المستثمرون اليابانيون يعززون مشترياتهم من السندات الأجنبية

«نيكي» يغلق عند أعلى مستوى في 3 أسابيع

سياح في أحد المعابد القديمة بالعاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
سياح في أحد المعابد القديمة بالعاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

المستثمرون اليابانيون يعززون مشترياتهم من السندات الأجنبية

سياح في أحد المعابد القديمة بالعاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
سياح في أحد المعابد القديمة بالعاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

زاد المستثمرون اليابانيون مشترياتهم من السندات الأجنبية في الأسبوع المنتهي في السابع عشر من أغسطس (آب) الجاري، مع تهدئة المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة بسرعة من جانب بنك اليابان والقلق حول قوة الين وتأثيرها السلبي في صفقات تجارة الفائدة.

وقال بعض المحللين إن المستثمرين يستغلون أيضاً قوة الين لشراء السندات الأجنبية في أعقاب ارتفاع حاد للعملة الشهر الماضي. وأظهرت بيانات من وزارة المالية أن المستثمرين اليابانيين اشتروا 1.85 تريليون ين (12.72 مليار دولار) من السندات الأجنبية طويلة الأجل خلال الأسبوع، وهو ما يمثل أكبر صافي شراء أسبوعي منذ الثامن عشر من مايو (أيار)... ومع ذلك فقد باعوا أوراقاً مالية قصيرة الأجل بلغ مجموعها الصافي 143.9 مليار ين.

وعزز رفع بنك اليابان أسعار الفائدة في وقت سابق من هذا الشهر، الين، مما دفع المستثمرين اليابانيين إلى تصفية صفقات تجارة الفائدة لصالح السندات الأجنبية التي تقدم عوائد أعلى مقارنةً بأسعار الفائدة المنخفضة في اليابان.

وقالت مذكرة صادرة عن «أكسفورد إيكونوميكس»، يوم الخميس: «لقد أثار عدم استقرار الأسواق المالية في أوائل أغسطس انتقادات مفادها أن بنك اليابان كان متسرعاً للغاية في رفع أسعار الفائدة. ورغم أن جزءاً كبيراً من صفقات تجارة الفائدة بالين يبدو أنه جرى حله في الوقت الحالي، فقد يتردد بنك اليابان في رفع أسعار الفائدة إذا انتكس عدم استقرار السوق».

كما ضخ المستثمرون اليابانيون صافي 353.2 مليار ين في الأسهم الخارجية، مما يمثل رابع صافي شراء أسبوعي في 5 أسابيع.

وفي الوقت نفسه، استثمر الأجانب 1.53 تريليون ين في السندات اليابانية طويلة الأجل، وهو أكبر مبلغ في أسبوع منذ 11 مايو. ومع ذلك، فقد باعوا أدوات قصيرة الأجل بقيمة صافية 1.36 تريليون ين، مسجلين تدفقاً خارجاً أسبوعياً تاسعاً في 10 أسابيع.

في الوقت نفسه، خرج المستثمرون عبر الحدود من الأسهم اليابانية بما يصل إلى 47.9 مليار ين في الأسبوع، بعد نحو 521.9 مليار ين من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق.

وفي سوق الأسهم، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني عند أعلى مستوى في 3 أسابيع يوم الخميس، متعافياً من أكبر تراجع للمؤشر في 37 عاماً تكبده في وقت سابق من هذا الشهر... لكن الحذر قُبيل تصريحات رئيسَي البنك المركزي الياباني والأميركي حد من المكاسب.

وارتفع «نيكي» 0.68 في المائة إلى 38211.01 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ أول أغسطس. وهوى «نيكي» 12.4 في المائة في الخامس من أغسطس، في أكبر تراجع يسجله المؤشر منذ انهيار يوم «الاثنين الأسود»، لكنه صعد 10 في المائة في اليوم التالي. ولا يزال المؤشر أدنى من الذروة التي بلغها في يوليو (تموز) فوق 42 ألف نقطة، لكنه صعد 23 في المائة منذ تراجعه الشديد في الخامس من أغسطس.

وتركز السوق على كلمة مهمة لجيروم بأول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في ندوة «جاكسون هول» وجلسة خاصة للبرلمان الياباني يوم الجمعة، يلقي فيها رئيس «المركزي الياباني» كلمة.

وصعد سهم «فاست ريتيلينغ»، مالكة سلسلة متاجر «يونيكلو» 2.5 في المائة ليوفر أكبر دعم للمؤشر «نيكي»، وقفز سهم «شين - إيتسو كيميكال» 2.75 في المائة، وتراجع سهم مجموعة «سوفت بنك» لاستثمارات التكنولوجيا 1.25 في المائة.

