الصين تفرض قيوداً على تصدير مكوّنات رئيسية للرقائق إلى أميركا

في رد سريع على تحركات واشنطن

عامل في أحد مصانع الرقائق الإلكترونية المدمجة بمدينة نانتونغ شرق الصين (أ.ب)
عامل في أحد مصانع الرقائق الإلكترونية المدمجة بمدينة نانتونغ شرق الصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض قيوداً على تصدير مكوّنات رئيسية للرقائق إلى أميركا

عامل في أحد مصانع الرقائق الإلكترونية المدمجة بمدينة نانتونغ شرق الصين (أ.ب)
عامل في أحد مصانع الرقائق الإلكترونية المدمجة بمدينة نانتونغ شرق الصين (أ.ب)

أعلنت بكين، الثلاثاء، أنها ستفرض قيوداً على تصدير مكوّنات رئيسية في صناعة أشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة، بعدما أعلنت واشنطن عن قيود جديدة تستهدف قدرة الصين على صناعة الشرائح الإلكترونية المتطورة.

وتشمل المواد الخاضعة للقيود معادن الغاليوم والأنتيمون والجرمانيوم التي يمكن استخدامها في تكنولوجيا مزدوجة مدنية وعسكرية، بحسب ما أفادت وزارة التجارية الصينية في بيان تحدّث عن مخاوف متعلقة بـ«الأمن القومي».

وذكرت الوزارة أن صادرات الغرافيت، وهو مكوّن رئيسي آخر، ستخضع لـ«رقابة أكثر صرامة لتحديد المستخدمين النهائيين والاستخدامات النهائية».

وقالت بكين إنه «من أجل حماية مصالح الأمن القومي والإيفاء بالالتزامات الدولية مثل منع انتشار الأسلحة، قررت الصين تعزيز الضوابط على تصدير السلع المعنية ذات الاستخدامات المزدوجة إلى الولايات المتحدة». وأضافت أن «أي منظمة أو فرد في أي بلد أو منطقة ينتهك القواعد ذات الصلة سيحاسب بموجب القانون».

وتعزز القيود تطبيق القيود القائمة على صادرات المعادن الحرجة التي بدأت بكين في طرحها العام الماضي، ولكنها تنطبق فقط على الولايات المتحدة في أحدث تصعيد للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه.

ومع ذلك، لم تكن هناك شحنات صينية من الجرمانيوم المطاوع وغير المطاوع أو الغاليوم إلى الولايات المتحدة هذا العام حتى أكتوبر (تشرين الأول)، رغم أنها كانت رابع وخامس أكبر سوق للمعدنين على التوالي، قبل عام، وفقاً لبيانات الجمارك الصينية.

ويستخدم الغاليوم والجرمانيوم في أشباه الموصلات، بينما يستخدم الجرمانيوم أيضاً في تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء وكابلات الألياف الضوئية والخلايا الشمسية.

وعلى نحو مماثل، انخفضت شحنات الصين الإجمالية من منتجات الأنتيمون في أكتوبر بنسبة 97 في المائة عن سبتمبر (أيلول)، بعد أن دخلت خطوة بكين للحد من صادراتها حيز التنفيذ.

وشكلت الصين العام الماضي 48 في المائة من سوق الأنتيمون المستخرج عالمياً، الذي يستخدم في الذخيرة والصواريخ بالأشعة تحت الحمراء والأسلحة النووية ونظارات الرؤية الليلية، وكذلك في البطاريات ومعدات الطاقة الكهروضوئية.

ويأتي إعلان الصين بعد أن أطلقت الولايات المتحدة حملتها الثالثة في ثلاث سنوات على صناعة أشباه الموصلات في الصين، حيث أعلنت واشنطن الاثنين عن قيود على المبيعات لـ140 شركة بما فيها شركتا «بيوتيك» و«سيكاريير» الصينيتان للشرائح الإلكترونية، من دون إذن إضافي. وتطال القيود أيضاً «مجموعة ناورا للتكنولوجيا» التي تصنع معدات لإنتاج الشرائح الإلكترونية، بحسب وزارة التجارة الأميركية.

وتوسّع الخطوة جهود واشنطن لفرض قيود على الشرائح الإلكترونية المتطورة إلى الصين، التي يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة المتطورة والذكاء الاصطناعي. وتشمل القواعد الأميركية الجديدة ضوابط على عشرين نوعاً من معدات صناعة الشرائح الإلكترونية، وثلاثة أنواع من الأدوات البرمجية لتطوير أو إنتاج أشباه الموصلات.

