تراجع الذهب مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأميركي

سبائك من الذهب في مصنع تكرير وتصنيع المعادن الثمينة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية (رويترز)
سبائك من الذهب في مصنع تكرير وتصنيع المعادن الثمينة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية (رويترز)
TT

تراجع الذهب مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأميركي

سبائك من الذهب في مصنع تكرير وتصنيع المعادن الثمينة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية (رويترز)
سبائك من الذهب في مصنع تكرير وتصنيع المعادن الثمينة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية (رويترز)

انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف، يوم الأربعاء، حيث يظل المستثمرون على الحياد، ترقباً لتقرير التضخم الأميركي الرئيسي، في وقت لاحق من اليوم، والذي قد يحدد لهجة اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وانخفض الذهب الفوري 0.2 في المائة إلى 2460.89 دولار للأوقية، بحلول الساعة 05:37 (بتوقيت غرينتش). وكانت الأسعار قد سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2483.60 دولار، الشهر الماضي، وفق «رويترز».

وانخفضت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.3 في المائة إلى 2500.10 دولار.

ومن المتوقع أن تُظهر بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي تسارع التضخم على أساس شهري إلى 0.2 في المائة، مع تباطؤ التضخم الأساسي السنوي قليلاً إلى 3.2 في المائة. ومن المقرر صدور بيانات مبيعات التجزئة، يوم الخميس.

وقد يهبط الذهب إلى 2300 دولار إذا لم تتوافق بيانات مؤشر أسعار المستهلك مع التخفيضات المتوقعة بأسعار الفائدة، لكن على المدى الطويل، من المرجح أن يرتفع الذهب مع ضعف الاقتصاد الأميركي بما يكفي لخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، وفقاً لمحلل السوق المالية في «كابيتال دوت كوم»، كايل رودا.

وأظهرت البيانات، يوم الثلاثاء، أن أسعار المنتجين في الولايات المتحدة ارتفعت بأقل من المتوقع خلال يوليو (تموز) الماضي، مما عزّز وجهة نظر السوق بأن تباطؤ التضخم سيسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة قريباً.

ويرى المتداولون فرصة بنسبة 54 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوسيك، إنه يريد رؤية «مزيد من البيانات»، قبل أن يكون مستعداً لدعم خفض أسعار الفائدة.

وأضاف رودا أن المستثمرين يشترون الذهب إلى حد كبير تحسباً لضربة انتقامية من إيران، لكنهم يتخلصون من تلك المراكز إذا لم تحدث الضربة. وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الناجم عن المحادثات المأمولة، هذا الأسبوع، فقط من شأنه أن يمنع إيران من الرد المباشر على إسرائيل لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، على أراضيها.

وانخفضت أسعار الفضة الفورية 0.4 في المائة إلى 27.73 دولار، وهبط سعر البلاتين 0.5 في المائة إلى 931.50 دولار.

وارتفع البلاديوم 0.3 في المائة إلى 941.00 دولار، بعد أن بلغ أعلى مستوى له، منذ 24 يوليو، في الجلسة السابقة.


مقالات ذات صلة

عوائد السندات الألمانية والأميركية تتراجع بعد بيانات التضخم

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي واليورو (رويترز)

عوائد السندات الألمانية والأميركية تتراجع بعد بيانات التضخم

تراجعت عوائد السندات الألمانية القياسية في منطقة اليورو يوم الأربعاء، منهية سلسلة من الارتفاعات استمرت عشرة أيام، عقب صدور بيانات تضخم أميركية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في سوبر ماركت حيث يؤثر ارتفاع التضخم على أسعار المستهلكين في لوس أنجليس (رويترز)

ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى 2.9 % خلال ديسمبر

ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 2.9 في المائة في ديسمبر، بما يتماشى مع التوقعات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك 17 أكتوبر 2024 (رويترز)

يلين: سياسات إدارة بايدن في الجائحة أنقذت ملايين الوظائف وعززت النمو

دافعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الأربعاء عن استجابة إدارة بايدن لجائحة «كوفيد - 19»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يسير الناس على طول الواجهة البحرية في لا ديفانس بالحي المالي والتجاري بالقرب من باريس (رويترز)

فرنسا تستهدف تضخماً 1.4 % وخفض الإنفاق العام في موازنة 2025

قالت وزيرة الموازنة الفرنسية أميلي دي مونتشالين، يوم الأربعاء، إن الحكومة تستهدف معدل تضخم يبلغ 1.4 في المائة، هذا العام، كما تهدف إلى خفض الإنفاق العام.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

