بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.


مقالات ذات صلة

الأسهم الأوروبية تتراجع مع هبوط التكنولوجيا وارتفاع عوائد السندات

الاقتصاد مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتراجع مع هبوط التكنولوجيا وارتفاع عوائد السندات

تراجعت الأسهم الأوروبية، يوم الثلاثاء، عن مستوياتها القياسية المرتفعة، متأثرة بهبوط أسهم قطاع تكنولوجيا المعلومات بقيادة شركة «كابغيميني»، وزيادة عوائد السندات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد لوحة كهربائية تعرض مؤشر «نيكي» في شركة وساطة بطوكيو (رويترز)

أسواق آسيا ترتفع بفضل دعم الصين للتكنولوجيا

ارتفعت الأسهم في آسيا بشكل عام، يوم الثلاثاء، مع صعود أسهم التكنولوجيا الصينية بعد لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ مع رواد الأعمال هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد أحد المستثمرين في السوق المالية السعودية بالرياض (أ.ف.ب)

سوق الأسهم السعودية تخسر أكثر من 100 نقطة

انخفض مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي»، في نهاية جلسة الاثنين، بمقدار 105.61 نقطة، وبنسبة 0.85 في المائة، ليصل إلى مستوى 12266.46 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح «لوبريف» في الدورة السابعة عشرة من المؤتمر الدولي لزيوت الأساس (موقع الشركة)

أرباح «لوبريف» السعودية تتراجع 36 % إلى 259 مليون دولار

انخفض صافي ربح شركة «أرامكو السعودية لزيوت الأساس (لوبريف)» بفعل تراجع هامش تكسير زيوت الأساس والمنتجات الثانوية، على الرغم من ارتفاع أحجام المبيعات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد المستثمرين يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

مؤشر السوق المالية السعودية يتراجع لليوم الرابع على التوالي

تراجع مؤشر السوق السعودية للجلسة الرابعة على التوالي، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ 23 يناير (كانون الثاني) متأثراً بأداء قطاع الاتصالات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«هوندا» تشترط تنحي الرئيس التنفيذي لـ«نيسان» لإحياء محادثات الاستحواذ

سيارات في جناح شركة «نيسان» اليابانية بالمعرض الدولي الكندي المقام في مدينة تورونتو (رويترز)
سيارات في جناح شركة «نيسان» اليابانية بالمعرض الدولي الكندي المقام في مدينة تورونتو (رويترز)
TT

«هوندا» تشترط تنحي الرئيس التنفيذي لـ«نيسان» لإحياء محادثات الاستحواذ

سيارات في جناح شركة «نيسان» اليابانية بالمعرض الدولي الكندي المقام في مدينة تورونتو (رويترز)
سيارات في جناح شركة «نيسان» اليابانية بالمعرض الدولي الكندي المقام في مدينة تورونتو (رويترز)

ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» يوم الثلاثاء، نقلاً عن شخص مطلع على المناقشات، أن شركة هوندا موتور ستستأنف المحادثات مع نيسان موتور لتشكيل رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، شريطة تنحي الرئيس التنفيذي لشركة نيسان ماكوتو أوشيدا.

وكانت ثاني وثالث أكبر شركات صناعة السيارات في اليابان من حيث المبيعات - بعد تويوتا موتور - تجريان محادثات لإنشاء شركة بقيمة 60 مليار دولار، بعد أن أدى نقص النماذج الهجينة في الولايات المتحدة والمنافسة من المنافسين المحليين في الصين إلى انخفاض أرباح نيسان.

وانهارت تلك المحادثات الأسبوع الماضي، مما دفع نيسان إلى مزيد من عدم اليقين وسلط الضوء على الضغوط على شركات صناعة السيارات التقليدية، وخاصة من الشركات الصينية العملاقة الناشئة التي تضيف أعباء كبرى على قادة الصناعة.

وكان أوشيدا تحت ضغط لتغيير مسار نيسان بعد سنوات من المبيعات المتعثرة والاضطرابات الإدارية التي تركت الشركة في وضع متعثر. وذكرت «رويترز» في ديسمبر (كانون الأول) أن الأشهر اللاحقة ستكون حاسمة لمستقبل أوشيدا ونيسان.

وانهارت محادثات الاندماج مع هوندا في نحو شهر بسبب ما وصف بأنه «كبرياء نيسان» وعدم تجاوبها رغم مأزقها، فضلاً عن اقتراح هوندا بجعل نظيرتها الأصغر شركة تابعة، وفقاً لمصادر تحدثت في وقت سابق لـ«رويترز».

وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن هوندا مستعدة لإحياء المفاوضات مع رئيس مجلس إدارة نيسان الذي يمكنه إدارة المعارضة الداخلية بشكل أكثر فعالية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة هوندا توشيهيرو ميبي الأسبوع الماضي إن شركته ليست لديها خطة لإطلاق عرض استحواذ عدائي على نيسان.

وكانت نيسان تعمل على برنامج تحول تخطط بموجبه لتقليص قوتها العاملة بمقدار 9000 شخص والقدرة التصنيعية العالمية بنسبة 20 في المائة. وقالت يوم الخميس الماضي إنها ستقدم تحديثاً عن البرنامج في غضون شهر.

وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن أوشيدا أعرب عن نيته البقاء في منصبه حتى عام 2026، لكنه يواجه ضغوطاً للتنحي في الأشهر المقبلة من أعضاء مجلس الإدارة والشريك الفرنسي رينو بعد فشل المفاوضات مع هوندا. وذكرت «فاينانشيال تايمز» أن مجلس إدارة نيسان بدأ أيضاً مناقشات غير رسمية بشأن توقيت رحيل أوشيدا.