«الفيدرالي» على حافة خفض الفائدة... ومحضر الاجتماع يكشف التفاصيل

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على حافة خفض الفائدة... ومحضر الاجتماع يكشف التفاصيل

مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

بينما ينصب التركيز الآن على شهر سبتمبر (أيلول) لبدء خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، كان بعض المسؤولين على الأقل في المصرف المركزي حريصين على بدء النقاش حول ذلك خلال اجتماع السياسة النقدية الشهر الماضي.

ومن المتوقع أن يصبح واضحاً عدد المسؤولين الذين كانوا في هذا المعسكر ومدى توحيد بقية صناع السياسة في رؤية اجتماع الفيدرالي المقرر في 17 - 18 سبتمبر كموعد مفضل لبدء خفض تكاليف الاقتراض، عند صدور محضر اجتماع 30 - 31 يوليو (تموز) يوم الأربعاء، وفق «رويترز».

وقد أنهت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، وهي لجنة صياغة السياسة في المصرف المركزي، ذلك الاجتماع من خلال إبقاء سعر الفائدة القياسي في النطاق 5.25 - 5.50 في المائة حيث كان منذ يوليو 2023، لكن المسؤولين وافقوا على عدد من التغييرات الرئيسية في بيان السياسة التي فتحت الباب أمام خفض أسعار الفائدة في اجتماعهم الشهر المقبل.

وتم تعزيز هذا التوقع من خلال تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمره الصحافي بعد الاجتماع، عندما قال: «إذا رأينا أن التضخم ينخفض ​​... بشكل أو بآخر بما يتماشى مع التوقعات، ويظل النمو قوياً بشكل معقول، وسوق العمل متسقاً مع الظروف الحالية، فأعتقد أن خفض أسعار الفائدة يمكن أن يكون على الطاولة في اجتماع سبتمبر».

وبعد يومين من الاجتماع، أبلغت وزارة العمل عن تباطؤ حاد في نمو الرواتب في يوليو، مع ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى بعد الوباء عند 4.3 في المائة.

وبالإضافة إلى إطلاق موجة من تقلبات الأسواق المالية التي عكست لفترة وجيزة احتمالاً ضئيلاً لقيام الفيدرالي الأميركي بالاندفاع لخفض أسعار الفائدة قبل اجتماعه المجدول التالي، فإن مؤشر تراجع سوق العمل دفع عدداً من مسؤولي الفيدرالي نفسه للإشارة إلى استعدادهم للنظر في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيسوتا، نيل كاشكاري، في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»: «لقد تحول ميزان المخاطر، لذا فإن النقاش حول إمكانية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر هو نقاش مناسب لإجرائه». وحتى الآن، كان كاشكاري يؤكد أهمية ضمان عودة التضخم إلى هدف الفيدرالي البالغ 2 في المائة، حتى لو كان ذلك يعني ترك الأسعار كما هي حتى قرب نهاية هذا العام.

المؤشرات

وافق المسؤولون الشهر الماضي على العديد من التغييرات الرئيسية في بيان السياسة الخاص بهم، حيث خففوا وصف التضخم وقالوا إن المخاطر على التوظيف كانت الآن في مستوى المخاطر المرتفعة من الأسعار - وهي لغة محايدة تمهد الطريق لانخفاض الأسعار بعد أكثر من عامين من تشديد الائتمان.

لكن باول، في مؤتمره الصحافي بعد الاجتماع، قال أيضاً إن بعض المسؤولين درسوا إمكانية خفض أسعار الفائدة في ذلك الوقت مباشرة. ومع ذلك، قال

«ومن الواضح أن مشاعر اللجنة لم تكن ستتغير في هذا الاجتماع، بل في أقرب وقت ممكن في الاجتماع المقبل، وذلك اعتماداً على كيفية ورود البيانات».

