هل تتحوّل ماليزيا من بين أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال في العالم إلى مستوردة له؟

تتمتع ماليزيا بواحدة من كبرى القدرات التشغيلية لتسييل الغاز في العالم (وكالة الأنباء الماليزية)
تتمتع ماليزيا بواحدة من كبرى القدرات التشغيلية لتسييل الغاز في العالم (وكالة الأنباء الماليزية)
TT

هل تتحوّل ماليزيا من بين أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال في العالم إلى مستوردة له؟

تتمتع ماليزيا بواحدة من كبرى القدرات التشغيلية لتسييل الغاز في العالم (وكالة الأنباء الماليزية)
تتمتع ماليزيا بواحدة من كبرى القدرات التشغيلية لتسييل الغاز في العالم (وكالة الأنباء الماليزية)

أعلن وزير الموارد الطبيعية الماليزي، أن ماليزيا، وهي واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، ستدرس استيراد الغاز المسال للمساعدة في تغطية احتياجاتها المستقبلية من الطاقة.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن وزير الموارد الطبيعية والاستدامة البيئية، نيك نظمي نيك أحمد، القول: «سندرس فيما بعد استيراد الغاز الطبيعي المسال إلى ماليزيا، وهو ما سيكون أمراً مميزاً؛ لأننا دولة مصدّرة له» حالياً. وأضاف: «إن المساحة المتاحة لبناء محطات طاقة مائية جديدة محدودة، خصوصاً في شبه جزيرة ماليزيا، ومن ثم فإن الدور الذي ستلعبه واردات الغاز الطبيعي المسال سيكون بمثابة الجسر اللازم لتلبية احتياجاتنا من الطاقة».

وكانت ماليزيا قد احتفظت بمكانتها، بوصفها خامس أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في عام 2023، بعد روسيا وقطر وأستراليا والولايات المتحدة. وبلغ إجمالي صادراتها من الغاز الطبيعي المسال في عام 2023 نحو 26.75 مليون طن، وهو ما يُشكل نحو 7 في المائة من إجمالي الغاز الطبيعي المسال المتداول عالمياً، وفقاً لتقرير الغاز الطبيعي المسال العالمي السنوي الصادر عن الاتحاد الدولي للغاز.

يذكر أن الدول المصدرة للغاز في آسيا تكافح حالياً للتكيُّف مع نقص احتياطاتها من الغاز نتيجة النمو الاقتصادي السريع، وهو المزيج الذي يُجبر بعض الحكومات على إعادة التفكير في استراتيجيات التصدير طويلة المدى. وقد اضطرت الدولة التي كانت من كبار منتجي الغاز إلى استيراده من الخارج.

وفي أبريل (نيسان) الماضي، قالت صحيفة «جاكرتا بوست» الإندونيسية إن شركة المرافق التابعة للدولة قد تستورد الغاز الطبيعي المسال من الخارج، في ظل نقص الإمدادات المحلية.

يذكر أن ماليزيا كانت خامس أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم خلال العام الماضي، وفق بيانات حركة ناقلات الغاز المسال على مستوى العالم. كما أظهرت البيانات أن ماليزيا تستورد حالياً كميات بسيطة من الغاز. وفي حال زيادة هذه الواردات فإنها ستحذو حذو الدول الناشئة الأخرى التي تحوّلت إلى هذا الوقود بوصفه أقل تلويثاً للبيئة مقارنة بالفحم، في المرحلة الانتقالية للتحول الكامل إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة في المستقبل.

وتستهدف ماليزيا الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050، ولذلك فإنها قررت عدم إقامة أي محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم. ووفق وزير الموارد الطبيعية فإن الفحم والغاز يشكلان نحو 80 في المائة من مزيج الطاقة في ماليزيا.


مقالات ذات صلة

«بوتاش» التركية و«توتال إنرجيز» توقِّعان اتفاقية طويلة الأمد للغاز المسال

الاقتصاد وزير الطاقة التركي ورئيس شركة «بوتاش» التركية ونائب رئيس «توتال إنرجيز» خلال توقيع الاتفاقية (من حساب الوزير في «إكس»)

«بوتاش» التركية و«توتال إنرجيز» توقِّعان اتفاقية طويلة الأمد للغاز المسال

وقَّعت شركة خطوط الأنابيب التركية «بوتاش» مع شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية اتفاقية لتوريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات يبدأ سريانها اعتباراً من عام 2027.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أحد المواقع الخاصة بالغاز الطبيعي والتابعة لشركة «بوتاش» التركية (موقع الشركة)

«بوتاش» التركية و«توتال إنرجيز» توقعان اتفاقية غاز مسال طويلة الأجل

وقّعت «بوتاش» التركية للطاقة اتفاقية مدتها 10 سنوات لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من شركة النفط الفرنسية الكبرى «توتال إنرجيز» بداية من 2027.

«الشرق الأوسط» (أنقرة - باريس)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لشركة «شيفرون» يلقي الكلمة الرئيسية في مؤتمر «غاز تيك» في هيوستن (رويترز)

رئيس «شيفرون»: سياسات بايدن «تقوِّض» أمن الطاقة

انتقد رئيس شركة «شيفرون» مايك ويرث، سياسة إدارة بايدن بشأن النفط والغاز، قائلاً إنها «تقوض أمن الطاقة» لحلفاء الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد استحواذ "أرامكو" على حصة من "ميد أوشن إنرجي" كان أول دخول لها إلى عالم الغاز الطبيعي المسال في الخارج (رويترز)

«أرامكو» تريد أن تكون لاعباً رئيسياً في مجال الغاز الطبيعي المسال

شدد رئيس أعمال الغاز الطبيعي في "أرامكو السعودية"، على أن الشركة تريد أن تصبح لاعباً رئيسياً في مجال الغاز الطبيعي المسال.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد أذربيجان... لماذا تَبرز بقوة في قطاع الطاقة الأوروبي مع اقتراب نهاية العام؟

أذربيجان... لماذا تَبرز بقوة في قطاع الطاقة الأوروبي مع اقتراب نهاية العام؟

لا تزال عائدات النفط والغاز تدعم إيرادات أذربيجان التي كان يُطلَق على عاصمتها باكو «عاصمة النفط في العالم».

