مخاوف التوترات التجارية تُضعف الدولار... والأنظار على «الفيدرالي»

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT
20

مخاوف التوترات التجارية تُضعف الدولار... والأنظار على «الفيدرالي»

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

حافظ الدولار الأميركي على استقراره فوق أدنى مستوياته في خمسة أشهر مقابل العملات الرئيسية يوم الثلاثاء، بينما يترقب المستثمرون أحدث التوقعات الاقتصادية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسط تصاعد المخاوف من تداعيات التوترات التجارية العالمية.

واستقر اليورو دون أعلى مستوياته المسجلة الأسبوع الماضي عند 1.0947 دولار، وهو أقوى مستوى له منذ 11 أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك قبيل تصويت مرتقب على حزمة التحفيز الاقتصادي الضخمة في ألمانيا، في حين تخلى الين عن بعض مكاسبه الأخيرة، مدفوعاً بازدياد الطلب على الأصول الآمنة، وفق «رويترز».

وتسببت السياسات الجمركية العدوانية للرئيس الأميركي دونالد ترمب في ازدياد المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي واسع، مما أضعف الدولار، خصوصاً بعد سلسلة من استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجعاً في ثقة المستثمرين.

ترقب قرارات البنوك المركزية الكبرى

يُعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي من بين عدد قليل من البنوك المركزية التي يُتوقع أن تُبقي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعات هذا الأسبوع، إلى جانب بنك اليابان وبنك إنجلترا، مما يجعل الأسواق تترقب أي إشارات مستقبلية من المسؤولين. ومن المقرر أن ينشر «الفيدرالي» أيضاً توقعاته الاقتصادية، التي ستوفر للمستثمرين رؤية أوضح حول موقف صناع القرار من تأثير سياسات إدارة ترمب على الاقتصاد.

وقال بارت واكاباياشي، مدير فرع «ستيت ستريت» في طوكيو: «ارتفعت توقعات التضخم، لكن المعنويات تراجعت... نحن في مرحلة ضبابية، ولا أعتقد أن (الاحتياطي الفيدرالي) يمتلك بيانات كافية لاتخاذ قرار حاسم».

وحالياً، تتحوط الأسواق في رهاناتها، مع تسعير تخفيضات بنحو 60 نقطة أساس من «الفيدرالي» خلال العام، أي ما يزيد قليلاً على تخفيضين إضافيين.

وعلى الرغم من وجود احتمال أن يظل معدل التيسير النقدي عند خفضين فقط، يعتقد محللو «سيتي فوركس» أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يميل إلى سياسة تيسيرية. وكتبوا في مذكرة بحثية: «إذا واجهنا تراجعاً في النمو والتوظيف مع ارتفاع في التضخم، فمن المرجح أن يتخذ (الفيدرالي) موقفاً حذراً، مع التركيز على دعم النمو والتوظيف».

أداء العملات الرئيسية

تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 6 في المائة منذ أن سجل أعلى مستوياته في أكثر من عامين عند 110.17 في منتصف يناير (كانون الثاني). وكان آخر تداول له مرتفعاً بنسبة 0.13 في المائة عند 103.59، محاولاً الابتعاد عن أدنى مستوياته في خمسة أشهر عند 103.21، الذي بلغه الأسبوع الماضي.

أما اليورو، فقد تراجع بشكل طفيف خلال اليوم إلى 1.0907 دولار. وفي ألمانيا، رفضت المحكمة الدستورية يوم الاثنين، طعون المعارضة ضد خطة الحكومة الائتلافية لتمرير حزمة اقتراض عام ضخمة عبر البرلمان المنتهية ولايته، مما مهَّد الطريق أمام تصويت حاسم يوم الثلاثاء.

الين الياباني وتوقعات بنك اليابان

وفي آسيا، تراجع الين عن ذروته الأخيرة عند 146.545 ين للدولار، وهو أعلى مستوى منذ 4 أكتوبر (تشرين الأول)، مع انحسار العزوف عن المخاطرة.

وبالتزامن مع بدء اجتماع بنك اليابان يوم الثلاثاء، يترقب المستثمرون مدى تأثر الاقتصاد الياباني بالحرب التجارية الأميركية المتصاعدة.

وحسب واكاباياشي، فإن الأسواق قد تشهد ضعف الين إذا تبنى بنك اليابان نبرة حذرة في بيانه يوم الأربعاء، قائلاً: «الخطر الأكبر هو عدم إجراء أي تغيير مع صدور بيان يميل نحو التيسير النقدي».

وبالفعل، ارتفع الدولار بنسبة 0.39 في المائة ليصل إلى أعلى مستوياته في أسبوعين عند 149.79 ين.

العملات الأخرى وأداء «بتكوين»

استقر الجنيه الإسترليني عند 1.29755 دولار، قريباً من أعلى مستوياته يوم الاثنين عند 1.2999 دولار، وهو أقوى مستوى له منذ 7 نوفمبر (تشرين الثاني). أما الدولار الأسترالي، فقد استقر عند 0.63695 دولار بعدما بلغ أعلى مستوياته خلال شهر تقريباً يوم الاثنين، حيث أكد البنك المركزي الأسترالي أنه لا يزال أكثر حذراً من السوق بشأن توقعات تخفيف السياسة النقدية، رغم خفضه أسعار الفائدة الشهر الماضي لأول مرة منذ أكثر من أربع سنوات.