وتعهدت بكين سريعاً الدفاع عن مصالحها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة «تنتهك إجراءات ضبط الصادرات» و«عرقلت التبادلات التجارية والاقتصادية العادية». وأفادت الصين، الثلاثاء، بأن واشنطن «سيّست القضايا والاقتصادية والتجارية والمرتبطة بالتكنولوجيا واستخدمتها كأسلحة».

وتفرض الخطوة أيضاً قيوداً على صادرات «السلع ذات الاستخدامات المزدوجة للمستخدمين العسكريين الأميركيين لأغراض عسكرية».

وفي شأن منفصل، وفي مقابل الحرب المشتعلة بين أميركا والصين، قالت الحكومة الأسترالية يوم الثلاثاء إن الصين ألغت القيود النهائية على واردات اللحوم الحمراء، لتنهي بذلك خلافاً استمر لأعوام.

وجاء في بيان صادر عن الحكومة الأسترالية: «حكومة حزب العمال بقيادة أنتوني ألبانيز ترحب بإلغاء الصين لبقية القيود المفروضة على منشأتين أستراليتين لمعالجة اللحوم، مما يمهد الطريق لاستئناف كامل لصادرات اللحوم الحمراء إلى الصين».

ويأتي هذا القرار بعدما ألغت الصين القيود على 8 منشآت أسترالية لمعالجة اللحوم في مايو (أيار) الماضي، وبعد شهرين من موافقة بكين على استئناف واردات السلطعون الأسترالي، في ظل خلاف تجاري أوسع نطاقاً بين الدولتين.

وأضاف البيان: «الصين تعد ثاني أكبر سوق للحوم البقر والعجول الأسترالية بعد الولايات المتحدة». ووصف ألبانيز أحدث التطورات بـ«الأنباء الجيدة للمصدرين والمنتجين والمزارعين الأستراليين».


مقالات ذات صلة

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تكنولوجيا تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم لمعالجة 4 آلاف شحنة في الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد مصفاة نفطية في مقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

النفط يسجل رابع مكسب أسبوعي قبيل تنصيب ترمب

ارتفعت أسعار النفط، يوم الجمعة، متجهةً نحو تحقيق رابع مكسب أسبوعي، مع تأثر الإمدادات بالعقوبات التي فرضتها أميركا في الآونة الأخيرة على تجارة النفط الروسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني «تيك توك» (رويترز)

«تيك توك» وشركات صينية في مرمى اتهامات الخصوصية الأوروبية

أدرجت مجموعة دعم نمساوية «تيك توك» وشركات صينية أخرى في شكوى خصوصية رفعتها، بدعوى أنها ترسل بيانات مستخدمين من الاتحاد الأوروبي إلى الصين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد مركب يمر أمام مقر «أوساكا إكسبو» في جزيرة يوميشيما اليابانية (أ.ف.ب)

اليابان ترجئ حلم «فائض الموازنة» عاماً آخر... بعد عقود من العجز

أظهر تقدير حكومي يوم الجمعة أن طموح اليابان لتحقيق فائض أولي في الميزانية لأول مرة منذ عقود سيتأخر عاماً، حيث تثقل ضغوط المزيد من الإنفاق على ميزانية الدولة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد متسوقون في أحد المتاجر بمدينة نانجينغ شرق الصين (أ.ف.ب)

الصين تحقق معدل النمو المستهدف رغم شكاوى المستهلكين

حقَّق الاقتصاد الصيني طموحات الحكومة في تسجيل نمو بنسبة 5 في المائة في العام الماضي، لكن بطريقة غير متوازنة مع شكوى كثيرين من تدهور مستويات المعيشة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الإمارات وقطر تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير شراكات مستدامة

عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي مع الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني وزير التجارة والصناعة القطري خلال الاجتماع (وام)
عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي مع الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني وزير التجارة والصناعة القطري خلال الاجتماع (وام)
TT

الإمارات وقطر تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير شراكات مستدامة

عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي مع الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني وزير التجارة والصناعة القطري خلال الاجتماع (وام)
عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي مع الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني وزير التجارة والصناعة القطري خلال الاجتماع (وام)

بحثت الإمارات وقطر تنمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وتعزيز فرص التعاون في القطاعات ذات الاهتمام المتبادل، خصوصاً الاقتصاد الجديد وريادة الأعمال والصناعات التحويلية والاقتصاد الدائري والزراعة والطاقة والسياحة والطيران.

