فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي مستعد لمفاوضات صعبة مع واشنطن لحماية مصالحه

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تلقي خطاباً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس شهر يناير 2025 (رويترز)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تلقي خطاباً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس شهر يناير 2025 (رويترز)
TT

فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي مستعد لمفاوضات صعبة مع واشنطن لحماية مصالحه

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تلقي خطاباً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس شهر يناير 2025 (رويترز)
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تلقي خطاباً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس شهر يناير 2025 (رويترز)

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعداً لخوض مفاوضات صعبة مع الولايات المتحدة، لحماية مصالحه الخاصة، مشيرة إلى أن الاتحاد سيتبنى نهجاً عملياً في السعي لإيجاد حلول.

يأتي هذا في وقت يتهيأ فيه الاتحاد الأوروبي لاحتمال فرض رسوم جمركية أميركية جديدة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن، في نهاية الأسبوع الماضي، أنه سيفرض قريباً رسوماً على الواردات من الاتحاد الأوروبي. وفي اجتماع غير رسمي عُقد في بروكسل يوم الاثنين، ناقش زعماء الكتلة المكونة من 27 دولة كيفية التعامل مع العلاقة المتطورة بواشنطن، وفق «رويترز».

وقالت فون دير لاين، في مؤتمر لسفراء الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء: «هناك كثير من الأمور على المحك، على الجانبين». وأضافت في تصريحاتها في بروكسل: «هناك وظائف وشركات وصناعات في كلا الجانبين، تعتمد على الشراكة عبر الأطلسي».

وأوضحت رئيسة المفوضية أن أوروبا ستكون حازمة في تعاملاتها مع واشنطن، وقالت: «أولويتنا الأولى الآن هي العمل في كثير من المجالات؛ حيث تتقارب مصالحنا»، مشيرة إلى سلاسل التوريد الحيوية والتقنيات الناشئة.

وأكدت: «سنكون مستعدين لخوض مفاوضات صعبة؛ حيثما كان الأمر ضرورياً، ولإيجاد الحلول الممكنة، ولتسوية أي مظالم، بالإضافة إلى وضع الأسس لشراكة أقوى». وأضافت: «سنكون منفتحين وعمليين في كيفية تحقيق ذلك. ولكن في الوقت نفسه، سنظل واضحين في أننا سنحمي مصالحنا دائماً».

وأشارت إلى ضرورة أن يدرك الاتحاد الأوروبي حقيقة السياسة العالمية الحالية، قائلة: «أصبح من الماضي الاعتقاد بأن العالم يتجه نحو مزيد من التعاون والعولمة المفرطة».

وختمت بقولها: «يتعين على أوروبا أن تتعامل مع العالم كما هو عليه اليوم».


مقالات ذات صلة

أميركا تشدد على التنسيق لمواجهة عدم امتثال إيران للاتفاق النووي

الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يجتمع مع نظرائه من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في ميونيخ (أ.ب) play-circle

أميركا تشدد على التنسيق لمواجهة عدم امتثال إيران للاتفاق النووي

أكد مارك روبيو وزير الخارجية الأميركي، السبت، «أهمية التنسيق الوثيق لمعالجة سلوك إيران المزعزع للاستقرار، خصوصاً عدم امتثالها المتزايد للاتفاق النووي».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شمال افريقيا بدر عبد العاطي خلال لقاء المفوض الأوروبي للاقتصاد والإنتاجية فالديس دومبروفسكي في ألمانيا (الخارجية المصرية)

مصر لمتابعة تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع أوروبا

تتابع مصر تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، محادثات مع مسؤولين في «الاتحاد».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن أمس (د.ب.أ)

رفض فرنسي وألماني لتصريحات نائب ترمب حول «حرية التعبير»

ندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بالانتقادات الشديدة التي وجهها نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس أمس (الجمعة) إلى أوروبا.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ (ألمانيا))
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أمراً تنفيذياً في المكتب البيضاوي بواشنطن (رويترز)

ترمب: حرية التعبير مهددة في أوروبا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن حرية التعبير مهددة في أوروبا، بعد ساعات من تصريح مشابه لنائب الرئيس جي دي فانس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا تتفقد عمليات إدخال المساعدات الإنسانية لغزة في معبر كرم أبو سالم (د.ب.أ) play-circle

رئيسة البرلمان الأوروبي تزور غزة

دخلت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، في أول زيارة لمسؤول أوروبي كبير للقطاع منذ أكثر من 10 سنوات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
TT

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)

لا تزال مخاوف المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية وإنفاق شركات التكنولوجيا، تهيمن على اهتمامات الأسواق. وعلى هذه الخلفية، تم تداول مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» الأميركي، في نطاق ضيق نسبياً، وعاد حالياً إلى ما كان عليه في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما تستمر التقلبات في الضغط على سوق السندات.

