«بنك أوف أميركا» يخفض توقعات النمو الصيني

هانغزو وووهان تقفزان في تصنيفات أفضل المدن أداءً

مشاة يسيرون تحت الأمطار في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
مشاة يسيرون تحت الأمطار في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
TT

«بنك أوف أميركا» يخفض توقعات النمو الصيني

مشاة يسيرون تحت الأمطار في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
مشاة يسيرون تحت الأمطار في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

قال «بنك أوف أميركا» في مذكرة بحثية إنه خفض توقعات النمو الاقتصادي للصين إلى 4.8 في المائة، من 5 في المائة في توقعاته السابقة لعام 2024، مشيرا إلى أن النمو فقد زخمه في الأشهر الأخيرة.

كما خفض «بنك أوف أميركا» توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 4.5 في المائة لكل من عامي 2025 و2026، من 4.7 في المائة سابقا.

وفي سياق منفصل، أظهرت تصنيفات محدثة صادرة عن مؤسسة بحثية أميركية مستقلة أن مدينة هانغزو في شرق الصين التي تركز على التكنولوجيا هي أفضل مدينة كبيرة أداءً في البلاد، بينما قطعت مدينة ووهان في وسط الصين خطوات كبيرة لتصبح ثاني أفضل مدينة.

وقفزت هانغزو، عاصمة مقاطعة تشجيانغ الثرية في الصين وموطن مجموعة «علي بابا» العملاقة للتجارة الإلكترونية، سبعة مراكز لتصبح الأفضل أداءً بين المدن من الدرجتين الأولى والثانية، وفقاً لتقرير مؤشر أفضل المدن أداءً في الصين 2023-2024 لـ«معهد ميلكن» الصادر يوم الثلاثاء.

وذكر التقرير أن المدينة، التي تضم أيضاً شركة «نيت إيز» للألعاب و«جيلي أوتو» للسيارات، استثمرت بكثافة في العلوم والتكنولوجيا. كما ينظر مركز الأبحاث في مقاييس مثل التوظيف ومتوسط ​​الأجور والناتج الإقليمي الإجمالي.

وارتفعت ووهان 27 مركزا لتحتل المركز الثاني، وأشار التقرير إلى أنها عملت على تنويع اقتصادها إلى ما هو أبعد من التصنيع من خلال التركيز على علوم وهندسة المعلومات البصرية الإلكترونية، والطب الحيوي، والطاقة الجديدة، والخدمات التكنولوجية الفائقة.

وخلف ووهان مباشرة كانت جينان وتشانغشا وتشنغدو ونانتشانغ وهيفي - وهي مدن داخلية تأمل الحكومة المركزية أن توفر زخما اقتصاديا جديدا. وقد زادت هذه المدن من استثماراتها في تطوير المنتجات والخدمات التكنولوجية الفائقة وابتعدت عن مصادر النمو التقليدية مثل الاستثمار في البنية التحتية والصناعة الثقيلة الملوثة.

وقال بيري وونغ، المدير الإداري للأبحاث في «معهد ميلكن» ومؤلف التقرير: «عندما نظرت إلى بعض أفضل المدن أداءً قبل خمس سنوات، كانت جميعها على طول المناطق الساحلية... والآن بدأت تتحرك إلى المنطقة المركزية قليلا».

ويتوافق هذا التحول مع جهود الصين لتنمية «قوى إنتاجية جديدة» - وهي عبارة صاغها الرئيس شي جينبينغ العام الماضي عندما أكد على أن الابتكار يجب أن يقود النمو الاقتصادي.

وفي شأن آخر، تراجعت وتيرة نمو النشاط الاقتصادي لقطاع الخدمات في الصين خلال الشهر الماضي. وبحسب مسح مؤسسة كايشين الصادرة نتائجه يوم الأربعاء، تراجع مؤشر مديري مشتريات القطاع خلال أغسطس (آب) إلى 51.6 نقطة، مقابل 52.1 نقطة خلال يوليو (تموز) الماضي.

