«بنك أوف أميركا»: الأسواق تتجه نحو الأصول النقدية مع تراجع النمو

خوف المستثمرين يدفعهم للهروب من الأسهم

أشخاص يمرون أمام مؤشر ناسداك في نيويورك (رويترز)
أشخاص يمرون أمام مؤشر ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«بنك أوف أميركا»: الأسواق تتجه نحو الأصول النقدية مع تراجع النمو

أشخاص يمرون أمام مؤشر ناسداك في نيويورك (رويترز)
أشخاص يمرون أمام مؤشر ناسداك في نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون تخصيصاتهم للأصول النقدية وخفضوا مراكزهم الزائدة في الأسهم في أغسطس (آب)، حيث انخفضت توقعات النمو العالمي إلى أدنى مستوى لها منذ ثمانية أشهر، وفقاً لاستطلاع «بنك أوف أميركا» لمديري الصناديق الذي نشر يوم الثلاثاء.

وبحسب الاستطلاع، قال 31 في المائة من المشاركين إنهم كانوا أكثر حرصاً على الاستثمار في الأسهم في أغسطس، انخفاضاً من 51 في المائة في يوليو (تموز)، في حين بلغ متوسط ​​مستواهم النقدي 4.3 في المائة من إجمالي الأصول، ارتفاعاً من 4.1 في المائة في الشهر السابق.

وأرجع «بنك أوف أميركا» التحول إلى بيانات الرواتب الأميركية الضعيفة لشهر يوليو، وصدمة التقلب المرتبطة بالارتداد في الين الياباني.

وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 3.6 في المائة حتى الآن هذا الشهر. وتراجع بنسبة 2.7 في المائة في يوم صدور تقرير الرواتب و2 في المائة أخرى في الجلسة التالية، بعد أن انخفض مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة هي الأكبر في يوم واحد منذ عام 1987.

وأشار اللاعبون في السوق أيضاً إلى انتعاش الين وتصفية صفقات «تجارة الفائدة» التي يستخدمها المستثمرون لزيادة رهاناتهم، على أنها وراء البيع.

ومع ذلك، كانت الأسهم حول العالم تتعافى في الجلسات الأخيرة.

وقال «بنك أوف أميركا» إن 189 مشاركاً بأصول مدارة بقيمة 508 مليارات دولار استجابوا للاستطلاع، ويتوقع 47 في المائة من المشاركين في الاستطلاع اقتصاداً عالمياً أضعف في الأشهر الـ 12 المقبلة، بانخفاض 20 نقطة مئوية عن يوليو.

ومع ذلك، قال 76 في المائة من المستجيبين للاستطلاع إنهم ما زالوا يتوقعون «هبوطاً ناعماً» للاقتصاد العالمي، في إشارة إلى تباطؤ تدريجي مقابل «الهبوط الحاد» أو سيناريو «عدم الهبوط» حيث لا يتباطأ فيه النمو على الإطلاق.

وقال «بنك أوف أميركا» إن هذا الاعتقاد مدفوع بتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة، حيث يتوقع 93 في المائة من المستجيبين انخفاض أسعار الفائدة قصيرة الأجل خلال 12 شهراً المقبلة، وهو أعلى مستوى في السنوات الـ 24 الماضية.

ووجد الاستطلاع أن 60 في المائة من المستجيبين يتوقعون أربعة تخفيضات أو أكثر في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على مدار الأشهر الـ 12 المقبلة.

وشهدت استثمارات الأسهم اليابانية تحولاً دراماتيكياً خلال الشهر الماضي، حيث سجلت أكبر انخفاض منذ أبريل (نيسان). وانتقل المستثمرون من زيادة صافية بنسبة 7 في المائة في يوليو إلى خسارة صافية بنسبة 9 في المائة في أغسطس، وهو أول تحول سلبي منذ يوليو 2023.