وجاءت تلك المباحثات خلال اجتماع عقده الطرفان، برئاسة كل من عبد الله المري، وزير الاقتصاد الإماراتي، مع الشيخ فيصل بن ثاني آل ثاني، وزير التجارة والصناعة في قطر؛ حيث أكد بن طوق، خلال اجتماع عقده الجانبان بمقر وزارة الاقتصاد في دبي، أن روابط تاريخية وعلاقات أخوية متينة تجمع دولتي الإمارات وقطر، رسّخت تعاوناً انعكس على تعزيز التنمية والازدهار في قطاعات عدة بالبلدين، لا سيما المجالات الاقتصادية والاستثمارية.

وأشار بن طوق إلى أن التعاون المُتنامي بين الاقتصادين الكبيرين يُعزز تحقيق المكاسب الاقتصادية للبلدين، ويحقق التقدم والرخاء لشعبيهما، ويدعم التنمية الاقتصادية الشاملة على مستوى المنطقة.

وقال إن البلدين يمتلكان رؤى وقواسم مشتركة حول تنويع اقتصاديهما، وتقليل الاعتماد على الموارد النفطية، وزيادة الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد، وتسريع التحوّل نحو النماذج الاقتصادية المستدامة والتنافسية القائمة على المعرفة والابتكار، وهو من شأنه خلق مزيد من فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري على مستوى القطاعين الحكومي والخاص في البلدين، ودعم بناء مستقبل أكثر تقدماً لاقتصاديهما، وذلك في ضوء الاستراتيجيات الوطنية للدولتين، لا سيما رؤية «نحن الإمارات 2031» ورؤية «قطر الوطنية 2030».

وأضاف أن اجتماع اليوم مع الوزير القطري يُشكّل فرصة حيوية لمناقشة سُبل بناء شراكات جديدة في القطاعات الاقتصادية المتنوعة والمستدامة، بما يدعم مستويات العلاقات الاقتصادية المشتركة، ودفعها نحو مزيد من الازدهار والتنافسية، وبما يُسهم في فتح آفاق جديدة من التعاون بين مجتمعي الأعمال الإماراتي والقطري.

ووفق وكالة أنباء الإمارات «وام»، ناقش الجانبان الإماراتي والقطري، أهمية مواصلة الجهود المشتركة لتوفير سُبل الدعم لأصحاب الأعمال والمصدرين في أسواق البلدين، بغرض تسهيل وزيادة تبادل السلع والخدمات والعمل على تنويعها، وكذلك فتح قنوات جديدة للتواصل بين المستثمرين ورجال الأعمال والشركات في الجانبين، لاستكشاف الفرص الاقتصادية والاستثمارية التي يُمكن اقتناصها في القطاعات الحيوية في أسواق البلدين، وفقاً للمعلومات الصادرة.

وسلّط بن طوق الضوء في هذا الاتجاه على أبرز التطورات التشريعية الاقتصادية للإمارات، ومنها إصدار وتحديث أكثر من 30 تشريعاً وقراراً على مدار السنوات الأربع الماضية، مثل صدور قوانين للتجارة الإلكترونية، والتحكيم والمعاملات التجارية، والشركات العائلية والتعاونيات، وكذلك السماح بالتملك الأجنبي للشركات بنسبة 100 في المائة.

كما تطرّق إلى المقومات التي يتمتع بها الاقتصاد الإماراتي، بوصفه بيئة أعمال تنافسية لتأسيس الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وزخم الفرص في قطاعات الاقتصاد الجديد بالأسواق الإماراتية، مثل التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال والتصنيع المتقدم والغذاء والطاقة النظيفة.

ووجّه بن طوق الدعوة للجانب القطري للحضور، والمشاركة في النسخة الرابعة من «إنفستوبيا»، المقرر انعقادها خلال فبراير (شباط) 2025، التي ستُشكل فرصة كبيرة ومهمة لمناقشة سُبل الاستفادة من الممكنات الواعدة التي تتيحها الإمارات أمام المستثمرين من كل أنحاء العالم، وتطوير أوجه التعاون في القطاعات الاقتصادية المختلفة.