الأسواق العالمية تتأرجح بانتظار بيانات التضخم الأميركية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

الأسواق العالمية تتأرجح بانتظار بيانات التضخم الأميركية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

أشارت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية والأميركية إلى انتعاش متواضع يوم الثلاثاء، رغم أن ارتفاع عوائد السندات والدولار القوي جعلا المستثمرين يتوخون الحذر من المخاطرة بشكل كبير قبل صدور بيانات التضخم الأميركية، وبداية ولاية دونالد ترمب الثانية رئيساً للولايات المتحدة.

وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك 100» بنسبة 0.5 في المائة في جلسة التداول الآسيوية بعد تراجع المؤشر في تعاملات نيويورك يوم الاثنين. كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة. وفي المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للأسواق الأوروبية بنسبة 0.8 في المائة، فيما استقرت العقود الآجلة لمؤشر «فوتسي» بشكل عام، وفق «رويترز».

في المقابل، شهد مؤشر «نيكي» الياباني انخفاضاً بنسبة 1.8 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوى له في ستة أسابيع، حيث تخلَّى المستثمرون عن أسهم شركات الرقائق وسط مخاوف من احتمال رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان. وقد ترك نائب محافظ بنك اليابان، ريوزو هيمينو، في خطاب أمام قادة الأعمال اليابانيين، الباب مفتوحاً أمام رفع أسعار الفائدة في ختام اجتماع السياسة المقبل في 24 يناير (كانون الثاني).

وتعرضت أسهم شركات صناعة الرقائق لضغوط جراء القيود الأميركية الجديدة على الصادرات، بينما كانت الشركات الصينية المصنعة استثناءً حيث سجلت ارتفاعات في ظل التوقعات بتحقيق مزيد من الحصة السوقية المحلية والتكهنات بتقديم دعم حكومي. وسجل مؤشر «شنغهاي» المركب أفضل يوم له منذ 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، مرتفعاً بنسبة 2.5 في المائة، في حين شهدت أسهم التكنولوجيا في «هونغ كونغ» ارتفاعاً يتجاوز 3 في المائة.

وفي أسواق أخرى، استمر ارتفاع أسعار الفائدة في صدارة اهتمامات المستثمرين، بعد أن أظهر تقرير قوي عن الرواتب الأميركية ارتفاعاً في العوائد، مما قلص من احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. ويترقب الجميع بيانات التضخم الأميركية المقرر صدورها يوم الأربعاء، حيث إن أي ارتفاع في الرقم الأساسي عن التوقعات البالغة 0.2 في المائة قد يهدد بإغلاق باب التيسير النقدي تماماً.

وقال بيتر كارديلو، كبير خبراء الاقتصاد في السوق لدى «سبارتان كابيتال سيكيوريتيز» في نيويورك: «سيظل الوضع متقلباً خلال اليومين المقبلين حتى نتمكن من رؤية بيانات التضخم». وأضاف: «أصبح (الفيدرالي) أكثر تشدداً في هذه المرحلة، ويقوم المستثمرون بتقييم احتمال أن تكون الولايات المتحدة قد شهدت نهاية فترة تخفيضات أسعار الفائدة في الوقت الحالي».

واستقرت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات عند 4.76 في المائة بعد أن وصلت إلى 4.805 في المائة في تداولات نيويورك، وهو أعلى مستوى منذ أوائل نوفمبر 2023. وتقدر الأسواق أن هناك فقط 29 نقطة أساس من التخفيضات المحتملة من جانب «الفيدرالي» هذا العام.

وفي تطور غير معتاد، طال القلق أسواق العملات المشفرة، حيث تراجعت عملة «البتكوين» بنسبة 7 في المائة خلال الأيام السبعة الماضية لتستقر بالقرب من 95.000 دولار.

وفي سوق الصرف الأجنبية، استقر اليورو عند 1.0249 دولار، ليبقى بالقرب من أدنى مستوى له في أكثر من عامين عند 1.0177 دولار الذي لامسه يوم الاثنين. كما سجل الين الياباني 157.59 ين للدولار، بعيداً عن أدنى مستوى له في ستة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي، في حين سجل الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي ارتفاعات طفيفة.

وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، أعلى مستوى له في أكثر من عامين عند 110.17، قبل أن يستقر عند 109.57.