وصعد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.25 في المائة إلى 2671.4 نقطة. وارتفع سهم «جابان توباكو» 1.41 في المائة. وصعد مؤشر قطاع الأدوية 1.56 في المائة ليصبح الأفضل أداء بين المؤشرات الفرعية في بورصة طوكيو. وتراجع مؤشر القطاع المصرفي 1.3 في المائة ليسجل أسوأ أداء بين المؤشرات الفرعية.


مقالات ذات صلة

«المركزي الأوروبي» يستعد لقرار حاسم في سبتمبر

الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يستعد لقرار حاسم في سبتمبر

رأى صناع السياسة في المصرف المركزي الأوروبي عدم وجود ضرورة لتخفيض أسعار الفائدة الشهر الماضي، لكنهم لمحوا إلى مناقشة جديدة في سبتمبر (أيلول).

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد منشآت سكنية غير مكتملة تابعة لشركة «إيفرغراند» المتعثرة في مقاطعة هيبي شرق الصين (رويترز)

«بي دبليو سي» تواجه حظراً صينياً لستة أشهر وغرامة كبيرة بسبب «إيفرغراند»

قالت مصادر إن الجهات التنظيمية الصينية ستأمر على الأرجح بتعليق جزء كبير من أعمال وحدة التدقيق التابعة لشركة «بي دبليو سي» لمدة 6 أشهر.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد لافتة لمعرض الوظائف في الجادة الخامسة في مانهاتن (رويترز)

ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأميركية الأسبوع الماضي

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة في الأسبوع الأخير، لكن المستوى لا يزال يشير إلى استمرار التبريد التدريجي لسوق العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد طاولات فارغة في مطعم بفندق هيلتون بيروت ميتروبوليتان بالاس (رويترز)

الصراع مع إسرائيل يكلف لبنان 10 مليارات دولار

أدَّت غارة جوية إسرائيلية على العاصمة بيروت وتهديد باندلاع حرب شاملة إلى فرض سلسلة من الإجراءات، منها حظر السفر، كما غادر المصطافون البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مشاة يسيرون أمام سبيلاً أثرياً عقب تجديده في أحد أحياء العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري»: 71.5 % من المواطنين البالغين «مشمولون مالياً»

قال البنك المركزي المصري، في تقرير حديث، إن نحو 71.5 في المائة من المواطنين البالغين في البلاد مشمولون مالياً حتى يونيو (حزيران) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بيئة استثمارية تجذب 184 مقراً إقليمياً جديداً في السعودية

العاصمة الرياض تحتضن كثيراً من المقار الإقليمية للشركات العالمية (الشرق الأوسط)
العاصمة الرياض تحتضن كثيراً من المقار الإقليمية للشركات العالمية (الشرق الأوسط)
TT

بيئة استثمارية تجذب 184 مقراً إقليمياً جديداً في السعودية

العاصمة الرياض تحتضن كثيراً من المقار الإقليمية للشركات العالمية (الشرق الأوسط)
العاصمة الرياض تحتضن كثيراً من المقار الإقليمية للشركات العالمية (الشرق الأوسط)

انعكس استمرار جهود السعودية على صعيد دعم البيئة الاستثمارية وتحسين تجربة المستثمر إيجاباً على الشركات الإقليمية التي تواصل توافدها من أجل الدخول إلى السوق السعودية. إذ قرّرت 57 شركة نقل مقارها الإقليمية في الربع الثاني من العام الحالي، بمعدل نمو في هذه التراخيص نسبته 84 في المائة، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2023، إلى جانب 127 ترخيصاً أُصدرت في الربع الأول، ليصل إجمالي التراخيص في النصف الأول إلى نحو 184 رخصة.

كما تعاملت وزارة الاستثمار مع 4709 طلبات للحصول على تأشيرة «زيارة مستثمر» التي تُمنح إلى المستثمرين من خارج المملكة؛ لتمكينهم من زيارتها واستكشاف الفرص المتاحة، إلى جانب معالجة 38 تحدياً من الإشكاليات التي تواجه المستثمرين، منها التشريعية والإجرائية.

وأصدرت وزارة الاستثمار تقرير «راصد الاقتصاد والاستثمار السعودي» للربع الثاني من عام 2024. اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ويظهر تحقيق التراخيص الاستثمارية المصدرة في هذه المدة ارتفاعاً بنسبة 49.6 في المائة، لتصل إلى 2728 ترخيصاً، مقارنة بنحو 1824 بالمدة المماثلة من العام السابق (بعد استبعاد التراخيص المصدرة بموجب حملة تصحيح أوضاع مخالفي نظام مكافحة التستر التجاري).

