3 طرق أساسية تمكّن الذكاء الاصطناعي من تعزيز جهود الاستدامة في السعودية

«مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» شددت على وجوب تسخير الابتكارات التقنية لبناء مستقبل حيوي

نموذج مصغر لروبوت ويد لعبة وتظهر في الخلف كلمة ذكاء اصطناعي (رويترز)
نموذج مصغر لروبوت ويد لعبة وتظهر في الخلف كلمة ذكاء اصطناعي (رويترز)
TT

3 طرق أساسية تمكّن الذكاء الاصطناعي من تعزيز جهود الاستدامة في السعودية

نموذج مصغر لروبوت ويد لعبة وتظهر في الخلف كلمة ذكاء اصطناعي (رويترز)
نموذج مصغر لروبوت ويد لعبة وتظهر في الخلف كلمة ذكاء اصطناعي (رويترز)

تتوقع «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» أن تعزّز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المملكة، مثل الصيانة التنبؤية في البنية التحتية للطاقة، استقرار الشبكة وتخفّض من التكاليف التشغيلية، بما يتماشى مع أهداف الاستدامة لـ«رؤية 2030».

هذا ما جاء ضمن تقرير أطلقته المؤسسة، بالتعاون مع شركة «آرثر دي ليتل» للاستشارات الإدارية الدولية، بعنوان «دور الذكاء الاصطناعي في الاستدامة: نعمة أم نقمة؟»، الذي استعرض إمكانات الذكاء الاصطناعي التحويلي في دفع عجلة الاستدامة عبر مختلف القطاعات، ويتناول التحديات المتعلقة بتبني هذه التقنيات.

وشدد التقرير على الأهمية والتأثير في المستوى الإقليمي، مبيناً أنه يمكن لأنظمة إدارة الطاقة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، أن تساعد في تحسين استهلاك الطاقة في القطاعين التجاري والصناعي، ما يُسهم في تحقيق الأهداف الطموحة للمملكة في خفض الانبعاثات الكربونية.

نقلة نوعية

وقال الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» ريتشارد أتياس: «ملتزمون بالابتكار لمعالجة التحديات التي تواجه العالم، ولذا يسلّط تقريرنا الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في مجال الاستدامة، وتقديم حلول عملية إلى الشركات والحكومات، مع دفع عجلة التقدم نحو مستقبل أكثر استدامة».

من جهته، أشار الشريك في قطاع الطاقة والمرافق في «آرثر دي ليتل الشرق الأوسط»، عدنان مرحبا، إلى أن التعاون مع «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» يؤكد أهمية التقنيات التحويلية، مثل الذكاء الاصطناعي، في تحقيق التنمية المستدامة.

وتابع: «من خلال تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي وقدراته يمكننا تعزيز نماذج الأعمال القائمة، وتحويل وإعادة تشكيل القطاعات، والاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية، وبالتالي يمكننا الإسهام في نهاية المطاف في بناء مستقبل أكثر استدامة وقوة».

الشريك في قطاع الطاقة والمرافق في «آرثر دي ليتل الشرق الأوسط» عدنان مرحبا

رفع الكفاءة

وعلى صعيد تعزيز الاستدامة، توصل التقرير إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزّز بصورة كبيرة استدامة نماذج الأعمال الحالية من خلال تطوير العمليات ورفع كفاءة استخدام الطاقة.

ومن الأمثلة الواقعية التي أشار إليها التقرير، نجاح شركة «غوغل» في خفض استهلاك الطاقة في مراكز البيانات الخاصة بها بنسبة تصل إلى 40 في المائة. كما توفر حلول شركة «آي بي إم واتسون»، المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، القدرة على تعزيز الإنتاج الزراعي مع الحفاظ على المياه في الوقت نفسه.