مقالات ذات صلة

مكاسب لمعظم أسواق الخليج وسط توقعات خفض أسعار الفائدة

الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

مكاسب لمعظم أسواق الخليج وسط توقعات خفض أسعار الفائدة

أغلقت معظم أسواق الأسهم في منطقة الخليج مرتفعة، في جلسة الأحد، مع توقع المستثمرين إقدام مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي على خفض كبير لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)

السوق السعودية تكسب 76 نقطة بتأثير من الأسهم القيادية

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية تداولات الخميس، بمقدار 76.15 نقطة، وبنسبة 0.65 في المائة، إلى مستويات 11842.55 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مخطط لأسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

الأسواق الأوروبية ترتفع 1 % بدعم من أسهم التكنولوجيا

ارتفعت الأسهم الأوروبية بنسبة 1 في المائة يوم الخميس، مدعومة بأداء قوي لأسهم التكنولوجيا، بينما يترقب المستثمرون قرار السياسة النقدية من «المركزي الأوروبي».

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات في سوق الأسهم السعودية (تداول) بالرياض (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تتراجع للجلسة الرابعة على التوالي

تراجع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، الاثنين، للجلسة الرابعة على التوالي، بفارق 19.40 نقطة، وبنسبة 0.16 في المائة، إلى مستوى 11962.90 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية بالرياض (أ.ف.ب)

سوق الأسهم السعودية تفقد مستويات 12000 بتراجع معظم القطاعات

انخفض مؤشر الأسهم السعودية الرئيسي (تاسي)، بنهاية أولى جلسات الأسبوع، بمقدار 117.19 نقطة، وبنسبة 1 في المائة تقريباً، إلى مستويات 11982.30 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

توقعات خفض الفائدة الأميركية تسيطر على الأسواق

متداول عملة يمر أمام شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)
متداول عملة يمر أمام شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)
TT

توقعات خفض الفائدة الأميركية تسيطر على الأسواق

متداول عملة يمر أمام شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)
متداول عملة يمر أمام شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)

تذبذبت الأسهم الآسيوية وتراجع الدولار يوم الاثنين في أسبوع من المتوقع أن يشهد بداية دورة تخفيف في الولايات المتحدة، مع قيام المستثمرين بتقييم إمكانية حدوث تحرك كبير.

وتجتمع المصارف المركزية في اليابان والمملكة المتحدة أيضاً هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تظل مستقرة في الوقت الحالي، في حين يتضمن جدول البيانات المزدحم بيانات مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

وظل المزاج الجيوسياسي متوتراً أكثر من أي وقت مضى، حيث كان المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب هدفاً لمحاولة اغتيال ثانية يوم الأحد، وفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

وجعلت العطلات في الصين واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا الظروف هادئة، وكانت التحركات الأولية متواضعة. وارتفع مؤشر «إم إس سي آي» الأوسع نطاقاً لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادي خارج اليابان بنسبة 0.3 في المائة بعد ارتفاعه بنسبة 0.8 في المائة الأسبوع الماضي.

وأغلق مؤشر نيكي الياباني عند 36315 نقطة مقارنة، بإغلاق نقدي عند 36581 نقطة حيث أثرت المكاسب الأخيرة للين على المصدرين. ولم تشهد العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تغيراً يذكر، في حين انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك» بنسبة 0.1 في المائة.

وكانت بيانات الاقتصاد الصيني التي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع مخيبة للآمال، حيث تباطأ نمو الإنتاج الصناعي إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر في أغسطس (آب)، بينما ضعفت مبيعات التجزئة وأسعار المنازل الجديدة أكثر.

وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 0.2 في المائة، كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «فوتسي» بنسبة 0.1 في المائة.

وكانت البيانات الاقتصادية الصادرة من الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع مخيبة للآمال مع تباطؤ نمو الناتج الصناعي إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر في أغسطس، في حين ضعفت مبيعات التجزئة وأسعار المساكن الجديدة بشكل أكبر.

وقال محلل التعدين والطاقة في بنك «الكومنولث الأسترالي»، فيفيك دار: «تعزز البيانات الحجة لصالح تحفيز اقتصادي إضافي بحلول نهاية العام إذا كانت الصين تريد تحقيق هدفها المتمثل في نمو بنحو 5 في المائة في عام 2024».

