الدولار عند أعلى مستوى له في 10 أسابيع مقابل الين

وسط تفاؤل بشأن السياسة النقدية الأميركية

ورقة نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)
ورقة نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار عند أعلى مستوى له في 10 أسابيع مقابل الين

ورقة نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)
ورقة نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)

ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له في 10 أسابيع مقابل الين الياباني يوم الخميس، مدعوماً بزيادة ثقة الأسواق في نهج مجلس الاحتياطي الفيدرالي المتأني بشأن التيسير النقدي، وذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون تقرير التضخم الرئيسي المقرر صدوره لاحقاً، الخميس.

وظل مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة مقابل ست عملات رئيسية من بينها الين، قريباً من أعلى مستوى له منذ شهرين، الذي لامسه خلال ليل الأربعاء، حيث قلص المتعاملون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام عقب البيانات القوية لسوق العمل الأسبوع الماضي. وقد سجل الدولار 149.54 ين، وهو المستوى الأعلى منذ الثاني من أغسطس (آب)، على الرغم من تراجعه بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 149.11 ين في أحدث قراءة، وفق «رويترز».

في المقابل، استقر اليورو قرب أدنى مستوياته منذ 13 أغسطس مقابل الدولار، عند 1.0935 دولار. وأشار خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم إلى أن مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر (أيلول)، من المتوقع أن يُظهر استقرار التضخم الأساسي في الولايات المتحدة عند 3.2 في المائة على أساس سنوي.

وأكد محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي صدرت خلال الليل، تركيز «المركزي» على الحفاظ على صحة سوق العمل. وأوضح رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي في آسيا لدى «آر بي سي كابيتال ماركتس»، ألفين تان، أن «الحجة لصالح نهج أكثر تدريجية أصبحت أكثر وضوحاً الآن»، مضيفاً أن «زخم السوق يتجه نحو إعادة النظر في مقدار الخفض الذي سيقوم به البنك في الأشهر المقبلة، خصوصاً بعد البيانات الأميركية الإيجابية مؤخراً».

من جهة أخرى، أعربت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرنسيسكو، ماري دالي، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، عن قلقها الأكبر حيال سوق العمل بدلاً من التضخم المتجدد.

وأظهرت أداة «فيد ووتش» أن المتعاملين يضعون احتمالات بنسبة 85 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للبنك في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما تقدر احتمالات عدم حدوث أي تغيير بـ15 في المائة.

وقبل أسبوع، كانت الأسواق تتوقع خفضاً مؤكداً، مع احتمالات بنسبة 35 في المائة لخفض آخر بمقدار نصف نقطة. ولم يطرأ تغيير يُذكر على مؤشر الدولار عند 102.93 بحلول الساعة 08:30 (بتوقيت غرينتش)، وهو أعلى مستوى منذ منتصف أغسطس.

وقال جوزيف كابورسو، رئيس الاقتصاد الدولي والمستدام في بنك الكومنولث الأسترالي، الذي يتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الاجتماعين المتبقيين لبنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام: «هناك حد لكمية التسعير الإضافية التي يمكن إزالتها دون توجيه قوي من كبار المسؤولين في اللجنة».

على جانب آخر، ارتفع الدولار الأسترالي، الذي يُعد حساساً للمخاطر، بنسبة 0.11 في المائة ليصل إلى 0.6726 دولار. وارتفعت العملة الأسترالية في وقت سابق بأكثر من 0.3 في المائة مع ارتفاع الأسهم في الصين، الشريك التجاري الأكبر، حيث أطلق المصرف المركزي هناك برنامج مقايضة لدعم سوق الأسهم. ومن المقرر أن تعقد وزارة المالية الصينية مؤتمراً صحافياً بشأن السياسة المالية يوم السبت.