كما يشهد موسم إعلان أرباح الشركات الأميركية للربع الرابع انطلاقته يوم الأربعاء، حيث من المتوقع صدور نتائج بعض أكبر البنوك الأميركية مثل «سيتي غروب» و«جيه بي مورغان تشيس».

وقال أوليفر بورشي، نائب الرئيس الأول ومستشار في «ويلثسباير أدفايزرز» في ويستبورت بولاية كونيتيكت: «السؤال الذي يطرحه المستثمرون هو: أيهما الأهم: أرباح الشركات القوية التي تعكس اقتصاداً قوياً، أم انخفاض التضخم الذي يرتبط باقتصاد أضعف؟».

وأضاف: «يفضل معظم المستثمرين اقتصاداً قوياً مع ارتفاع طفيف في التضخم».


مقالات ذات صلة

حرب التجارة تشتعل... من يدفع ثمن رسوم ترمب الجمركية؟

الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي بإنديانا في بنسلفانيا (رويترز)

حرب التجارة تشتعل... من يدفع ثمن رسوم ترمب الجمركية؟

منذ توليه منصبه هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض تعريفات جمركية على عدد من الشركاء التجاريين بما في ذلك المكسيك وكندا وأوروبا وكولومبيا والهند

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد رئيس «بنك فرنسا» فرنسوا فيليروي دي غالهاو خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يناير 2024 (رويترز)

رئيس «بنك فرنسا»: سياسات ترمب الحمائية تهدّد الاقتصاد العالمي ومنطقة اليورو

أكد رئيس «بنك فرنسا»، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، أن السياسات الحمائية والتعريفات الجمركية التي ينتهجها دونالد ترمب من المرجح أن يكون لها تأثير سلبي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي (الشرق الأوسط)

رئيس الوزراء الكويتي يؤكد ضرورة الاستعداد للتحولات الاقتصادية العالمية وتأثير سياسات ترمب

أكد الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، أهمية متابعة التحولات الاقتصادية العالمية وتأثير القرارات السياسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد يعمل الموظفون في خط إنتاج لفائف الألمنيوم بمصنع بزوبينغ بمقاطعة شاندونغ بالصين (رويترز)

مخاوف الحرب التجارية تدفع أسعار الألمنيوم والنحاس إلى التراجع

تراجعت أسعار الألمنيوم والنحاس وسط مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة والحرب التجارية العالمية المحتملة سلباً على النمو الاقتصادي

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد غورغييفا أثناء جلسة الحوار التي أدارها مذيع «سي إن إن» ريتشارد كويست خلال القمة العالمية للحكومات في دبي (إ.ب.أ)

غورغييفا: «التكيف السريع» مفتاح النجاح في الاقتصاد العالمي

أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، أن الاقتصاد العالمي يشهد تحولات عميقة مدفوعة بالتغيرات التكنولوجية والجيوسياسية.

مساعد الزياني (دبي)

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
TT

شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا قد تفقد بريقها

شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)
شعارات «غوغل» و«أمازون» و«فيسبوك» و«أبل» و«نتفليكس» تظهر على شاشة في صورة توضيحية (رويترز)

لا تزال مخاوف المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية وإنفاق شركات التكنولوجيا، تهيمن على اهتمامات الأسواق. وعلى هذه الخلفية، تم تداول مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» الأميركي، في نطاق ضيق نسبياً، وعاد حالياً إلى ما كان عليه في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما تستمر التقلبات في الضغط على سوق السندات.

ويرى محللو بنك «مورغان ستانلي»، أنه قد يستنتج العديد من المستثمرين، الذين ربما تشتت انتباههم بسبب سيل الأخبار القادمة من واشنطن، أن هذا مجرد ركود موسمي آخر في الربع الأول من العام الحالي. ولكن تحت السطح، ترى لجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي» تحولاً مستمراً، حيث من المرجح أن تستمر أسهم التكنولوجيا الضخمة «Magnificent 7» المهيمنة منذ فترة طويلة في فقدان شعبيتها مع قيام المستثمرين بنقل الأموال نحو الأسهم «الدورية» الحساسة للنمو الاقتصادي.

ويأتي هذا التحول مع اكتساب مجموعة متنوعة من الأسهم داخل مؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، حتى مع كفاح أسهم التكنولوجيا الضخمة، التي دعمت الكثير من التقدم الأخير للمؤشر وتمثل حصة كبيرة من قيمته الإجمالية، مؤخراً.

