تعزيزاً لقطاع التعدين... السعودية تقدم حوافز معيارية جاذبة للاستثمارات الأجنبية

أحد مصانع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)
أحد مصانع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)
TT
20

تعزيزاً لقطاع التعدين... السعودية تقدم حوافز معيارية جاذبة للاستثمارات الأجنبية

أحد مصانع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)
أحد مصانع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)

دعّمت وزارة الاستثمار السعودية منظومة التعدين في المملكة عبر تصميم حُزم حوافز معيارية تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير القطاعات الاقتصادية الواعدة، في إطار جهود الوزارة المستمرة بتعزيز البيئة الاستثمارية في السعودية.

في سياق تطوير جميع القطاعات الاقتصادية، تعمل وزارة الاستثمار على تطوير قطاع التعدين، من خلال برنامج تمكين الاستكشاف التعديني، الذي يأتي بالشراكة مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس».

يهدف البرنامج إلى تسهيل الاستثمار في قطاع التعدين؛ لاستقطاب الشركات المحلية والأجنبية الرائدة في القطاع، بما يسهم في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030».

وتتزامن هذه الجهود مع إعلان وزارة الصناعة والثروة المعدنية منح عدد من الشركات المحلية والعالمية رُخص الكشف التعديني، ضمن أول حُزَم تعدينية متعددة بالمملكة، التي تشمل «جبل صايد» و«الحجلاء» بمساحة إجمالية تُقدر بـ4788 كيلومتراً مربعاً، إذ يتوقع أن تسهم هذه المبادرة في تعزيز الاستكشاف التعديني، ورفع معدلات الاستثمار بالقطاع وتطويره، من خلال جذب وتمكين الشركات العالمية والمحلية المتخصصة.

في هذا الصدد، تُواصل وزارة الاستثمار جهودها في جعل المملكة وجهة رئيسية للاستثمار في قطاع التعدين، عبر تقديم الممكنات الاستثمارية، وتذليل العقبات أمام المستثمرين، إلى جانب تسهيل الوصول إلى الفرص الواعدة بهذا المجال. وتهدف الوزارة إلى تعزيز التعاون مع المستثمرين المحليين والدوليين، لتطوير عمليات الاستكشاف والاستخراج التعديني، وإيجاد ممكنات تسهم في توفير بيئة استثمارية تنافسية ومستدامة، إضافة إلى تحسين وتبسيط إجراءات الاستثمار في قطاع التعدين، بما يسهم في تسريع عمليات الاستكشاف والتطوير، ونقل المعرفة، تعاوناً مع الجهات ذات العلاقة؛ لضمان تكامل المنظومة الاستثمارية الداعمة لقطاع التعدين، وتسهيل رحلة المستثمر.

وتقدم وزارة الاستثمار مجموعة من الممكنات الجاذبة للمستثمرين في قطاع التعدين، أبرزها تقديم حوافز معيارية خاصة بقطاع التعدين للمستثمرين المؤهلين، مثل الإعفاءات الضريبية والجمركية على المُعدات والتجهيزات المستخدمة في عمليات الاستكشاف والاستخراج. وتشمل الحوافز دعم التمويل، وتسهيل إجراءات الترخيص، وتمكين الوصول إلى البيانات الجيولوجية عبر منصات متخصصة، وتوفير بنية تحتية داعمة مثل شبكات النقل والموانئ المخصصة لتسهيل عمليات التصدير والاستيراد، وإمكانية الحصول على تمويل ودعم من الصناديق الاستثمارية الحكومية المتخصصة في دعم المشاريع التعدينية الكبرى.

وعملت وزارة الاستثمار على تقديم خدمات شاملة ومتكاملة للمستثمرين، عبر عدد من المبادرات؛ منها خدمات التوجيه والاستشارة للمستثمرين الجدد، وتقديم حلول مخصصة للاستثمار في مختلف القطاعات، وتوفير منصات إلكترونية متطورة، ومراكز خدمات المستثمرين، والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة؛ لتوفير بيئة استثمارية سلسة وخالية من العوائق.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي عن اتفاق المعادن مع أميركا: «عادلٌ حقاً»

أوروبا صورة مدمجة تظهر الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

زيلينسكي عن اتفاق المعادن مع أميركا: «عادلٌ حقاً»

رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتفاق المعادن الذي وقعته كييف مع واشنطن، واصفاً إياه بأنّه «عادل حقاً».

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم واشنطن وكييف توقعان اتفاقاً لاستغلال المعادن والنفط والغاز في أوكرانيا (أ.ف.ب)

ماذا نعرف عن اتفاق المعادن بين واشنطن وكييف؟

وقّعت واشنطن وكييف الأربعاء اتفاقاً لاستغلال المعادن والنفط والغاز في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ اجتماع بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في «الإليزيه» 17 أبريل (أ.ف.ب) play-circle

اتفاق المعادن استثمار أميركي «رادع» طويل الأجل في أوكرانيا

وقعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقاً لتقاسم المعادن والموارد الطبيعية الأوكرانية، في استثمار أميركي طويل يكون «رادعاً»، مع أنه لا يقدم ضمانات أمنية أميركية.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف (الشرق الأوسط)

الخريف: دقة المعلومات ركيزة أساسية لنجاح الاستثمارات الصناعية في السعودية

أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف أن المملكة تمتلك كل مصادر المعلومات التي تُمكّن متخذي القرار من اتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير 2025 (أ.ب) play-circle 03:44

