قرار «الفيدرالي» يرفع عائدات السندات في أوروبا

أوراق من اليورو (رويترز)
أوراق من اليورو (رويترز)
TT

قرار «الفيدرالي» يرفع عائدات السندات في أوروبا

أوراق من اليورو (رويترز)
أوراق من اليورو (رويترز)

قفزت عائدات سندات منطقة اليورو، يوم الخميس، بعد يوم من خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة كما كان متوقعاً، لكنه أشار إلى أنه سيبطئ وتيرة التيسير في عام 2025.

وارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، الذي يُعدّ المعيار القياسي لكتلة منطقة اليورو، بمقدار 5 نقاط أساس ليصل إلى 2.284 في المائة، ملامساً أعلى مستوى له منذ 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق «رويترز».

كما سجَّل عائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات زيادة كبيرة، حيث وصل إلى أعلى مستوى له منذ 26 نوفمبر، بزيادة بلغت 7 نقاط أساس، ليصل إلى 3.467 في المائة. وازداد الفارق بين عائدات السندات الإيطالية والألمانية بمقدار 4 نقاط أساس، ليصل إلى 118 نقطة أساس.

وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد خفَّض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، كما كان متوقعاً، لكن رئيس البنك جيروم باول أوضح أن مزيداً من التخفيضات في تكاليف الاقتراض سيتوقف على مزيد من التقدم في خفض التضخم. وأشار باول إلى أن قرار خفض سعر الفائدة إلى نطاق 4.25 - 4.50 في المائة كان «قراراً أقرب» مما أشارت إليه الأسواق المالية التي عدّت الخفض شبه مؤكد قبل الاجتماع.

وفي الوقت نفسه، تراقب الأسواق المالية احتمالات التغيرات الاقتصادية المحتملة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، وتأثير هذه التغيرات على التضخم.

وقالت لين غراهام تايلور، كبيرة استراتيجيي أسعار الفائدة في «رابوبانك»: «بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر تشدداً مما كان متوقعاً، لكن لا يزال هناك كثير من الغموض؛ لأن هناك اعتماداً كبيراً على ما ستسفر عنه الخطوات الاقتصادية المقبلة».

ووفقاً لأسواق المال، تشير التوقعات إلى أن الخفض المتوقع في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2025 سيكون محدوداً إلى 34 نقطة أساس فقط.

يُذكر أن بنك الاحتياطي الفيدرالي له تأثير كبير في سوق سندات الحكومة الأميركية، التي تُحدد اتجاه تكاليف الاقتراض على مستوى العالم.

في وقت لاحق من يوم الأربعاء، ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية، حيث شهد العائد على سندات الـ10 سنوات زيادة إلى أعلى مستوى له منذ أواخر مايو (أيار)، ليصل إلى 4.518 في المائة يوم الخميس، بزيادة بلغت نقطتَي أساس. كما تقلَّص الفارق بين سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات والسندات الألمانية، بمقدار 3 نقاط أساس، ليصل إلى 223 نقطة أساس.


مقالات ذات صلة

أسعار النفط تتأثر سلباً بتلميحات «الفيدرالي» لعام 2025

الاقتصاد مضخات النفط عند شروق الشمس بالقرب من بيكرسفيلد بكاليفورنيا (رويترز)

أسعار النفط تتأثر سلباً بتلميحات «الفيدرالي» لعام 2025

تراجعت أسعار النفط، يوم الخميس، بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنه سيخفف وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد شرارات تضرب تمثيلاً للبتكوين في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«البتكوين» تنخفض 5 % بعد تصريحات باول برفض «الفيدرالي» تخزينها

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي يرغب في المشاركة بأي مسعى حكومي لتخزين كميات كبيرة من «البتكوين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد لوحة تعرض أسعار الأسهم في بورصة طوكيو (رويترز)

توقعات «الفيدرالي» المحدودة لخفض الفائدة تضغط على الأسواق

تراجعت الأسهم العالمية يوم الخميس بعد هبوط الأسهم الأميركية، وذلك عقب إشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه قد يقلل من حجم تخفيضات أسعار الفائدة في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد أوراق نقدية من الريال البرازيلي والدولار الأميركي في مكتب لصرف العملات في ريو دي جانيرو (رويترز)