واستمر نمو نشاط قطاع الخدمات خلال الشهر الماضي بفضل ارتفاع معدل تدفق الأعمال الجديدة. وغالبا ما يربط موفرو الخدمات الصينيون النمو في الأعمال الجديد بالتحسن في ظروف الطلب وزيادة عروض الخدمات... ورغم ذلك فإن وتيرة نمو الأعمال الجديدة خلال الشهر الماضي كانت أبطأ من الشهر السابق. في المقابل زادت صادرات قطاع الخدمات بوتيرة أسرع. وبحسب أعضاء لجنة المسح فإن هناك نموا في اهتمام العملاء خارج الصين وخاصة في السياحة، وهو ما دعم النمو الأسرع لصادرات الخدمات.

وفي الأسواق، هبطت أسهم الصين إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر يوم الأربعاء بينما هبطت أسهم هونغ كونغ بأكثر من 1 في المائة لتقتفي أثر الانخفاضات في الأسواق الآسيوية، حيث أثرت موجة بيع حادة لأسهم التكنولوجيا في وول ستريت وهبوط في أسعار النفط على المعنويات.

وبحلول استراحة منتصف النهار خسر مؤشر «سي إس آي» 300 الصيني للأسهم القيادية 0.4 في المائة ليسجل أدنى مستوى له منذ أوائل فبراير (شباط). وانخفض مؤشر شنغهاي المركب 0.5 في المائة، فيما خسر مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 1.1 في المائة.

وهبطت أسهم التكنولوجيا في السوقين بعد أن هبطت أسهم شركة «إنفيديا» العملاقة للذكاء الاصطناعي 9.5 في المائة يوم الثلاثاء في الولايات المتحدة ما أثر على المعنويات في القطاع عالميا. وقال ستيفن ليونغ المدير التنفيذي للمبيعات المؤسسية في «يو أو بي كاي هيان»: «هونغ كونغ ضعيفة للغاية، لذا كلما رأينا إشارة سلبية مثل تلك من الولايات المتحدة، فإن أداء هونغ كونغ سيكون أسوأ».


مقالات ذات صلة

خبير فرنسي: الصين لم تعد تملك الوسائل لتحقيق طموحاتها في أفريقيا

العالم الرئيس الصيني شي جينبينغ وزوجته بنغ لي يوان يصلان إلى قاعة للترحيب بقادة دول أفريقية خلال حفل استقبال في منتدى التعاون الصيني الأفريقي في قاعة الشعب الكبرى في بكين، الصين 4 سبتمبر 2024 (رويترز)

خبير فرنسي: الصين لم تعد تملك الوسائل لتحقيق طموحاتها في أفريقيا

يرى الخبير الفرنسي زافييه أوريغان المتخصص بالعلاقات الصينية - الأفريقية، أن الصين لم تعد تمتلك الوسائل لتحقيق طموحاتها في أفريقيا.

شادي عبد الساتر (بيروت)
الاقتصاد متجر بيع بالتجزئة يعلن عن وظيفة بدوام كامل في أوشنسايد بكاليفورنيا (رويترز)

تراجع فرص العمل في الولايات المتحدة مع ضعف الطلب على العمالة

سجلت الشركات الأميركية عدداً أقل من فرص العمل في يوليو مقارنة بالشهر السابق مما يشير إلى احتمال تباطؤ التوظيف بالأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك للأوراق المالية (رويترز)

مخاوف الركود تتغلب على توقعات خفض الفائدة في الأسواق العالمية

أدت حالة القلق الزائدة بشأن التوقعات الاقتصادية للولايات المتحدة وشهر سبتمبر الذي يعد شهراً ضعيفاً تقليدياً لأسواق الأسهم إلى عاصفة مثالية جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عمال يتجهون إلى العمل خلال ساعة الذروة الصباحية في الحي المالي كناري وارف بلندن (رويترز)

