلغت الواردات منها 26.4 في المائة؛ ما يعكس قوة مكانة المملكة في قلب التجارة الآسيوية، بحسب الجسار.

الواردات والفائض التجاري

وعلى الرغم من ارتفاع الواردات بنسبة 8.3 في المائة، فإن الميزان التجاري الفائض شهد تراجعاً بنسبة 11.9 في المائة. لكن الجسار يرى أن هذا التراجع يُفسَّر ضمن مرحلة التحول الهيكلي للاقتصاد السعودي؛ إذ يتم استيراد مدخلات إنتاجية تعزز التصنيع والتوسع الإنتاجي، وليس بهدف الاستهلاك فقط.

من جهته، رأى المختص في السياسات الاقتصادية أحمد الشهري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن نمو الصادرات غير النفطية بنسبة 10.7 في المائة يعكس نجاح الاستثمارات في القطاعات الصناعية، مثل الصناعات الكيميائية (23.7 في المائة من الصادرات غير النفطية)، وهو مؤشر على تحسن القدرة الإنتاجية والتنافسية في الأسواق الدولية.

وأضاف: «هذا النمو جاء مدفوعاً بتحسينات في البنية التحتية الصناعية، ودعم الحكومة للقطاع الخاص، أو زيادة الطلب العالمي على المنتجات السعودية غير النفطية. ويساهم هذا في تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، مما يعزز مرونة الاقتصاد أمام تقلبات أسعار النفط، كما أن زيادة نسبة الصادرات غير النفطية إلى الواردات (من 35.7 في المائة إلى 36.5 في المائة) تشير إلى تحسن في هيكل التجارة، مما يدعم الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل».

«رؤية 2030»

تواصل «رؤية السعودية 2030» دعم القطاعات غير النفطية عبر مبادرات متعددة، من بينها تعزيز المحتوى المحلي، وتحفيز الصادرات، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوسيع المناطق الاقتصادية واللوجستية. ويرى الجسار أن استمرار هذه الاستراتيجيات سيجعل من السعودية قوة تصديرية متنامية خلال السنوات القادمة؛ ما يرسخ مكانتها الاقتصادية عالمياً.


مقالات ذات صلة

توقيع اتفاقيات لاستكشاف الفرص الاقتصادية السعودية - الإسبانية الواعدة

الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم يتحدث إلى الحضور في ملتقى الأعمال السعودي - الإسباني (الشرق الأوسط)

توقيع اتفاقيات لاستكشاف الفرص الاقتصادية السعودية - الإسبانية الواعدة

جمعت العاصمة الرياض ما يزيد على 300 مسؤول ومستثمر سعودي وإسباني؛ لتعظيم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، حيث جرى توقيع 4 اتفاقيات بين القطاع الخاص في البلدين.

ليث الخريّف (الرياض)
عالم الاعمال شراكة استراتيجية بين «إيرسات» الصينية و«روك سولِد غروب» السعودية

شراكة استراتيجية بين «إيرسات» الصينية و«روك سولِد غروب» السعودية

أعلنت شركة «إيرسات تكنولوجي غروب المحدودة» الصينية توقيع شراكة استراتيجية مع شركة «روك سولِد غروب» السعودية.

الاقتصاد كلمة وزير الاقتصاد السعودي فيصل الإبراهيم في «ملتقى الأعمال السعودي الإسباني» (الشرق الأوسط)

السعودية: 900 إصلاح تعزز بيئة الاستثمار وجاذبيتها

أكد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم أن السعودية نفذت 900 إصلاح اقتصادي وتنظيمي أسهمت في توفير بيئة استثمارية بمعايير دولية، مما يعكس التزام المملك

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ماكرون وإلى جانبه الرميان خلال افتتاح مكتب «صندوق الاستثمارات العامة» في باريس (منصة «إكس»)

بحضور ماكرون والرميان... «صندوق الاستثمارات العامة» يفتتح مكتباً في باريس

شهدت باريس افتتاح مكتب جديد لشركة تابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومحافظ الصندوق ياسر الرميان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير: تأهيل 40 % من مهارات القطاع المالي السعودي لمواكبة المتغيرات التقنية

أصدرت الأكاديمية المالية السعودية تقريرها الاستراتيجي الجديد الذي يسلّط الضوء على أهمية إعادة تشكيل المهارات في القطاع المالي بوصفها أولوية استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«مدينة المعرفة» السعودية تحصل على تمويل بـ40 مليون دولار من «الراجحي»

جناح «مدينة المعرفة الاقتصادية» في أحد المعارض بالسعودية (موقع الشركة الإلكتروني)
جناح «مدينة المعرفة الاقتصادية» في أحد المعارض بالسعودية (موقع الشركة الإلكتروني)
TT

«مدينة المعرفة» السعودية تحصل على تمويل بـ40 مليون دولار من «الراجحي»

جناح «مدينة المعرفة الاقتصادية» في أحد المعارض بالسعودية (موقع الشركة الإلكتروني)
جناح «مدينة المعرفة الاقتصادية» في أحد المعارض بالسعودية (موقع الشركة الإلكتروني)

أعلنت شركة «مدينة المعرفة الاقتصادية» حصولها على تمويل متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية من مصرف «الراجحي» بقيمة 150 مليون ريال (40 مليون دولار)؛ وذلك لتمويل رأس المال العامل؛ بهدف دعم تنفيذ استراتيجية الشركة، وفق بيان نُشر على موقع سوق الأسهم السعودية «تداول».

ووفق بيان الشركة، التي تُطور مشروع «مدينة المعرفة الاقتصادية» في المدينة المنورة، تمتد مدة التمويل لأربع سنوات، في حين جرى تقديم رهن لقطع أراضٍ وسندات لأمر كضمانات مقابل التمويل.

يُذكر أن خسائر الشركة ارتفعت إلى 17.3 مليون ريال، بنهاية الربع الأول من العام الحالي، مقارنة مع 13.6 مليون ريال، خلال الفترة نفسها من العام الماضي.