الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية في أعلى مستوياته منذ 2021

مسؤول بـ«أرباح المالية» يتوقع لـ«الشرق الأوسط» استمرار النمو تزامناً مع الإصلاحات الاقتصادية

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
TT

الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية في أعلى مستوياته منذ 2021

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

ارتفع إجمالي الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية بنسبة 12 في المائة بنهاية أغسطس (آب) الماضي، مسجلاً أعلى مستوياته منذ عام 2021، ليصل إلى 2.82 تريليون ريال (751.6 مليار دولار)، مقارنة مع 2.51 تريليون ريال (669 مليار دولار) بالفترة المماثلة من العام السابق، في ظل التوقعات باستمرار الاتجاه الإيجابي تزامناً مع الإصلاحات الاقتصادية في المملكة.

وبحسب النشرة الإحصائية الشهرية للبنك المركزي السعودي (ساما)، زاد إجمالي الائتمان المصرفي في المملكة بمعدل 1.2 في المائة على أساس شهري، بعد أن سجل 2.79 تريليون ريال (743.6 مليار دولار) في يوليو (تموز) الماضي.

وارتفعت القروض للأفراد بنسبة 7.5 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى 1.31 تريليون ريال (349 مليار دولار) في شهر أغسطس، بينما قفزت فئة الأنشطة العقارية بمقدار 26 في المائة، أما الأنشطة المالية وأنشطة التأمين فقد زادت بمعدل 21.6 في المائة.

تحسن ملحوظ

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال رئيس أول لإدارة الأصول في «أرباح المالية»، محمد الفراج، إن ارتفاع مستويات الائتمان في البنوك السعودية يشير إلى تحسن ملحوظ في أداء القطاع المصرفي حيث يعكس زيادة الثقة والنمو المسجل في النشاط الاقتصادي، ونجاح السياسات الاقتصادية التي تتبعها الحكومة، إلى جانب زيادة الطلب على التمويل لدعم المشاريع والاستثمارات.

وأرجع الفراج هذا التحسن إلى عدة عوامل، منها ارتفاع أسعار النفط، ومبادرات «رؤية 2030»، والتوسع في القطاعات غير النفطية، كما يتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الإيجابي تزامناً مع استمرار الإصلاحات الاقتصادية ونمو القطاع الخاص ودعم الحكومة للمشاريع الكبرى.

وبيّن الفراج أن الأرباح المجمعة للبنوك في السعودية زادت خلال شهر أغسطس بنسبة 14 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وارتفعت الموجودات بنسبة تجاوزت 11 في المائة، أما الودائع فقد نمت بنسبة 9 في المائة تقريباً.

قطاع الشركات

وكان «ساما» أوضح في تقرير الاستقرار المالي أن ائتمان قطاع الشركات كان المحرك الرئيسي للائتمان المصرفي بنهاية عام 2023، إذ ارتفع بنسبة 13.2 في المائة مدفوعاً بأنشطة المرافق والأنشطة العقارية التي سجلت نمواً بمعدل 27.8 و19.6 في المائة على التوالي، مما يعكس زخم الأنشطة الاقتصادية غير النفطية.

ومن ناحية أخرى، أظهر التقرير أن الائتمان الممنوح للأفراد في السعودية ارتفع بنسبة 6.7 في المائة، بتأثير من القروض العقارية والتي مثلت ما نسبته 48.8 في المائة من إجمالي ائتمان البنوك للأفراد في العام الماضي.

ويرجّح البنك المركزي السعودي استمرار التوسع في معدلات الائتمان خلال عامي 2024 و2025، وأن تكون الشركات غير المالية هي المحرك الرئيسي لذلك، بما يتماشى مع توقعات استمرار النمو في الأنشطة غير النفطية، وتأتي هذه التوقعات نتيجة لمشاريع البنية التحتية الضخمة، حيث أدت العديد من المشاريع مثل «نيوم» و«البحر الأحمر» و«القدية» إلى جذب استثمارات رأسمالية كبيرة.


مقالات ذات صلة

الإبراهيم: الاستثمار في الطاقة المتجددة مهم لنمو الاقتصاد العالمي

الاقتصاد وزير الاقتصاد السعودي متحدثاً في حوار برلين العالمي 2024 (الشرق الأوسط)

الإبراهيم: الاستثمار في الطاقة المتجددة مهم لنمو الاقتصاد العالمي

أكد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم أن السعودية ستكون من المصادر المهمة للطاقة المتجددة البعيدة عن النفط ومشتقاته.

