الغيص يؤكد على أهمية «التعويض» لضمان استقرار أسواق النفط

أمين عام «أوبك» في العراق بعد كازاخستان التي أكدت الالتزام بحصص خفض الإنتاج

اللقاء بين الغيص ووزير النفط العراقي (وكالة الأنباء العراقية)
اللقاء بين الغيص ووزير النفط العراقي (وكالة الأنباء العراقية)
TT

الغيص يؤكد على أهمية «التعويض» لضمان استقرار أسواق النفط

اللقاء بين الغيص ووزير النفط العراقي (وكالة الأنباء العراقية)
اللقاء بين الغيص ووزير النفط العراقي (وكالة الأنباء العراقية)

بحث الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزير النفط العراقي حيان عبد الغني تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الثنائي، حيث جرى التأكيد على أهمية ضمان نجاح الجهود الجارية التي تبذلها دول إعلان التعاون لدول «أوبك بلس» من أجل الحفاظ على استقرار سوق النفط.

وكان الغيص وصل إلى بغداد في زيارة تستغرق يومين، لبحث تطورات السوق النفطية آتياً من كازاخستان.

وتأتي زيارة الغيص لكل من العراق وكازاخستان (البلدين اللذين تخطيا سقف الإنتاج المحدد من «أوبك بلس») بعد أيام من إعلان الأمانة العامة للمنظمة تسلمها الخطط المحدثة من هذين البلدين وفق الحصص المتفق عليها ضمن «أوبك بلس». وبلغ الإنتاج الزائد التراكمي من العراق بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز) الماضيين 1.4 مليون برميل يومياً، ومن كازاخستان 699 ألف برميل يومياً.

وتنص هذه الخطط المحدثة على أن العراق وكازاخستان يهدفان إلى تعويض إنتاجهما بحلول سبتمبر (أيلول) 2025.

وكان الاجتماع الوزاري الـ37 لمنظمة «أوبك» والدول غير الأعضاء، الذي عُقد في 2 يونيو (حزيران) 2024، قد أكد على الأهمية البالغة للالتزام الكامل بآلية التعويض.

المصدر: منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)

وذكرت وكالة الأنباء العراقية أن عبد الغني بحث مع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الثنائي. وقالت «جرى خلال اللقاء بحث تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الثنائي بين الوزارة ومنظمة الدول المصدرة للنفط، إلى جانب التعاون والتنسيق مع الدول المنتجة المتحالفة من خارج المنظمة، من أجل تحقيق استقرار الأسواق العالمية».

من جانبها، ذكرت «أوبك» على موقعها أن الغيص التقى وزير النفط العراقي كجزء من زيارة رسمية إلى العراق العضو المؤسس لمنظمة «أوبك». وقالت إن الغيص ناقش خلال الاجتماع مع عبد الغني الظروف الحالية لسوق النفط، وأنهما أكدا على الأهمية الحاسمة لضمان نجاح الجهود الجارية التي تبذلها دول إعلان التعاون للحفاظ على استقرار سوق النفط. وأكد عبد الغني التزام العراق بالتنفيذ الكامل وفي الوقت المناسب لتعديلات مستوى الإنتاج، بما في ذلك خطة التعويض كما تم الاتفاق عليها في إطار إعلان التعاون.

لقاء جمع وفد «أوبك» ووزير النفط العراقي ومعاونيه (موقع أوبك)

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد، في بيان صحافي، إن زيارة الغيص «تأتي في إطار التواصل الثنائي حول تطورات السوق النفطية، إلى جانب تعزيز وتوسيع آفاق التعاون في (منظمة الدول المصدرة للنفط) ومع حلفائها». وذكر أن جدول زيارة الغيص يتضمن لقاء وزير النفط العراقي وعدد من المسؤولين.

وكان العراق قد أعلن في شهر يوليو الماضي التزامه بالتخفيضات الطوعية المتفق عليها في «أوبك بلس». وقالت وزارة النفط في بيان لها خلال شهر يوليو إن «العراق سيعوض أي فائض في الإنتاج بداية العام المقبل»، مشيرة إلى أنها «ستلتزم بمستوى الإنتاج المطلوب في الاتفاق والبالغ 4 ملايين برميل يومياً، لشهر يوليو والأشهر القادمة، بالإضافة إلى تعويض الفائض في الإنتاج منذ بداية العام خلال فترة التعويض والتي تمتد حتى نهاية شهر 2025».

في كازاخستان

وكان الغيص وصل إلى العراق آتياً من كازاخستان التي التقى فيها رئيس الوزراء، أولغاس بيكتينوف، حيث ناقشا الوضع الحالي في سوق النفط العالمية والتعاون الحالي.

الغيص خلال لقائه رئيس الوزراء الكازاخستاني أولغاس بيكتينوف (رئاسة الوزراء الكازاخستانية)

وقال بيكتينوف في اجتماع مع الغيص: «كازاخستان ملتزمة بمزيد من التعاون في إطار اتفاق (أوبك بلس). نحن ندعم مبادرات المنظمة ونتبع حصص خفض الإنتاج كما تفعل جميع البلدان الأخرى؛ بما في ذلك أيضاً التزاماتنا الطوعية الحالية»، وفق بيان رئاسة الحكومة.

من جانبه، أشاد الغيص بالدور المهم لكازاخستان في سوق النفط العالمية وجهود البلاد لضمان التوازن والتسعير المتوقع في سوق النفط. وأكد بيكتينوف والغيص نيتهما مواصلة التفاعل الناجح والمثمر، وفق البيان.

