الأسهم الأوروبية تتراجع بفعل خسائر البنوك وتوقعات اقتصادية ضعيفة

مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)
TT

الأسهم الأوروبية تتراجع بفعل خسائر البنوك وتوقعات اقتصادية ضعيفة

مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

تراجعت الأسهم الأوروبية عن مكاسبها المبكرة، يوم الخميس، متأثرة بخسائر البنوك، بينما يتابع المستثمرون سلسلة قرارات أسعار الفائدة التي اتخذتها البنوك المركزية الرئيسية عبر القارة.

وانخفض مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.5 في المائة بحلول الساعة 09:41 (بتوقيت غرينتش)، متجهاً نحو إنهاء سلسلة المكاسب التي استمرت لأربع جلسات متتالية. ومن المتوقع أن يبقي بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير في وقت لاحق من اليوم، في انتظار تقييم تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالإضافة إلى الزيادة المرتقبة في الضرائب على أصحاب العمل من الحكومة البريطانية، وفق «رويترز».

وأبقى البنك المركزي السويدي سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 2.25 في المائة كما كان متوقعاً يوم الخميس، بينما خفض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 0.5 في المائة إلى 0.25 في المائة.

أمّا مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فقد أبقى بدوره أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء؛ حيث خفض توقعاته للنمو الاقتصادي لهذا العام ورفع توقعاته للتضخم، بسبب ازدياد حالة عدم اليقين الناجم عن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

ويوم الخميس، انخفض مؤشر البنوك الأوروبية بنحو 2 في المائة عن مستوياته القياسية المرتفعة. كما تراجع سهم «كومرتس بنك» بنسبة 6.2 في المائة، متجهاً نحو أسوأ يوم له منذ سبتمبر (أيلول) 2023. وقد صرحت الرئيسة التنفيذية بيتينا أورلوب بأن البنك لم يُجرِ أي محادثات مع «يونيكريديت» منذ أن حصل الأسبوع الماضي على موافقة البنك المركزي الأوروبي للاستحواذ على حصة تقل قليلاً عن 30 في المائة.

من جانب آخر، انخفض مؤشر قطاع الطيران والدفاع الأوروبي بنسبة 1.5 في المائة، لكنه لا يزال يُتداول بالقرب من مستويات قياسية، مدعوماً بخطط الإنفاق العسكري المتزايدة في المنطقة.

وقال كريس بوشامب، كبير محللي السوق في مجموعة «آي جي»: «شهدت أوروبا بداية رائعة للعام، مخالفة كل التوقعات... لكننا نشهد الآن بعض الإرهاق يتسلل إلينا». وأضاف: «أفضل ما يمكن أن تأمله أوروبا في الوقت الحالي هو أن تحافظ على مكانتها على المدى القصير، خاصة إذا واجهت صعوبات في الصعود خلال الأسبوعين المقبلين».

كما انخفضت أسهم شركتي «ريتشمونت» و«سواتش غروب» السويسريتين لتصنيع الساعات بنسبة 2.7 في المائة و3.6 في المائة على التوالي، بعد أن أظهرت بيانات انخفاض صادرات الساعات السويسرية في فبراير (شباط). وانخفض مؤشر السلع الفاخرة على مستوى المنطقة بنسبة 0.4 في المائة. في المقابل، ارتفع مؤشر العقارات الفرعي بنسبة 0.5 في المائة مع انخفاض عوائد سندات حكومات منطقة اليورو.

وانخفضت عوائد سندات الحكومة الألمانية لأجل 10 سنوات بنحو 3 نقاط أساس لتصل إلى 2.769 في المائة.

علاوة على ذلك، هبطت أسهم شركة «سوديكسو» بنسبة 16.7 في المائة إلى أدنى مستوى لها في عامين بعد أن خفضت شركة تقديم الطعام الفرنسية توقعاتها لعام 2025.

كما انخفض سهم «لانكسيس» بنسبة 5.3 في المائة بعد أن أعلنت شركة صناعة الكيماويات الألمانية أنها تتوقع أن تتأثر أرباح العام المالي 2025 بأكمله بتباطؤ النمو الاقتصادي، مع احتمالية كبيرة لحدوث اضطرابات اقتصادية ناجمة عن عوامل سياسية.


مقالات ذات صلة

تراجع أسواق الخليج عند الافتتاح مع استمرار تداعيات رسوم ترمب

الاقتصاد متداول يتابع المؤشرات في بورصة دبي (رويترز)

تراجع أسواق الخليج عند الافتتاح مع استمرار تداعيات رسوم ترمب

تراجعت معظم أسواق الأسهم الرئيسة بالخليج في التعاملات المبكرة يوم الاثنين مواكبةً لتراجع الأسهم الآسيوية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شاشات تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)

كوريا الجنوبية تتوقع إدراج سوق الأسهم في مؤشر الأسواق المتقدمة قريباً

أعلن نائب رئيس هيئة التنظيم المالي بكوريا الجنوبية، كيم سو يونغ، يوم الاثنين، إمكانية إدراج سوق الأسهم الكورية ضمن مؤشر رئيسي للأسواق المتقدمة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد متداوِل عملات أمام شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون في مقر بنك كيب هانا بسيول (أ.ب)