وفي المقابل، انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.13 في المائة إلى 0.58145 دولار بعد أن لامس أعلى مستوى له منذ 10 ديسمبر (كانون الأول) عند 0.58265 دولار.

أما «بتكوين»، فقد انخفضت بنسبة 1.6 في المائة إلى 82.633.27 دولار.


مقالات ذات صلة

مجلس الوزراء المصري يوافق على موازنة 2025 - 2026 بعجز متوقع 30 مليار دولار

الاقتصاد مدبولي يرأس اجتماع مجلس الوزراء المصري (رئاسة مجلس الوزراء)

مجلس الوزراء المصري يوافق على موازنة 2025 - 2026 بعجز متوقع 30 مليار دولار

وافق مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، على مشروع موازنة العام المالي الجديد 2025 - 2026، وقرر إحالته إلى مجلس النواب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد تمثيلات العملات الافتراضية على أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

«وورلد ليبرتي فاينانشال» تعلن عن إطلاق عملة مستقرة مرتبطة بالدولار

أعلنت شركة «وورلد ليبرتي فاينانشال» للعملات الرقمية، المملوكة لدونالد ترمب، في بيان لها يوم الثلاثاء عن خطط لإطلاق عملة مستقرة مرتبطة بالدولار الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أوراق نقدية من الروبل الروسي والدولار الأميركي (رويترز)

وسط ترقب نتائج المحادثات الأميركية - الروسية... الروبل يتراجع مقابل الدولار

تراجع الروبل الروسي مقابل الدولار، في تعاملات جلسة الثلاثاء، في ظل ترقب السوق لإعلان رسمي عن نتائج المحادثات الأميركية - الروسية في السعودية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يرتفع مدعوماً بتصريحات ترمب عن الرسوم الجمركية

سجّل الدولار أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل الين يوم الثلاثاء، وظلّ مستقراً بوجه عام بعد صدور بيانات قوية من قطاع الخدمات الأميركي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد استمرار الاحتجاجات على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (رويترز)

«المركزي التركي» يطرح مناقصة لسندات سيولة بقيمة 50 مليار ليرة

يواصل البنك المركزي التركي اتخاذ إجراءات لإنقاذ العملة من الانهيار على خلفية التطورات الأخيرة التي أعقبت اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«إكس إيه آي» تستحوذ على منصة «إكس»

شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)
شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)
TT
20

«إكس إيه آي» تستحوذ على منصة «إكس»

شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)
شعار منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يظهر إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب)

استحوذت شركة «إكس إيه آي» التي يمتلكها إيلون ماسك، على منصة «إكس»، في صفقة تقدر قيمة موقع التواصل الاجتماعي عند 33 مليار دولار، وتتيح مشاركة قيمة شركته المتخصصة في الذكاء الاصطناعي مع المستثمرين في الشركة، المعروفة سابقاً باسم «تويتر».

ويمكن أن تعزز الصفقة أيضاً قدرة «إكس إيه آي» على تدريب روبوت الدردشة الخاص بها المعروف باسم «جروك».

وكتب ماسك الذي يرأس شركتَي «تسلا» و«سبيس إكس» أيضاً، في منشور على «إكس»: «مستقبل (إكس إيه آي) و(إكس) مترابط. اليوم، نتخذ رسمياً خطوة دمج البيانات والنماذج والحوسبة والتوزيع والمهارات».

وأضاف أن الدمج يقيّم «(إكس إيه آي) عند 80 مليار دولار، و(إكس) عند 33 مليار دولار (45 مليار دولار مخصوماً منها 12 ملياراً ديوناً)».

ولا تزال تفاصيل كثيرة عن الصفقة غير واضحة، مثل كيفية دمج إدارة «إكس» في الشركة الجديدة، أو ما إذا كانت ستُجرى عملية تدقيق تنظيمي.

وماسك، وهو أغنى رجل في العالم، هو أيضاً حليف مقرب للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومسؤول عن إدارة الكفاءة الحكومية.

وقال المستثمر السعودي الأمير الوليد بن طلال، مالك شركة «المملكة القابضة» الاستثمارية، إنه طلب هذا التطور، مشيراً إلى أن شركاته هي ثاني أكبر المستثمرين في «إكس» و«إكس إيه آي».

وكتب على منصة «إكس»: «الإعلان عن (دمج) شراء شركة (إكس إيه آي) لشركة (إكس)، وهو الأمر الذي طالبت به وتوقعته. صفقة تاريخية... ومجموعتنا ثاني أكبر مساهم في كل من (إكس إيه آي) و(إكس) مع حليفنا الاستراتيجي إيلون ماسك».

وأضاف: «المتوقع بعد هذه الصفقة أن تصل قيمة استثماراتنا إلى بين أربعة وخمسة مليارات دولار؛ أي بين 15 و20 مليار ريال، والعداد ماشي، بحمد الله».

وذكر مستثمر في «إكس إيه آي»، طلب عدم الكشف عن هويته، أنه لم يتفاجأ بالصفقة؛ إذ تعتبر تعزيزاً من ماسك لقيادته وإدارته لشركتَيه.

وأضاف المستثمر أن ماسك لم يطلب موافقة المستثمرين، لكنه أبلغهم أن الشركتين تتعاونان بشكل وثيق، وأن الصفقة ستؤدي إلى تكامل أكبر مع «جروك».