العراق يخطط لزيادة إنتاج النفط لأكثر من 6 ملايين برميل يومياً بحلول 2029

أعمال إنشاء وحدة تكرير جديدة في مصفى ميسان (وزارة النفط العراقية)
أعمال إنشاء وحدة تكرير جديدة في مصفى ميسان (وزارة النفط العراقية)
TT
20

العراق يخطط لزيادة إنتاج النفط لأكثر من 6 ملايين برميل يومياً بحلول 2029

أعمال إنشاء وحدة تكرير جديدة في مصفى ميسان (وزارة النفط العراقية)
أعمال إنشاء وحدة تكرير جديدة في مصفى ميسان (وزارة النفط العراقية)

أعلنت وزارة النفط العراقية، الأحد، عن خطط لزيادة الإنتاج إلى أكثر من 6 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2029، بينما أشارت إلى اتفاق مع شركة «بي بي» لتطوير 4 حقول في كركوك.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية، عن وكيل وزارة النفط، باسم محمد خضير، قوله إن «الوزارة تسعى إلى زيادة الطاقات الإنتاجية للنفط والغاز ضمن خطة خمسية واضحة المعالم، تستهدف الوصول إلى سقف يتجاوز 6 ملايين برميل يومياً، بين عامي 2028 و2029».

وأوضح أن «الوزارة تعمل على تحقيق هذه الأهداف من خلال مشاريع تمتد إلى جميع المحافظات، مستفيدة من النشاط الاستكشافي الذي تقوم به شركة الاستكشافات النفطية، فضلاً عن عمليات الحفر والإنتاج في الحقول عبر جولات التراخيص الست».

وأشار إلى أن «من أبرز المشاريع الحالية في قطاع الاستخراج هو مشروع تنمية الغاز المتكامل في الجنوب، في حقل أرطاوي، إضافة إلى مشاريع أخرى، من بينها مشروع تطوير 4 حقول مهمة في كركوك؛ حيث تم التوصل إلى اتفاق بشأنه، ومن المقرر توقيع العقد بالأحرف النهائية مع شركة (بي بي) خلال الأيام المقبلة».

وتابع بأن «الشركات الاستخراجية الوطنية أصبحت اليوم مسؤولة عن 70 في المائة من الفعاليات التشغيلية».

يأتي هذا في الوقت الذي تواصل فيه وزارة النفط العراقية تنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى تطوير المصافي الوطنية، وتعزيز الإنتاج من المشتقات النفطية.

وأشار وكيل وزارة النفط لشؤون التصفية والتكرير، عدنان محمد حمود، الأسبوع الماضي، إلى أن الحكومة تدعم تطوير قطاع التصفية، لما له من دور محوري في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مشدداً على ضرورة الإسراع في إنجاز الأعمال المدنية، وصب الأسس وفق التوقيتات المحددة، مع العمل بنظام «شفتين» لضمان تسريع التنفيذ.

وخلال زيارته مصفى ميسان لمتابعة أعمال مشروع إنشاء وحدة تكريرية جديدة في المصفى بطاقة 70 ألف برميل يومياً، لفت إلى أن تنفيذ المشروع يسهم في رفع الطاقة الإنتاجية للمصفى إلى 110 آلاف برميل يومياً، مما يعزز قدرة الوزارة على تلبية احتياجات محافظة ميسان والمحافظات المجاورة بالمشتقات النفطية. وهو ما يصب في زيادة الإنتاج.


مقالات ذات صلة

النفط يقترب من أعلى مستوى في 3 أسابيع بفعل مخاوف حول الإمدادات

الاقتصاد سفينة «أكواتيكا» تحمل النفط الروسي وهي تنتظر تفريغ حمولتها في ميناء بانياس في سوريا (رويترز)

النفط يقترب من أعلى مستوى في 3 أسابيع بفعل مخاوف حول الإمدادات

ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء، بفعل مخاوف حول الإمدادات، مع تكثيف الولايات المتحدة جهودها للحد من صادرات النفط الفنزويلية والإيرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد ناقلة النفط الخام «فوغا بلومارين» ترسو بالقرب من محطة كوزمينو في خليج ناخودكا (رويترز)

كيف تتغير تجارة الطاقة الروسية في حال تخفيف العقوبات؟

مع استمرار المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب بأوكرانيا فإن التخفيف المحتمل للعقوبات المفروضة على روسيا بما في ذلك قطاع الطاقة الواسع هو من القضايا المطروحة

