التضخم في أسعار الجملة الأميركية يواصل الارتفاع الطفيف خلال أكتوبر

وسط ضغوط اقتصادية مستمرة

عامل يشغل آلة في مصنع «بي إم دبليو» في كارولاينا الجنوبية (أ.ب)
عامل يشغل آلة في مصنع «بي إم دبليو» في كارولاينا الجنوبية (أ.ب)
TT

التضخم في أسعار الجملة الأميركية يواصل الارتفاع الطفيف خلال أكتوبر

عامل يشغل آلة في مصنع «بي إم دبليو» في كارولاينا الجنوبية (أ.ب)
عامل يشغل آلة في مصنع «بي إم دبليو» في كارولاينا الجنوبية (أ.ب)

شهدت أسعار الجملة في الولايات المتحدة زيادة طفيفة الشهر الماضي، ما يعكس بقاء الضغوط التضخمية، على الرغم من استمرار انخفاضها بشكل عام، ما يشير إلى أن الاقتصاد الأميركي لم يتمكن بعد من القضاء على كل الضغوط التضخمية.

ووفقاً لتقرير وزارة العمل الصادر يوم الخميس، فقد ارتفع مؤشر أسعار المنتجين -الذي يقيس التضخم قبل أن يصل إلى المستهلكين- بنسبة 0.2 في المائة من سبتمبر (أيلول) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، مقارنة بزيادة قدرها 0.1 في المائة في الشهر السابق. وبالمقارنة مع العام الماضي، ارتفعت أسعار الجملة بنسبة 2.4 في المائة، ما يعكس تسارعاً طفيفاً عن الزيادة السنوية البالغة 1.9 في المائة في سبتمبر.

وقد قاد الارتفاع في أسعار الخدمات بنسبة 0.3 في المائة الزيادة الإجمالية في أكتوبر، في حين ارتفعت أسعار السلع بالجملة بنسبة 0.1 في المائة بعد انخفاضها في الشهرين السابقين. وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة، التي تميل إلى التذبذب من شهر لآخر، سجلت أسعار الجملة الأساسية زيادة بنسبة 0.3 في المائة من سبتمبر، وبنسبة 3.1 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهي نتائج تتماشى تقريباً مع توقعات الاقتصاديين.

ومنذ بلوغ التضخم ذروته في منتصف عام 2022، شهدت الأسعار تراجعاً ثابتاً إلى حد ما. ومع ذلك، لا تزال الأسعار الإجمالية أعلى بنحو 20 في المائة، مقارنة بما كانت عليه قبل 3 سنوات، وهو ما يمثل مصدراً مستمراً للإحباط العام. وقد ساهم هذا في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية على نائبة الرئيس كامالا هاريس الأسبوع الماضي، وكذلك في استعادة الجمهوريين السيطرة على مجلس الشيوخ.

وجاء تقرير أكتوبر عن أسعار المنتجين بعد يوم من نشر وزارة العمل تقريراً عن أسعار المستهلكين؛ إذ ارتفعت بنسبة 2.6 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ما يشير إلى أن التضخم على مستوى المستهلك قد يبدأ الاستقرار بعد التباطؤ في سبتمبر إلى أدنى مستوى له منذ عام 2021. ومع ذلك، يعتقد معظم الاقتصاديين أن التضخم سيستمر في التباطؤ تدريجياً في المستقبل.

وكان التضخم في طريقه إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة على أساس سنوي، وكان صناع السياسات في البنوك المركزية راضين عن التحسن بما يكفي لخفض أسعار الفائدة القياسية مرتين منذ سبتمبر، وهو تراجع سياسي، بعد أن رفعوا أسعار الفائدة 11 مرة في عامي 2022 و2023.

وقد أثار فوز ترمب في الانتخابات شكوكاً حول المسار المستقبلي للتضخم، وما إذا كان «الاحتياطي الفيدرالي» سيواصل خفض الفائدة. ففي سبتمبر، أعلن «الاحتياطي الفيدرالي» فعلياً عن «انتصاره» على التضخم، وقلّص سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو أول خفض لأسعار الفائدة منذ مارس (آذار) 2020 في ذروة تأثير الجائحة على الاقتصاد. ثم في الأسبوع الماضي، أعلن البنك المركزي عن خفض ثانٍ أكثر تقليدية لسعر الفائدة بنحو ربع نقطة مئوية.

ويرى المتداولون في «وول ستريت» أن هناك احتمالاً بنسبة 82 في المائة لخفض ثالث للفائدة عندما يجتمع «الاحتياطي الفيدرالي» في ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».


