النفط يتراجع وسط توقف فرض الرسوم الجمركية الأميركية على المكسيك وكندا

سفينة دعم منصة نفط بحرية تغادر الميناء في سانت جونز في كندا (رويترز)
سفينة دعم منصة نفط بحرية تغادر الميناء في سانت جونز في كندا (رويترز)
TT

النفط يتراجع وسط توقف فرض الرسوم الجمركية الأميركية على المكسيك وكندا

سفينة دعم منصة نفط بحرية تغادر الميناء في سانت جونز في كندا (رويترز)
سفينة دعم منصة نفط بحرية تغادر الميناء في سانت جونز في كندا (رويترز)

تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع إرجاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشهر قراره بشأن فرض رسوم جمركية باهظة على المكسيك وكندا، أكبر موردي النفط الأجانب للولايات المتحدة، في حين أثرت أيضاً احتمالات ارتفاع إمدادات «أوبك بلس» اعتباراً من أبريل (نيسان).

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتاً، أو 0.7 في المائة، إلى 75.46 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:32 بتوقيت غرينتش، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 89 سنتاً، أو 1.2 في المائة ليتداول عند 72.27 دولار.

وقال كل من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم إنهما اتفقا على تعزيز جهود إنفاذ القانون على الحدود استجابة لمطلب ترمب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة وتهريب المخدرات.

ومن شأن ذلك أن يوقف مؤقتاً لمدة 30 يوماً الرسوم الجمركية بنسبة 25 في المائة، مع فرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة على واردات الطاقة من كندا، والتي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.

وقال ياب جون رونغ، الخبير الاستراتيجي في «آي جي»، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «كان الموضوع المهيمن على الأسواق العالمية هو الرسوم الجمركية الأميركية».

ورأى أنه في حين أن تأجيل فرض الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا قد أفسح المجال أمام تحسن معنويات المخاطرة وساهم في تراجع الدولار الأميركي، إلا أن أسعار النفط كافحت لاستعادة الاتجاه الصعودي.

وأضاف «قد تكون احتمالية عودة إمدادات النفط المرتفعة (أوبك بلس) إلى الأسواق اعتباراً من أبريل من أهم العوامل التي قد تؤثر على الأسعار... خاصةً مع استمرار أسعار النفط عند مستويات أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

ناقشت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، وهي مجموعة معروفة باسم «أوبك بلس»، يوم الاثنين دعوة ترمب لرفع الإنتاج، لكنها اتفقت على التمسك بسياستها المتمثلة في رفع إنتاج النفط تدريجياً اعتباراً من أبريل.

ومع ذلك، حذر محللو «آي إن جي» من أن كندا ستبقى عرضة للحروب التجارية ما لم توسع خيارات التصدير خارج الولايات المتحدة، مع المزيد من خطوط الأنابيب من حقول النفط إلى المواني.

وقالوا: «سيستغرق الأمر عدة سنوات لبناء هذه البنية التحتية، ولكنها ستوفر للمنتجين الكنديين المزيد من المرونة وإمكانية الوصول إلى المزيد من الوجهات للنفط الكندي».

وقال البيت الأبيض إن ترمب يخطط للتحدث مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في أقرب وقت هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن يبدأ سريان فرض رسوم بنسبة 10 في المائة على جميع السلع الصينية في وقت لاحق يوم الثلاثاء.

وعلى جانب الطلب، سيترقب المستثمرون بيانات مخزونات النفط الأميركية الأسبوعية للأسبوع المنتهي في 31 يناير (كانون الثاني). وتوقع محللون استطلعت «رويترز» آراءهم أن ترتفع مخزونات النفط الخام، في حين من المحتمل أن تنخفض مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

ومن المتوقع أن ترتفع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 10.8 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 31 يناير، في حين من المرجح أن ترتفع مخزونات البنزين بمقدار 500 ألف برميل، حسبما قال والت تشانسيلور الخبير الاستراتيجي في قطاع الطاقة لدى «ماكواري».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتراجع متأثرةً بقطاع السفر والترفيه

تراجعت الأسهم الأوروبية، يوم الجمعة، متأثرةً بالخسائر الحادة التي تكبدها قطاع السفر والترفيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حاويات في ميناء لوس أنجليس (أرشيفية - رويترز)

انكماش عجز الحساب الجاري الأميركي في الربع الأخير

انكمش عجز الحساب الجاري الأميركي في الربع الأخير لكن هذا التحسن قد يكون مؤقتاً بسبب الزيادة القياسية في واردات السلع خلال يناير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية في بروكسل (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يؤجل اتخاذ إجراءات مضادة ضد أميركا حتى منتصف أبريل

أرجأ الاتحاد الأوروبي اتخاذ أول إجراءاته المضادة ضد الولايات المتحدة رداً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على المعادن حتى منتصف أبريل

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أوامر تنفيذية بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض 30 يناير 2025 (رويترز)

الشركات الأميركية تسابق الزمن للحصول على إعفاءات جمركية

أدى تأجيل واشنطن لفرض الرسوم الجمركية على السلع المشمولة في اتفاقية (USMCA) إلى زيادة مساعي الشركات الأميركية للحصول على إعفاءات

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)

وافق المجلس الاتحادي الألماني (البوندسرات) يوم الجمعة على خطة إنفاق ضخمة تهدف إلى إنعاش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا وتعزيز الجيش، متجاوزاً العقبة الأخيرة في مسار التحول السياسي التاريخي.