البنوك المركزية للأسواق الناشئة تدافع عن عملاتها بعد إشارات «الفيدرالي»

سارعت العديد من البنوك المركزية من البرازيل إلى إندونيسيا للدفاع عن عملاتها المتعثرة يوم الخميس، بعد ساعات قليلة من إشارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

«الشرق الأوسط» (مومباي - سنغافورة )
الاقتصاد أوراق من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يقترب من أعلى مستوى في عامين بدعم من قرار «الفيدرالي»

اقترب الدولار من أعلى مستوى له في عامين، يوم الخميس، بعد أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )

نمو الاقتصاد الأميركي يسجل 3.1 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول خلف العَلم الأميركي (رويترز)
مبنى الكابيتول خلف العَلم الأميركي (رويترز)
TT

نمو الاقتصاد الأميركي يسجل 3.1 % في الربع الثالث

مبنى الكابيتول خلف العَلم الأميركي (رويترز)
مبنى الكابيتول خلف العَلم الأميركي (رويترز)

قالت الحكومة الأميركية، في تحديث لتقديراتها السابقة، إن الاقتصاد نما بمعدل سنوي قوي بلغ 3.1 في المائة، خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين؛ مدفوعاً بالإنفاق الاستهلاكي القوي وارتفاع الصادرات.

وأعلنت وزارة التجارة، يوم الخميس، أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، في الربع الثالث، الذي يمثل إجمالي الناتج من السلع والخدمات، تَسارع، مقارنة بمعدل 3 في المائة المسجل في الربعين السابقين، واستمر إظهار أداء قوي، على الرغم من أسعار الفائدة المرتفعة، حيث بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الآن أكثر من 2 في المائة، في ثمانية من الأرباع التسعة الماضية، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وارتفع إنفاق المستهلك، الذي يمثل نحو ثُلثي النشاط الاقتصادي الأميركي، بمعدل 3.7 في المائة، وهو الأسرع منذ الربع الأول من عام 2023، متفوقاً على التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 3.5 في المائة.

كما شهدت الصادرات زيادة بنسبة 9.6 في المائة، في حين نما الاستثمار التجاري بنسبة 0.8 في المائة بشكل ضئيل، بينما توسع الاستثمار في المُعدات بنسبة 10.8 في المائة. كذلك قفز الإنفاق والاستثمار من قِبل الحكومة الفيدرالية بنسبة 8.9 في المائة، بما في ذلك زيادة لافتة بلغت 13.9 في المائة بالإنفاق الدفاعي.

وعلى الرغم من هذا النمو المطّرد، لم يكن الناخبون الأميركيون راضين في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن، حيث اختاروا، الشهر الماضي، إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بأغلبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، بسبب تذمرهم من الأسعار التي ظلت مرتفعة بنسبة 20 في المائة عن مستوياتها قبل بداية موجة التضخم في أوائل عام 2021.

وسيكون ترمب أمام اقتصاد يبدو صحياً بشكل عام، حيث يظل معدل البطالة منخفضاً عند 4.2 في المائة، رغم أنه أعلى من أدنى مستوى له في 53 عاماً عند 3.4 في المائة الذي تحقَّق في أبريل (نيسان) 2023. أما التضخم فقد بلغ أعلى مستوى له في أربعة عقود عند 9.1 في المائة، منتصف عام 2022، إلا أن الزيادات، التي أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة على مدار عاميْ 2022 و2023 أسهمت في خفضه إلى 2.7 في المائة، الشهر الماضي. ورغم أن هذا المستوى لا يزال يتجاوز هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي يشعر بالارتياح الكافي إزاء التقدم المحرَز في مواجهة التضخم، مما دفعه إلى خفض سعر الفائدة القياسي، للمرة الثالثة هذا العام، في خطوة تشير إلى استمرار مرونة الاقتصاد.

وكان تقرير وزارة التجارة، يوم الخميس، هو النسخة الثالثة والأخيرة من تقديرات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث. ومن المتوقع أن تنشر الوزارة تقديراتها الأولية لنمو الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول)، في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل.