نتائج «إنفيديا» المنتظرة... هل تواصل الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي؟

تظهر لافتة في مبنى مكاتب شركة «إنفيديا» في سانتا كلارا - كاليفورنيا (أ.ب)
تظهر لافتة في مبنى مكاتب شركة «إنفيديا» في سانتا كلارا - كاليفورنيا (أ.ب)
TT

نتائج «إنفيديا» المنتظرة... هل تواصل الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي؟

تظهر لافتة في مبنى مكاتب شركة «إنفيديا» في سانتا كلارا - كاليفورنيا (أ.ب)
تظهر لافتة في مبنى مكاتب شركة «إنفيديا» في سانتا كلارا - كاليفورنيا (أ.ب)

تستعد شركة «إنفيديا»، العملاق الأميركي في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتصنيع رقائق الكمبيوتر، للإفصاح عن نتائجها المالية للربع الثالث، الأربعاء؛ مما يثير اهتماماً كبيراً في الأسواق المالية. ومع تقييم سوقي يتجاوز 3.6 تريليون دولار، تهيمن «إنفيديا» الآن على قطاع التكنولوجيا، وهي واحدة من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية.

الأسواق تترقب النتائج بشدة، حيث من المتوقع أن تتفوق الشركة على تقديرات الأرباح مع وصول الإيرادات إلى نحو 33.2 مليار دولار؛ ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 84 في المائة. ويعتمد هذا النمو بشكل كبير على زيادة إيرادات مراكز البيانات إلى الضعف. ومع هذه التوقعات، يُتوقع أن ترفع الشركة توجيهاتها للربع الرابع؛ مما قد يعزز جاذبية أسهمها في الأسواق العالمية. وقد ارتفعت أسهم «إنفيديا» بنسبة 5 في المائة قبيل إعلان النتائج، وزاد سعر السهم تقريباً ثلاث مرات منذ بداية عام 2024.

وبدأت «إنفيديا» في تحقيق نجاح كبير مع طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي أطلقتها شركة «أوبن إيه آي» في بداية 2023، حيث أصبحت الشركة في قلب هذه الثورة التكنولوجية؛ مما دفع أسهم شركات الرقائق الأخرى والسوق الأوسع للارتفاع. ومع ذلك، تبقى تساؤلات حول قدرتها على استعادة الزخم التكنولوجي بعد تراجع السوق، خصوصاً بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات.

ويرى الخبراء أن نتائج «إنفيديا» ستكون محورية في تحديد مسار أسواق التكنولوجيا في الأسابيع المقبلة. وأشارت شاروا تشانا، كبيرة استراتيجيات الاستثمار في «بنك ساكسو»، إلى أن «التوقعات عالية بشكل مفهوم نظراً لدور (إنفيديا) المركزي في ثورة الذكاء الاصطناعي، وهو موضوع هيكلي يفتقر إلى المنافسة حتى الآن».

لكن، رغم القوة التي تتمتع بها «إنفيديا»، فإن الشركة ليست محصنة ضد التقلبات. فقد شهدت أسهمها انخفاضاً بنسبة 2 في المائة بعد عرضها رقائق «بلاكويل» في مارس (آذار) الماضي، حيث شعر المستثمرون بخيبة أمل من بعض التفاصيل التي لم ترتقِ إلى التوقعات. لذا؛ فإن النتائج المقبلة ستوفر إشارات حاسمة حول ما إذا كانت «إنفيديا» قادرة على الحفاظ على زخمها في ظل هذه التوقعات المرتفعة.

وعليه، تعدّ أرباح «إنفيديا» بمثابة اختبار مهم لسوق التكنولوجيا بشكل عام، حيث من المرجح أن تؤثر في معنويات السوق وتوجهات الشركات الكبرى في القطاع.


مقالات ذات صلة

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

تكنولوجيا 7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

تمنحنا «غوغل» إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من الأدوات التجريبية التي لم تصبح منتجات كاملة بعد.