كما أن كيفية انعكاس هذا النقاش في محضر الاجتماع يوم الأربعاء أمر أساسي يمكن أن يكون دليلاً على نطاق ووتيرة ما يبدو الآن أنه تحول وشيك إلى تخفيف السياسة. وتعكس أسواق عقود الفائدة المستقبلية احتمالاً بنسبة 100 في المائة لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل - مع وجود اختلاف الرأي الوحيد حول الحجم: ربع نقطة مئوية أو نصف نقطة مئوية. والاحتمالية حالياً تؤيد التخفيض الأصغر.

وكتب محللو «إل إتش ماير» للاستشارات في السياسات النقدية أنه يتم فحص النقاش حول سحب التخفيف إلى يوليو (أو تخفيف بأكثر من 25 نقطة أساس في سبتمبر) من كثب لتقييم حجم الدعم، والأهم من ذلك، حساسية الوتيرة، بما في ذلك حجم خفض سبتمبر، إلى اعتدال سوق العمل. والآن بعد أن أصبح النقاش حول شهر سبتمبر يدور أكثر حول ما إذا كان ينبغي خفض أسعار الفائدة، وليس ما إذا كان ينبغي تنفيذها، فإن التوجيه المسبق بشأن بدء التيسير ربما يأتي في صورة «في وقت مبكر».


مقالات ذات صلة

ضغوط متزايدة على «المركزي» الأسترالي لتخفيف السياسة النقدية

الاقتصاد مبنى المصرف المركزي الأسترالي وسط سيدني (رويترز)

ضغوط متزايدة على «المركزي» الأسترالي لتخفيف السياسة النقدية

من المتوقع أن يواجه المصرف المركزي الأسترالي ضغطاً شديداً لتخفيف سياسته في الأسابيع المقبلة، مع انخفاض أسعار المستهلكين بشكل حاد.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مقر مفوضية الاتحاد في بروكسل (رويترز)

التضخم في منطقة اليورو يرتفع مجدداً

سجل التضخم في منطقة اليورو ارتفاعاً طفيفاً في يوليو (تموز) مسجلاً 2.6 في المائة مقارنة بـ2.5 في المائة في يونيو (حزيران).

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد دبابة تناور على الجانب الإسرائيلي من الحدود بين إسرائيل وغزة (رويترز)

الاقتصاد الإسرائيلي يتخبط بعد 320 يوماً من الحرب

بعد 320 يوماً من الصراع بين إسرائيل و«حماس»، لا يزال الاقتصاد الإسرائيلي يعاني من التأثيرات الشديدة للحرب، التي تزداد سوءاً شهراً بعد شهر.

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» في جاكسون هول: كيف ستحدد بيانات الوظائف المقبلة قرارات الفائدة؟

أعرب مسؤولون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن ثقة متزايدة في قدرتهم على كبح التضخم بشكل شبه كامل. والآن، بدأ التركيز ينصب على صحة سوق العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد المصرف المركزي السويدي في ستوكهولم (رويترز)

«المركزي» السويدي يخفض الفائدة... وتوقعات بتسريع وتيرة التيسير النقدي

خفّض المصرف المركزي السويدي سعر الفائدة الرئيسي إلى 3.50 في المائة من 3.75 في المائة كما كان متوقعاً يوم الثلاثاء، وقال إنه يمكن أن يسرع وتيرة التيسير النقدي.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم )

«ميرسك» تدشن أكبر استثمار لوجيستي عالمي لها في ميناء جدة

ميناء جدة الإسلامي (موقع الهيئة العامة للموانئ)
ميناء جدة الإسلامي (موقع الهيئة العامة للموانئ)
TT

«ميرسك» تدشن أكبر استثمار لوجيستي عالمي لها في ميناء جدة

ميناء جدة الإسلامي (موقع الهيئة العامة للموانئ)
ميناء جدة الإسلامي (موقع الهيئة العامة للموانئ)

دشّنت «ميرسك»، وهي شركة دنماركية دولية لشحن الحاويات، أكبر استثمار لوجيستي عالمي لها في ميناء جدة الإسلامي (غرب السعودية)، بقيمة استثمارية 1.3 مليار ريال (350 مليون دولار)، حيث يُتوقع أن تساهم منطقة «ميرسك» اللوجيستية في دعم النشاط الاقتصادي في المملكة، وتوفير خدمات لوجيستية عالية الكفاءة لدعم حركة التجارة والتصدير إلى الأسواق الخارجية، وتعزيز عمل سلاسل التوريد والخدمات اللوجيستية.