ويرى محللو بنك «مورغان ستانلي»، أنه قد يستنتج العديد من المستثمرين، الذين ربما تشتت انتباههم بسبب سيل الأخبار القادمة من واشنطن، أن هذا مجرد ركود موسمي آخر في الربع الأول من العام الحالي. ولكن تحت السطح، ترى لجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي» تحولاً مستمراً، حيث من المرجح أن تستمر أسهم التكنولوجيا الضخمة «Magnificent 7» المهيمنة منذ فترة طويلة في فقدان شعبيتها مع قيام المستثمرين بنقل الأموال نحو الأسهم «الدورية» الحساسة للنمو الاقتصادي.

ويأتي هذا التحول مع اكتساب مجموعة متنوعة من الأسهم داخل مؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، حتى مع كفاح أسهم التكنولوجيا الضخمة، التي دعمت الكثير من التقدم الأخير للمؤشر وتمثل حصة كبيرة من قيمته الإجمالية، مؤخراً.

ووفقاً للجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي»، فإن هناك ثلاثة تطورات تدعم استمرار «التناوب» في قيادة سوق الأسهم الأميركية، أولها أن بعض القطاعات بدأت تظهر آثاراً متأخرة لتيسير السياسة النقدية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان قد خفض سعر الفائدة القياسي بنحو 1 في المائة خلال الربع الرابع من عام 2024. وذلك قبل التوقف عن المزيد من التخفيضات المحتملة خلال العام الحالي. والآن، وقد بدأت هذه الخطوة في تحفيز الاقتصاد الأميركي، الذي يسير في «هبوط ناعم» من النمو الأبطأ ولكنه ثابت، وتجميد التضخم.

على سبيل المثال، عادت مؤشرات التصنيع التابعة لمعهد إدارة التوريد إلى التوسع في يناير (كانون الثاني)، مدفوعة بزيادة في الطلبات الجديدة، بعد فترة طويلة في منطقة الانكماش. كما بدا أن التوظيف في التصنيع قد انتعش، في حين أشار استطلاع لآراء مسؤولي القروض إلى زيادة قوية في توفر الإقراض المصرفي. حسبما ذكرت لجنة الاستثمار في «مورغان ستانلي».

التطور الثاني هنا هو تباطؤ نمو أرباح الشركات الكبرى، يقول البنك الأميركي في مذكرة: «بشكل عام، من المتوقع أن تسجل شركات مؤشر ستاندرد أند بورز 500 زيادة في الأرباح بنسبة 8.5 في المائة على أساس سنوي لعام 2024. ومع ذلك، تحت السطح، تتفوق أكبر 100 شركة في المؤشر على توقعات وول ستريت بمعدلات أقل بكثير من 400 شركة أخرى».

علاوة على ذلك، «تتداول هذه الشركات الأكبر بانخفاض 50 نقطة أساس، في المتوسط ... قلق المستثمرين ملموس بشكل خاص حول الشركات السبع الكبيرة، التي من المتوقع أن يتباطأ نمو أرباحها هذا العام مع اكتساب الربحية زخماً لبقية شركات المؤشر. تشير التوقعات لعام 2025 الآن إلى أرباح لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 تبلغ 274 دولاراً للسهم، بانخفاض عن التقديرات السابقة البالغة 282 دولاراً».

أما التطور الثالث، فكان من نصيب أسهم التكنولوجيا الكبرى التي تكافح بينما تتقدم القطاعات وفئات الأصول الأخرى.

جاء في المذكرة: «لنتأمل هنا قطاع التكنولوجيا الذي يتميز عادة بأداء عالٍ في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 والذي تأخر عن المؤشر الأوسع نطاقاً في يناير بأوسع هامش منذ عام 2016. وقد تم تداول أربعة من الشركات السبعة الكبرى مؤخراً بأقل من متوسطاتها المتحركة على مدار 50 يوماً، وهي إشارة هبوطية أخرى للمتداولين».

أضافت: «علاوة على ذلك، تعمل صناديق التحوط بشكل متزايد على تقليص المخاطر الإجمالية لهذه الأنواع من الأسهم لأول مرة منذ عام، في حين يبيع بعض المستثمرين المطلعين على نتائج الشركات، الأسهم بأعلى معدل منذ عام 2021، مما يثير تساؤلات حول قدرة الشركات على تحقيق أهداف الأرباح وتبرير تقييماتها المرتفعة».

ودعا البنك الأميركي المستثمرين، إلى تفحص الاستثمارات التي تقود الأسواق حالياً، مثل «الشركات المالية والرعاية الصحية، فضلاً عن الأسهم الموجهة نحو النمو ذات القيمة السوقية المتوسطة، والأسهم الأوروبية والذهب».

اعتبارات المحفظة

تعتقد لجنة الاستثمار الدولية بـ«مورغان ستانلي» أنه في ظل هذه التطورات، يجب أن يفكر المستثمرون في إضافة الأسهم الدورية مثل الشركات المالية والطاقة والشركات المصنعة المحلية وخدمات المستهلك.

وذكرت أيضاً التنويع عبر منتجات الائتمان والفوارق، وخاصة الأوراق المالية المدعومة بالأصول، والأصول الحقيقية، واستراتيجيات صناديق التحوط المختارة، والأوراق المالية المفضلة وديون الأسواق الناشئة.