مقالات ذات صلة

رئيس «الفيدرالي»: البنك سيخفض الفائدة بحذر وسط ضغوط التضخم المستمرة

الاقتصاد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يلقي كلمة في دالاس بولاية تكساس 14 نوفمبر 2024 (رويترز)

رئيس «الفيدرالي»: البنك سيخفض الفائدة بحذر وسط ضغوط التضخم المستمرة

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس إن البنك المركزي من المرجح أن يخفض سعر الفائدة الرئيسي تدريجياً وبحذر في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (دالاس)
الاقتصاد مطعم شيبوتل يبحث عن موظفين في ماساتشوستس (رويترز)

انخفاض طلبات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة

أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية الصادرة، الخميس، انخفاضاً طفيفاً في عدد الطلبات الجديدة للحصول على إعانات البطالة خلال الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الزعيم الصيني شي جينبينغ والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب يحضران حفل الترحيب في «قاعة الشعب الكبرى» في بكين يوم 9 نوفمبر 2017 (أ.ف.ب)

الصين «تتسلح» لحرب تجارية محتملة مع ترمب

أعدت الصين تدابير مضادة قوية للرد على الشركات الأميركية إذا زاد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، من اشتعال حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)

أوروبا تستعد لوصول ترمب... أسوأ كابوس اقتصادي بات حقيقة

كانت التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو مصدر قلق لبعض الوقت، ولكن منذ فوز ترمب بالرئاسة ساء الوضع بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لافتة خارج مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

مسؤولو «المركزي الأوروبي» يحذرون… أوروبا يجب أن تستعد لحرب تجارية جديدة مع أميركا

حذر مسؤولون في البنك المركزي الأوروبي يوم الثلاثاء من أن السياسات الحمائية التي تعتزم الإدارة الأميركية الجديدة تنفيذها ستعرقل النمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (فيينا، فرانكفورت )

الاقتصاد البريطاني يتراجع خلال سبتمبر في انتكاسة لطموحات ريفز

إطلالة على الحي المالي في لندن (رويترز)
إطلالة على الحي المالي في لندن (رويترز)
TT

الاقتصاد البريطاني يتراجع خلال سبتمبر في انتكاسة لطموحات ريفز

إطلالة على الحي المالي في لندن (رويترز)
إطلالة على الحي المالي في لندن (رويترز)

شهد الاقتصاد البريطاني تراجعاً غير متوقع في سبتمبر (أيلول)، ما أدى إلى تباطؤ النمو بشكل كبير في الربع الثالث، وهو ما يشكل انتكاسة مبكرة لطموحات وزيرة المالية راشيل ريفز في دفع الانتعاش الاقتصادي المستدام.

وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1 في المائة على أساس شهري في سبتمبر، حيث استقر قطاع الخدمات بينما شهد قطاعا التصنيع والبناء تراجعاً ملحوظاً، وفقاً لما ذكره مكتب الإحصاء الوطني.

وفي الربع الثالث ككل، نما الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة فقط، مقارنة مع نمو قدره 0.5 في المائة في الربع الثاني.

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم وبنك إنجلترا قد توقعوا أن يشهد الاقتصاد توسعاً بنسبة 0.2 في المائة في الفترة بين يوليو (تموز) وسبتمبر، مع تباطؤ النمو مقارنة بالزخم السريع الذي تحقق في النصف الأول من عام 2024 عندما كان الاقتصاد يعاود التعافي من الركود الطفيف الذي شهده في العام الماضي.

وفي تعليقها على الأرقام، قالت ريفز: «تحقيق نمو اقتصادي مستدام هو جوهر جميع الأهداف التي أسعى لتحقيقها، ولهذا فإنني غير راضية عن هذه النتائج».

وأضافت: «الخطوة التالية هي تحقيق النمو من خلال الاستثمار والإصلاحات لخلق مزيد من الفرص الوظيفية وزيادة دخل الأفراد، إلى جانب تعزيز النظام الصحي الوطني، وإعادة بناء البلاد وتأمين حدودنا في إطار عقد من التجديد الوطني».

وكان بنك إنجلترا قد خفض الأسبوع الماضي تقديراته للنمو السنوي لعام 2024 إلى 1 في المائة من 1.25 في المائة، لكنه توقع انتعاشاً أقوى في عام 2025، مشيراً إلى أن خطط الإنفاق الطموحة التي أعلنتها ريفز في موازنتها قد تساهم في تحفيز الاقتصاد على المدى القصير.

وقد شهد الاقتصاد البريطاني نمواً بطيئاً منذ جائحة كوفيد-19، حيث كانت ألمانيا، التي تأثرت أيضاً بشكل كبير من ارتفاع أسعار الطاقة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، هي الوحيدة من بين أكبر الاقتصادات المتقدمة التي سجلت أداءً أسوأ بشكل ملحوظ.

وقال رئيس الوزراء كير ستارمر خلال حملته الانتخابية في 4 يوليو، إنه يهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي سنوي بنسبة 2.5 في المائة - وهو المعدل الذي لم تحقق بريطانيا استدامته منذ ما قبل الأزمة المالية في 2008.

وتسعى ريفز إلى أن تصبح بريطانيا صاحبة أسرع نمو في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بين اقتصادات مجموعة السبع المتقدمة على مدار عامين متتاليين.