ارتفاع نشاط الخدمات في المملكة المتحدة بأسرع وتيرة منذ أبريل

نما نشاط الخدمات في المملكة المتحدة الشهر الماضي بأسرع وتيرة منذ أبريل (نيسان) وانخفضت ضغوط الأسعار، وفقاً لمسح أشار إلى توقعات أكثر إيجابية للتضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رجل على دراجة يمرّ أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

اليابان مطالَبة بـ«الانضباط المالي» مع مطالب موازنة قياسية

قالت وزارة المالية اليابانية إن مطالب الموازنة بلغت مستوى قياسياً في السنة المالية المقبلة متجاوزةً 800 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

مسح «الفيدرالي» يظهر ركوداً وتراجعاً في النشاط الاقتصادي الأميركي

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في مؤتمر صحافي سابق (موقع الاحتياطي)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في مؤتمر صحافي سابق (موقع الاحتياطي)
TT

مسح «الفيدرالي» يظهر ركوداً وتراجعاً في النشاط الاقتصادي الأميركي

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في مؤتمر صحافي سابق (موقع الاحتياطي)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في مؤتمر صحافي سابق (موقع الاحتياطي)

قال بنك الاحتياطي الفيدرالي، في مسحه «الكتاب البيج (Beige Book)»، إن النشاط الاقتصادي كان ثابتاً أو متراجعاً في معظم المناطق في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.

ووفقاً للتقرير الصادر يوم الأربعاء، كانت مستويات التوظيف ثابتة بشكل عام أو ارتفعت قليلاً. وفي حين كانت التقارير عن تسريح العمال نادرة، فقد أشارت بعض الشركات إلى خفض نوبات العمل وساعات العمل، وترك الوظائف المعلن عنها شاغرة أو تقليل عدد الموظفين.

وجاء في التقرير أن أصحاب العمل «كانوا أكثر انتقائية في توظيفاتهم وأقل ميلاً لتوسيع قواهم العاملة، مشيرين إلى مخاوف بشأن الطلب والتوقعات الاقتصادية غير المؤكدة».

وفقاً لبنك الاحتياطي الفيدرالي، ارتفعت الأسعار والأجور بشكل متواضع خلال الفترة. وقام بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند بتجميع أحدث إصدار من «الكتاب البيج» باستخدام المعلومات التي تم جمعها في أو قبل 26 أغسطس (آب).

يتضمن التقرير تعليقات وحكايات حول ظروف العمل في كل من المناطق الإقليمية الـ12 التابعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، التي تم جمعها مباشرة من الشركات وجهات الاتصال الأخرى.

وقد ارتفع عدد المناطق التي أبلغت عن نشاط ثابت أو متراجع إلى 9 مناطق في الأسابيع الأخيرة، من 5 مناطق في الفترة السابقة. ونما النشاط الاقتصادي في 3 مناطق. ومع ذلك، توقعت جهات الاتصال بشكل عام أن يظل النشاط الاقتصادي مستقراً أو يتحسن إلى حد ما في الأشهر المقبلة.

وقال الباحثون عن عمل إن العثور على عمل أصبح أكثر صعوبة ويستغرق وقتاً أطول. وقد رسمت البيانات الأخيرة صورة مماثلة.

ودفع الضعف في سوق العمل الأميركية، إلى جانب انخفاض قراءات التضخم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى القول الشهر الماضي إن الوقت قد حان للبنك المركزي لخفض أسعار الفائدة.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يتم الخفض الأول عندما يجتمع صناع السياسات يومي 17 و18 سبتمبر (أيلول) في واشنطن. وارتفع معدل البطالة في الأشهر الأخيرة وتراجع أصحاب العمل عن التوظيف. وانخفضت فرص العمل في الولايات المتحدة في يوليو (تموز) إلى أدنى مستوى منذ أوائل عام 2021، وفقاً لتقرير منفصل صدر في وقت سابق من يوم الأربعاء. وفي مؤتمر صحافي أعقب أحدث اجتماع لمسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، أشاد باول بـ«الكتاب البيج» وقال إنه يأخذ البيانات القصصية على محمل الجد.