«الشرق الأوسط» (باكو)

تباطؤ حاد في صادرات اليابان وانكماش لطلبيات الآلات

حاويات في ميناء «أومي» للبضائع في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
حاويات في ميناء «أومي» للبضائع في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

تباطؤ حاد في صادرات اليابان وانكماش لطلبيات الآلات

حاويات في ميناء «أومي» للبضائع في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
حاويات في ميناء «أومي» للبضائع في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

تباطأ نمو الصادرات اليابانية بشكل حاد في أغسطس الماضي، وسط انخفاض الشحنات إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى في ثلاث سنوات، وانكمشت طلبيات الآلات بشكل غير متوقع في يوليو (تموز)، في مؤشر يثير قلقاً بالنسبة لاقتصاد يكافح من أجل تحقيق تعافٍ قوي.

ويقول المحللون إن الطلب الخارجي الضعيف يقوض مساعي اليابان لدفع نمو اقتصادي مستدام، خاصة في ظل تزايد احتمالات تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة وضعف اقتصاد الصين، وهما شريكان تجاريان رئيسيان لليابان.

وأظهرت بيانات نشرت، الأربعاء، أن إجمالي الصادرات ارتفع 5.6 في المائة في أغسطس على أساس سنوي، وهو ما يمثل زيادة للشهر التاسع على التوالي، لكنه يقل كثيراً عن متوسط توقعات السوق بنمو بـ10 في المائة، ويأتي بعد ارتفاع بواقع 10.3 في المائة في يوليو.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة 0.7 في المائة في أول انخفاض شهري منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، بضغط من تراجع مبيعات السيارات 14.2 في المائة. وارتفعت صادرات اليابان إلى الصين، أكبر شريك تجاري لليابان، 5.2 في المائة في أغسطس على أساس سنوي.

ومن جهة أخرى، ارتفعت قيمة الواردات 2.3 في المائة في أغسطس، مقارنة بالعام السابق، مقابل توقعات خبراء اقتصاد بنمو قدره 13.4 في المائة. ونتيجة لذلك، سجل الميزان التجاري عجزاً بقيمة 695.3 مليار ين (4.90 مليار دولار)، مقارنة مع توقعات بعجز قدره 1.38 تريليون ين.

وأظهرت بيانات منفصلة صدرت عن مكتب مجلس الوزراء أن طلبيات الآلات الأساسية انخفضت بشكل غير متوقع 0.1 في المائة في يوليو مقارنة بالشهر السابق، وهو ما يتناقض مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز» بزيادة 0.5 في المائة.

وفي سوق الأسهم، تعافى المؤشر «نيكي» الياباني، الأربعاء، بدعم من ضعف الين وانتعاش أسهم شركات الرقائق الإلكترونية، لكن المكاسب ظلت محدودة مع ترقب قرار السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي طال انتظاره.

وأغلق المؤشر «نيكي» مرتفعاً 0.5 في المائة عند 36380.17 نقطة، بعد الانخفاض على مدى جلستين بسبب قوة الين، كما أغلق المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً مرتفعاً 0.4 في المائة عند 2565.37 نقطة.

ودعم الين شركات التصدير عندما بدأ جلسة الأربعاء منخفضاً عند مستوى 142 للدولار، بعد أن ارتفع إلى مستوى 140 للدولار تقريباً خلال جلسة تداول آسيوية خفيفة بسبب العطلات يوم الاثنين. ومن شأن انخفاض الين دعم المصدّرين لأنه يزيد من قيمة الأرباح القادمة من الخارج عندما تعيد الشركات هذه الأرباح إلى اليابان.

وصعدت أسهم شركات صناعة السيارات على وجه الخصوص، الأربعاء، بعد أن اشترى مستثمرون أسهم شركات كبيرة انخفضت قيمتها بسبب المكاسب الأخيرة التي حققها الين. وارتفعت أسهم «تويوتا موتورز» بنحو 3.3 في المائة، و«مازدا موتورز» 3.6 في المائة، و«هوندا موتورز» 2.5 في المائة.

ومن بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو، ارتفع مؤشر قطاع شركات معدات النقل - الذي يشمل شركات صناعة السيارات - 2.4 في المائة، ليصبح الأفضل أداء. وشهد قطاع التكنولوجيا أيضاً بعض عمليات الشراء لأسهم منخفضة، مما رفع سهم شركة أدفانتست لتصنيع معدات اختبار الرقائق 1.8 في المائة.

لكن مكاسب الأسهم ظلت محدودة مع تعويض الين بعض خسائر الليلة الماضية، في حين ينتظر المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة المقرر صدوره في وقت لاحق.

ومن بين الشركات الكبرى الأخرى ارتفع سهم «فاست ريتيلنغ» المالكة للعلامة التجارية «يونيكلو» 2.4 في المائة ليعطي أكبر دفعة للمؤشر «نيكي». كما ارتفع سهم مجموعة «سوفت بنك» للاستثمار في الشركات الناشئة، والتي تركز على الذكاء الاصطناعي، 0.3 في المائة.