رئيس «فيدرالي» سانت لويس: خفض الفائدة مستمر لكن وتيرته غير واضحة

قال إنه من المناسب تخفيف السياسة التقييدية تدريجياً نحو الحياد

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
TT

رئيس «فيدرالي» سانت لويس: خفض الفائدة مستمر لكن وتيرته غير واضحة

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

توقع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موسالم، الأربعاء، أن يتمكن البنك المركزي الأميركي من الاستمرار في خفض أسعار الفائدة، لكنه حذر من أن وتيرة الإجراءات المستقبلية أصبحت أقل وضوحاً.

وفي ظل التوقعات باستمرار التضخم في الانخفاض نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، قال موسالم في نص خطاب مُعد للإلقاء قبل مؤتمر «بلومبرغ» للسياسة النقدية: «من المناسب بمرور الوقت تخفيف السياسة التقييدية بشكل تدريجي نحو الحياد»، وفق «رويترز».

وأضاف موسالم: «على هذا المسار الأساسي، يبدو من الضروري الحفاظ على مرونة السياسة النقدية، وقد يقترب الوقت الذي يتطلب النظر في إبطاء وتيرة تخفيض أسعار الفائدة، أو التوقف المؤقت، لتقييم البيئة الاقتصادية الحالية بعناية، ومراجعة البيانات الواردة والتوقعات المتطورة».

وتتوقع الأسواق المالية أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية من النطاق الحالي 4.50 - 4.75 في المائة في اجتماعه المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول)، في محاولة لضبط سياسة الفائدة بما يتناسب مع تراجع التضخم وسوق العمل الأكثر توازناً.

ومع ذلك، أصبحت التوقعات على المدى الطويل للسياسة النقدية أقل وضوحاً بعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية الشهر الماضي. فقد خاض ترمب الانتخابات على أساس فرض تعريفات جمركية على الواردات، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وتخفيض الضرائب، مما قد يؤدي إلى إعادة إشعال ضغوط التضخم وزعزعة استقرار المشهد الاقتصادي.

وفي تصريحاته، قال موسالم إن السياسة النقدية «مهيأة بشكل جيد» للتعامل مع التوقعات المستقبلية، وأن الموقف التقييدي الحالي مناسب بالنظر إلى أن ضغوط الأسعار الأساسية لا تزال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2 في المائة. وأضاف: «في البيئة الحالية، يشكل التيسير النقدي المفرط خطراً أكبر من التيسير القليل أو البطيء جداً».

وأشار موسالم إلى أن الأمر قد يستغرق عامين آخرين للوصول بالتضخم إلى هدف البنك المركزي، مؤكداً أن تبني سياسة نقدية صبورة يعد أمراً مناسباً بالنظر إلى المستوى الحالي للتضخم في اقتصاد «قوي»، وسوق عمل تتماشى مع مستويات التوظيف الكامل.

وتوقع موسالم أن يتباطأ النمو الاقتصادي تدريجياً نحو إمكانات الاقتصاد على المدى الطويل، وسط تباطؤ إضافي في سوق العمل، وتراجع في نمو التعويضات. وأضاف: «أتوقع أن تظل سوق العمل متسقة مع التوظيف الكامل، بينما سيرتفع معدل البطالة بشكل معتدل نحو تقديرات معدلها الطبيعي».


مقالات ذات صلة

طلبات إعانة البطالة في أميركا ترتفع بشكل معتدل

الاقتصاد أشخاص يسيرون على زاوية الشارع 34 والشارع الثامن خارج محطة بنسلفانيا في مدينة نيويورك (رويترز)

طلبات إعانة البطالة في أميركا ترتفع بشكل معتدل

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل معتدل الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن سوق العمل استمر في التباطؤ بشكل مطَّرد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد دونالد ترمب ينظر إلى جيروم باول وهو يتحدث في البيت الأبيض 2 نوفمبر 2017 (رويترز)

أسعار الفائدة المرتفعة... هل سيحقق ترمب وعوده أم يواجه عائق باول؟

خاض الرئيس المنتخب، دونالد ترمب، حملته الانتخابية على أساس وعد بأن سياساته سوف تعمل على خفض تكاليف الاقتراض المرتفعة وتخفيف العبء المالي على الأسر الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب ينظر إلى باول مرشحه لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الثاني من نوفمبر 2017 (أرشيفية - رويترز)

باول في رد غير مباشر على ترمب: استقلال «الفيدرالي» عن السياسة حيوي لقراراته

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تحديد أسعار الفائدة بعيداً عن التدخلات السياسية ضرورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أشخاص يحملون أكياس التسوق داخل مركز «كينغ أوف بروشا» خلال تخفيضات «بلاك فرايدي» في بنسلفانيا (رويترز)