ووفقاً للجنة الاستثمار الدولية في «مورغان ستانلي»، فإن هناك ثلاثة تطورات تدعم استمرار «التناوب» في قيادة سوق الأسهم الأميركية، أولها أن بعض القطاعات بدأت تظهر آثاراً متأخرة لتيسير السياسة النقدية.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان قد خفض سعر الفائدة القياسي بنحو 1 في المائة خلال الربع الرابع من عام 2024. وذلك قبل التوقف عن المزيد من التخفيضات المحتملة خلال العام الحالي. والآن، وقد بدأت هذه الخطوة في تحفيز الاقتصاد الأميركي، الذي يسير في «هبوط ناعم» من النمو الأبطأ ولكنه ثابت، وتجميد التضخم.

على سبيل المثال، عادت مؤشرات التصنيع التابعة لمعهد إدارة التوريد إلى التوسع في يناير (كانون الثاني)، مدفوعة بزيادة في الطلبات الجديدة، بعد فترة طويلة في منطقة الانكماش. كما بدا أن التوظيف في التصنيع قد انتعش، في حين أشار استطلاع لآراء مسؤولي القروض إلى زيادة قوية في توفر الإقراض المصرفي. حسبما ذكرت لجنة الاستثمار في «مورغان ستانلي».

التطور الثاني هنا هو تباطؤ نمو أرباح الشركات الكبرى، يقول البنك الأميركي في مذكرة: «بشكل عام، من المتوقع أن تسجل شركات مؤشر ستاندرد أند بورز 500 زيادة في الأرباح بنسبة 8.5 في المائة على أساس سنوي لعام 2024. ومع ذلك، تحت السطح، تتفوق أكبر 100 شركة في المؤشر على توقعات وول ستريت بمعدلات أقل بكثير من 400 شركة أخرى».

علاوة على ذلك، «تتداول هذه الشركات الأكبر بانخفاض 50 نقطة أساس، في المتوسط ... قلق المستثمرين ملموس بشكل خاص حول الشركات السبع الكبيرة، التي من المتوقع أن يتباطأ نمو أرباحها هذا العام مع اكتساب الربحية زخماً لبقية شركات المؤشر. تشير التوقعات لعام 2025 الآن إلى أرباح لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 تبلغ 274 دولاراً للسهم، بانخفاض عن التقديرات السابقة البالغة 282 دولاراً».

أما التطور الثالث، فكان من نصيب أسهم التكنولوجيا الكبرى التي تكافح بينما تتقدم القطاعات وفئات الأصول الأخرى.

جاء في المذكرة: «لنتأمل هنا قطاع التكنولوجيا الذي يتميز عادة بأداء عالٍ في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 والذي تأخر عن المؤشر الأوسع نطاقاً في يناير بأوسع هامش منذ عام 2016. وقد تم تداول أربعة من الشركات السبعة الكبرى مؤخراً بأقل من متوسطاتها المتحركة على مدار 50 يوماً، وهي إشارة هبوطية أخرى للمتداولين».

أضافت: «علاوة على ذلك، تعمل صناديق التحوط بشكل متزايد على تقليص المخاطر الإجمالية لهذه الأنواع من الأسهم لأول مرة منذ عام، في حين يبيع بعض المستثمرين المطلعين على نتائج الشركات، الأسهم بأعلى معدل منذ عام 2021، مما يثير تساؤلات حول قدرة الشركات على تحقيق أهداف الأرباح وتبرير تقييماتها المرتفعة».

ودعا البنك الأميركي المستثمرين، إلى تفحص الاستثمارات التي تقود الأسواق حالياً، مثل «الشركات المالية والرعاية الصحية، فضلاً عن الأسهم الموجهة نحو النمو ذات القيمة السوقية المتوسطة، والأسهم الأوروبية والذهب».

اعتبارات المحفظة

تعتقد لجنة الاستثمار الدولية بـ«مورغان ستانلي» أنه في ظل هذه التطورات، يجب أن يفكر المستثمرون في إضافة الأسهم الدورية مثل الشركات المالية والطاقة والشركات المصنعة المحلية وخدمات المستهلك.

وذكرت أيضاً التنويع عبر منتجات الائتمان والفوارق، وخاصة الأوراق المالية المدعومة بالأصول، والأصول الحقيقية، واستراتيجيات صناديق التحوط المختارة، والأوراق المالية المفضلة وديون الأسواق الناشئة.