ما المتوقع من بيانات التضخم الأميركية اليوم؟

من المحتمل أن يكون التضخم في الولايات المتحدة قد تفاقم الشهر الماضي على خلفية ارتفاع أسعار الغاز والسيارات المستعملة. فكيف سينعكس ذلك على قرار «الفيدرالي»؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وزيرة مغربية لـ«الشرق الأوسط»: تحسين شبكات الكهرباء وإعادة التدوير ضمن أولوياتنا

TT

وزيرة مغربية لـ«الشرق الأوسط»: تحسين شبكات الكهرباء وإعادة التدوير ضمن أولوياتنا

وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي خلال «مؤتمر التعدين الدولي» في الرياض (الشرق الأوسط)
وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي خلال «مؤتمر التعدين الدولي» في الرياض (الشرق الأوسط)

تشكّل أسعار الكهرباء في المغرب وسياسات الطاقة المحور الأبرز في الإصلاحات الاقتصادية التي تجريها المملكة، وتستحوذ على جانب مهم من مباحثات ومراجعات صندوق النقد الدولي مع حكومة البلاد. وأكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي أن تحسين شبكات الكهرباء يشكل أولوية قصوى للمغرب، مع تصاعد الطلب عليها، وذلك خلال مقابلة مع «الشرق الأوسط» على هامش «مؤتمر التعدين الدولي في الرياض»، الأربعاء.

وقال صندوق النقد الدولي إن المغرب يحتاج إلى مواصلة التقدم نحو تحرير أسواق الكهرباء وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في قطاع الطاقة المتجددة لتقليل اعتماده على الوقود المستورد، وفق تقرير للصندوق في إطار المراجعة الثانية لاتفاق «تسهيل الصلابة والاستدامة».

وأوضحت ليلى بنعلي أن المغرب حقق تقدماً كبيراً في مجال الطاقة المتجددة، ويعمل الآن على توسيع هذا التقدم ليشمل تطوير شبكات الكهرباء والاتصالات.

وأكدت أن المغرب يمتلك مجموعة واسعة من المعادن المهمة، بما في ذلك غالبية المعادن الفلزية التي تلعب دوراً مهماً في مجالات الطاقة والانتقال الرقمي. وقد تم اكتشاف آثار لهذه المعادن في المغرب، بما في ذلك المعادن البحرية.

إعادة التدوير

كما شددت على أهمية الاستثمار في إعادة التدوير، موضحة أن مواجهة تحديات الطاقة والانتقال الرقمي في العالم لن تتم إلا من خلال إعادة تدوير المعادن الاستراتيجية مثل النفط الموجود في الهواتف الجوالة والميكروفونات.

لهذا السبب، بيّنت ليلى بنعلي أن المغرب يسعى للاستثمار في هذا المجال أيضاً، ويعمل بشكل وثيق مع شركائه الاستراتيجيين في السعودية ودول الخليج، بالإضافة إلى التعاون مع دول أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية في هذا الاتجاه.

من جانب آخر، ذكرت الوزيرة المغربية خلال جلسات المؤتمر أن بلادها تُعد من كبرى الدول الخمس عالمياً في مجال الطاقة والتعدين، بفضل ارتباطها اللوجيستي بالقارة الأوروبية في الطاقة.

فرص استثمارية

وقالت ليلى بنعلي إن لدى المغرب العديد من الفرص الاستثمارية المستقبلية؛ أبرزها «مشروع البنية التحتية للغاز» تقدر قيمته بـ4 مليارات دولار، ويسهم بشكل كبير في تسريع انتقال المغرب نحو قطاع طاقة مستدام.

وتطرّقت ليلى بنعلي إلى مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري - المغربي الذي يُعد من المشاريع الاستراتيجية المهمة؛ حيث يربط 13 دولة في أفريقيا ويتيح لها الوصول إلى المحيط الأطلسي. وهذا الأمر يعزز الرؤية الأطلسية في تعزيز التعاون الطاقوي بين القارة ودول المنطقة.

وأضافت أن فرص الاستثمار بين المغرب والسعودية تزداد بفضل الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها العام الماضي في مجالات التعدين، خاصة المعادن الاستراتيجية والنادرة، و«هذه الشراكة لا تقتصر على الاستثمارات المالية فقط، بل تشمل أيضاً التعاون في البحث والتطوير وإنشاء مراكز التميز». وأبانت أن هناك العديد من الفرص المشتركة في مجال الطاقة بين البلدين.

وفي هذا السياق، ذكرت ليلى بنعلي أنه تم إطلاق عدد من مراكز التميز يوم الثلاثاء، بينما تم اختيار جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في المغرب لتكون أحد 3 مراكز تميز في المنطقة الكبرى. وبالتالي، يركز المغرب على عدد من المعادن الاستراتيجية مثل الكوبالت والليثيوم، بالإضافة إلى النحاس وغيره من المعادن الضرورية للتحول الطاقوي.