الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم صعود الدولار وتراجع التداولات قبيل عيد الشكر

رسم بياني لمؤشر الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم صعود الدولار وتراجع التداولات قبيل عيد الشكر

رسم بياني لمؤشر الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأوروبية مع ارتفاع الدولار، اليوم (الخميس)، بعد هبوطها في اليوم السابق، في حين تراجعت الأسهم الآسيوية مع تراجع أحجام التداول قبل عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.62 في المائة في التعاملات المبكرة بعد أن انخفض 0.75 في المائة في الجلستين السابقتين، وفق «رويترز».

وانخفض مؤشر «إم إس سي آي» الأوسع نطاقاً للأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.52 في المائة، لكن مؤشر «نيكي» الياباني ارتفع بنسبة 0.56 في المائة.

وتم إغلاق التداول في الأسهم الأميركية وسندات الخزانة، لكن العقود الآجلة للأسهم الأميركية كانت أعلى قليلاً. وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.11 في المائة بعد أن انخفض المؤشر بنسبة 0.38 في المائة، يوم الأربعاء.

وأظهرت بيانات يوم الأربعاء أن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفع في أكتوبر (تشرين الأول)، لكن مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي ارتفع إلى 2.3 في المائة في أكتوبر، مقارنة مع 2.1 في المائة في الشهر السابق.

وبالإضافة إلى احتمال فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات، فإن الإنفاق القوي والتضخم قد يقلصان نطاق خفض أسعار الفائدة في العام المقبل.

وقالت كبيرة الاقتصاديين في «بنك الكومنولث الأسترالي»، كريستينا كليفتون: «نستمر في توقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس باجتماعه في ديسمبر (كانون الأول)».

وأضاف: «ومع ذلك، فإن التضخم الأساسي القوي في نوفمبر (تشرين الثاني) من شأنه أن يتحدى وجهة نظر اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بأن التضخم يتجه إلى 2 في المائة سنوياً».

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية، بنسبة 0.22 في المائة إلى 106.33 بعد أن انخفض بنسبة 0.7 في المائة في الجلسة السابقة.

وقال رئيس الأسواق العالمية في «آي إن جي»، كريس تيرنر: «من المرجح أن يكون انخفاض الدولار يوم الأربعاء مدفوعاً جزئياً بالمستثمرين الذين جنوا الأرباح من الأسهم والسندات الأميركية في نوفمبر قبل نهاية الشهر».

وفي خطوة مفاجئة، خفّض البنك المركزي في كوريا الجنوبية سعر الفائدة الرئيسي للمرة الثانية على التوالي، اليوم (الخميس)، بعد تباطؤ التضخم أكثر مما توقعه صناع السياسة. وضعف الوون بعد القرار.

وانخفض الين الياباني 0.55 في المائة إلى 151.91 ين للدولار، بعد أن سجل أعلى مستوى في شهر بالجلسة السابقة. ومن المتوقع أن يسجل الين أقوى أسبوع له منذ أوائل سبتمبر (أيلول)، وسط توقعات متزايدة برفع أسعار الفائدة من قِبَل بنك اليابان الشهر المقبل.

وتراجع اليورو 0.29 في المائة إلى 1.0535 دولار بعد ارتفاعه 0.7 في المائة خلال الجلسة السابقة بعد تعليقات من عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، التي قالت إن خفض أسعار الفائدة يجب أن يكون تدريجياً ويتحرك صوب المنطقة المحايدة وليس التيسيرية.

وانخفضت عائدات السندات الأوروبية في حين ارتفعت أسعارها، مما شكل ارتياحاً للحكومة الفرنسية التي شهدت ارتفاع تكاليف الاقتراض فوق نظيرتها الألمانية منذ عام 2012، الأربعاء.

وقال وزير المالية الفرنسي، أنطوان أرماند، الخميس، إن الحكومة الفرنسية مستعدة لتقديم تنازلات بشأن موازنتها التي واجهت معارضة واسعة النطاق من السياسيين من أقصى اليسار واليمين المتطرف.

وفي أسواق السلع الأساسية، تراجعت أسعار النفط مع تراجع المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله». وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.4 في المائة إلى 72.54 دولار للبرميل.

وارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.37 في المائة إلى 2645 دولاراً للأوقية (الأونصة) لكنها كانت في طريقها لتسجيل انخفاض بنحو 4 في المائة في نوفمبر، وهو أسوأ أداء شهري لها في أكثر من عام.


