النفط يرتفع وسط مخاوف من تعطل الإمدادات... وتجار يراهنون على صعوده لـ100 دولار

حاويات تخزين الوقود على رصيف تحت جسر توبين في تشيلسي بماساتشوستس (إ.ب.أ)
حاويات تخزين الوقود على رصيف تحت جسر توبين في تشيلسي بماساتشوستس (إ.ب.أ)
TT

النفط يرتفع وسط مخاوف من تعطل الإمدادات... وتجار يراهنون على صعوده لـ100 دولار

حاويات تخزين الوقود على رصيف تحت جسر توبين في تشيلسي بماساتشوستس (إ.ب.أ)
حاويات تخزين الوقود على رصيف تحت جسر توبين في تشيلسي بماساتشوستس (إ.ب.أ)

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، مع طغيان احتمال اتساع الصراع في الشرق الأوسط الذي قد يعطل تدفقات النفط الخام من المنطقة المصدّرة الرئيسية على توقعات الإمدادات العالمية الأقوى.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 80 سنتاً أو 1.08 في المائة إلى 74.7 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:05 بتوقيت غرينتش.

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 85 سنتاً أو 1.21 في المائة إلى 70.95 دولار.

وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في «آي جي»: «بعد التوتر الأولي الناجم عن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، شهدنا عودة بعض الهدوء إلى الأسواق العالمية، ولكن بالطبع، مع استمرار المشاركين في السوق في مراقبة أي رد فعل إسرائيلي مقبل».

أضاف ييب: «السؤال الآن بالنسبة للنفط هو ما إذا كانت البنية التحتية للطاقة في إيران ستكون في مرمى نيران إسرائيل»، بحسب «رويترز».

وذكرت «بلومبرغ» أنه تم تداول موجة من خيارات النفط الخام التي يمكن دفعها إذا ارتفعت الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، الأربعاء، في إشارة إلى أن بعض المتداولين يتطلعون إلى التحوط ضد مخاطر انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط.

وشهدت الأسواق تداول عقود خيارات شراء لما يعادل 27 مليون برميل تقريباً من خام برنت بقيمة 100 دولار لشهر ديسمبر (كانون الأول) عند الساعة 11:20 صباحاً في نيويورك، بينما تم تداول عقود خيارات شراء لما يزيد على 7 ملايين برميل من النفط الخام الأميركي لشهر ديسمبر.

وقصفت إسرائيل وسط بيروت في الساعات الأولى من صباح الخميس، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، بعد أن عانت قواتها من أعنف يوم لها على الجبهة اللبنانية في عام من الاشتباكات ضد «حزب الله».

تأتي الضربة بعد يوم من إطلاق إيران أكثر من 180 صاروخاً باليستياً على إسرائيل في تصعيد للأعمال العدائية.

وقال توني سيكامور، محلل السوق في «آي جي»: «من هنا، إنها لعبة انتظار لمعرفة ما سيكون عليه الرد الإسرائيلي وأعتقد أن ذلك سيأتي بعد انتهاء عطلة رأس السنة غداً». وقال سيكامور: «أشك في أن تستهدف إسرائيل البنية التحتية النفطية الإيرانية، لأن مثل هذه الخطوة من المرجح أن تدفع أسعار النفط نحو 80 دولاراً، وهو ما قد يعارضه حلفاء إسرائيل، الذين يحرزون تقدماً في مواجهة التضخم».

وفي الوقت نفسه، قالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت بمقدار 3.9 مليون برميل إلى 417 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 27 سبتمبر (أيلول)، مقارنة بتوقعات في استطلاع أجرته «رويترز» بانخفاض قدره 1.3 مليون برميل.

وقال محللون في بنك «إيه إن زد» في مذكرة إن «المخزونات الأميركية المتضخمة أضافت دليلاً على أن السوق مزودة بشكل جيد ويمكنها تحمل أي اضطرابات».

ولم يتأثر بعض المستثمرين لأن إمدادات الخام العالمية لم تتعطل بعد بسبب الاضطرابات في المنطقة المنتجة الرئيسية، كما خففت الطاقة الاحتياطية لـ«أوبك» من المخاوف.

وقال جيم سيمبسون الرئيس التنفيذي لشركة «إيست دالي أناليتيكس» لـ«رويترز»: «بعد هجوم إيران، قد تظل الأسعار مرتفعة أو أكثر تقلباً لفترة أطول قليلاً، ولكن هناك إنتاج كافٍ، وهناك إمدادات كافية في العالم».