وبعدما انخفض الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوياته منذ 16 سبتمبر عند 0.6708 دولار يوم الأربعاء، فشل إعلان التحفيز من هيئة التخطيط الحكومية الصينية في تحقيق أي تقدم. وذكر تان، من «رويال بنك أوف» كندا، أنه يتوقع أن تعلن الصين عن تحفيز مالي يوم السبت، يكفي لـ«إيجاد أرضية للاقتصاد الصيني»، مما قد يدعم اليوان الذي شهد تراجعاً في الأيام الأخيرة، ويعزز العملات الآسيوية الأخرى مثل الدولار السنغافوري والروبية الإندونيسية.


مقالات ذات صلة

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، يوم الأربعاء، حيث يسعى لتمديد انخفاضه، لليوم الثالث على التوالي، بعد بلوغه ذروة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)

الأسهم الآسيوية ترتفع والدولار يتراجع مع ترقب تعيينات ترمب

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، بينما تراجعت عوائد السندات الأميركية والدولار عن أعلى مستوياتهما في عدة أشهر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رزم من أوراق الدولار الأميركي في متجر لصرف العملات في سيوداد خواريز بالمكسيك (رويترز)

الدولار يسجل أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من شهر

سجل الدولار أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من شهر يوم الجمعة بدعم من توقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد سبائك ذهبية بمصنع «أرغور-هيرايوس» في ميندريسو بسويسرا (رويترز)

الذهب يواجه أسوأ أداء أسبوعي منذ أكثر من 3 سنوات

انخفض الذهب، يوم الجمعة، وكان في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من 3 سنوات، متأثراً بارتفاع الدولار الأميركي وسط التوقعات بتقليص أقل لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات عالمية في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي في تورنتو (رويترز)

ارتفاع الدولار يعمّق خسائر العملات الآسيوية وأسواق الأسهم الناشئة تحت الضغط

استمرت العملات الآسيوية في التراجع، يوم الخميس، مع صعود الدولار إلى أعلى مستوى له في عام، مدفوعاً بالزخم الناتج عن فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
TT

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

قبل ساعات قليلة من «الختام المفترض» لمؤتمر «كوب 29» للمناخ في العاصمة الأذرية باكو على بحر قزوين، سيطر الخلاف على المباحثات؛ إذ عبرت جميع الأطراف تقريباً عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الذي قدمته إدارة المؤتمر ظهر يوم الجمعة في «مسودة اتفاق التمويل»، والذي اقترح أن تتولى الدول المتقدمة زمام المبادرة في توفير 250 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035 لمساعدة أكثر الدول فقراً، وهو الاقتراح الذي أثار انتقادات من جميع الأطراف.

وتتولى حكومات العالم الممثلة في القمة في باكو عاصمة أذربيجان، مهمة الاتفاق على خطة تمويل شاملة لمعالجة تغيّر المناخ، لكن المؤتمر الذي استمر أسبوعين تميز بالانقسام بين الحكومات الغنية التي تقاوم الوصول إلى نتيجة مكلفة، والدول النامية التي تدفع من أجل المزيد.

وقال خوان كارلوس مونتيري غوميز، الممثل الخاص لتغيّر المناخ في بنما، والذي وصف المبلغ المقترح بأنه منخفض للغاية: «أنا غاضب للغاية... إنه أمر سخيف، سخيف للغاية!»، وأضاف: «يبدو أن العالم المتقدم يريد أن يحترق الكوكب!».

وفي الوقت نفسه، قال مفاوض أوروبي لـ«رويترز» إن مسودة الاتفاق الجديدة باهظة الثمن ولا تفعل ما يكفي لتوسيع عدد البلدان المساهمة في التمويل. وأضاف المفاوض: «لا أحد يشعر بالارتياح من الرقم؛ لأنه مرتفع ولا يوجد شيء تقريباً بشأن زيادة قاعدة المساهمين».

ومن جانبها، حثت أذربيجان الدول المشاركة على تسوية خلافاتها والتوصل إلى اتفاق مالي يوم الجمعة، مع دخول المفاوضات في المؤتمر ساعاتها الأخيرة. وقالت رئاسة المؤتمر في مذكرة إلى المندوبين صباح الجمعة: «نشجع الأطراف على مواصلة التعاون في مجموعات وعبرها بهدف تقديم مقترحات تقلص الفجوة وتساعدنا على إنهاء عملنا هنا في باكو».