وتمتد المنطقة اللوجيستية على مساحة 225 ألف متر مربع، وتضم مناطق تخزين وتوزيع، تستوعب صادرات وواردات البضائع العامة، ومخازن لاستيعاب المنتجات الغذائية المبردة، بالإضافة إلى منطقة لإعادة التصدير، وشحن البضائع، ومركز لتنفيذ التجارة الإلكترونية. كما توفر أكثر من 2500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

كما تعمل المنطقة الجديدة وفق نظام متطور لإدارة المستودعات يُطبق التقنيات الحديثة، والحلول الرقمية؛ لإدارة المخزون بكفاءة، إضافة إلى تطبيق أحدث التقنيات الأمنية؛ لضمان أمن وسلامة المنطقة، والعاملين فيها، وكذلك بضائع العملاء.

المنطقة اللوجيستية الجديدة لـ«ميرسك» في جدة (موقع الشركة)

افتتاح المنطقة

وافتتح المنطقة اللوجيستية الجديدة، الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور وزير النقل والخدمات اللوجيستية، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ (موانئ) المهندس صالح الجاسر الذي شرح أن هذه المنطقة هي واحدة من عشر مناطق لوجيستية في ميناء جدة الإسلامي تم إطلاقها باستثمارات من القطاع الخاص.

وقال إن ذلك يأتي ضمن منهجية الهيئة العامة للموانئ ومنظومة النقل والخدمات اللوجيستية في تنمية المناطق اللوجيستية بالموانئ السعودية، بالشراكة مع القطاع الخاص، وكبرى الشركات الوطنية والعالمية المتخصصة لرفع كفاءة خدمات القطاعين وتعزيز القدرات التشغيلية في موانئ المملكة وترسيخ دورها الريادي والبارز على الخريطة البحرية الدولية.

ونوّه وزير النقل والخدمات اللوجيستية بالدعم الكبير الذي تحظى به المنظومة من قيادة الحكومة، مشيراً إلى أن قطاع الموانئ السعودية يشهد قفزات كبرى وغير مسبوقة، من خلال ارتفاع كفاءة الأداء التشغيلي وتحقيق أرقام قياسية في المؤشرات الدولية، ونمو خطوط الملاحة البحرية وزيادة الاتصال البحري مع دول العالم.

وأكد الجاسر أن القطاع اللوجيستي بات مع الموانئ السعودية، منصة جاذبة بشكل بارز لكبرى الشركات العالمية، والرأسمال الأجنبي والمحلي، للاستثمار وإنشاء المناطق اللوجيستية، فقد تجاوزت تدفقات الاستثمار الأجنبي في هذا القطاع 10 مليارات ريال (2.66 مليار دولار)، مما يسهم في دعم النمو الاقتصادي ونقل المعرفة وتوفير أكثر من 10 آلاف وظيفة مباشرة، وغير مباشرة في القطاع وتعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

ولفت إلى أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية ستعمل على مواصلة تحقيق الإنجازات والمستهدفات الطموحة للاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية وفق «رؤية 2030».

من ناحيته، أكد رئيس «موانئ»، عمر حريري، أن المنطقة اللوجيستية الجديدة تأتي امتداداً للشراكات الاستراتيجية المتعددة التي عقدتها مع كبرى الشركات العالمية والوطنية.

ولفت إلى دور المنطقة الجديدة في دعم نمو صناعة الخدمات اللوجيستية، وتعزيزها للنشاط الاقتصادي والتنموي، بما تقدمه من حلول ذكية ومتقدمة، تعمل على ربط وتسهيل حركة التصدير ودعم سلاسل التوريد؛ مما يسهم في تحقيق قفزات كبيرة ونوعية للأداء التشغيلي بالموانئ، ويعزز قدرات القطاع اللوجيستي، وحركة التجارة العالمية.