مخاوف المستثمرين تسيطر على تداولات الأسهم الأميركية

محللون: باول مطالب بتقديم حجج قوية لتجنب الاضطرابات في الأسواق

متداول يعمل بينما تعرض شاشة مؤتمراً صحافياً لرئيس «الفيدرالي» جيروم باول في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل بينما تعرض شاشة مؤتمراً صحافياً لرئيس «الفيدرالي» جيروم باول في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

مخاوف المستثمرين تسيطر على تداولات الأسهم الأميركية

متداول يعمل بينما تعرض شاشة مؤتمراً صحافياً لرئيس «الفيدرالي» جيروم باول في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يعمل بينما تعرض شاشة مؤتمراً صحافياً لرئيس «الفيدرالي» جيروم باول في بورصة نيويورك (رويترز)

تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الأربعاء، حيث ينتظر المستثمرون القلقون قراراً من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات، مع توقع معظم المتداولين خفضاً بنصف نقطة مئوية.

وظلت تكاليف الاقتراض عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقدين منذ يوليو (تموز) 2023، عندما رفع المصرف المركزي آخر مرة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى ما بين 5.25 في المائة و5.50 في المائة، وفق «رويترز».

وارتفعت عقود مؤشر «داو جونز» الصناعي المستقبلية بمقدار 44 نقطة، أو 0.11 في المائة، وارتفعت عقود مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» المستقبلية بمقدار 0.5 نقطة، أو 0.01 في المائة، وانخفضت عقود مؤشر «ناسداك 100» بمقدار 2.5 نقطة، أو 0.01 في المائة.

كما كانت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع الأسهم الصغيرة التي تميل إلى الأداء الأفضل في بيئة أسعار فائدة منخفضة، مستقرة أيضاً.

وسجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ومؤشر «داو جونز» الصناعي القياسي انتعاشاً من هبوط كبير في أوائل أغسطس (آب)، وحققا أعلى مستوياتهما على الإطلاق في الجلسة السابقة، بعد أن أشارت مجموعة من البيانات الاقتصادية إلى اقتصاد ما زال قوياً قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

ومع ذلك، فإن الغموض يحيط بحجم خفض أسعار الفائدة. وبعد تعليقات حذرة من مسؤولي الفيدرالي الحاليين والسابقين، يرى المتداولون الآن احتمالاً بنسبة 63 في المائة لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، يحذر المحللون من أن تحركاً كبيراً من المصرف المركزي يمكن أن يخيف الأسواق، التي تشعر بالفعل بالقلق بشأن الصحة العامة لأكبر اقتصاد في العالم.

وانخفضت احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الآن إلى 37 في المائة من 86 في المائة منذ أسبوع. وسيركز المستثمرون أيضاً على تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق من اليوم لتقييم موقف المصرف المركزي من الاقتصاد وآفاق المزيد من خفض أسعار الفائدة هذا العام.

وقال محللون في بنك «آي إن جي» إن باول يحتاج إلى تقديم حجة اقتصادية قوية للتحرك بنصف نقطة مئوية لتجنب الظهور بمظهر حساس للغاية لتوقعات أسعار الفائدة في السوق.

وأضاف: «يحتاج باول إلى إظهار أن خفض 50 نقطة أساس ليس تحركاً مفزعاً. ففشله في تقديم مثل هذه الطمأنة يمكن أن يسبب اضطرابات في الأسهم».

وارتفعت الأسواق هذا العام، حيث سجل جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة مستويات قياسية جديدة على أمل خفض أسعار الفائدة مع اعتدال التضخم وإظهار سوق العمل علامات تدريجية على التراجع.

وكان أداء الشركات ذات الوزن الثقيل في النمو متبايناً في تداولات ما قبل السوق. وانخفض سهم شركة «أبل» بنسبة 0.60 في المائة، وانخفض سهم «إنفيديا» بنسبة 0.51 في المائة، في حين ارتفع سهما «ألفابت» و«مايكروسوفت» بنسبة 0.15 في المائة و0.31 في المائة على التوالي.

ومن بين أكبر الشركات تحركاً، قفزت شركة Intuitive Machines Inc. بنسبة 42 في المائة بعد تأمين عقد خدمات الملاحة بقيمة 4.8 مليار دولار من وكالة «ناسا».


مقالات ذات صلة

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد رجل يلتقط صورة للوحة الإلكترونية لأسعار الأسهم في بورصة باكستان للأوراق المالية في كراتشي (رويترز)

انخفاض الأسهم العالمية بعد إغلاق الأسواق الأميركية بمناسبة عيد الشكر

انخفضت أسواق الأسهم العالمية على نطاق واسع، يوم الجمعة، بعد إغلاق الأسواق الأميركية، يوم الخميس، بمناسبة عيد الشكر.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد أحد المستثمرين يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

سوق الأسهم السعودية تنهي تداولات الأسبوع مرتفعة 0.4 %

ارتفع مؤشر السوق السعودية في آخِر جلسات الأسبوع بـ0.4 في المائة، وسط ارتفاع سهمي «الأهلي» و«أكوا باور».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

دي غالو من «المركزي الأوروبي»: يجب إبقاء خيارات خفض الفائدة أكبر في ديسمبر

أكد عضو البنك المركزي الأوروبي، فرانسوا فيليروي دي غالو، الخميس، أن البنك يجب أن يبقي خياراته مفتوحة لخفض أكبر لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (باريس - فرانكفورت )
الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يحضر إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبيس إكس» في براونزفيل بتكساس (رويترز)

«نوفمبر المالي»... الأسواق بين انتصارات ترمب وتقلباتها

حَفِل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) بتقلبات كبيرة بالأسواق المالية، فقد شهدت أسواق الأسهم والعملات تحولات ملحوظة بعد فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.