الشركات الأميركية تسابق الزمن للحصول على إعفاءات جمركية

بعد تأجيل واشنطن للرسوم على السلع من كندا والمكسيك

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أوامر تنفيذية بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 30 يناير 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أوامر تنفيذية بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 30 يناير 2025 (رويترز)
TT
20

الشركات الأميركية تسابق الزمن للحصول على إعفاءات جمركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أوامر تنفيذية بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 30 يناير 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أوامر تنفيذية بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 30 يناير 2025 (رويترز)

أدى قرار واشنطن بتأجيل فرض الرسوم الجمركية على السلع المشمولة في اتفاقية الولايات المتحدة - المكسيك - كندا (USMCA) إلى موجة من المساعي المكثفة من قبل الشركات الأميركية للحصول على إعفاءات جمركية، وفقاً لما ذكره خبراء في الصناعة.

ففي 5 مارس (آذار)، فرض البيت الأبيض رسوماً جديدة بنسبة 25 في المائة على السلع المستوردة من كندا والمكسيك، لكنه أعلن لاحقاً عن تأجيل تطبيق الرسوم على السلع المشمولة باتفاقية «USMCA» حتى 2 أبريل (نيسان)، وفقاً لما نقلته «رويترز».

وتمنح الاتفاقية معاملة تفضيلية للسلع المستوردة من إحدى الدول الثلاث أو التي تحتوي على نسبة معينة من القيمة المضافة في أي من تلك الدول.

وقال بريان رايلي، نائب الرئيس الأول في شركة «جيوديس» للخدمات اللوجيستية: «نرى المستوردين يتسابقون للحصول على شهادة USMCA... المخاطرة كبيرة للغاية إذا لم يفعلوا ذلك».

وتتسارع شركات كثيرة، خاصة الصغيرة منها التي تعتمد على التجارة عبر الحدود، للتحقق مما إذا كانت منتجاتها مؤهلة بالفعل للحصول على الإعفاءات الجمركية.

ووفقاً لتقرير صادر عن «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، فإن 37.8 في المائة فقط من الواردات الكندية و48.9 في المائة من الواردات المكسيكية إلى الولايات المتحدة مؤهلة حالياً للإعفاء من الرسوم الجمركية بموجب الاتفاقية.

ولتأمين الإعفاء، يتعين على المستوردين تحليل قائمة المواد الخام المستخدمة في تصنيع المنتج للتأكد من استيفائه لمتطلبات الاتفاقية.

وأوضح مايك شورت، رئيس قسم الشحن العالمي في شركة «سي إتش روبنسون» للشحن، أنه كانت هناك زيادة في طلبات تأهيل USMCA وتصنيف التعريفات الجمركية حتى قبل الإعلان الرسمي. وأضاف: «مع نشر التعديلات الرسمية، زادت الطلبات بشكل كبير، ونتوقع استمرار هذا الاتجاه».

في السابق، تجنبت شركات كثيرة الحصول على شهادة USMCA بسبب تعقيد الإجراءات والتكاليف المرتبطة بالامتثال، خاصة أن سلعها كانت تدخل السوق الأميركية دون رسوم جمركية.

وحتى بعد الحصول على الشهادة، يتعين على الشركات الاحتفاظ بسجلات تفصيلية لمدة تصل إلى خمس سنوات بعد الاستيراد، مع ضمان الامتثال المستمر.

وقال رايلي: «الشركات تتخذ خطوات احترازية بالحصول على شهادةUSMCA، لأنه لا يوجد ضمان لاستمرار الإعفاء بعد 2 أبريل، أو حتى عدم إعادة فرض الرسوم الجمركية في المستقبل».

وقد دفع هذا الغموض الشركات إلى تجاوز التفكير في التكاليف الفورية. وفي هذا الصدد، أكد سونغ تشوي، نائب رئيس إدارة المنتجات في شركة «إي تو أوبن» لحلول سلاسل التوريد قائلاً: «عندما يتم فرض رسوم جمركية بنسبة 25 - 50 في المائة على جميع السلع تقريباً، تجد الشركات نفسها مضطرة للنظر في خيارات لم تكن ضرورية من قبل، مثل التأهل لاتفاقية USMCA».


