تحذير من وزارة المالية الفرنسية بشأن تصاعد عجز الموازنة

أزمة سياسية تؤثر على الاقتصاد... وضغط متزايد على ماكرون

سيّاح يسيرون أمام برج إيفل في باريس (رويترز)
سيّاح يسيرون أمام برج إيفل في باريس (رويترز)
TT

تحذير من وزارة المالية الفرنسية بشأن تصاعد عجز الموازنة

سيّاح يسيرون أمام برج إيفل في باريس (رويترز)
سيّاح يسيرون أمام برج إيفل في باريس (رويترز)

حذّرت وزارة المالية الفرنسية، في رسالة إلى المشرّعين، من أن العجز في الموازنة قد يتصاعد بشكل غير متوقع هذا العام والعام المقبل إذا لم يُعثَر على مدخرات إضافية، حيث يتعثّر ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو في أزمة سياسية أعمق.

وتزيد الأوضاعُ المالية المتدهورة - التي أدّت أيضاً إلى وضع باريس تحت إجراءات تأديبية من الاتحاد الأوروبي - الضغطَ على الرئيس إيمانويل ماكرون في وقت يواجه فيه صعوبةَ تشكيلِ حكومة جديدة، بعد انتخابات مبكرة قادت إلى برلمان معلق منذ شهرين، وفق «رويترز».

ويعني العجز المالي أن أي حكومة جديدة قد تواجه خيارات صعبة؛ بين خفض الإنفاق وزيادة الضرائب، أو فقدان المصداقية مع شركاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي والأسواق المالية.

وأوضحت الوثيقة المرسلة إلى المشرّعين، يوم الاثنين، أن العجز في موازنة القطاع العام قد يصل إلى 5.6 في المائة من الناتج الاقتصادي هذا العام، كما قال النائب اليساري إريك كوكريل الذي يرأس لجنة المالية بالجمعية الوطنية، في منشور على موقع «إكس»، وكان الهدف الأصلي للحكومة المؤقتة هو تحقيق عجز بنسبة 5.1 في المائة.

وأضاف كوكريل أن العجز قد يصل إلى 6.2 في المائة في 2025، مشيراً إلى حسابات وزارة المالية التي تفيد بأن 60 مليار يورو (66.22 مليار دولار) من المدخرات في الموازنة ستكون ضرورية للوصول إلى هدف العجز للحكومة المنتهية ولايتها، والذي يبلغ 4.1 في المائة العام المقبل.

وكانت عدة ضرائب رئيسية، بما في ذلك ضريبة الدخل، وضريبة الشركات، وضريبة القيمة المضافة، أقل من التوقعات. كما تسبّبت أزمة أمنية في إقليم كاليدونيا الجديدة الفرنسي في المحيط الهادئ وانتخابات برلمانية مبكرة هذا العام في زيادة النفقات، كما أضاف.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته برونو لومير إنه «من الضروري جداً» أن تدفع فرنسا قُدماً في خفض الموازنة، وعدم السماح للعجز بالتصاعد، وفقاً لإحدى الوثائق المرسلة إلى المشرّعين التي اطلعت عليها «رويترز».

وردّ كوكريل قائلاً للصحافيين إن الوضع نتيجة تخفيضات الضرائب المتعاقبة تحت إدارة ماكرون، وأنه لا يمكن تصحيحه إلا بزيادة الضرائب بدلاً من خفض النفقات.

وقال لو مير الذي توقع نمواً اقتصادياً بنسبة 1 في المائة هذا العام والعام المقبل، إن 16.5 مليار يورو (18.2 مليار دولار) من الإنفاق تم تجميدها بالفعل لهذا العام؛ لتعويض العجز في الإيرادات وتجاوز الموازنة.

وقالت كوكريل: «يجب أن نضع حداً لهذه السياسة التي تعتمد دائماً على خفض النفقات».

ولطالما خالفت فرنسا قواعد الاتحاد الأوروبي التي تتطلب من الدول الأعضاء الحفاظ على عجز الموازنة أقل من 3 في المائة من الناتج الاقتصادي، ولم تسجّل باريس فائضاً منذ عام 1974، أي قبل 3 سنوات من ولادة ماكرون، كما أن إجمالي ديونها بنسبة 110 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي يتعارض أيضاً مع قواعد الاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

«إصلاح» موازنة الاتحاد الأوروبي ينذر بصدام بين أعضائه

الاقتصاد اجتماع سابق في أبريل لمجلس الشؤون الاقتصادية والمالية بالمفوضية الأوروبية (موقع المفوضية)

«إصلاح» موازنة الاتحاد الأوروبي ينذر بصدام بين أعضائه

من المقرر أن تدفع بروكسل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نحو إصلاح جذري لموازنتها المشتركة البالغة 1.2 تريليون يورو، وربط المدفوعات بالإصلاحات الاقتصادية…

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)

بنك إسرائيل يبقي سعر الفائدة دون تغيير عند 4.5 %

أعلنت لجنة السياسة النقدية في بنك إسرائيل أنها أبقت سعر الفائدة دون تغيير عند 4.5 في المائة، كما كان متوقعاً.