الأسواق الآسيوية ترتفع وسط ترقب أرباح شركات التكنولوجيا الأميركية

شهدت الأسهم الآسيوية ارتفاعاً في معظمها، يوم الاثنين، بينما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، وسط ترقّب لنتائج أرباح كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد مستثمران يراقبان سهم «البنك الأهلي السعودي» في السوق المالية (أ.ف.ب)

ارتفاعات طفيفة للأسواق الخليجية في ختام تداولات الأحد

اختتمت البورصات الخليجية تداولات يوم الأحد بأداء متباين، وسط ارتفاعات طفيفة في معظم الأسواق، وصعدت السوق السعودية بفضل ارتفاع سهم «أرامكو».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

اختبار قاسٍ للأسواق الأميركية الأسبوع المقبل

ستُشكّل سلسلة من نتائج الشركات الأميركية المرتقبة في الأسبوع المقبل اختباراً مهماً لسوق الأسهم، التي تأثرت بشكل كبير بإصلاح السياسة التجارية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الصين تحذِّر الدول من إبرام اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة لتخفيف الرسوم الجمركية

العلمان الأميركي والصيني يرفرفان في متنزه «غنتنغ» الثلجي استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 (أرشيفية- رويترز)
العلمان الأميركي والصيني يرفرفان في متنزه «غنتنغ» الثلجي استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 (أرشيفية- رويترز)
TT

الصين تحذِّر الدول من إبرام اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة لتخفيف الرسوم الجمركية

العلمان الأميركي والصيني يرفرفان في متنزه «غنتنغ» الثلجي استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 (أرشيفية- رويترز)
العلمان الأميركي والصيني يرفرفان في متنزه «غنتنغ» الثلجي استعداداً لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 (أرشيفية- رويترز)

حذَّرت بكين من أنها سترد على الدول التي تتفاوض على صفقات تجارية مع الولايات المتحدة «على حساب مصالحها»، مما يؤجج التوترات العالمية، في ظلِّ مواجهة القوتين الاقتصاديتين العظميين في العالم بشأن الرسوم الجمركية.

وكان بيان وزارة التجارة الذي جاء رداً على تقارير تفيد بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تخطط لاستخدام محادثات تجارية مع دول متعددة لمحاولة عزل الصين، قد دعا هذه الدول إلى الانضمام إلى بكين لـ«لمقاومة التنمر الأحادي».

وقالت الوزارة يوم الاثنين: «تعارض الصين بشدة أي طرف يتوصل إلى اتفاق على حساب مصالحها. إذا حدث هذا، فلن تقبله الصين أبداً، وستتخذ تدابير مضادة بحزم وبشكل متبادل».

وأصبحت الصين محور حرب ترمب التجارية، بعد أن أوقف الرئيس الأميركي موجة من الرسوم الجمركية «المتبادلة» الأحادية الجانب على معظم الدول، ولكنه أبقى على رسوم جمركية على السلع الصينية تصل إلى 145 في المائة. وردَّت بكين بفرض رسوم جمركية خاصة بها بنسبة 125 في المائة على السلع الأميركية.

ودعا ترمب بكين عدة مرات إلى بدء مفاوضات لتجنب حرب تجارية، وأعلنت الصين انفتاحها على المحادثات، ولكن لم يُشر أي من الجانبين إلى وجود اتصالات رفيعة المستوى جارية.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي، بأن إدارة ترمب أرادت استغلال المحادثات بشأن التعريفات الجمركية المتبادلة مع أكثر من 70 دولة، للضغط من أجل عزل بكين مقابل تخفيض الرسوم والحواجز التجارية الأميركية.

وفي حين أن استراتيجية الولايات المتحدة تتمثل في الضغط على بكين للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن موقفها المتحدي، لم تُبدِ الصين أي إشارة تُذكر على التراجع.

وسعت الصين إلى تصوير نفسها ركيزةً أساسية في النظام التجاري الدولي. ولكنها تُعاني ضعفَ الطلب المحلي في أعقاب تباطؤ حاد في سوق العقارات، مما أجبر صانعي السياسات على الاعتماد على التصنيع والصادرات لتحقيق النمو الاقتصادي، وترك الاقتصاد عُرضة للحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

وقد وعدت بكين بمبادرات مُختلفة لتحفيز الاستهلاك، ولكنها امتنعت عن إطلاق حزمة تحفيز مالي «مُبالغ فيها»، واستثمرت بدلاً من ذلك بكثافة في الصناعة، للتخلص من اعتمادها على التكنولوجيا الغربية.

وقالت وزارة التجارة الصينية: «تحترم الصين حق جميع الأطراف في حل خلافاتها الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة، من خلال مشاورات مُتساوية». ولكن إذا تعدَّت أي دولة على مصالح بكين، فإنها «عازمة وقادرة على حماية حقوقها».

وأضافت الوزارة: «يجب على جميع الأطراف الوقوف إلى جانب العدالة والإنصاف، والدفاع عن القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية، والنظام التجاري متعدد الأطراف». وتابعت: «بمجرد أن تعود التجارة الدولية إلى (قانون الغاب)؛ حيث يستغل القوي الضعيف، ستصبح جميع الدول ضحايا».