التعدين واستغلال المحاجر

تركزت معظم التراخيص الاستثمارية المصدرة في نشاط التشييد، والصناعات التحويلية، والأنشطة المهنية والتعليمية والتقنية، والمعلومات والاتصالات، وكذلك خدمات الإقامة والطعام وأنشطة تجارة الجملة والتجزئة.

ويُعد نشاط التعدين واستغلال المحاجر الأعلى نمواً في التراخيص الاستثمارية المصدرة خلال الربع الثاني، قياساً بالمدة نفسها من العام السابق، بمعدل نمو 209.1 في المائة، تليه أنشطة الخدمات الأخرى، وتجارة الجملة والتجزئة بمعدل ارتفاع 110.5 في المائة، و96.3 في المائة، على التوالي.

التحديات البيئية

ويكشف التقرير عن أبرز مبادرات المملكة في دعم الاستثمار خلال الربع الثاني 2024، أبرزها إطلاق وزارة الاقتصاد والتخطيط مبادرة برنامج «رواد الاستدامة» في الرياض، إذ تسلّط الضوء على مشهد الاستدامة في جميع أنحاء البلاد، عبر تعزيز التعاون بين الشركات الرائدة في القطاعات الحيوية، وهي جزء لا يتجزّأ من نهج الدولة الشامل لمواجهة التحديات البيئية وتسريع انتقالها نحو اقتصاد أخضر بما يتماشى مع «رؤية 2030».

وتأتي مبادرة «رواد الاستدامة» تأكيداً على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في المملكة، بما يتماشى مع الأهداف الطموحة والعالمية ذات العلاقة بالالتزام بالتنمية المستدامة وحماية البيئة.

وأطلقت هيئة الأزياء مبادرة «ذا لاب» بالتعاون مع «مدينة محمد بن سلمان غير الربحية» (مدينة مسك) في العاصمة الرياض، تُعد أول استوديو من نوعه في المملكة تستهدف الارتقاء بالصناعة من خلال تزويد المصممين والمصممات التدريب المناسب والموارد اللازمة لتبسيط عملية التصنيع. كما تسعى المبادرة إلى إنشاء منظومة تعزّز من الفرص الاستثمارية في هذه الصناعة وتضمن ازدهارها.

الشراكة السعودية - البريطانية

وتطرّق التقرير أيضاً إلى مبادرات «مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي - البريطاني»، التي أُقيمت مؤخراً، لتعزز تنمية الشراكة الاقتصادية المتبادلة في 13 قطاعاً حيوياً وواعداً، ويُعدّ ملتقى لتبادل الخبرات النوعية، والاطلاع على أحدث الممارسات في الأنشطة ذات الأولوية.

وتُسهم المبادرة في تعزيز حجم التبادل التجاري بين الدولتين، وتصاحبها فعاليات بمشاركة الشركات الأكثر إبداعاً وابتكاراً لتعزيز الشراكة في المجالات الواعدة والناشئة بين البلدين.

ووقّعت «الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار» اتفاقية مع الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار، من أجل استضافة مؤتمر الاستثمار العالمي بنسخته الثامنة والعشرين خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في الرياض، في إطار حرص البلاد على قيادة التحول الرقمي والاستدامة والتعاون العالمي في هذه المنظومة.

قطاع التعليم

ولمّح التقرير إلى قطاع التعليم الذي يمثّل للبلاد أحد المحاور الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، وذلك من خلال السعي إلى تعزيز هذه المنظومة عبر تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة مبتكرة وجاذبة للاستثمار فيه.

وأفصح التقرير عن منجزات نوعية محققة للتعليم تحت مظلة «رؤية 2030»، ومن أهمها استقطاب استثمارات أجنبية نوعية بنحو 13 شركة في التعليم العام الأهلي، وأيضاً إتاحة الفرصة للجامعات الدولية المتميزة لإنشاء فروع لها في المملكة، وتشجيع الاستثمار والتوسع في التعليم الجامعي، كاشفاً التقرير عن افتتاح جامعات عالمية قريباً.

ومن المنجزات، تحقيق 4 جامعات سعودية ضمن أفضل الجامعات تسجيلاً لبراءات الاختراع من بين 100 جامعة على مستوى العالم، وكذلك تعزيز موقع المملكة في التنافسية العالمية بتحقيق الجامعات السعودية مراتب متقدمة في التصنيفات الدولية، وذلك نتيجة دعم البلاد واهتمامها بقطاع التعليم العالي وتمكين البحوث والابتكار.

ووفق التقرير أُنشئت 8 مدارس عالمية في الرياض وهي: «بيتشهول»، و«كينغز كولدج»، و«ون ورلد» العالمية، و«داوون هاوس»، و«الدينهام»، بالإضافة إلى مدرستي «إس - أي - كي»، و«باكسوود»، و«آر جي إس» العالمية.