وتنهي التشريعات الجديدة عقوداً من المحافظة المالية في ألمانيا؛ إذ أنشأت صندوقاً بقيمة 500 مليار يورو (546 مليار دولار) لتمويل مشاريع البنية التحتية، مع تخفيف القواعد الصارمة للاقتراض للسماح بزيادة الإنفاق على الدفاع، وفق «رويترز».

ونجح الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي، اللذان يجريان محادثات ائتلافية بعد انتخابات الشهر الماضي، في تمرير الحزمة في البرلمان المنتهية ولايته لتجنب معارضة المشرعين من أقصى اليسار واليمين في «البوندستاغ» الجديد الذي يبدأ عمله في 25 مارس (آذار).

ودافع الزعيم المقبل، فريدريش مرتس، عن الجدول الزمني الضيق الذي أغضب الأحزاب المعارضة المتطرفة، بالإشارة إلى الوضع الجيوسياسي المتغير بسرعة.

ويخشى قادة الاتحاد الأوروبي من أن التحولات في السياسة الأميركية تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب قد تعرض القارة لهجوم متزايد من روسيا والصين المتزايدتين قوة.

وقال ماركوس سويدير، رئيس وزراء بافاريا: «التهديد من الشرق، من موسكو، لا يزال قائماً، في حين أن الدعم من الغرب لم يعد كما اعتدنا عليه». وأضاف: «العلاقة مع الولايات المتحدة قد اهتزت عميقاً بالنسبة لي ولعديد من الآخرين. الألمان قلقون».

«خطة مارشال» الألمانية

تشكل هذه الإصلاحات تراجعاً كبيراً عن «قاعدة الديون» التي تم فرضها بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، والتي تعرضت لانتقادات عديدة باعتبارها قديمة وتضع ألمانيا في قيد مالي.

وقال رئيس بلدية برلين، كاي فيغنر: «دعونا نكن صرحاء: ألمانيا قد أُهملت جزئياً على مر العقود». وأضاف: «لقد تم إدارة بنيتنا التحتية في السنوات الأخيرة أكثر من أن يتم تطويرها بشكل فعّال».

ووصف سويدير الحزمة بأنها «خطة مارشال»، في إشارة إلى المساعدات الاقتصادية الأميركية التي ساعدت في إنعاش الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك، يرى الاقتصاديون أن الأمر سيستغرق وقتاً قبل أن تبدأ التحفيزات في التأثير إيجابياً على الاقتصاد الذي انكمش على مدى عامين متتاليين.

وقال الاقتصادي في بنك «بيرنبرغ»، سالومون فيدلر: «ربما يستغرق الأمر حتى منتصف العام قبل أن تتمكن الحكومة الجديدة من تمرير موازنة عادية لعام 2025». وأضاف أنه لن يكون قبل وقت لاحق من هذا العام حتى يبدأ الإنفاق الجديد في التأثير بشكل فعلي.

انطلاقة قوية لمرتس؟

تمنح موافقة البرلمان على التشريعات مرتس الذي فاز حزبه في الانتخابات الشهر الماضي، انتصاراً كبيراً قبل أن يؤدي اليمين مستشاراً. ومع ذلك، فقد كلفه ذلك بعض الدعم؛ إذ وعد مرتس خلال حملته الانتخابية بعدم فتح صنابير الإنفاق بشكل فوري، ليعلن بعدها بفترة قصيرة عن تحول كبير في السياسة المالية.

واتهمه البعض، بما في ذلك داخل معسكره، بأنه خدع الناخبين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة «زد دي إف» يوم الجمعة أن 73 في المائة من المشاركين يشعرون بالخذلان منه، بما في ذلك 44 في المائة من ناخبي الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي.

وأظهر الاستطلاع أيضاً انخفاض دعم الحزب إلى 27 في المائة، في حين ارتفع دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف إلى 22 في المائة.

وقال مرتس يوم الجمعة إنه يشعر بالقلق من هذه الاتهامات، لكنه فهمها إلى حدٍّ ما، مشيراً إلى أنه كان عليه أن يتصرف بسرعة بسبب التغيرات التي طرأت على السياسة الأميركية.

وأضاف في حدث في فرنكفورت: «أعلم أنني قد استنفدت مصداقيتي بشكل كبير، بما في ذلك مصداقيتي الشخصية».