مقالات ذات صلة

تصريحات بايدن حول ضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع

الاقتصاد الرئيس الأميركي جو بايدن يغادر البيت الأبيض (إ.ب.أ)

تصريحات بايدن حول ضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع

ارتفعت أسعار النفط، الخميس، بعد تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين بأنه لا يتوقع حصول ضربة إسرائيلية ضد إيران.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد شعلة غاز على منصة لإنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (رويترز)

التصعيد الإيراني – الإسرائيلي يثير المخاوف في أسواق النفط العالمية

أثار التصعيدُ في الشرق الأوسط ارتفاعات بأسواق النفط، إثر شن طهران ضربة على إسرائيل، يوم الثلاثاء، أعقبها تهديد من تل أبيب باستهداف منشآت نفطية إيرانية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في فيينا (رويترز)

نوفاك: «أوبك بلس» ستواصل دورها الرئيسي في استقرار سوق النفط

أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن مجموعة «أوبك بلس» من كبار منتجي النفط ستواصل لعب دور حاسم في استقرار سوق النفط العالمية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شمال افريقيا إنتاج النفط بلغ قبل تعطيله 1.273 مليون برميل يومياً حسب بيانات المؤسسة الوطنية للنفط (رويترز)

سلطات شرق ليبيا تُعلن إعادة ضخ النفط

أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، أسامة حمّاد، استئناف إنتاج النفط وتصديره بشكل طبيعي من جميع الحقول والموانئ بعد 9 أيام من تعطيله.

جمال جوهر (القاهرة)
الاقتصاد يبلغ إنتاج النفط الخام الإيراني حالياً نحو 3.4 مليون برميل يومياً (رويترز)

«سيتي بنك» يتوقع نقصاً كبيراً للنفط الخام داخل إيران في حال استهداف منشآتها

توقع «سيتي بنك» أن تواجه إيران نقصاً كبيراً في النفط الخام داخلياً في حال توجيه ضربة إسرائيلية محتملة إلى بنيتها التحتية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غانا تحصل على موافقة مستثمريها لإعادة هيكلة ديون بقيمة 13 مليار دولار

منظر عام لمنطقة أدابراكا في أكرا (رويترز)
منظر عام لمنطقة أدابراكا في أكرا (رويترز)
TT

غانا تحصل على موافقة مستثمريها لإعادة هيكلة ديون بقيمة 13 مليار دولار

منظر عام لمنطقة أدابراكا في أكرا (رويترز)
منظر عام لمنطقة أدابراكا في أكرا (رويترز)

أعلنت الحكومة الغانية يوم الخميس عن موافقة مستثمريها على اقتراحها لإعادة هيكلة سندات دولية بقيمة 13 مليار دولار، مما يفتح أمام البلاد الطريق للخروج من التخلف المؤلم عن سداد ديونها الذي شهدته في عام 2022.

وأفادت الحكومة في بيان رسمي بأن أكثر من 90 في المائة من حاملي السندات صوتوا لصالح الخطة، معتبرةً هذه الخطوة «علامة فارقة». وأشارت إلى أن السندات الجديدة ستصدر كجزء من إعادة هيكلة الديون في - أو نحو - التاسع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وقال الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو في بيان منفصل: «إن اقتصادنا قد بلغ منعطفاً مهماً. سيسمح هذا التطور لغانا باستقرار ماليتها وتركيز جميع جهودنا على تنفيذ برنامج الإصلاح الطموح الذي يهدف إلى تحسين رفاهية الشعب الغاني».

ومع اقتراب غانا من إتمام عملية إعادة هيكلة ديونها، تظل إثيوبيا الدولة الوحيدة الأخرى في القارة التي لا تزال تعمل على إصلاح ديونها. وقد حصلت غانا على موافقة المستثمرين على إعادة هيكلة سنداتها بعد أن أظهرت البيانات أن اقتصادها شهد أسرع نمو له في خمس سنوات خلال الربع الثاني من هذا العام، مع تراجع التضخم الذي أتاح لصنّاع السياسات خفض سعر الفائدة القياسي الشهر الماضي، وهو أول تخفيف منذ يناير (كانون الثاني).

وتُعتبر غانا، التي تعتمد على إنتاج الذهب والكاكاو، من بين الدول التي تخلفت عن سداد معظم ديونها الدولية البالغة 30 مليار دولار في عام 2022، نتيجة لضغوط جائحة «كوفيد-19» والحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الفائدة العالمية. وقد أبرمت الحكومة اتفاقاً مبدئياً مع مجموعتين من حاملي السندات في يونيو (حزيران)، مما مهد الطريق لعرض التبادل والحصول على الموافقة.

وسوف يتم استبدال بالسندات المتعثرة أدوات جديدة متعددة، بما في ذلك ما يسمى بسندات «الديسكو» (سندات الخصم التي يجري إصدارها أو تداولها في السوق بأقل من قيمتها الاسمية) وخيار سندات بالقيمة الاسمية تصل إلى 1.6 مليار دولار.

وتعمل غانا على إعادة هيكلة ديونها وفقاً للإطار المشترك لـ«مجموعة العشرين»، الذي شهد أيضاً توصل زامبيا وتشاد إلى اتفاقات مماثلة.

ورحب المستثمرون بنتائج طلب الموافقة وتبادل السندات؛ إذ صرح المستشار المالي لمجموعة حاملي السندات الإقليمية، صامويل سول، بأن «الدعم الساحق من حاملي السندات الإقليميين والدوليين يعكس تأييداً قوياً لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في غانا».

وبالتالي، تستطيع الحكومة الآن أن تركز جهودها على تنفيذ البرنامج الذي يتضمن تعزيز النمو الاقتصادي وتعزيز المالية العامة.