ومن حيث التحول إلى نماذج جديدة، يرى التقرير أن الذكاء الاصطناعي يتيح ابتكار نماذج أعمال جديدة ومستدامة تُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية مع تعزيز الربحية، ضارباً أمثلة بالخدمات التي تقدمها «بابيلون هيلث» الخاصة بالرعاية الصحية والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

ونوه التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد المؤسسات على الاستعداد للتعامل مع آثار تغير المناخ والكوارث الطبيعية والتخفيف من حدتها، ضارباً أمثلة بالابتكارات، والمواد المقاومة للحرارة المصممة بوساطة الذكاء الاصطناعي من معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا، ومشروع «تري كانوبي» من شركة «غوغل» لتخطيط الغابات الحضرية.

«القمة العالمية للذكاء الاصطناعي»

جدير بالذكر أن العاصمة السعودية الرياض سوف تستضيف، من 10 إلى 12 سبتمبر (أيلول) المقبل، «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» برعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، التي تهدف إلى معالجة الأسئلة الصعبة التي تُواجه تطوير الذكاء الاصطناعي، لضمان تحويل إمكاناته إلى واقع ملموس، ومن المتوقع أن تضم أكثر من 250 متحدثاً، وما يزيد على 15 ألف مشارك من حول العالم.


مقالات ذات صلة

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

الاقتصاد جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

في ظل التطور المتسارع والتحديات المتصاعدة التي يشهدها قطاع الأمن السيبراني عالمياً، تقدم السعودية نموذجاً استثنائياً في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد خزان تعدين في أحد المؤتمرات بالولايات المتحدة (رويترز)

إنفوغراف: ما أكبر مراكز البيانات في العالم؟

في ظل دعوة شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى البيت الأبيض إلى بناء مراكز بيانات ضخمة بقدرة 5 غيغاواط من شأنها أن توفر عشرات الآلاف من الوظائف وتعزز الناتج المحلي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم صور أنشأها «نموذج الطبيعة الكبير» للذكاء الاصطناعي

أول متحف فني للذكاء الاصطناعي في العالم يتحدى العقول

مَعْلَم يلتقي فيه الخيال البشري بإبداع الآلة

جيسوس دياز (واشنطن)
الاقتصاد شعاري «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

العقل المدبر خلف «تشات جي بي تي» تغادر «أوبن إيه آي»

أعلنت المديرة الفنية لشركة «أوبن إيه آي»، ميرا موراتي، يوم الأربعاء، استقالتها من المجموعة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتنضم بذلك إلى قائمة المغادرين

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تحركات دولية تقودها السعودية لمكافحة التغيّر المناخي وتدهور الأراضي

مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)
مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)
TT

تحركات دولية تقودها السعودية لمكافحة التغيّر المناخي وتدهور الأراضي

مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)
مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)

اجتمعت رئاسات النسخ الثلاث المقبلة من «مؤتمر الأطراف (كوب)»، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهي السعودية، وأذربيجان، وكولومبيا؛ وذلك لتحديد إطار طموحاتها المتعلقة بالاتفاقيات الثلاث لـ«مبادرة ريو البيئية»، وسوف تعقد أيضاً اجتماعات خلال الربع الأخير من السنة، سعياً إلى مواجهة التحديات المتمثلة في «التغير المناخي»، و«التصحّر»، و«فقدان التنوع البيولوجي».

وتستمد «مبادرة ريو»، اسمها من المقررات التاريخية لـ«قمة الأرض» عام 1992 التي عقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. واجتمعت حكومات العالم، الأحد في نيويورك، لبناء إطار للتحرّك في مواجهة التحديات الوجودية المتمثلة في «التغير المناخي» و«التصحّر» و«فقدان التنوع البيولوجي»، وركّز هذا الاجتماع على تعزيز التعاون بين النسخ الثلاث المرتقبة من «كوب».