تباطؤ نشاط قطاع الخدمات الأميركي في نوفمبر

تباطأ نشاط قطاع الخدمات الأميركي في نوفمبر بعد تحقيق مكاسب ملحوظة بالأشهر الأخيرة لكنه ظل عند مستويات تشير إلى نمو اقتصادي قوي بالربع الرابع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد إعلان عن وظائف بالقرب من مصنع «سمارت ألاباما» لقطع غيار السيارات في لوفيرن (رويترز)

زيادة معتدلة بوظائف القطاع الخاص الأميركي في نوفمبر

أظهر تقرير التوظيف الوطني الصادر عن شركة «إيه دي بي»، الأربعاء، أن الوظائف في القطاع الخاص بالولايات المتحدة زادت بوتيرة معتدلة في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

طلبات إعانة البطالة في أميركا ترتفع بشكل معتدل

أشخاص يسيرون على زاوية الشارع 34 والشارع الثامن خارج محطة بنسلفانيا في مدينة نيويورك (رويترز)
أشخاص يسيرون على زاوية الشارع 34 والشارع الثامن خارج محطة بنسلفانيا في مدينة نيويورك (رويترز)
TT

طلبات إعانة البطالة في أميركا ترتفع بشكل معتدل

أشخاص يسيرون على زاوية الشارع 34 والشارع الثامن خارج محطة بنسلفانيا في مدينة نيويورك (رويترز)
أشخاص يسيرون على زاوية الشارع 34 والشارع الثامن خارج محطة بنسلفانيا في مدينة نيويورك (رويترز)

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل معتدل الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن سوق العمل استمرت في التباطؤ بشكل مطّرد.

وقالت وزارة العمل، يوم الخميس، إن طلبات إعانة البطالة الأولية ارتفعت بمقدار 9 آلاف طلب لتصل إلى 224 ألف طلب معدَّلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 30 نوفمبر (تشرين الثاني). وكان الاقتصاديون الذين استطلعتهم «رويترز» قد توقعوا 215 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتتوافق هذه الأرقام مع مستويات تشير إلى نمو ثابت في الوظائف، وقد أشارت إلى انتعاش حاد في الوظائف غير الزراعية في نوفمبر بعد أن تأثرت سوق العمل بشكل كبير من جراء إعصاري «هيلين» و«ميلتون»، فضلاً عن الإضرابات التي قام بها عمال المصانع في «بوينغ» وشركة طيران أخرى.

ومن المحتمل أن تكون الوظائف غير الزراعية قد زادت بمقدار 200 ألف وظيفة في نوفمبر بعد أن ارتفعت بمقدار 12 ألفاً في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو أدنى رقم منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020، وفقاً لاستطلاع «رويترز».

وتعد حالات التسريح المنخفضة تاريخياً السبب الرئيسي لقوة سوق العمل. كما أن الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة من «الاحتياطي الفيدرالي» في 2022 و2023 للحد من التضخم جعلت الشركات تفتقر إلى الرغبة في توظيف مزيد من العمال.

وأفاد تقرير «الكتاب البيج» للاحتياطي الفيدرالي، يوم الأربعاء، بأن التوظيف كان «ثابتاً أو مرتفعاً بشكل طفيف فقط» عبر المناطق الفيدرالية الأميركية في نوفمبر. كما أشار التقرير إلى أن «نشاط التوظيف كان هادئاً حيث ظل دوران العمالة منخفضاً ولم يُبلغ عدد كبير من الشركات عن زيادة في عدد موظفيها»، مضيفاً أن «مستوى التسريحات كان منخفضاً أيضاً».

ويبقي التوظيف البطيء كثيراً من الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم على قوائم البطالة لفترة أطول. وأظهر تقرير طلبات إعانة البطالة أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مقياس للتوظيف، انخفض بمقدار 25 ألفاً ليصل إلى 1.871 مليون شخص معدلة موسمياً خلال الأسبوع المنتهي في 23 نوفمبر.

وعلى الرغم من أن هذه البيانات لا تؤثر في تقرير التوظيف لشهر نوفمبر، حيث تقع خارج فترة الاستطلاع، فإن الارتفاع المستمر فيما تُعرف بالطلبات المستمرة، يشكل خطراً تصاعدياً على معدل البطالة. ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى 4.2 في المائة في الشهر الماضي مقارنةً بـ4.1 في المائة في أكتوبر.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة هذا الشهر للمرة الثالثة منذ بدء دورة التيسير في سبتمبر (أيلول). ويتراوح سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي بين 4.50 و4.75 في المائة بعد أن تم رفعه بمقدار 525 نقطة أساس في 2022 و2023.

وتظل آفاق أسعار الفائدة لعام 2025 غير مؤكدة وسط تهديدات بالرسوم الجمركية ووعود بتخفيضات ضريبية من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب القادمة، والتي قال الاقتصاديون إنها ستؤدي إلى زيادة الأسعار ورفع الاقتراض الحكومي.