السعودية تتجاوز المتوسط العالمي في الإنفاق على الاستكشاف التعديني بنمو سنوي 32 %

نائب وزير الصناعة أكد دور المملكة المحوري في تعزيز التعاون الدولي

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر في جلسة حوارية خلال فعاليات المؤتمر الدولي للمعادن في ميامي (واس)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر في جلسة حوارية خلال فعاليات المؤتمر الدولي للمعادن في ميامي (واس)
TT

السعودية تتجاوز المتوسط العالمي في الإنفاق على الاستكشاف التعديني بنمو سنوي 32 %

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر في جلسة حوارية خلال فعاليات المؤتمر الدولي للمعادن في ميامي (واس)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر في جلسة حوارية خلال فعاليات المؤتمر الدولي للمعادن في ميامي (واس)

سجَّلت السعودية نمواً سنوياً في إنفاقها على الاستكشاف بنسبة 32 في المائة، وهو ما يتجاوز المتوسط العالمي البالغ 6-8 في المائة.

هذا الأمر يُرسّخ موقعها وجهةً رائدةً للاستثمارات التعدينية، ويدعم تحقيق مستهدفات «رؤية 2030» في تنويع الاقتصاد، وتعزيز سلاسل الإمداد، وزيادة إسهامات قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي، وفق ما أكده نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر في جلسة حوارية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للمعادن والتعدين والمعادن الحرجة، الذي عقد في ولاية ميامي الأميركية.

وأكد المديفر دور المملكة المحوري في تعزيز التعاون الدولي في قطاع التعدين، من خلال مؤتمر التعدين الدولي والاجتماع الوزاري الدولي، واللذين يُشكلان منصة مثالية لتطوير السياسات والتشريعات حول أفضل الممارسات في مجال التعدين المستدام، ومعالجة التحديات، وتعزيز البحث والتطوير، وبناء القدرات، ودعم الاستثمار المسؤول في مشروعات التعدين لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول المنتجة.

وأوضح أن «رؤية 2030» تُمثل خريطة طريق شاملة للتحول الاقتصادي في السعودية، مشيراً إلى أن قطاع التعدين تم وضعه ركيزةً ثالثةً أساسية للصناعة الوطنية؛ ما عزَّز مكانة المملكة مركزاً عالمياً للاستثمارات التعدينية، وجذب كبرى الشركات الدولية للقطاع.

وأشار المديفر إلى أن المملكة حققت عدداً من الإنجازات في قطاع التعدين، أبرزها تحديث الأنظمة التشريعية، وإطلاق برامج وطنية رائدة، مثل البرنامج الوطني للمعادن، وتعزيز الأنشطة الاستكشافية، وتحسين اللوائح التنظيمية، ودعم مشاركة القطاع الخاص، ضمن جهودها المستمرة لجذب الاستثمارات النوعية، وتعزيز التعاون مع الشركات العالمية في هذا القطاع الحيوي.

كما استعرض الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها قطاع التعدين في المملكة، موضحاً أنها أعلنت عن فرص استثمارية ضخمة في القطاع تصل إلى 375 مليار ريال (100 مليار دولار) حتى عام 2035، مع استثمارات قيد التنفيذ حالياً بقيمة 75 مليار ريال (20 مليار دولار)، ما يُرسّخ مكانة المملكة وجهةً رئيسيةً للاستثمار في قطاع التعدين والصناعات التحويلية.

وأوضح أن المملكة، في ظل «رؤية 2030»، قطعت أشواطاً كبيرة نحو نهضة قطاع التعدين واستكشاف المعادن، ما عزَّز مكانته ركيزةً أساسيةً للصناعة الوطنية، وأسهم في جذب الاستثمارات النوعية؛ حيث ارتفعت قيمة تقديرات الثروات المعدنية من 5 تريليونات ريال (1.3 تريليون دولار) إلى 9.3 تريليون ريال (2.5 تريليون دولار)، بالتزامن مع توسع غير مسبوق في أنشطة الاستكشاف؛ حيث قفز عدد شركات الاستكشاف من 6 شركات في 2020 إلى 133 شركة عام 2023، بزيادة بلغت 22 ضعفاً خلال 3 سنوات، كما بلغ إجمالي الإنفاق على الاستكشاف 1.33 مليار ريال (355 مليار دولار)، ما يعكس التزام المملكة بتعزيز الاستثمارات في استكشاف الموارد المعدنية.