وقد ضمّ الاجتماع، السعودية، التي سترأس «مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب16)»، وأذربيجان، التي سترأس «المؤتمر التاسع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (كوب29)»، وكولومبيا، التي سوف ترأس «مؤتمر الأطراف السادس عشر حول التنوّع البيولوجي».

وتسعى «مبادرة ريو» الثلاثية إلى زيادة التعاون في مكافحة تدهور الأراضي، وتغيّر المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، فضلاً عن تعزيز زخم العمل الدولي المشترك في اتفاقيات الأمم المتحدة البيئية.

وقد سلّطت الرئاسة السعودية لـ«مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر (كوب16)» الضوء على أهمّية استصلاح الأراضي لصحّة الناس والكوكب، كما أشارت إلى التأثير الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المدمّر لمشكلتي تدهور الأراضي والجفاف؛ مما من شأنه تهديد التنوع البيولوجي وزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، الذي يؤدي إلى تفاقم تحديات الأمن الغذائي والمائي.

وقال وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية ومستشار رئاسة «كوب16»، الدكتور أسامة فقيها، إن «التغيّر المناخي، وفقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الأراضي، تحديات مترابطة للأزمة نفسها التي يواجهها الكوكب، والتي تجب معالجتها بشكل متكامل وأكثر فاعلية».

وأضاف أن «هذا العام تتوفّر فرصة فريدة لتضافر الجهود مع أذربيجان وكولومبيا، وحشد التأييد الدولي؛ لمعالجة هذه التحديات البيئية العالمية المترابطة، والتي لها تأثير مدمر على الكوكب وسكانه».

بدورها، أكدت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في كولومبيا، رئيسة «مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي»، سوزانا محمد، «الحاجة إلى أجندة مشتركة يجري تنفيذها على أرض الواقع»، مبيّنة استعدادهم لتأسيس مجموعة عمل لتعزيز التنسيق والتعاون.

وأوضحت أن «التحوّل العادل الذي يجري الحديث عنه في مجال التغير المناخي لا بدّ من أن يتجسّد في ترابط الجهود لتجنّب تدهور النظم البيئية الطبيعية وإلحاق الضرر بها».

وواصلت: «لدينا فرصة ثمينة لتخطيط الأراضي وفق نهج أكثر تكاملاً: إزالة الكربون، واستعادة البيئة، وتوفير ظروف أفضل للحياة البشرية. و(مؤتمر الأطراف السادس عشر حول التنوّع البيولوجي) هو المكان المناسب لتعميق فهم هذه الجهود».

من جهته، لفت رئيس «مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين حول التغيّر المناخي (كوب29)»، مختار باباييف، إلى هدفهم «إطلاق العنان لجهود التعاون، وتعزيز كفاءة الإجراءات، وتحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الناس والكوكب عموماً، وذلك من خلال تعزيز التعاون عبر (اتفاقيات ريو الثلاث)».

وتابع: «هذا يفرض علينا الإقرار بأنّ أهداف الاتفاقيات المعنية مترابطة جوهرياً، وأنّ التقدّم في مجال واحد يمكن أن يحفّز التقدم في مجالات أخرى».

هذا؛ ودعت السعودية حكومات الدول المجتمعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في «مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب16)»، الذي ستستضيفه الرياض في مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وقد حددت «اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر» هدفاً لاستصلاح 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030. وفي الرياض، ستدفع الرئاسة السعودية لـ«مؤتمر الأطراف (كوب16)» نحو مزيد من التعهّدات الملموسة لتحقيق هذه الغاية.

يذكر أن «كوب16»، سيكون في نسخته المقبلة المؤتمر الأكبر والأكثر شمولاً في تاريخ «مؤتمرات الأطراف» التابعة للاتفاقية، حيث سيوفر مساحة للتعاون الدولي على مستوى عالمي، وسيتيح الفرصة أمام القطاع الخاص والمجتمع المدني والمجتمع العلمي لتبادل الحلول المتعلقة بتدهور الأراضي والتصحر والجفاف.