ترمب يمارس ضغوطاً على زيلينسكي لتوقيع اتفاقية المعادن

يمارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً متزايدة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتوقيع اتفاق بشأن المواد الخام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اجتماع «الفيدرالي» الأسبوع المقبل... اختبار حاسم لتعافي الأسهم

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
TT
20

اجتماع «الفيدرالي» الأسبوع المقبل... اختبار حاسم لتعافي الأسهم

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

من المتوقع أن يُشكّل اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» الأسبوع المقبل اختباراً حاسماً للانتعاش القوي الذي شهدته سوق الأسهم الأميركية، إذ يعلّق المستثمرون آمالهم على استعداد البنك المركزي لاستئناف دورة خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

وقد نجحت الأسهم الأميركية خلال هذه الموجة الصاعدة في تعويض معظم الخسائر التي تكبدتها بفعل الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب. وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مؤخراً بنسبة 1 في المائة فقط منذ الثاني من أبريل (نيسان)، عندما أدى إعلان ترمب عن تلك الرسوم في «يوم التحرير» إلى هبوط حاد وتقلبات اعتُبرت من بين الأكثر حدة في الأسواق خلال نصف قرن، وفق «رويترز».

ورغم التوقعات الواسعة بأن يُبقي «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب يوم الأربعاء، فإن تسعير الأسواق يشير إلى احتمال خفض الفائدة في يونيو (حزيران).

وفي هذا السياق، قال دومينيك بابالاردو، كبير استراتيجيي الأصول المتعددة في «مورنينغستار ويلث»: «يُعدّ (الاحتياطي الفيدرالي) من الأدوات القليلة المتاحة لتقديم دعم فوري للنشاط السوقي»، مضيفاً: «إذا بدأت إشارات التراجع في مخاوف التضخم بالظهور، فذلك يُقربنا من خفض الفائدة، وهو ما سيكون موضع ترحيب في الأسواق».

لكن ضغوط الرسوم الجمركية تُضيف تعقيدات إلى حسابات مسؤولي السياسة النقدية، الذين يجدون أنفسهم أمام موازنة دقيقة بين مخاطر التباطؤ الاقتصادي ومخاوف من أن تؤدي تلك الرسوم إلى ارتفاع التضخم.

وأظهرت البيانات الأخيرة انكماش الاقتصاد الأميركي في الربع الأول من عام 2025 للمرة الأولى منذ عام 2022. ومع ذلك، قلل محللون من أهمية هذا الانكماش، مرجعين إياه إلى ارتفاع الواردات في ظل سعي الشركات للتحوّط من ارتفاع التكاليف الناتج عن الرسوم الجمركية.

ومنذ خفض الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة في العام الماضي، حافظ «الاحتياطي الفيدرالي» على سعر الفائدة المرجعي بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة خلال عام 2025. وتشير العقود الآجلة لصناديق الفيدرالي إلى تسعير نحو أربعة تخفيضات إضافية بمقدار 25 نقطة أساس لكل منها بحلول ديسمبر (كانون الأول)، وفق بيانات بورصة لندن للأوراق المالية.

وتصاعدت الضغوط السياسية على البنك المركزي، مع انتقادات شديدة وجهها ترمب لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول، الذي أشار إلى أن أي تعديل في السياسة سيعتمد على مزيد من البيانات الاقتصادية. وكان ترمب قد لمح الشهر الماضي إلى إمكانية السعي لإقالة باول، ما أثار قلق الأسواق بشأن استقلالية الفيدرالي، قبل أن يتراجع لاحقاً عن هذا الموقف.

وفي هذا الصدد، قال أنجيلو كوركافاس، كبير استراتيجيي الاستثمار في «إدوارد جونز»: «من المرجح أن يُبقي باول على لهجته المتشددة في الاجتماع المقبل، للتأكيد على استقلالية البنك وعدم تأثره بالضغوط السياسية من البيت الأبيض».

ورغم تحقيق السوق ثماني جلسات مكاسب متتالية، لا يزال مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» دون أعلى مستوياته القياسية التي بلغها في فبراير (شباط) بنحو 9 في المائة. وكان المؤشر قد هبط بنحو 20 في المائة عن ذروته في الشهر الماضي.

وأظهرت نتائج الشركات خلال الأسابيع الماضية أداءً أفضل من المتوقع، حيث فاقت أرباح ثلثي شركات «ستاندرد آند بورز 500» التقديرات بنسبة 7.4 في المائة في المتوسط، مقارنةً بمتوسط تاريخي عند 4.3 في المائة.

وساهمت نتائج شركات كبرى مثل «مايكروسوفت» و«ميتا» في دفع المؤشرات إلى الأعلى، مع ترقب المستثمرين لنتائج شركات مهمة الأسبوع المقبل، بما في ذلك «أوبر تكنولوجيز»، و«والت ديزني»، و«كونوكو فيليبس».

ولا تزال تطورات التجارة في قلب المشهد، إذ يُعزى جزء كبير من الانتعاش الحالي إلى التفاؤل بإمكانية نزع فتيل التوترات التجارية وتحقيق تقدم في المفاوضات. ففي التاسع من أبريل، علّق ترمب فرض رسوم استيراد جديدة على عدة دول لمدة 90 يوماً، ما دعم الأسهم بقوة.

واختتم سكوت رين، كبير استراتيجيي السوق في «ويلز فارجو إنفستمنت إنستيتيوت»، قائلاً: «السوق تتطلع إلى اتفاقات تجارية قوية مع شركائنا... والتوقيت الآن ملائم للانطلاق».