دوغ آموث (واشنطن)
علوم ​الذكاء الاصطناعي في علاج جذور الأسنان

​الذكاء الاصطناعي في علاج جذور الأسنان

يحدد الآفات والخراجات حولها

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)
الاقتصاد لافتة تظهر خارج مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يحذِّر من «فقاعة» في أسهم الذكاء الاصطناعي

حذَّر البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء من احتمال حدوث «فقاعة» في أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، قد تنفجر فجأة إذا لم تتحقق توقعات المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم «جي بي تي» أم «غوغل»: أيهما أكثر فائدة للإبداع؟

«جي بي تي» أم «غوغل»: أيهما أكثر فائدة للإبداع؟

أصبح كثير من الناس أكثر ميلاً إلى استخدام «تشات جي بي تي (ChatGPT)»، أداة الذكاء الاصطناعي من شركة «أوبن إيه آي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)
أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)
TT

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)
أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق أهداف «رؤية 2030»، وعلى أهمية الدور الحكومي في تعزيز الابتكار وجذب الاستثمارات ودعم نمو القطاعات الرئيسية؛ ومع تنويع المملكة لاقتصادها بعيداً عن قطاع النفط، ستكون هذه السياسات عوامل أساسية في وضع البلاد قائداً صناعياً عالمياً.

وأوضحت الشركة، في تقرير اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية «ندلب»، الذي تمَّ إطلاقه في عام 2019، هو حجر الزاوية في «رؤية 2030»، إذ يتمثل الهدف منه في تحويل السعودية إلى مركز لوجيستي عالمي ورائد في مجال الطاقة والتعدين والصناعة، ومن خلال خلق التكامل بين القطاعات وتحسين اللوائح؛ ويسعى إلى تعزيز بيئة الأعمال التنافسية.

تعزيز المحتوى المحلي

وبيّن التقرير أنَّ المبادرات الرئيسية لبرنامج «ندلب» تشمل استثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة، وتحديث لوائح التعدين، وبرنامج «صنع في السعودية»، الذي يعزّز المحتوى المحلي؛ ويكمل ذلك الاستراتيجية الصناعية الوطنية، التي أُطلقت في عام 2022؛ حيث تسعى إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي من 88.26 مليار دولار في عام 2020 إلى 377.06 مليار دولار بحلول عام 2035، وخلق 2.1 مليون وظيفة بحلول عام 2030، ومضاعفة الصادرات الصناعية 3 مرات إلى 148 مليار دولار بحلول عام 2030، كما تستهدف الاستراتيجية 12 قطاعاً رئيسياً، بما في ذلك الكيماويات والطاقة المتجددة والطيران، مع التركيز على بناء سلاسل إمداد مرنة وتعزيز الابتكار لتعزيز القدرة التنافسية العالمية للمملكة.

وفي تعليق له، قال شريك ورئيس استشارات جذب الاستثمار في «كي بي إم جي»، غسان الشعراني، إنَّ السياسات الصناعية تلعب دوراً محورياً في التحول الاقتصادي، ومن خلال تعزيز الابتكار وجذب الاستثمارات الاستراتيجية؛ تعمل المملكة على خلق بيئة يمكن للصناعات الازدهار فيها، مع القدرة على الدفع بعجلة النمو المستدام بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030».

التكيف مع التحديات العالمية

من جهته، يرى شريك ورئيس الاستشارات الاستراتيجية في «كي بي إم جي»، عمر الحلبي، أن نجاح الاستراتيجية الصناعية يكمن في قدرتها على التكيف مع التحديات العالمية المتطورة، كما أنَّ تصميم السياسات الفعّال، بدعم من القرارات القائمة على البيانات، سيضمن قدرة المملكة على المنافسة على الساحة العالمية مع خلق فرص كبيرة للصناعات المحلية.

ويشرح التقرير أنَّ الشراكات بين القطاعين العام والخاص تشكل عنصراً أساسياً في هذا النهج، وتعزز منصة «شارك»، التعاون وتشجع الاستثمار المحلي وتحدد فرص العمل الجديدة، كما تدعم مبادرة «صنع في السعودية»، الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم من خلال التدريب والتمويل وتسهيل الجمارك لتعزيز الإنتاج المحلي.

وفي سياق التحديات، بيّن التقرير أن توافر البيانات يعد أمراً ضرورياً لصياغة السياسات الفعالة، وهو ما يتطلب إطاراً إحصائياً قوياً لتوفير بيانات دقيقة وفي الوقت المناسب حول الأداء الصناعي واتجاهات سوق العمل. كما تشكل تنمية رأس المال البشري عاملاً حاسماً آخر؛ لذا يتعيّن على المملكة أن تزود قوتها العاملة بالمهارات اللازمة لتحقيق قطاع صناعي ديناميكي. من خلال تعزيز التدريب المهني، والتعلم المستمر، ومواءمة التعليم مع احتياجات الصناعة، كما ستكون الشراكات بين القطاعين العام والخاص حيوية في هذا الجهد.