مقالات ذات صلة

غموض الرسوم الجمركية يدفع عوائد سندات الخزانة الأميركية للارتفاع الطفيف

الاقتصاد متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

غموض الرسوم الجمركية يدفع عوائد سندات الخزانة الأميركية للارتفاع الطفيف

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بشكل طفيف يوم الأربعاء، حيث راقب المستثمرون عن كثب احتمالية إعفاءات من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول يعمل في منصة «غولدمان ساكس» في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

بنوك الاستثمار الأميركية تستعد لخفض الوظائف بسبب عدم اليقين الاقتصادي

تستعد بنوك الاستثمار الأميركية لاتخاذ مزيد من خطوات تسريح الموظفين إذا استمر عدم اليقين الاقتصادي في التأثير سلباً على إتمام الصفقات في الأشهر القادمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

تحذير «فيدرالي»... ارتفاع توقعات التضخم في سوق السندات «إشارة خطيرة»

حذّر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بشيكاغو، أوستن غولسبي، من أن ارتفاع توقعات التضخم في سوق السندات الأميركية يُشكل «إشارة خطيرة».

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)
الاقتصاد صورة من مرفأ نيوارك، نيوجيرسي، الولايات المتحدة 19 نوفمبر 2021 (رويترز)

أميركا تضيف 70 كياناً لقائمة القيود على الصادرات

أفاد إشعار صادر من السجل الاتحادي الأميركي، اليوم (الثلاثاء)، بأن الولايات المتحدة أدرجتْ عشرات الكيانات، منها من الصين وإيران وباكستان، إلى قائمة قيود التصدير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك في حي المال في مانهاتن (رويترز)

«موديز»: القوة المالية الأميركية في تراجع مستمر بسبب العجز المالي وارتفاع الديون

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إن القوة المالية الأميركية في طريقها للاستمرار في التراجع على مدى عدة سنوات، مع اتساع عجز الموازنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

العقوبات الأوروبية تُخفّض صادرات روسيا من الغاز النفطي المسال 24 % في يناير

منشأة غاز في روسيا (أ.ب)
منشأة غاز في روسيا (أ.ب)
TT
20

العقوبات الأوروبية تُخفّض صادرات روسيا من الغاز النفطي المسال 24 % في يناير

منشأة غاز في روسيا (أ.ب)
منشأة غاز في روسيا (أ.ب)

أظهرت حسابات «رويترز» المستندة إلى بيانات القطاع، يوم الخميس، أن صادرات روسيا من الغاز النفطي المسال عبر السكك الحديد انخفضت بنسبة 24 في المائة على أساس سنوي في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) لتصل إلى 451 ألف طن متري، وذلك نتيجةً للعقوبات الأوروبية التي حدّت من إمدادات الوقود.

وكانت عقوبات الاتحاد الأوروبي على الغاز النفطي المسال الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا، دخلت حيز التنفيذ في 20 ديسمبر (كانون الأول). وكانت بولندا، أحد أكبر مستوردي الغاز النفطي المسال في روسيا، قد اقترحت هذه القيود العام الماضي.

يُستخدم الغاز النفطي المسال، أو البروبان والبيوتان، بشكل رئيسي وقوداً للسيارات والتدفئة ولإنتاج البتروكيميائيات الأخرى. وتمثل الصادرات عبر السكك الحديد معظم إمدادات روسيا من الغاز النفطي المسال إلى الخارج، بينما تُنقل الكمية المتبقية بالشاحنات.

وفقاً للبيانات، انخفضت الإمدادات إلى بولندا بنسبة 88 في المائة لتصل إلى 24 ألف طن خلال الفترة المذكورة، بينما تباطأت الصادرات إلى لاتفيا إلى 500 طن فقط، مقارنةً بـ53500 طن في الفترة نفسها من العام الماضي.

ولم تستورد ليتوانيا أي كميات من الغاز النفطي المسال الروسي خلال الشهرين الأولين من العام.

وتمكنت روسيا من تحويل كميات كبيرة من الوقود بعيداً عن أوروبا إلى مناطق ودول أخرى، بما في ذلك أفغانستان، حيث يُقيّد إنتاج غاز البترول المسال بسبب نقص المرافق اللازمة.

ورفعت شركة «سيبور»، أكبر منتج ومصدر للغاز النفطي المسال في روسيا، إمداداتها عبر ميناء أوست لوغا على بحر البلطيق، وهو منفذ التصدير الرئيسي، بنسبة 42 في المائة في فبراير مقارنةً بيناير لتصل إلى 82 ألف طن، وفقاً لبيانات القطاع.

ويُسلّم نحو 90 في المائة من إمدادات الغاز النفطي المسال من أوست لوغا إلى تركيا.

وقال التجار إن صادرات «سيبور» تم تسهيلها بواسطة ناقلات الغاز المتوسطة الجديدة، التي أدى نقصها إلى التأثير على الإمدادات العام الماضي.