مقالات ذات صلة

«نوفمبر المالي»... الأسواق بين انتصارات ترمب وتقلباتها

الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يحضر إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبيس إكس» في براونزفيل بتكساس (رويترز)

«نوفمبر المالي»... الأسواق بين انتصارات ترمب وتقلباتها

حَفِل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) بتقلبات كبيرة بالأسواق المالية، فقد شهدت أسواق الأسهم والعملات تحولات ملحوظة بعد فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مستثمر يمر أمام شاشة تعرض معلومات «سوق الأسهم السعودية (تداول)» في الرياض (رويترز)

«سوق الأسهم السعودية» تتراجع لأدنى مستوى منذ أغسطس الماضي

تراجع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية (تاسي)»، بنهاية جلسة الأربعاء، بمعدل 1.24 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أغسطس (آب) الماضي، عند 11590.79 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

انخفاض العقود الآجلة للأسهم الأميركية قبيل بيانات التضخم الرئيسة

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، يوم الأربعاء، مع انتظار المستثمرين بيانات اقتصادية رئيسة، خصوصاً تقرير التضخم الشهري الرئيس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شخص يمشي أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» الياباني (رويترز)

الأسواق الآسيوية تتباين... والمستثمرون في حالة ترقب

تباينت الأسهم في أسواق آسيا، الأربعاء، حيث قادت الأسهم الصينية المكاسب، بعد أن سجّلت نظيرتها الأميركية مستويات قياسية جديدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد شاشة تعرض معلومات الأسهم في السوق السعودية (تداول)

الأربعاء... بدء تداول أسهم «تمكين للموارد البشرية» في السوق السعودية

أعلنت السوق المالية السعودية (تداول) أنه سيجري إدراج وبدء تداول أسهم شركة «تمكين للموارد البشرية» في مؤشر «تاسي» بدءاً من يوم الأربعاء 27 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«نوفمبر المالي»... الأسواق بين انتصارات ترمب وتقلباتها

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يحضر إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبيس إكس» في براونزفيل بتكساس (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يحضر إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبيس إكس» في براونزفيل بتكساس (رويترز)
TT

«نوفمبر المالي»... الأسواق بين انتصارات ترمب وتقلباتها

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يحضر إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبيس إكس» في براونزفيل بتكساس (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يحضر إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبيس إكس» في براونزفيل بتكساس (رويترز)

حَفِل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بالتقلبات الكبيرة في الأسواق المالية، فقد شهدت أسواق الأسهم والعملات تحولات ملحوظة بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في 5 نوفمبر... وحققت ما تُعرف بـ«ترمب ترايد» نجاحاً ملحوظاً؛ إذ أثرت الرسوم الجمركية سلباً على أصول حساسة مثل الصادرات الأوروبية والبيزو المكسيكي، في حين شهدت «وول ستريت» انتعاشاً قوياً. وارتفع الدولار بنسبة اثنين في المائة مقابل العملات الرئيسية الأخرى، بينما قفزت قيمة «البتكوين» بشكل لافت، وفق «رويترز».

غير أن شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل قد يكون أقل استقراراً، حيث تزداد مخاطر انعكاس السوق، لا سيما في سوق السندات، نتيجة السياسات المالية التوسعية. كما أن الرسوم الجمركية قد تُغذي التضخم وتُعطل سلاسل الإمداد. وفي هذا السياق، علقت شركة «بي سي إيه ريسيرش» قائلة: «التقييمات المرتفعة للأسهم الأميركية تعكس حالة من التراخي، فالبيئة الأكبر تحدياً التي نتوقعها لم تُسعَّر بالكامل في الأسواق».

تقلبات العملات: اليورو تحت الضغط

تعرض اليورو لأكبر انخفاض شهري له منذ أوائل 2022، فقد تراجع بنسبة تجاوزت 3 في المائة ليصل إلى نحو 1.05 دولار. وعزت الأسواق هذا الانخفاض إلى المخاطر الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية، والاضطرابات السياسية في ألمانيا وفرنسا، إلى جانب ركود اقتصادي إقليمي حاد.

كما تراجع البيزو المكسيكي بأكثر من واحد في المائة أمام الدولار خلال الشهر، في حين خسر الجنيه الإسترليني نحو اثنين في المائة. وسجل اليوان الصيني أكبر انخفاض شهري له منذ أغسطس (آب) 2023، متراجعاً بنسبة اثنين في المائة.

وتساءل كبير المحللين في «مونيكس أوروبا»، نيك ريس: «هل يعكس فوز ترمب تحولاً هيكلياً في الاقتصاد العالمي، أم إن الأسواق تعيش حالة من الذعر المؤقت؟».

«البتكوين»: بين الازدهار والقلق

برزت «البتكوين» بوصفها من أكبر الرابحين خلال نوفمبر، فقد ارتفعت قيمتها بنسبة 37 في المائة، مقتربةً من حاجز 100 ألف دولار، وسط تفاؤل بإمكانية تحسين البيئة التنظيمية للعملات الرقمية تحت حكم ترمب.