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شمال افريقيا صدام حفتر (رئاسة أركان القوات البرية التابعة للجيش الوطني)

ليبيا: مطالب بالتحقيق في «أنشطة مشبوهة» لشركة نفطية تابعة لنجل حفتر

رغم نفي المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا بشأن ما يتعلق بشركة «أركنو»، فإن «التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني» يدعو الأجهزة الرقابية لفتح تحقيق في جميع أنشطتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد شعار شركة «شل» (رويترز)

«شل» ترفع توزيعات أرباح المساهمين وتقلص الإنفاق

تعهدت «شل» بإعادة مزيد من السيولة النقدية إلى المساهمين وخفضت ميزانيتها الاستثمارية حتى عام 2028 وزادت من احتمال بيع وإغلاق بعض أصولها الكيميائية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جزء من مصفاة دانغوتي للنفط بمنطقة إيبيجو ليكي على مشارف لاغوس (رويترز)

استقرار أسعار النفط مع تقييم المستثمرين لتأثير رسوم ترمب الجمركية

استقرت أسعار النفط مع تقييم الأسواق لتأثير الرسوم الجمركية الجديدة على الدول التي تشتري النفط الفنزويلي، والتوقعات غير المؤكدة للطلب العالمي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

عيد الفطر في الرياض... فرحة تملأ القلوب وحركة تجارية لا تهدأ

متسوقون يتزاحمون على شراء الحلويات في أحد المراكز التجارية بالرياض (الشرق الأوسط)
متسوقون يتزاحمون على شراء الحلويات في أحد المراكز التجارية بالرياض (الشرق الأوسط)
TT
20

عيد الفطر في الرياض... فرحة تملأ القلوب وحركة تجارية لا تهدأ

متسوقون يتزاحمون على شراء الحلويات في أحد المراكز التجارية بالرياض (الشرق الأوسط)
متسوقون يتزاحمون على شراء الحلويات في أحد المراكز التجارية بالرياض (الشرق الأوسط)

في الليالي العشر الأواخر من رمضان، ومع اقتراب عيد الفطر، تتحول مدينة الرياض إلى خلية نحل لا تهدأ؛ حيث يزداد الإقبال على المتاجر، وتغص الشوارع بالحركة، في مشهد يعكس استعداد العائلات لاستقبال هذه المناسبة بفرحة وترقب.

فمع اقتراب عيد الفطر المبارك، تتسابق الأسر إلى المتاجر لشراء الملابس الجديدة، وأدوات الزينة، والهدايا، وكل ما يضفي أجواء الفرح والبهجة.

وفي مشهد مألوف، تمتد ساعات العمل في كثير من المحلات إلى 24 ساعة يومياً لتلبية الإقبال المتزايد من المتسوقين، في موسم يعده التجار فرصة ذهبية لزيادة المبيعات، خصوصاً في قطاعات الأقمشة والأحذية، والأجهزة المنزلية والحلويات.

هذه الحركة التجارية النشطة لا تعود بالنفع على المتاجر فقط، بل تسهم أيضاً في دعم الاقتصاد الوطني.

من جانب آخر، يشهد قطاع النقل والمواصلات حركة نشطة، إذ يحرص كثير من العائلات على السفر إلى مسقط رأسها لبدء التجهيزات. كما تزداد حجوزات الفنادق والاستراحات، خصوصاً مع الإقبال على قضاء إجازة العيد في هذه الأجواء الجميلة.

تجهيز المنازل

رصدت «الشرق الأوسط» في أحد المراكز التجارية في الرياض إقبالاً كبيراً من المتسوقين الذين توافدوا بشكل كثيف على شراء مستلزماتهم استعداداً للعيد.

كانت المحلات مملوءة بالزوار الذين يبحثون عن ملابس جديدة، وأدوات تجميل والعطور، بالإضافة إلى المجوهرات، لا سيما محلات الحلويات، التي شهدت ازدحاماً ملحوظاً لتوفيرها تشكيلة واسعة بأسعار متنوعة.

امرأة تختار مجوهرات تزامناً مع اقتراب عيد الفطر (الشرق الأوسط)
امرأة تختار مجوهرات تزامناً مع اقتراب عيد الفطر (الشرق الأوسط)

ولا يقتصر الاستعداد للعيد على التسوق فحسب، بل يشمل أيضاً تجهيز المنازل لاستقبال الضيوف، وتحضير الأطباق التقليدية التي تميز كل بيت.

فالعيد في المملكة ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو فرصة لتعزيز الروابط الأسرية وصِلة الرحم، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لتبادل التهاني والفرحة.