وأضاف: «نعتقد أن صناع السياسات سوف يتطلعون إلى زيادة إنفاق الحكومة المركزية على مشاريع البنية التحتية إذا تراجع قطاع العقارات والبنية التحتية في الصين مرة أخرى في سبتمبر (أيلول)».

أما بالنسبة لبنك الاحتياطي الفيدرالي، فقد ارتفعت العقود الآجلة مبكراً مما دفع احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 59 في المائة، من 30 في المائة قبل أسبوع. وقد تقلصت الاحتمالات بشكل حاد بعد أن أحيت التقارير الإعلامية احتمالات تخفيف السياسة النقدية بشكل أكثر جرأة.

وقال الخبير الاقتصادي في «جيه بي مورغان»، مايكل فيرولي: «نتفق على أن الأمر من المرجح أن يكون متقارباً، لكننا نعتقد أيضاً أن (الفيدرالي) سوف يفعل الشيء (الصحيح) ويخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس».

وأضاف أن «الحجة لصالح خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس تبدو واضحة لنا: إذ تشير التكرارات المختلفة لقاعدة تايلور إلى أن السياسة مقيدة حالياً بنقطة مئوية كاملة أو أكثر».

وإذا قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة، يرى فيرولي أن يتوقع صناع السياسات أيضاً خفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس هذا العام و150 نقطة أساس بحلول عام 2025.

وقد قام السوق بتسعير 114 نقطة أساس من التيسير بحلول عيد الميلاد و142 نقطة أساس أخرى للعام المقبل.

الين في تقدم

لاحظ المحللون في بنك «إيه إن زد» أنه في العقود الثلاثة الماضية كانت هناك ثلاث دورات تخفيف بدأت بتخفيضات بأكثر من 25 نقطة أساس، ولكن في كل منها كانت هناك مخاوف بشأن هزيمة السوق التي تؤدي إلى الركود، وهو ما ليس هو الحال الآن.

وقد أدى مجرد احتمال اتخاذ خطوة عدوانية إلى ارتفاع السندات على نطاق واسع، مع انخفاض العائد على سندات الخزانة لمدة عامين إلى 3.593 في المائة بعد أن وصل إلى أدنى مستوى إغلاق له منذ سبتمبر 2022.

ومن المتوقع عموماً أن يترك بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير عند 5 في المائة عندما يجتمع يوم الخميس، على الرغم من أن الأسواق قد حددت سعراً بنسبة 31 في المائة لخفض آخر.

ومن المقرر أن يجتمع بنك اليابان يوم الجمعة، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحافظ على سعر الفائدة دون تغيير، على الرغم من أنه قد يضع الأساس لمزيد من التشديد في أكتوبر (تشرين الأول).

ومن المتوقع أيضاً أن يخفف المصرف المركزي في جنوب أفريقيا سياسته النقدية هذا الأسبوع، في حين من المتوقع أن تبقى النرويج ثابتة.

وساهم انخفاض عوائد سندات الخزانة في تعزيز الين مقابل الدولار، الذي هبط إلى أدنى مستوى في تسعة أشهر عند 140.25 ين بعد انخفاضه بنسبة 0.9 في المائة الأسبوع الماضي.

واستقر اليورو عند 1.1096 دولار، مع احتمال خفض أسعار الفائدة من جانب «المركزي الأوروبي» مجدداً بما يضع حداً للعملة عند 1.1200 دولار.

واستقر الدولار الكندي عند 1.3580 دولار مقابل الدولار الأميركي بعد أن فتح محافظ بنك كندا تيف ماكليم الباب أمام خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز».

ودعم انخفاض عوائد السندات الذهب، الذي بلغ 2582 دولاراً للأونصة ليقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2588.81 دولار.

وتباينت أسعار النفط مع توقف نحو خمس إنتاج الخام في خليج المكسيك. وانخفض خام برنت أربعة سنتات إلى 71.57 دولار للبرميل، في حين ارتفع الخام الأميركي سبعة سنتات إلى 68.72 دولار للبرميل.