وقال محلل الاستثمار في شركة «إيه جيه بيل»، دان كوتسوورث: «إذا تجاوز سعر (البتكوين) 100 ألف دولار، فقد تدخل العملات المشفرة دائرة الضوء الأوسع للمستثمرين».

مع ذلك، يحذر البعض من خطر تضخم مفرط قد يؤدي إلى انخفاض حاد مفاجئ يربك الأسواق.

التكنولوجيا تحت وطأة التعريفات الجمركية

حقق مؤشر «ناسداك 100»، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا في «وول ستريت»، أفضل مكاسب شهرية له منذ يونيو (حزيران) الماضي، فقد ارتفعت أسهم «تسلا» بنسبة 33 في المائة، وعزز اهتمام المستثمرين بالذكاء الاصطناعي أسهم «إنفيديا»، على الرغم من أن الشركة توقعت تباطؤ نمو المبيعات.

ومع ذلك، تزداد المخاطر التي تهدد قطاع التكنولوجيا، فخطط ترمب للرسوم الجمركية تهدد سلاسل التوريد، كما أن الإنفاق المفرط على الذكاء الاصطناعي يثير قلق المستثمرين. وقال مدير صندوق «أماتي العالمي للاستثمار»، ميخائيل زيريف: «هناك سباق تسلح مكثف بين الشركات الكبرى في هذا المجال، وهو ما قد يؤدي إلى الإفراط في الاستثمار. لقد قللنا من تعرضنا للذكاء الاصطناعي».

وحذر «البنك المركزي الأوروبي» الأسبوع الماضي من «تداعيات سلبية عالمية» إذا انفجرت «فقاعة» الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار أسهم التكنولوجيا التي تهيمن على أسواق الأسهم العالمية.

هروب من البنوك

أبدى المستثمرون تفضيلاً واضحاً للبنوك الأميركية، بينما تجنبوا البنوك الأوروبية. فقد سجل مؤشر أسهم البنوك الأميركية زيادة ملحوظة بنسبة 13 في المائة خلال نوفمبر الحالي، ليكون أفضل أداء شهري له منذ عام، مدفوعاً بتوقعات تخفيف القيود التنظيمية في ظل حكم ترمب. في المقابل، شهدت أسهم البنوك الأوروبية تراجعاً بنسبة 5 في المائة بسبب ازدياد توقعات خفض أسعار الفائدة نتيجة التباطؤ الاقتصادي.

ومع ذلك، سجلت أسهم البنوك الأوروبية زيادة بنسبة 16 في المائة حتى الآن هذا العام، مستفيدة من ارتفاع أسعار الفائدة نسبياً. ورغم الأداء الجيد للبنوك الأوروبية، فإنها لا تزال تواجه عمليات بيع صافية من قبل صناديق التحوط، وفقاً لمذكرة من «جيه بي مورغان». وفي تقرير صادر عن «دويتشه بنك»، جرى التأكيد على ضرورة أن يستجيب القطاع من خلال زيادة الأنشطة التي تولد إيرادات من إدارة الأصول والثروات، بالإضافة إلى الأنشطة المصرفية الاستثمارية.

السندات: تباعد في الأسواق

قد يكون نوفمبر هو الشهر الذي شهد تباعداً بين أسواق السندات الكبرى، التي عادة ما تتحرك بشكل متزامن. ورغم أن عوائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات لم تتغير بشكل كبير في نوفمبر، فإن الاتجاه العام كان تصاعدياً. فقد ارتفعت تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة بمقدار 60 نقطة أساس منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، نتيجة للبيانات الاقتصادية القوية وتوقعات ارتفاع التضخم والعجز المالي نتيجة سياسات ترمب. وتتوقع «كابيتال إيكونوميكس» أن ترتفع عوائد سندات الخزانة إلى 4.5 في المائة بنهاية العام، مقارنة بنحو 4.24 في المائة حالياً.

في المقابل، انخفضت عوائد السندات الألمانية لمدة 10 سنوات بأكثر من 20 نقطة أساس، لتصل إلى نحو 2.15 في المائة، مسجلة أكبر انخفاض شهري لها في 2024، نتيجة لتباطؤ النشاط الاقتصادي، والتهديدات المتعلقة بالرسوم الجمركية الأميركية، وتصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا. وفي اليابان، كانت العوائد تتجه جزئياً نحو أكبر قفزة شهرية لها منذ مايو (أيار) الماضي بسبب تراجع الين بعد فوز ترمب وزيادة تكهنات رفع أسعار الفائدة في الشهر المقبل.