جذب المستهلكين

وفي هذا الإطار تقول المحللة الاقتصادية روان بن ربيعان، لـ«الشرق الأوسط» إن أسواق الرياض تشهد موسماً استهلاكياً استثنائياً مع اقتراب عيد الفطر، حيث يرتفع الإقبال على الكثير من القطاعات وأبرزها الأزياء والموضة، والمواد الغذائية والحلويات. كما تستفيد قطاعات الضيافة والمطاعم والترفيه والسياحة الداخلية من هذه الطفرة، فضلاً عن النقل وخدمات التوصيل التي تشهد انتعاشاً كبيراً نتيجة الطلب المتزايد.

وذكرت أن العروض الترويجية تعد عاملاً أساسياً في تحفيز المبيعات، حيث تعتمد المتاجر على الخصومات والهدايا المجانية لجذب المتسوقين خلال موسم العيد.

داخل أحد المحلات التجارية (واس)
داخل أحد المحلات التجارية (واس)

وأوضحت أن التجار يتسابقون لاستغلال هذه الفترة عبر حملات تسويقية مكثفة وعروض مغرية لجذب المستهلكين. وهذا الزخم يخلق ازدحاماً كبيراً في الأسواق التقليدية والمولات، مصحوباً بارتفاع حجم المعاملات المالية مقارنةً بفترات الركود النسبي خلال بقية الأشهر.

وأشارت إلى أن تطور البنية التحتية، مثل توسعة الطرق وتحسين مواقف السيارات حول المراكز التجارية، أسهم في تسهيل وصول المتسوقين إلى الأسواق، مما زاد من حركة الشراء ورفع معدلات الإقبال على المتاجر.

المنتجات الموسمية

لا يقتصر تأثير موسم العيد على المتاجر فقط، بل يشكل دفعة قوية للاقتصاد المحلي، إذ يسهم في تحفيز قطاع التجزئة، ورفع معدلات التوظيف المؤقت، حسب المحللة الاقتصادية التي قالت إن هذه الحركة تدفع نحو زيادة الإنفاق المحلي، مما يدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، خصوصاً تلك التي تركز على المنتجات الموسمية. كما أكدت أن هذه الطفرة الشرائية تدعم الاقتصاد من خلال ضخ سيولة إضافية وتعزيز الإنتاجية.

ومع ازدياد الازدحام في المتاجر، أعادت التجارة الإلكترونية رسم معادلة السوق، إذ بات كثير من المستهلكين يفضلون شراء احتياجات العيد عبر الإنترنت.

وبيّنت روان بن ربيعان أن هذا التوجه أسهم في انتعاش منصات البيع الإلكتروني، كما زاد من الطلب على خدمات التوصيل السريع.

وأفادت بأن العادات والتقاليد تلعب دوراً محورياً في تشكيل أنماط الشراء خلال فترة العيد، حيث يرتبط الاحتفال بهذه المناسبة بثقافة الكرم والضيافة، مما يدفع الأسر إلى الإنفاق بسخاء على مستلزمات هذه المناسبة الدينية.

توافد أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين إلى الأسواق في إحدى مناطق المملكة (واس)
توافد أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين إلى الأسواق في إحدى مناطق المملكة (واس)

انتعاش الأسواق

بدوره، أبان المختص الاقتصادي والأكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتور سالم باعجاجة، لـ«الشرق الأوسط»، أن مدينة الرياض تشهد خلال العشر الأواخر من رمضان نشاطاً تجارياً واسع النطاق، مما ينعكس على انتعاش الأسواق بشكل ملحوظ.

وتابع باعجاجة أنه باعتبار الرياض المدينة الأكثر سكاناً في المملكة، يشهد الطلب على السلع ارتفاعاً كبيراً، مما يدفع المتاجر إلى العمل على مدار الساعة، مستفيدةً من الإقبال المستمر. وقد انعكس هذا النشاط إيجابياً على الإيرادات التجارية، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.

ختاماً، إن عيد الفطر ليس مجرد ختام لشهر الصيام، بل هو موسم يزدهر فيه الفرح وتتجدد فيه الروابط الأسرية وسط أجواء من المحبة والتكافل. تكتسي الشوارع بالزينة، وتضاء المنازل، وتمتلئ الحدائق بالعائلات، بينما تضفي الفعاليات الترفيهية والعروض الاحتفالية لمسة خاصة من البهجة، لتكتمل فرحة العيد بروح تجمع الجميع في أجواء من الألفة والسعادة.