يُشار إلى أن المؤتمر الدولي للمعادن والتعدين والمعادن الحرجة يعد واحداً من أهم الأحداث العالمية في القطاع؛ حيث يجمع نخبة من المسؤولين الحكوميين وكبار المستثمرين وقادة الشركات العالمية لمناقشة أبرز التطورات، واستكشاف فرص الاستثمار الجديدة في مختلف المجالات ذات الصلة بالمعادن والتعدين والمعادن الحيوية.


مقالات ذات صلة

«بنك اليابان» يدعو المصارف لتوخي الحذر في ظل تقلبات الأسواق

الاقتصاد رجل على دراجة يمر بين الحاويات في المنطقة الصناعية بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

«بنك اليابان» يدعو المصارف لتوخي الحذر في ظل تقلبات الأسواق

قال بنك اليابان المركزي إنه ينبغي على البنوك اليابانية توخي الحذر من مختلف المخاطر في ظل ازدياد التقلبات في الأسواق المالية العالمية نتيجة عدم اليقين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد شخص يدخل مبنى وزارة الخزانة في لندن (رويترز)

بريطانيا تعيد هيكلة إصدارات السندات لمواجهة تكلفة الاقتراض

أعلن مكتب إدارة الديون البريطاني، يوم الأربعاء، عن خفض إضافي في إصدارات السندات الحكومية طويلة الأجل خلال السنة المالية الجارية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي واليوان الصيني والجنيه الإسترليني واليورو والين الياباني (رويترز)

الصين: خطة تعزيز الخدمات المالية عبر الحدود ستعزّز استخدام اليوان

صرّح مسؤول في البنك المركزي الصيني بأن خطة الصين لتسهيل الخدمات المالية عبر الحدود ستُسهم في تعزيز الاستخدام الدولي لليوان.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد متسوق يتفقد الأسعار داخل سوبرماركت في بيروت (أرشيفية - رويترز)

التضخم في لبنان يسجل أدنى مستوى منذ 5 سنوات خلال مارس

تراجع معدل التضخم السنوي في لبنان إلى 14.2 في المائة خلال مارس (آذار) 2025، وهو أدنى مستوى له منذ 5 سنوات، مقارنةً بـ15.6 في المائة في الشهر السابق.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد سيارات معدة للشحن في ميناء يانتاي شرق الصين (أ.ف.ب)

بكين: الباب «مفتوح» لمحادثات تجارية مع واشنطن

أكدت الصين، الأربعاء، أنها مستعدة للدخول في محادثات تجارية مع واشنطن، بعد يوم على قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه مستعد لخفض الرسوم الجمركية الباهظة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

«بنك اليابان» يدعو المصارف لتوخي الحذر في ظل تقلبات الأسواق

رجل على دراجة يمر بين الحاويات في المنطقة الصناعية بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل على دراجة يمر بين الحاويات في المنطقة الصناعية بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

«بنك اليابان» يدعو المصارف لتوخي الحذر في ظل تقلبات الأسواق

رجل على دراجة يمر بين الحاويات في المنطقة الصناعية بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل على دراجة يمر بين الحاويات في المنطقة الصناعية بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

صرّح بنك اليابان المركزي يوم الأربعاء، بأن على البنوك اليابانية توخي الحذر من مختلف المخاطر في ظل ازدياد التقلبات في الأسواق المالية العالمية نتيجة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية.

وأضاف بنك اليابان المركزي في تقريره عن النظام المالي: «حافظ النظام المالي الياباني على استقراره بشكل عام... ومع ذلك، ومنذ بداية أبريل (نيسان)، شهدت الأسواق المالية المحلية والدولية تقلبات كبيرة»، مشيراً إلى حالة عدم اليقين بشأن التجارة والسياسات الاقتصادية الأخرى والمخاطر الجيوسياسية. وأضاف أنه «على المؤسسات المالية أن تكون يقظةً إزاء تجسيد مختلف المخاطر».

وفي غضون ذلك، أظهر مسح للقطاع الخاص نُشر يوم الأربعاء انكماش نشاط المصانع في اليابان للشهر العاشر على التوالي في أبريل، مع تراجع ثقة الشركات المصنعة إلى أدنى مستوياتها في نحو خمس سنوات، متأثرةً بالمخاوف بشأن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية.

لكن على الجانب الإيجابي، عاد نشاط قطاع الخدمات إلى النمو مع تحسن طلب المستهلكين بشكل أكبر، مما ساهم في رفع المبيعات.

وبلغ مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصادر عن بنك «أو جيبون» اليابان 48.5 نقطة في أبريل، وهو أعلى بقليل من قراءة 48.4 نقطة المسجلة في مارس (آذار).

وظل المؤشر دون مستوى 50.0 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش منذ يوليو (تموز) من العام الماضي. وانخفض المؤشر الفرعي للطلبات الجديدة بأسرع وتيرة منذ فبراير (شباط) 2024، بينما تدهورت ثقة الشركات المصنعة إلى أدنى مستوى لها منذ يونيو (حزيران) 2020.

وقالت أنابيل فيديس، المديرة المساعدة للاقتصاد في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»: «أدى عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية وبيئة التجارة، ونقص الموظفين، وشيخوخة السكان، إلى تراجع الثقة في قطاعي التصنيع والخدمات».

وأشاد ترمب بـ«التقدم الكبير» الذي أحرزته الجولة الأولى من محادثات التعريفات الجمركية الثنائية مع اليابان الأسبوع الماضي، التي ستشمل التعريفات الجمركية والحواجز غير الجمركية وأسعار الصرف.

وأفادت قناة «أساهي» التلفزيونية يوم الأربعاء، بأن وزير الاقتصاد الياباني ريوسي أكازاوا قد يتوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الجولة الثانية من محادثات الرسوم الجمركية في 30 أبريل. وأضاف التقرير، نقلاً عن مصدر مطلع على المفاوضات، أن اليابان لم تُعدّ بعد حزمة مقترحات للمحادثات، وأن زيارة أكازاوا قد تُجرى في مايو (أيار). وكان الجانبان قد اتفقا في وقت سابق من هذا الشهر على السعي لعقد اجتماع ثانٍ خلال أبريل.

وأدى ارتفاع مؤشر مديري المشتريات الفوري لقطاع الخدمات الصادر عن بنك «أو جيبون» إلى 52.2 نقطة في أبريل، محسّناً من 50.0 في مارس، إلى بعض التحسن. وساهم طلب العملاء في تحقيق أقوى زيادة في المبيعات في ثلاثة أشهر. واستمرت الضغوط التضخمية في الارتفاع في كلا القطاعين، حيث شهدا ارتفاعاً في أسعار المدخلات الإجمالية بأسرع معدل في عامين. ونتيجةً لذلك، رفعت الشركات أسعار مبيعاتها.

ويتماشى المسح مع البيانات التي تُظهر تسارع تضخم أسعار الجملة في اليابان في مارس، مما يشير إلى استمرار عبء التكاليف الذي يزيد من ضغوط الشركات نتيجةً لعدم اليقين بشأن سياسة الرسوم الجمركية الأميركية.

وشهد مؤشر مديري المشتريات المركَّب الياباني الصادر عن بنك «أو جيبون»، والذي يجمع بين نشاط قطاعي التصنيع والخدمات، عودةً إلى النمو ليسجل 51.1 نقطة من 48.9 نقطة في مارس.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني يوم الأربعاء، على أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع بدفعة من تعافٍ قوي في «وول ستريت» دفع المستثمرين إلى الإقبال على أسهم شركات التكنولوجيا وتصنيع السيارات.

ولامس «نيكي» ذروة بلغت 35142.12 نقطة خلال التعاملات قبل أن يُنهي الجلسة على ارتفاع نسبته 1.89 في المائة، مسجلاً 34868.63 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ الثاني من أبريل.

وارتفع الين إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر أمام الدولار في الجلسة السابقة مسجلاً 139.885. وتعافى الدولار (الأربعاء) ودفع الين للانخفاض بنسبة 0.1 في المائة مسجلاً 141.760.

وقفز المؤشر «توبكس» الياباني الأوسع نطاقاً يوم الأربعاء عند الإغلاق 2.06 في المائة إلى 2584.32 نقطة بدفعة من زيادة قوية في سهمي «سوني غروب» بنسبة 5.68 في المائة و«تويوتا موتور» بنسبة 5 في المائة.

وقال تاكورو هاياشي، مدير مركز أبحاث الاستثمار في «إيواي-كوسمو سكيورتيز»: «المستثمرون باعوا أسمهم بمجرد التعافي القوي للمؤشر، لكن المعنويات في السوق ليست سيئة بشكل عام». وتابع قائلاً: «لكن السوق تريد التأكد من نتيجة محادثات بين الولايات المتحدة واليابان... إذ قد تُحرك الين في أيٍّ من الاتجاهين».