«الشرق الأوسط» (برلين)
إعلام «تام السعودية» يُقدّم بيانات دقيقة وموثوقة وفق أعلى المعايير العالمية للإعلام (الشرق الأوسط)

«تام» معيار سعودي لقياس مشاهدات المحتوى الإعلامي

اعتمد «مجلس صناعة الإعلان» خلال اجتماعه السنوي مشروع «تام السعودية» كمعيار وطني لقياس نسب مشاهدات المحتوى الإعلامي في البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تواصل الإنفاق التوسعي الموجه لتحقيق النمو الاقتصادي والاستدامة المالية

قال مختصون لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة السعودية تظهر من خلال توقعاتها في الميزانية العامة لعام 2025، حرصها على الاستمرار في تمويل المشروعات الاقتصادية الكبرى.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال ترأسه اجتماعاً سابقاً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (الشرق الأوسط)

مجلس الشؤون الاقتصادية يتابع أداء برامج تحقيق «رؤية 2030»

تابع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية مستوى أداء برامج تحقيق «رؤية 2030» خلال الربع الثاني من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه لمجلس الوزراء (الشرق الأوسط)

ولي العهد: البيان التمهيدي لميزانية 2025 يؤكد استمرار الإنفاق الموجه إلى الخدمات الأساسية

قال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إن البيان التمهيدي للميزانية العامة اشتمل على مضامين أكدت الاستمرار في تعزيز الإنفاق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الدولار يحافظ على مكاسبه ملاذاً آمناً مع اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط

أوراق من الدولار الأميركي توضع في أشرطة التغليف أثناء الإنتاج بمكتب النقش والطباعة في واشنطن (رويترز)
أوراق من الدولار الأميركي توضع في أشرطة التغليف أثناء الإنتاج بمكتب النقش والطباعة في واشنطن (رويترز)
TT

الدولار يحافظ على مكاسبه ملاذاً آمناً مع اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط

أوراق من الدولار الأميركي توضع في أشرطة التغليف أثناء الإنتاج بمكتب النقش والطباعة في واشنطن (رويترز)
أوراق من الدولار الأميركي توضع في أشرطة التغليف أثناء الإنتاج بمكتب النقش والطباعة في واشنطن (رويترز)

احتفظ الدولار بأكبر مكاسبه في أسبوع يوم الأربعاء، بعد أن دفع هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل شراء أصول الملاذ الآمن، مع قلق المستثمرين بشأن اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو مقابل الدولار عند 1.1069 دولار، بعد أن سجل أكبر انخفاض له في نحو 4 أشهر يوم الثلاثاء، بنسبة 0.6 في المائة.

واستقر مؤشر الدولار الأميركي الذي يتتبع العملة مقابل سلة من العملات، عند 101.25 بعد أن ارتفع بنسبة 0.5 في المائة يوم الثلاثاء.

وقالت إيران يوم الأربعاء، إن هجومها الصاروخي على إسرائيل -وهو أكبر هجوم عسكري لها على الدولة اليهودية- انتهى، ما لم يحدث مزيد من الاستفزازات، في حين قالت إسرائيل والولايات المتحدة إنهما ستردان على طهران.

وقالت جين فولي، رئيسة استراتيجية النقد الأجنبي في «رابوبانك»: «يبدو أن سعر النفط هو الذي يوجه السوق (ولكن) حتى الآن لا يزال خام برنت عند 75 دولاراً للبرميل، وهذا أقل كثيراً مما كان عليه قبل الصيف... من الواضح أنه لا يزال مصدراً رئيسياً للقلق. ومن المؤكد أن السوق ستبقي عيناً واحدة على ذلك، والعين الأخرى على بنك الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاد الأميركي».

وفي مكان آخر، ارتفع الفرنك السويسري بوصفه ملاذاً آمناً بنسبة 0.1 في المائة إلى 0.8458 مقابل الدولار، بعد أن عكس خسائره السابقة، ليرتفع قليلاً يوم الثلاثاء.

ولم يطرأ تغير يذكر على الجنيه الإسترليني عند 1.3292 دولار، بعد أن هبط 0.67 في المائة في اليوم السابق. وكان هبوط اليورو يوم الثلاثاء مدفوعاً أيضاً بزيادة الرهانات على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة في أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن أظهرت البيانات أن التضخم في منطقة اليورو انخفض أكثر من المتوقع إلى 1.8 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وساعد ارتفاع الدولار قراءة أقوى من المتوقع لفرص العمل في الولايات المتحدة.

وفي اليابان، انخفض الين 0.4 في المائة إلى 144.14 ين للدولار، بعد أن تجنب محافظ بنك اليابان كازو أويدا تكرار تعهد البنك المركزي بمواصلة رفع أسعار الفائدة في خطاب، وركز على المخاطر التي تواجه الاقتصاد. وقال وزير الاقتصاد المعين حديثاً في البلاد ريوسي أكازاوا يوم الأربعاء، إن رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا يتوقع أن يقوم بنك اليابان بإجراء تقييمات اقتصادية دقيقة عند رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.

ويتحول التركيز إلى بيانات الوظائف الخاصة في الولايات المتحدة المقرر صدورها في وقت لاحق من يوم الأربعاء؛ حيث يراقب المتعاملون أيضاً نزاعاً في المواني الأميركية.

يذكر أن أهم نقطة بيانات هذا الأسبوع هي تقرير التوظيف في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر، يوم الجمعة.