«الشرق الأوسط» (القدس)
الاقتصاد الواجهة الجنوبية لمقر «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت مضاءة بألوان الاتحاد (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي» يحذر من تأثير الإنفاق الحكومي المفرط على خفض التضخم

قال صانع السياسة في «المصرف المركزي الأوروبي»، كلاس نوت، يوم الثلاثاء، إن الإنفاق الحكومي المفرط جعل من الصعب على «المركزي» خفض التضخم.

«الشرق الأوسط» (روتردام (هولندا))
الاقتصاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يلقي خطاباً في حديقة الورود في «داونينغ ستريت» (وكالة حماية البيئة)

رئيس وزراء بريطانيا: موازنة أكتوبر ستكون مؤلمة وتلمِّح لرفع الضرائب

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن موازنة أكتوبر ستكون «مؤلمة»، مما أعطى أكبر تلميح حتى الآن بشأن زيادات الضرائب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شاطئ في تل أبيب (أ.ف.ب)

مجلس الوزراء الإسرائيلي يوافق على زيادة موازنة 2024 لـ«تمويل النازحين»

وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد على توسيع موازنة الدولة لعام 2024 بمقدار 3.4 مليار شيقل (923 مليون دولار) لـ«المساعدة في تمويل النازحين».

«الشرق الأوسط» (القدس)

مؤشر السوق السعودية يغلق مرتفعاً بتداولات تجاوزت 1.8 مليار دولار  

مستثمر يراقب شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالرياض (رويترز)
مستثمر يراقب شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالرياض (رويترز)
TT

مؤشر السوق السعودية يغلق مرتفعاً بتداولات تجاوزت 1.8 مليار دولار  

مستثمر يراقب شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالرياض (رويترز)
مستثمر يراقب شاشة الأسهم في السوق المالية السعودية بالرياض (رويترز)

ارتفع مؤشر السوق المالية السعودية، يوم الثلاثاء، بنسبة 0.11 في المائة، بزيادة 12.90 نقطة، ليقفل عند مستوى 12180 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 7 مليارات ريال (1.86 مليار دولار).

وكانت أسهم شركات «الأسماك» و«الباحة» و«صافولا» الأكثر ارتفاعاً بنسب 9.91 في المائة و8.33 في المائة و6.72 في المائة على التوالي، أما أسهم شركات «أنابيب الشرق» و«الزامل للصناعة» و«البحر الأحمر» فهي الأكثر انخفاضاً في التداولات، بمعدلات 4.97 في المائة، و4.74 في المائة، و3.14 في المائة على التوالي.

في حين، تصدر سهم «مصرف الراجحي» الشركات الأكثر نشاطاً بالقيمة بارتفاع 1.14 في المائة ليغلق عند 88.50 ريال، يليه سهم «أرامكو السعودية»، الذي استقرت نسبته دون أي تغير عن اليوم السابق، عند 27.90 ريال، تليهما «مجموعة صافولا».

وفيما يخص الشركات الأكثر نشاطاً بالكمية، تصدرت «الباحة» القائمة بارتفاع 8.33 في المائة، تليها «شمس» ثم «أنعام القابضة».

إلى ذلك، تم تحديد سعر الطرح النهائي لشركة «الماجد للعود» السعودية، عند الحد الأقصى البالغ 94 ريالاً، حسبما أعلن المستشار المالي ومدير الاكتتاب، «السعودي الفرنسي كابيتال».

وكانت «هيئة السوق المالية السعودية» وافقت في يونيو (حزيران) الماضي على عملية الطرح، بينما أعلنت شركة «الماجد للعود»، في أغسطس (آب) الماضي، نيتها طرح 7.5 مليون سهم للاكتتاب العام، تعادل 30 في المائة من رأسمالها، وخصصت 20 في المائة من الأسهم للمستثمرين الأفراد.

من جانب آخر، أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو)، منخفضاً 153.15 نقطة، ليقفل عند مستوى 26044 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 36 مليون ريال (9.6 مليون دولار)، وبلغت كمية الأسهم المتداولة مليوني سهم.