صحافيون ومشاركون يراجعون مسودة الاتفاق الختامي بمقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو ظهر يوم الجمعة (أ.ب)

وحددت المسودة أيضاً هدفاً أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار من تمويل المناخ سنوياً بحلول عام 2035، والذي سيشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة. وهذا يتماشى مع توصية من خبراء الاقتصاد بأن تتمكن البلدان النامية من الوصول إلى الحصول على تريليون دولار على الأقل سنوياً بحلول نهاية العقد. لكن المفاوضين حذروا من أن سد الفجوة بين تعهدات الحكومة والتعهدات الخاصة قد يكون صعباً.

وكان من المقرر أن تختتم قمة المناخ في مدينة بحر قزوين بحلول نهاية يوم الجمعة، لكن التوقعات كانت تصب في اتجاه التمديد، على غرار مؤتمرات «الأطراف» السابقة التي تشهد جميعها تمديداً في اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاقات.

وقال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني في «جمعية آسيا»، وهو مراقب مخضرم لمؤتمرات «الأطراف»: «إن إيجاد (نقطة مثالية) في المحادثات قريباً أمر بالغ الأهمية. أي شيء آخر غير ذلك قد يتطلب إعادة جدولة الرحلات الجوية».

وعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى باكو من اجتماع «مجموعة العشرين» في البرازيل يوم الخميس، داعياً إلى بذل جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق، وحذر من أن «الفشل ليس خياراً».

وبدوره، قال دانييل لوند، المفاوض عن فيجي، لـ«رويترز»، إن «الطريق لا يزال طويلاً... إنه رقم (الوارد بالمسودة) منخفض للغاية مقارنة بنطاق الحاجة القائمة وفهم كيفية تطور هذه الاحتياجات».

كما عكس المؤتمر انقسامات كبيرة إزاء قضايا مثل ما إذا كان يجب تقديم الأموال في صورة منح أو قروض، والدرجة التي ينبغي بها حساب أنواع التمويل الخاص المختلفة في تحقيق الهدف السنوي النهائي.

وانتقد المفاوضون والمنظمات غير الحكومية إدارة المؤتمر. وهم يأخذون على الأذربيجانيين الافتقار إلى الخبرة في قيادة مفاوضات بين ما يقرب من 200 دولة. وقال محمد آدو، ممثل شبكة العمل المناخي: «هذا هو أسوأ مؤتمر للأطراف على ما أذكر».

كما شابت المفاوضات حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي لا يؤمن بقضية المناخ، إلى البيت الأبيض.

وقال المبعوث الأميركي جون بوديستا: «نحن، بصراحة، نشعر بقلق عميق إزاء الخلل الصارخ في التوازن» في النص. في حين أعرب المفوض الأوروبي وبكي هوكسترا عن موقف مشابه بقوله إن النص «غير مقبول في صيغته الحالية».

ويكرر الأوروبيون القول إنهم يريدون «الاستمرار في توجيه الدفة»، وهو مصطلح تم اختياره بعناية، كدليل على حسن النية. لكن العجز المالي الذي تعانيه بلدان القارة العجوز يحد من قدراتهم.

وتساءل المفاوض البنمي خوان كارلوس مونتيري غوميز: «نحن نطلب 1 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فهل هذا كثير جداً لإنقاذ الأرواح؟». في حين أعربت الوزيرة الكولومبية سوزان محمد عن أسفها، قائلة: «إنهم يدورون في حلقة مفرغة وهم يؤدون ألعابهم الجيوسياسية».

ومن جانبها، دعت الصين، التي تؤدي دوراً رئيساً في إيجاد التوازن بين الغرب والجنوب، «جميع الأطراف إلى إيجاد حل وسط»... لكن بكين وضعت «خطاً أحمر» بقولها إنها لا تريد تقديم أي التزامات مالية. وهي ترفض إعادة التفاوض على قاعدة الأمم المتحدة لعام 1992 التي تنص على أن المسؤولية عن تمويل المناخ تقع على البلدان المتقدمة.