وأكد بيكتينوف على الدور المهم الذي تلعبه «أوبك» في ضمان استقرار سوق النفط العالمية، مشدداً على أن الإجراءات المنسقة من جانب منتجي ومصدري النفط داخل «أوبك بلس» تساعد في تخفيف الآثار السلبية المحتملة وفي استقرار السوق.


مقالات ذات صلة

النفط يصعد وسط مخاوف بشأن الإمدادات الليبية

الاقتصاد مضخة رافعة تقوم بحفر النفط الخام من حقل ييتس النفطي في حوض بيرميان غرب تكساس (رويترز)

النفط يصعد وسط مخاوف بشأن الإمدادات الليبية

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف، اليوم (الخميس)، بعد خسائر لجلستين مع تجدد المخاوف بشأن الإمدادات الليبية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
تحليل إخباري أحد حقول النفط في جنوب ليبيا (رويترز)

تحليل إخباري ​ماذا يخسر الليبيون من إغلاق حقول النفط؟

سلطت أزمة إغلاق الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب الحقول والموانئ النفطية الضوء على الخسائر التي قد تتعرض لها البلاد

جاكلين زاهر (القاهرة)
الاقتصاد صهاريج نفط في كاشينغ بولاية أوكلاهوما الأميركية (رويترز)

تراجع مخزونات النفط الأميركية بأقل من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام هبطت 846 ألف برميل إلى 425.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس (آب)، مقارنة بتوقعات المحللين.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد منصات حقول النفط يوهان سفيردروب التابعة لشركة «إكوينور» في بحر الشمال بالنرويج (رويترز)

«إكوينور» النرويجية قد تعيد النظر في الاستثمار بقطاع النفط البريطاني

قال مسؤول تنفيذي كبير في شركة «إكوينور» النرويجية إن الشركة ربما تعيد النظر في الاستثمار في النفط والغاز في بريطانيا، إذا غيّرت حكومة حزب العمال النظام المالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مصفاة «بي سي كيه» لتكرير النفط في مدينة شفيت الألمانية (رويترز)

قطر تجري محادثات لشراء حصة مملوكة لـ«روسنفت» الروسية في مصفاة ألمانية

ذكرت تقارير أن قطر تجري محادثات مع الحكومة الألمانية لشراء حصة مملوكة لمجموعة «روسنفت» الروسية للطاقة بمصفاة «بي سي كيه» شفيت الألمانية كانت قد صادرتها سابقاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)

بنك إسرائيل يبقي سعر الفائدة دون تغيير عند 4.5 %

مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)
مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)
TT

بنك إسرائيل يبقي سعر الفائدة دون تغيير عند 4.5 %

مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)
مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)

أعلنت لجنة السياسة النقدية في بنك إسرائيل أنها أبقت سعر الفائدة دون تغيير عند 4.5 في المائة، كما كان متوقعاً. وهذه هي المرة الخامسة على التوالي التي يترك فيها بنك إسرائيل سعر الفائدة دون تغيير، بعد أن خفضه من 4.75 في المائة في يناير (كانون الثاني).

وأبدى بنك إسرائيل قلقه إزاء اتساع العجز، وعدم وجود موازنة لعام 2025، وعدم اليقين الجيوسياسي وضغوط التضخم، وقد قام بمراجعة توقعاته للتضخم لعام 2024 نحو الأعلى إلى 3.8 في المائة، ولم يعد يرى أنه سيهبط إلى أقل من 3 في المائة، وهو الحد الأقصى للنطاق المستهدف السنوي.

وقال: «منذ اندلاع الحرب، وفي الأشهر الأخيرة على وجه الخصوص، ازداد عدم اليقين الجيوسياسي وتداعياته الاقتصادية. هذه العوامل، إلى جانب عدم اليقين المالي، تنعكس أيضاً في الفوارق العالية في العائد بين السندات الحكومية الإسرائيلية والسندات الأميركية، وفي الفوارق الائتمانية لمبادلات التخلف عن سداد الائتمان التي تقترب من مستويات قياسية».

وفيما يتعلق بالتضخم، أضاف بنك إسرائيل: «التضخم كان في اتجاه تصاعدي في الأشهر الأخيرة، وهو الآن أعلى بقليل من الحد الأعلى للنطاق المستهدف. الزيادة في معدل التضخم تعكس بشكل رئيسي الارتفاع في معدل التغير في أسعار المكونات غير القابلة للتداول».

وأضاف: «نظراً لاستمرار الحرب، تركز لجنة السياسة النقدية على استقرار الأسواق وتقليل عدم اليقين، جنباً إلى جنب مع استقرار الأسعار ودعم النشاط الاقتصادي. وسيتم تحديد مسار سعر الفائدة بناءً على تقارب التضخم مع هدفه، واستمرار الاستقرار في الأسواق المالية، والنشاط الاقتصادي، والسياسة المالية».

كما عبر بنك إسرائيل عن قلقه بشأن السياسة المالية الحكومية، قائلاً: «استمر العجز التراكمي في موازنة الحكومة خلال الأشهر الـ12 الماضية في الزيادة في يوليو (تموز)، ليصل إلى 8.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وما لم تكن هناك إضافات غير متوقعة لموازنة الدفاع، فمن المتوقع أن تصل إلى 6.6 في المائة بحلول نهاية عام 2024».

ويساهم عدم اليقين المحيط بموازنة الدولة لعام 2025 وتنفيذ التعديلات المطلوبة لخفض العجز بشكل مستمر في زيادة علاوة المخاطرة، ومن المحتمل أن يؤثر على عودة التضخم إلى هدفه.